أبغض الناس عند الله ورسوله.. داعية أزهري يحذر هؤلاء
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
كشف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، الداعية الأزهري وأستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن الشخص الذي يعد أبغض الناس عند الله ورسوله، مشددا على خطورة النميمة كصفة مذمومة تؤدي إلى إشعال الفتنة وتدمير المجتمعات.
ومن خلال منشور له على صفحته الرسمية عبر موقع "فيسبوك" بعنوان "تحريم السعي بين الناس بالنميمة على كل الأحوال"، استعرض مرزوق واجب المسلم تجاه تجنب النميمة، موضحا أن دور المسلم يمتد لدرء الفتن بدءا من الأسرة الصغيرة، وصولا إلى المجتمع بأسره، بل ويشمل أيضا الدول الشقيقة، حيث يجب أن يحرم المسلم من إيقاد نيران الفتنة والتفرقة.
أورد الدكتور مختار مرزوق عدة أدلة من السنة النبوية تظهر بشاعة هذه الصفة وضررها الكبير، وجاءت كالتالي:
1. النمام لا يدخل الجنة: ذكر مرزوق حديثا عن الصحابي حذيفة رضي الله عنه، حيث قال إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل الجنة قتات)، وهو حديث صحيح ورد في صحيح مسلم، حيث "القتات" يعني النمام، مما يبين أن من يتصف بالنميمة محروم من دخول الجنة، وفقا لتحذير النبي الكريم.
2. النمام يعذب في قبره بسبب النميمة: استدل مرزوق بحديث وارد في صحيح البخاري، حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت اثنين يعذبان في قبورهما، وعلق قائلا: (كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة). وبذلك أوضح مرزوق أن النميمة تعد من الكبائر التي تترتب عليها عقوبات قاسية، تبدأ من عذاب القبر.
3. النمامون أبغض الناس إلى النبي: أوضح الدكتور مرزوق أن أشد الناس بغضا عند الرسول صلى الله عليه وسلم هم من يسعون بالنميمة ويفرقون بين الناس، حيث استشهد بحديث صحيح رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي المشاؤون بين الناس بالنميمة المفرقون بين الأحبة)، مما يعكس البغض الشديد للنمامين في الإسلام.
4. النهي عن إيقاظ الفتن: واستشهد مرزوق بحديث ضعيف جاء فيه: (الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها)، وأوضح أن هذا الحديث على الرغم من ضعفه، إلا أنه يعبر عن مبدأ إسلامي واضح، يحث المسلم على الابتعاد عن أي عمل يوقظ الفتن بين الناس.
في ختام منشوره، شدد الدكتور مختار مرزوق على كل من يثير الفتن ويمارس النميمة سواء في محيط صغير أو كبير، بضرورة تقوى الله والابتعاد عن هذا السلوك الخطير، وقال: "اتق الله، ولا تكن عونا للشياطين على المسلمين بإشعال نيران العداوة بينهم". وأضاف مرزوق أن عقوبة النميمة شديدة في الدنيا والآخرة، مستندا إلى السنة النبوية، حيث جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ما يكفي لردع كل من يهم بالنميمة والتفريق بين الناس.
وبهذا الطرح، يأمل الدكتور مختار مرزوق أن تكون رسالته هذه بمثابة دعوة للمسلمين للابتعاد عن النميمة، والحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه، مؤكدا على أن الإسلام دين يدعو للوحدة والألفة بين الناس، ويحرم كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التفرقة والكراهية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النميمة صلى الله علیه وسلم بین الناس مرزوق أن
إقرأ أيضاً:
الدكتور عبد الله الغنيم يلتقي بجمهور معرض الكويت وحديث عن مسيرته الفكرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أضاء معرض الكويت الدولي الـ 47 للكتاب على اسهامات وانجازات شخصية المعرض الدكتور عبد الله الغنيم في مجالات البحث العلمي والثقافة.
واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض، مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه وأقربائه.
وأدار الجلسة الدكتور يوسف البدر الذي استعرض مساهمات الدكتور الغنيم لا سيما إسهاماته في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.
وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف إضافة إلى إسهاماته في توثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات.
وقال الدكتور الغنيم، إن بحوثه ودراساته تندرج في ثلاث مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.
وقال، إن المسار الأول هو “جغرافية شبه الجزيرة العربية” والثاني “التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص” والثالث “المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا”.
وأكد أن الجزيرة العربية بتنوع اشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته الى الحج مع والده حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها مبينا انه كان ينظر في الطريق الى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.
وقال أنه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض وزاد ذلك بعد ان أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة.
واشار الى أول بحث ينشر له وحمل عنوان “الدحلان في شبه الجزيرة العربية” وقد نشر في مجلة رابطة الأدباء بالكويت عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه من الجامعة.
واشار الى رسالته الماجستير التي كان موضوعها “الجغرافي العربي ابو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك” مبينا انه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتبه القدماء والمحدثون عن جزيرة العرب او عن المملكة العربية السعودية.
وقال ان عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب “مصادر البكري ومنهجه الجغرافي” ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي “المسالك والممالك” و"معجم ما استعجم للبكري".
وعن دراسته للدكتوراة قال انه هدف الى هدفين رئيسين أولهما “دراسة اشكال سطح الأرض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري” وثانيهما “جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في كتاباتنا الحديثة”.
وأشار الدكتور الغنيم الى دراساته الميدانية والإقامة في العديد من الدول من اجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومرفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.
وقال انه كان يبحث عن العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن ويحاول الربط أيضا بين تلك الاشكال والنشاط البشري.
وأشار الدكتور الغنيم الى العديد من الأسماء الذين كان لهم الفضل في مسيرته وتتلمذ على يدهم منهم "علامة الجزيرة العربية" الشيخ حمد الجاسر رحمه الله والعلامة المحقق محمود شاكر رحمه الله والمرحوم محمد عبدالمطلب احد اعلام معهد المخطوطات العربية.
وحظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي لعبه الدكتور الغنيم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي.
كما تطرق الدكتور الغنيم الى مركز البحوث والدراسات الكويتية وعن الوثائق التاريخية واهميتها مشيرا الى فترة الغزو العراقي على الكويت وجمع عدد كبير من الوثائق في تلك الفترة التي توصلوا من خلالها الى العديد من الحقائق، مبينا ان هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.
ويأتي اختيار الدكتور عبدالله الغنيم شخصية المعرض في دورته الـ47 تقديرا لعطاءاته الثقافية والعلمية الممتدة على مدار عقود ودوره في إثراء المكتبة الكويتية والعربية بمؤلفاته القيمة.
يذكر ان الأستاذ الدكتور عبدالله الغنيم محاضر وباحث مميز في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومرفولوجية شبه الجزيرة العربية وقد درس في هذين الموضوعين سنوات عدة تسنم خلالها مناصب مختلفة.
وشغل الدكتور الغنيم العديد من المناصب سابقا فكان رئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت وترأس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها جامعة الكويت وعمل مديرا لمعهد المخطوطات العربية ووزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.
وغاص الدكتور الغنيم في أعماق تاريخ الكويت وتراثها الحضاري بعد توليه رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.