الشاعرة سميرة أبو غزالة.. 75 سنةً في النضال من أجل فلسطين
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
من نشاط الفتيات في التظاهر والرعاية والتمريض إلى جهود التأليف والتعليم والشعر إلى نضال المرأة الفلسطينية وروابطها إلى العمل السياسي والتنظيمي الثوري في القضية والكفاح الفلسطيني..
في الفقرة السابقة تلخيص مُكثّفٌ لحياتها، ففي هذه المساحة الفلسطينية الواسعة المذكورة أعلاه تحركت المناضلة والشاعرة والأديبة سميرة أبو غزالة من أجل فلسطين.
ترجمتها
وُلدت سميرة محمد زكي أبو غزالة عام 1928 في مدينة نابلس لعائلة نابلسية معروفة. ترعرعت وأنهت دراستها الابتدائية في مدينة الرملة، حيث كان يعمل والدها، وبدأت في مطلع الأربعينيات تتنسم مبادئ الحرية والوطنية والنضال ضد الاستعمار، وعايشت النضال الفلسطيني طفلةً تتحرك بين الفعاليات في المدينة. ثم انتقلت إلى القدس حيث تابعت دراستها في دار المعلمات هناك، وتخرّجت منها عام 1947.
وفي أثناء دراستها في القدس، شاركت مع زميلات لها في أعمال المقاومة الشعبية ضد القوات البريطانية والمجموعات الصهيونية، وشاركت في رشق الحجارة على الحافلات التي تذهب من القدس إلى يافا.
عادت إلى مدينة الرملة بعد تخرّجها، قضت سنة واحدة فيها، كانت سنة ملتهبة قبل وقوع النكبة، فشاركت متطوّعةً في جمع الحاجيات من الملابس والأطعمة لدعم المقاتلين الفلسطينيين، وتدربت مع رفيقاتها على السلاح، والتحقوا بالهلال الأحمر المصري في المدينة للمساهمة بِدَورهنَّ في المقاومة.
في عام النكبة، وكانت في العشرين من عمرها، لجأت سميرة أبو غزالة مع عائلتها من مدينة الرملة إلى مدينة نابلس، وافتتحت مع أختها نذيرة مدرسة في بيت عمها لأبناء الحي، وساهمت في إعالة الأسرة، حتى لحق بها أخواها بعد سقوط الرملة إلى نابلس مشياً على الأقدام. ثم اختيرت عام 1950 أمينة سرّ الهلال الأحمر الأردني في مدينة القدس.
انتقلت عام 1952 لدراسة التربية وعلم النفس في الجامعة الأميركية في بيروت وفق منحة دراسية توفرت لها، وهناك انخرطت في العمل السياسي، وتعرفت على حركة القوميين العرب، وتبنت أفكارهم وعملت معهم، وقادت حملة ضد الدعوة التي تلقتها طالبات الجامعة الأميركية لمقابلة جنود المارينز الأميركيين الذين كانوا يزورون الشواطئ اللبنانية، للترفيه عنهم؛ الأمر الذي أثار إدارة الجامعة ضدها.
وفي عام 1955 شاركت بمظاهرات بيروت ضد حلف بغداد، فقامت إدارة الجامعة الأمريكية بفصلها مع أربعة عشر طالباً وطالبة شاركوا في المظاهرات.. واختفت عن المشهد عشرة أيام حتى صدر قرار مصري بقبول المفصولين في بيروت في جامعات القاهرة. وحصلت على الإجازة في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1956.
عادت شاعرتنا إلى فلسطين، لتدرّس في كلية المعلمات في رام الله مدة سنتين، عادت بعدها إلى القاهرة والتحقت بجامعتها، حيث نالت عام 1962 شهادة الماجستير في الأدب العربي وكانت رسالتها بعنوان "الشعر القومي بمصر والشام بين الحرب العالمية الأولى والثانية". وقد قرأت لها بحثاً متصلاً بموضوع رسالتها، في أرشيف مجلة الآداب البيروتية الشهيرة آنذاك بعنوان "فلسطين في الشعر العربي قبل النكبة".
اشتغلت أبو غزالة نحو عشرين سنةً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بالقاهرة، كما عملت أستاذة في الجامعة الأمريكية في القاهرة. وكانت من مؤسِّسات رابطة المرأة الفلسطينية بالقاهرة عام 1963، وأول سيدة بالمجلس الوطني الفلسطيني 1965، وعضو بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية 1985.
وحين أسست الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أصبحت رابطة المرأة الفلسطينية فرعاً للاتحاد في القاهرة.
قّدمت أبو غزالة، طوال أربعين سنةً، برنامجاً إذاعياً باسم "فتاة فلسطين" في إذاعة فلسطين التي كانت تبث من القاهرة. كما كانت تكتب أسبوعياً في جريدة الدفاع الصادرة في القدس. وشاركت في عشرات المؤتمرات الفلسطينية والعربية والدولية.
تُوفيت سميرة أبو غزالة في مصر في 12 كانون الثاني/ يناير 2017، عن عمر يناهز 89 سنة قضت 75 سنةً منها في مختلف أنواع النضال الفلسطيني، ودفنت في إحدى مقابر القاهرة.
مؤلفاتها
صدر للشاعرة سميرة أبو غزالة عدة دواوين ومؤلفات منها:
ـ الشعر القومي بمصر والشام بين الحرب العالمية الأولى والثانية، رسالة ماجستير، 1962.
ـ مذكرات فتاة عربية، القاهرة، 1962.
ـ دراسات في الشعر القومي، القاهرة، 1965.
ـ نداء الأرض، شعر، القاهرة، 1989.
نماذج من شعرها
كبرياء الشرق
وتمَلْملت في صَدْرها آهٌ وفي قَلْبي جراح
وتأوّهت فرأيْت أفقاً مُكفهرّ الجَو مشْبوبَ الرّياحْ
والشّمسُ تعصفُ بالدُّجى والصَّمتُ يكتنفُ البطاحْ
والثورةُ الكُبْرى سَتَحيا في النفوسِ إلى الصَّباحْ
***
ألمٌ تَوارى حائراً مُترقْرقاً في ناظِريْها
في عُمقِهِ سِرٌّ دَفينٌ يجذبُ الرّوحَ إليها
أنا أُمّتي ملكٌ لها ما عشت، رهْنٌ في يَديها
***
هِي كِبْرياءُ الشّرقِ أدمى حِسَّها حَدّ الجنونْ
هي كبرياءُ العُربِ أشقَتْ روحَها هذي السِّنونْ
فَغدا بَنُوها تائهينَ مشرَّدينَ يعذَّبُونْ
في كلِّ مُنْعَرَجٍ أسى، وبكُلِّ مَنزلةٍ شُجونْ
***
ما عاد يُطربُنا الغناءُ ولا التّرنُّمُ بالوَتَر
ما عادَ في قلْبي سِوَى ذِكْرَى لماضٍ قد غَبَرْ
مُتَرفِّقاً أرنو له مُتلمِّساً ذاكَ الأثَرْ
أجْثو هُنا أَحْنو هُناكَ وقدْ تَكاثفت الغِبَر
غضبة ثائرة
أنا غضبةُ التاريخِ للآلامِ في أرضِ الكرامَه
في المسجدِ الأقصى وفي مهدِ المسيحِ وفي القيامَه
داسوا على حُرُماتِها واستمْرؤوا فيها الإقامَه
يا ويلَ أهلي يا لقومي أينَ للعُربِ السَّلامَه
وهمُ أضاعوا المُلتَقى وتَنازعوا فيها الزَّعامَه
ومشَوْا على أشلائِنا متمزّقِين بلا كرامَه
***
يا أُمّتي يا نبْضَ آلامِي وأحْلامي الفَتِيَّه
يا مِشعلاً قَهَرَ الظَّلام وفِي عُصورٍ برْبريّه
لنْ يرْجعَ الايمانُ إن لم تنْقِذوا حُرُماً سبيّه
لنْ تهدأَ الآلامُ إن ساومتُمُ صُلبَ القضيّه
أو شِئتُمُ إجهاضَها فَلَسوْفَ تغدونَ الضّحيَه
سنسيرُ نحنُ بدَرْبِنا مهما تعاظمتِ البليّه
*كاتب وشاعر فلسطيني
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطينية فلسطين مسيرة هوية شاعرة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مدينة عربية تحتضن 7200 مليونير و30 مليارديرًا
القاهرة
ليست القاهرة، عاصمة مصر التي تمتد على ضفاف نهر النيل، مجرد مدينة غارقة في التاريخ والمعالم السياحية، بل أصبحت أيضًا واحدة من أبرز مراكز الثروة في شمال إفريقيا.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة “Henley & Partners”، تضم العاصمة المصرية اليوم 7200 مليونير و30 مليارديرًا، مما يجعلها المدينة الأغنى في المنطقة.
وتعد القاهرة واحدة من أكبر مدن القارة الإفريقية، حيث يسكنها أكثر من 10 ملايين نسمة، في حين تضم منطقة القاهرة الكبرى أكثر من 22 مليون شخص.
وهذا النمو السكاني الهائل يعزز مكانتها كأكبر تجمع حضري في إفريقيا بعد لاغوس، كما يعود الازدهار الذي تشهده القاهرة اليوم إلى موقعها الاستراتيجي على نهر النيل، مما جعلها نقطة محورية في حركة التجارة بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وتحافظ المدينة على هويتها التاريخية العريقة، حيث تتميز بمعالمها الإسلامية الشهيرة وأهرامات الجيزة، بينما تتجاور مع ناطحات السحاب الحديثة والفنادق الفاخرة.
وكانت القاهرة، على مر العصور، في طليعة الاقتصاد المصري، خصوصًا في عهد المماليك عندما كانت مركزًا تجاريًا إقليميًا بارزًا.
وفي عصر محمد علي باشا، ساهم إدخال زراعة القطن في تعزيز مكانة المدينة كمركز اقتصادي، وتستمر مصر في الحفاظ على موقعها بين الدول الخمس الكبرى في أسواق الثروة الإفريقية، إلى جانب جنوب إفريقيا، نيجيريا، كينيا والمغرب، التي تمتلك معًا أكثر من نصف مليونيرات القارة.
ومع المشروعات الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة وزيادة الاستثمارات في القطاعات المالية والتكنولوجية، تتجه القاهرة نحو المستقبل كعاصمة اقتصادية وثقافية رئيسية في إفريقيا.
ومن بين الأثرياء الذين يقطنون المدينة، نجد ناصف ساويرس، الذي يعد أغنى شخص في مصر بثروة قدرها 8.7 مليار دولار، بالإضافة إلى محمد منصور، رجل الأعمال والسياسي السابق، الذي تقدر ثروته بـ 3.3 مليار دولار حسب مجلة “فوربس”.
إقرأ أيضًا
ظهور جورجينا رودريغيز مع فرقة ميّاس اللبنانية .. فيديو