صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-19@01:06:48 GMT

الحرب والحياة اللولبية

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الحرب والحياة اللولبية

 

الحرب والحياة اللولبية

خالد فضل

في زمن الحرب ؛ وهو من أزمنة الاختبارات العسيرة لمنظومة القيم المدعاة في غيره ، تتكشف المواقف الحقيقية للأفراد والمجتمعات ،وخلال الحرب السودانية المستعرة منذ ما يقارب ستة الأشهر بين فريقي ما يسمى بالمكون العسكري السوداني ( القوات المسلحة / قوات الدعم السريع) تكشفت أوجه الحياة اللولبية حقا .

على المستوى الفردي والأسري ، تبدلت أوضاع تبدلا درامتيكيا ،من كان يقطن مستقرا مرتاح البال ، منعما وأسرته بمباهج الحياة الرغدة والخير الوفير ، بات في غمضة عين وانتباهتها نازحا في قرى وفرقان (عرب الجزيرة وبحر أبيض ) ،من تيسرت أموره المادية وامتلك المال الوفير وسلس له قياد تطبيق بنكك ، شوته نيران أجرة السكن الباهظة في مدني أو شندي ، وبات الرقم السواني المشهور (مليار) هو المطلوب شهريا لشقة مفروشة كيفما اتفق في حاضرة الجزيرة ، ومع ذلك فإنّ سكان الحلّال لم يقصروا أبدا مع النازحين الفارين إلى جزيرتهم أواخر رمضان المنصرم وحتى الآن ، إنهم يرفدونهم بالماء والطعام والحلوى والتمر ، وكلمات الترحاب فيما الجشع واستغلال الظروف لأقصى درجة هو ديدن الممارسة اليومية لأنشطة الحياة المختلفة ، وعلى ذلك قس بقية الممارسات اللولبية السودانية .

إنّ أقسى اللحظات أمام أغلبنا كسودانيين هي لحظات مواجهة الحقائق ، وتضرب حكوماتنا _ التي يغلب عليها الحكم العسكري _ الرقم القياسي في (اللولبة) إن جاز التعبير ، وبين ثنايا الحرب الدائرة الآن ملايين الشواهد ، فمنذ البدء من الحقائق أنّه لا توجد حكومة في السودان منذ إنقلاب الثنائي البرهان /حميدتي على السلطة المدنية الإنتقالية برئاسة د.عبدالله حمدوك في 25أكتوبر2021م هذه الحقيقة يتم المراوغة بشأنها بصورة فجة ،والناس لا يتوقفون ثيرا في كنه الأشياء ، فالحرب في حقيقتها هي حرب ضد الإنتقال الديمقراطي السلمي ،هي ممارسة معهودة من جانب تيار من السودانيين لديهم تنظيم لولبي ، يدعو باسم الله ودين الإسلام بينما جل ممارساتهم ضد أي قيمة نبيلة ، تنظيم شعاره (فلترق كل الدماء) كثير من السودانيين ما يزالون يغالطون أيهم أسبق البيضة أم الدجاجة من عجب !وفي أيام الديمقراطية الثالثة 86__1989م كانت خطوات تحقيق السلام وإنهاء الحرب الأهلية في الجنوب _السابق_ قد بدأت بالفعل ، فلما قرب أمل السلام طبّ على الحكم عسكر ذلك التنظيم اللئيم ليعلنوا (إنقاذ) البلاد من السلام المتوقع والزج بها في أتون حرب (الجهاد) ، ثم لما قرب موعد تداول الرئاسة بين العسكر والمدنيين في مجلس السيادة الإنتقالي ، ولكي لا يكتمل هيكل سلطة مدنية إنتقالية ، كان عسكر ذلك التنظيم بالمرصاد فجاءوا بانقلاب 25أكتوبر الذي أحدث الفراغ في القيادة والحكومة ، فلما تواطأت بعض القوى الثورية على وثيقة إتفاق ؛ وبدأ في الأفق بريق أمل جديدها هم يطبون مرّة أخرى عن طريق هدم المعبد على الجميع هذه المرة ، وبذريعة مجاربة أكبر مشروع انتهازي في حرب عبثية المنتصر فيها خاسر , هل فهمت حاجة عزيزي القارئ من هذه اللخابيط ,في السطر الفائت ؛ لكنها على العموم صفات وعبارات قالت بها قيادات الحرب الراهنة، ومن لولبية الحياة في السودان أن الدعم السريع (صاحب المواقف الوطنية والأدوار المهمة للبلاد) كما قال أحمد هرون ذات مرة وهو وحميدتي في كنف البشير , ها هو ذات الدعم وبمهامه الوطنية تلك يصير المليشيا المتمردة صاحبة المشروع الإنتهازي الذي تشكل في أبريل الماضي فقط !،

إن كانت لنا عقول علينا إعمالها، وإن كانت الرؤوس لحمل الطواقي والعمائم فابشري بطول سلامة يا حرب !

الوسومالبرهان الحرب اللولبية حميدتي نازح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الحرب حميدتي نازح

إقرأ أيضاً:

تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان

تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان

تاج السر عثمان بابو

1

تدخل الحرب اللعينة في السودان شهرها الثامن عشر مع المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، وتزايد المطالب الجماهيرية لوقفها، والمزيد من التقصي لجرائم الحرب والتوثيق لها، وبعد أن رفعت لجنة تقصي الحقائق تقريرها، الذي رصد السمات الأساسية لجرائم الحرب مثل: حالات الاغتصاب والاستبعاد الجنسي والإبادة الجماعية وتدمير البنية التحتية والسجلات الحكومية، والحرب العرقية كما للمساليت في غرب دارفور، وحملات الاعتقالات والتعذيب حتى الموت في سجون طرفي الحرب، وحمل التقرير الجيش والدعم السريع المسؤولية عن الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان التي ترقى لجرائم الحرب. وأوصت البعثة بالآتي:

حظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين.

توصية بنشر قوة محايدة لحماية المدنيين في السودان.

دعوة الأطراف المتحاربة للالتزام بالقانون الإنساني.

دعوة الأطراف للسماح بوصول المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد.

توقف تدفق الأسلحة سوف يمنع توسع القتال، وعلى الدول التي تدعم الطرفين الالتزام بذلك.

توسيع حظر السلاح الخاص بدارفور (قرار مجلس الأمن رقم 1556 للعام 2004 والقرارات اللاحقة) ليشمل البلاد كلها، وتوقف عملية إمداد أي من الأطراف بالأسلحة والذخيرة.

2

لكن من المهم تنفيذ تلك التوصيات حتى لا تصبح حبراً على ورق كما حدث في قرارات دارفور السابقة التي لم يتم فيها القبض على مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وتقديمهم للمحاكمة كما في حالات البشير ومن معه. كما أنه من المهم تحديد الدول التي تدعم طرفي الحرب ومحاسبتها في حالة الخرق لتسليح الطرفين.

كما لا بد من التأكيد أن العامل الخارجي مساعد في وقف الحرب، لكن العامل الحاسم هو التصعيد الداخلي الجماهيري لوقف الحرب ومحاسبة مجرمي الحرب، ومنع مخطط تقسيم البلاد من المحاور الإقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب والتي تهدف لتقسيم البلاد ونهب ثرواتها.

3

أوضحنا سابقاً ضرورة المزيد من التوثيق لجرائم الحرب، كما في المطالبات العديدة من المنظمات الحقوقية بمد فترة اللجنة، لأن الظروف التي عملت فيها اللجنة لم تكن مواتية، فقد عملت في نطاق ضيق، في ظل رفض طرفي الحرب لها، ولم تتمكن من تغطية أجزاء واسعة من السودان، اضافة لاستمرار الانتهاكات بعد اشتداد اوار الحرب بعد رفض البرهان لحضور مؤتمر جنيف، كما يحدث الآن في الخرطوم الفاشر. الخ، علما أن جرائم الحرب هي امتداد للجرائم السابقة منذ انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019، ومجزرة فض اعتصام القيادة العامة والولايات، والانتهاكات والابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق، اضافة لجرائم نظام الانقاذ كما في الابادة الجماعية التي حدثت في دارفور 2003، التي تطلبت تقديم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم، ولابد من عدم الافلات من العقاب وان طال السفر.

4

أدت الحرب إلى دمار وجرائم وخراب غير مسبوق في الوضع الإنساني والبنى التحتية، تحتاج للمزيد من التوثيق لها بتفصيل، مع تحديد حجم الخسائر لتعويض المتضررين، وضمان عودتهم لمدنهم وقراهم ومنازلهم، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، كما في الآتي:

– نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، وتجاوز عدد القتلى 27 ألف شخص واصابة وفقدان الآلاف.

– تدمير المنشآت والبنى التحتية مثل: مصفاة الجيلي وكبري شمبات. الخ، والمنازل جراء قصف الجيش، واحتلال المنازل من الدعم السريع، ونهب عربات وممتلكات المواطنين، وحالات التطهير العرقي في غرب دارفور، اضافة لحالات الاغتصاب والعنف الجنسي والاعتقالات والتعذيب للمعتقلين في معتقلات الجنجويد والجيش. إضافة لقطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والانترنت.

إضافة لجرائم الحرب كما حدث في الخرطوم ودارفور وكردفان، وفي ولاية الجزيرة بعد الهجوم على الجزيرة الذي أدي لنزوح أكثر من 500 ألف شخص نازح وغيرهم، مع نهب المتاجر والمنازل والأسواق والقرى وادوات إنتاج المزارعين. الخ.

– جلبت الحرب معها كل أشكال المعاناة والأمراض مثل: الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وملتحمة العين، وتدهور صحة البيئة فضلاً عن كوارث السيول والامطار التي أدت للمزيد من التدهور، وشملت اغلب ولايات السودان، وبعد فشل خدمات الصيانة مما أدى لانهيار سد اربعات في ولاية البحر الأحمر، وعدد كبير من الكباري والمنشآت في الشمالية وغيرها. الخ، وفي ظل غياب الرعاية الصحية وخروج أكثر من 70% من المستشفيات من الخدمة والنقص في الدواء وتدهور صحة البيئة جراء الجثث المتراكمة في الطرقات، وعدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثة لمناطق النزوح والحرب. الخ، كما يحاصر الجوع أكثر من 25 مليون من سكان البلاد حسب بيانات الأمم المتحدة.

فضلا عن خسائر الحرب التي تجاوزت أكثر من 100 مليار دولار.. وتدمير الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي، وتدهور القوة الشرائية للمواطنين والانخفاض الكبير للجنيه السوداني مع الارتفاع المستمر للأسعار، فضلا عن فقدان أكثر من 5 ملايين وظيفة، بعد تدمير القطاع الزراعي والصناعي والخدمي. الخ.

إضافة لأثر الحرب على المواقع الأثرية والثقافية والتراثية وتدمير بعضها.

أدت الحرب إلى تدهور الإنتاج الزراعي بخروج أكثر من 70% من مناطق الإنتاج الزراعي بسبب الحرب وتوقف المزارعين عن الإنتاج، ومشاكل الري وزيادة الضرائب ونقص التمويل اللازم وشح الوقود وارتفاع أسعاره، وتقلص المساحات المزروعة، مما يزيد من مخاطر المجاعة والنقص في الغذاء.

– فاقمت الحرب الأوضاع المعيشية وأدت لارتفاع الأسعار وقيمة النقل والخدمات وخروج 90% من المصانع عن العمل حسب وزارة الصناعة بسبب تدمير ونهب المصانع، إضافة لنهب الأسواق والبنوك، وعدم صرف العاملين لمرتباتهم لأكثر من 10 شهور، وفقدانهم لمقومات معيشتهم بعد إخلاء منازلهم وأصبحوا نازحين..

– عطلت الحرب الدراسة في المدارس والجامعات لأكثر من عام والتي يتطلب فتحها وقف الحرب وتوفير الأمن وخروج الجيش والدعم السريع منها والإصلاح العاجل لما دمرته الحرب.

هذا فضلا عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل، وجرائم الجنجويد في الابادة الجماعية التي زادت في مدن دارفور بعد احتلال الدعم السريع لأربع من عواصم ولاياتها الخمس.

إضافة لتمدد الحرب لبقية الأقاليم بعد احتلال الدعم السريع لمدني ومدن ولاية الجزيرة، وخطر اتخاذ الحرب طابعا عرقيا واثنيا، مما يهدد وحدة البلاد.

5

– جاءت امتداداً لخراب نظام الإنقاذ، ولانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 ومجزرة فض الاعتصام، وانقلاب 25 أكتوبر 2021 بعد الصراع الذي دار في الاتفاق الإطاري حول دمج الدعم السريع في الجيش.

مما يتطلب بعد مرور سبعة عشر شهراً على الحرب مواصلة وتقوية الجبهة الجماهيرية القاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

– إعمار ما دمرته الحرب، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات، وعدم تكرار الإفلات من العقاب، وعدم إعادة الشراكة مع الدعم السريع والجيش، والاتفاق الإطاري الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى، كما ورد في  إعلان أديس أبابا، واتفاق “المنامة” الذي يعيد إنتاج الشراكة مع الدعم السريع والأزمة والحرب.

– خروج الدعم السريع والجيش من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات الفلول وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.

– التصدي بحزم لمخططات “الفلول” والدعم السريع لتصفية الثورة، وتمزيق وحدة البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، ونهب ثروات البلاد وتقسيمها من المحاور الإقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

الوسومالإنقاذ التصفية العرقية الثورة الجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفلول انقلاب اللجنة الأمنية تاج السر عثمان بابو دارفور فض الاعتصام

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية الأردن يجيب على سؤال إلغاء وادي عربة
  • الملك عبدالله الثاني يحذر من تداعيات استمرار الحرب على غزة
  • كيف كانت الأكاديميا شريك مباشر في جرائم الحرب في غزة؟
  • الهروب نحو الابواب المفتوحة
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • “غانيون” في ختام مهامها بليبيا: سيظل عزم وصمود وشجاعة الناس في ليبيا مصدر إلهام لي
  • ما هو موقفي من قوات الدعم السريع؟
  • تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»
  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان
  • قمة رئاسية ثلاثية تجمع البرهان مع رئيسي جنوب السودان وإريتريا في جوبا