من نشاط الفتيات في التظاهر والرعاية والتمريض إلى جهود التأليف والتعليم والشعر إلى نضال المرأة الفلسطينية وروابطها إلى العمل السياسي والتنظيمي الثوري في القضية والكفاح الفلسطيني..

في الفقرة السابقة تلخيص مُكثّفٌ لحياتها، ففي هذه المساحة الفلسطينية الواسعة المذكورة أعلاه تحركت المناضلة والشاعرة والأديبة سميرة أبو غزالة من أجل فلسطين.



ترجمتها

وُلدت سميرة محمد زكي أبو غزالة عام 1928 في مدينة نابلس لعائلة نابلسية معروفة. ترعرعت وأنهت دراستها الابتدائية في مدينة الرملة، حيث كان يعمل والدها، وبدأت في مطلع الأربعينيات تتنسم مبادئ الحرية والوطنية والنضال ضد الاستعمار، وعايشت النضال الفلسطيني طفلةً تتحرك بين الفعاليات في المدينة. ثم انتقلت إلى القدس حيث تابعت دراستها في دار المعلمات هناك، وتخرّجت منها عام 1947.

وفي أثناء دراستها في القدس، شاركت مع زميلات لها في أعمال المقاومة الشعبية ضد القوات البريطانية والمجموعات الصهيونية، وشاركت في رشق الحجارة على الحافلات التي تذهب من القدس إلى يافا.

عادت إلى مدينة الرملة بعد تخرّجها، قضت سنة واحدة فيها، كانت سنة ملتهبة قبل وقوع النكبة، فشاركت متطوّعةً في جمع الحاجيات من الملابس والأطعمة لدعم المقاتلين الفلسطينيين، وتدربت مع رفيقاتها على السلاح، والتحقوا بالهلال الأحمر المصري في المدينة للمساهمة بِدَورهنَّ في المقاومة.



في عام النكبة، وكانت في العشرين من عمرها، لجأت سميرة أبو غزالة مع عائلتها من مدينة الرملة إلى مدينة نابلس، وافتتحت مع أختها نذيرة مدرسة في بيت عمها لأبناء الحي، وساهمت في إعالة الأسرة، حتى لحق بها أخواها بعد سقوط الرملة إلى نابلس مشياً على الأقدام. ثم اختيرت عام 1950 أمينة سرّ الهلال الأحمر الأردني في مدينة القدس.

انتقلت عام 1952 لدراسة التربية وعلم النفس في الجامعة الأميركية في بيروت وفق منحة دراسية توفرت لها، وهناك انخرطت في العمل السياسي، وتعرفت على حركة القوميين العرب، وتبنت أفكارهم وعملت معهم، وقادت حملة ضد الدعوة التي تلقتها طالبات الجامعة الأميركية لمقابلة جنود المارينز الأميركيين الذين كانوا يزورون الشواطئ اللبنانية، للترفيه عنهم؛ الأمر الذي أثار إدارة الجامعة ضدها.
وفي عام 1955 شاركت بمظاهرات بيروت ضد حلف بغداد، فقامت إدارة الجامعة الأمريكية بفصلها مع أربعة عشر طالباً وطالبة شاركوا في المظاهرات.. واختفت عن المشهد عشرة أيام حتى صدر قرار مصري بقبول المفصولين في بيروت في جامعات القاهرة. وحصلت على الإجازة في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1956.

عادت شاعرتنا إلى فلسطين، لتدرّس في كلية المعلمات في رام الله مدة سنتين، عادت بعدها إلى القاهرة والتحقت بجامعتها، حيث نالت عام 1962 شهادة الماجستير في الأدب العربي وكانت رسالتها بعنوان "الشعر القومي بمصر والشام بين الحرب العالمية الأولى والثانية". وقد قرأت لها بحثاً متصلاً بموضوع رسالتها، في أرشيف مجلة الآداب البيروتية الشهيرة آنذاك بعنوان "فلسطين في الشعر العربي قبل النكبة".

اشتغلت أبو غزالة نحو عشرين سنةً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بالقاهرة، كما عملت أستاذة في الجامعة الأمريكية في القاهرة. وكانت من مؤسِّسات رابطة المرأة الفلسطينية بالقاهرة عام 1963، وأول سيدة بالمجلس الوطني الفلسطيني 1965، وعضو بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية 1985.

وحين أسست الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أصبحت رابطة المرأة الفلسطينية فرعاً للاتحاد في القاهرة.

قّدمت أبو غزالة، طوال أربعين سنةً، برنامجاً إذاعياً باسم "فتاة فلسطين" في إذاعة فلسطين التي كانت تبث من القاهرة. كما كانت تكتب أسبوعياً في جريدة الدفاع الصادرة في القدس. وشاركت في عشرات المؤتمرات الفلسطينية والعربية والدولية.



تُوفيت سميرة أبو غزالة في مصر في 12 كانون الثاني/ يناير 2017، عن عمر يناهز 89 سنة قضت 75 سنةً منها في مختلف أنواع النضال الفلسطيني، ودفنت في إحدى مقابر القاهرة.

مؤلفاتها

صدر للشاعرة سميرة أبو غزالة عدة دواوين ومؤلفات منها:

ـ الشعر القومي بمصر والشام بين الحرب العالمية الأولى والثانية، رسالة ماجستير، 1962.
ـ مذكرات فتاة عربية، القاهرة، 1962.
ـ دراسات في الشعر القومي، القاهرة، 1965.
ـ نداء الأرض، شعر، القاهرة، 1989.

نماذج من شعرها

كبرياء الشرق

وتمَلْملت في صَدْرها آهٌ وفي قَلْبي جراح
وتأوّهت فرأيْت أفقاً مُكفهرّ الجَو مشْبوبَ الرّياحْ
والشّمسُ تعصفُ بالدُّجى والصَّمتُ يكتنفُ البطاحْ
والثورةُ الكُبْرى سَتَحيا في النفوسِ إلى الصَّباحْ

***

ألمٌ تَوارى حائراً مُترقْرقاً في ناظِريْها
في عُمقِهِ سِرٌّ دَفينٌ يجذبُ الرّوحَ إليها
أنا أُمّتي ملكٌ لها ما عشت، رهْنٌ في يَديها

 ***

هِي كِبْرياءُ الشّرقِ أدمى حِسَّها حَدّ الجنونْ
هي كبرياءُ العُربِ أشقَتْ روحَها هذي السِّنونْ
فَغدا بَنُوها تائهينَ مشرَّدينَ يعذَّبُونْ
في كلِّ مُنْعَرَجٍ أسى، وبكُلِّ مَنزلةٍ شُجونْ

***

ما عاد يُطربُنا الغناءُ ولا التّرنُّمُ بالوَتَر
ما عادَ في قلْبي سِوَى ذِكْرَى لماضٍ قد غَبَرْ
مُتَرفِّقاً أرنو له مُتلمِّساً ذاكَ الأثَرْ
أجْثو هُنا أَحْنو هُناكَ وقدْ تَكاثفت الغِبَر

غضبة ثائرة

أنا غضبةُ التاريخِ للآلامِ في أرضِ الكرامَه
في المسجدِ الأقصى وفي مهدِ المسيحِ وفي القيامَه
داسوا على حُرُماتِها واستمْرؤوا فيها الإقامَه
يا ويلَ أهلي يا لقومي أينَ للعُربِ السَّلامَه
وهمُ أضاعوا المُلتَقى وتَنازعوا فيها الزَّعامَه
ومشَوْا على أشلائِنا متمزّقِين بلا كرامَه

***

يا أُمّتي يا نبْضَ آلامِي وأحْلامي الفَتِيَّه
يا مِشعلاً قَهَرَ الظَّلام وفِي عُصورٍ برْبريّه
لنْ يرْجعَ الايمانُ إن لم تنْقِذوا حُرُماً سبيّه
لنْ تهدأَ الآلامُ إن ساومتُمُ صُلبَ القضيّه
أو شِئتُمُ إجهاضَها فَلَسوْفَ تغدونَ الضّحيَه
سنسيرُ نحنُ بدَرْبِنا مهما تعاظمتِ البليّه

*كاتب وشاعر فلسطيني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطينية فلسطين مسيرة هوية شاعرة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد 16 ساعة.. نزول رجل من برج بيغ بن رفع علم فلسطين

قالت شبكة سكاي نيوز، إن رجلاً تسلق برج إليزابيث، الذي يضم ساعة بيغ بن الشهيرة في قصر وستمنستر بلندن، ولوح بالعلم الفلسطيني، نزل بعد 16 ساعة كاملة.

وقالت وسائل إعلام محلية إنه كان يهتف "الحرية لفلسطين". وجاء في تقرير سكاي نيوز أن عناصر من طواقم الطوارئ صعدوا في رافعة للتحدث إلى الرجل الذي نزل بعد أن قال للمفاوضين في وقت سابق إنه سينزل "بشروطه الخاصة".

وقبل انتهاء الواقعة، قال متحدث باسم شرطة العاصمة إنهم علموا بالأمر في الـ 07:24 بتوقيت غرينتش.

وأضاف المتحدث  أن "رجال الأمن في الموقع يعملون على إنهاء الواقعة بشكل آمن. ويتلقون المساعدة من فرقة الإطفاء وخدمة الإسعاف في لندن".

وذكرت سكاي نيوز أن خدمات الطوارئ أغلقت جسر وستمنستر ، جراء  كما ألغيت الجولات البرلمانية.

Man with Palestinian flag climbs side of Elizabeth Tower, commonly known as Big Ben, London, England pic.twitter.com/6UDZKcxJvV

— Türkiye Today (@turkiyetodaycom) March 8, 2025

مقالات مشابهة

  • بعد سنوات من النضال.. القضاء ينصف زياد عيتاني
  • بعد 16 ساعة.. نزول رجل من برج بيغ بن رفع علم فلسطين
  • عبد الرحمن عزام.. سياسي مصري جمع بين النضال والدبلوماسية
  • تكريم سميرة عبد العزيز في حفل السحور السنوي لـ حزب العدل .. صور
  • القاهرة الإخبارية: قوات الأمن العام السورية تفرض سيطرتها على مدينة جبلة
  • بتهمة نشر وصية منفذي عملية البحر الميت.. عربي21 تكشف تفاصيل محاكمة الأردني محمد الطويل
  • شرطة لندن تحاول إنزال رجل تسلق بيغ بن حاملا علم فلسطين
  • شاهد.. رجل يتسلق برج بيغ بن في لندن رافعا علم فلسطين
  • رجل يتسلق برج «بيج بن» ويرفع علم فلسطين
  • سميرة سعيد ناعية نعيمة سميح: "اليوم فقدت صديقة الطفولة"