سودانايل:
2025-03-26@12:45:32 GMT

السودان بين تنسيقية تقدم والحركة الإسلامية!

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

الحرب على تنسيقية تقدم وعلى رئيسها عبدالله حمدوك من منسوبي الحركة الإسلامية مفهوم، فالحرب التي سعت اليها الحركة الإسلامية وغرست بذورها طوال سنوات الحكم الانقاذي المشئوم، هي حرب بالدرجة الأولى ضد الثورة التي اذلتهم واقتلعت سلطانهم، وان لم تكتمل فصولها في تصفية النظام الكيزاني بسبب تآمر اللجنة الأمنية للمخلوع، ودعمهم الخفي للدولة العميقة للنظام البائد في الحرب التي شنتها على الحكومة الانتقالية منذ لحظتها الأولى، ثم دبّرت مع اللجنة الأمنية انقلاب أكتوبر وحين فشل الانقلاب شنت الحرب على القوات التي صنعتها في حربها على الشعب السوداني.


لقد أخطأت قوى اعلان الحرية والتغيير بتفاوضها وقبول اشراك العسكر في الفترة ما بعد فض الاعتصام. العسكر والكيزان هم من قاموا بفض اعتصام القيادة، والتفاوض معهم كان قبولا للمجرم الذي سفك دماء الثوار الذين تقدموا صفوف الثورة. لكن كان لقحت رؤيتها في محاولة وقف سفك الدماء والاحتكام الى الوثيقة الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية وصولا الى مرحلة الانتخابات.
لكن فترة الحكومة الانتقالية ورغم ما اعتورها من صعوبات جمة بسبب التركة الثقيلة للنظام الاستبدادي الفاسد، وبسبب الحرب المعلنة التي شنتها الدولة العميقة، لإفشال كل جهود الحكومة الانتقالية في رفع الأنقاض وإعادة الاقتصاد الى المسار الطبيعي. تمثلت تلك الحرب في المضاربة بالدولار، واحداث انفلات أمنى مصنوع وتخريب الخدمات واخفاء السلع، واثارة الفتن القبلية، ولكن برغم كل محاولات التعويق الا ان الفترة شهدت محاولات جادة لتصفية النظام الكيزاني وكشف جرائمه وفساده الذي لم يسبق له مثيل، كما شهدت إصلاحات اقتصادية ورفع للسودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وجهود أخرى لإعفاء الديون، وبرامج هدفت لمساعدة الطبقات الفقيرة لتخفيف الآثار السلبية لبعض الإصلاحات الاقتصادية.
بدلا من توجيه بعض القوى المدنية الاتهامات الى تنسيقية تقدم ورئيسها، الاوفق ان توجه سهام النقد الى مؤسس المليشيات الذي لا يزال يمارس هوايته الاثيرة في بث الفتن وانشاء المليشيات، والتي تمخضت تجاربها السابقة عن فتن وكوارث قادت للحرب الحالية، ولن تكون(الورطة) الشرقية آخر مواليده ان لم يتم القائه وميليشياته في مزبلة التاريخ. تقدم سعت ومنذ بداية الحرب الى وقفها، واقترحت اعلان مبادئ يوقع عليه طرفا الحرب والقوى المدنية. وجدت تجاوبا من أحد طرفي الحرب ولم تتوقف محاولاتها لجعل الطرف الآخر ينضم لمسيرة وقف الحرب. لكن الطرف الآخر الذي تسيطر الحركة الإسلامية على قراره، لم يستجب لتلك المحاولات لأن الحركة الإسلامية لا تستطيع تنفيذ اجندتها الا عبر استمرار الحرب وارتكاب المزيد من الانتهاكات الدموية التي يدفع ثمنها المدنيين الابرياء.
لابد من توحد جهود كل القوى المدنية لوقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم او انتهاكات بحق المدنيين. ما لم تتوحد القوى المدنية لوقف هذه الحرب فإن الثمن الذي يدفعه الأبرياء سيتضاعف وصولا لتفكك هذه البلاد وتشرذمها وهو ما ترمي اليه القوى التي تسعى لاستمرار الحرب، بل وتمهد عبر انسحابات الجيش وعدم تصديه لمهمته في حماية المدنيين، لإشاعة المزيد من الانتهاكات والمزيد من الفتن والتباعد بين أبناء الوطن، تمهيدا لتقسيمه.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: يجب التركيز على الحلول التي تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا

قال وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، إنه لابد من التركيز على الحلول التي تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا، وهذا لن يأتي إلا من خلال العمل على دعم مؤسسات الدولة السوادنية وقدراتها.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع «كايا كالاس» الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي: «نحن لا ندعم أشخاص في أى دولة ولكن ندعم الدولة الوطنية ومؤسساتها، وهذا هو السبيل الوحيد لمصلحة الشعب السوداني واليمني والسوري والليبي واللبناني».

وتابع: «مصر أكدت دعمها الثابت للشعب السوري، واتفقنا مع الاتحاد الأوروبي على أهمية مواصلة تنفيذ المكون المالي من الحزمة الأوروبية بقيمة 7.4 مليار يورو، وتعظيم الاستفادة من ضمانات الاستثمار التي يتيحها الاتحاد الأوروبي للشركات الصغيرة والمتوسطة».

اقرأ أيضاًوزير الخارجية: «السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين هو العودة للمفاوضات»

وزير الخارجية: نتوقع صرف الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية لمصر قريبا

وزير الخارجية: «السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين هو العودة للمفاوضات»

مقالات مشابهة

  • القمة البريطانية لاجل ايقاف الحرب في السودان ودور السودانيين في جعلها تصب في ايقاف الحرب فعلا
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع
  • عودة دوائر النفوذ.. صراع القوى الكبرى
  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • في محاولة لتحرير مشار.. الحركة الشعبية المعارضة تتخذ خطوة مفاجئة
  • بعد تقدم الجيش.. هل تعود الخرطوم عاصمة فعلية للسودان؟
  • قراءة في موقف تقدم من جرائم الحرب .. هل كانت ظهيرا سياسيا للمليشيا.؟
  • قرار الحرب وقرار السلم.. لبنان مثالا
  • عودة الإسلاميين عبر الحرب- خطر داهم يهدد السودان
  • وزير الخارجية: يجب التركيز على الحلول التي تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا