تقرير لـForeign Affairs: حزب الله ليس حماس.. والدبلوماسية لا تزال قادرة على النجاح
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أنه "خلال الشهر الماضي، فاجأت إسرائيل حزب الله وإيران والعالم بأسره بعد تمكنها من شل شبكة الاتصالات التابعة للحزب من خلال تفجير أجهزة النداء واللاسلكي المتطورة تقنياً. وعلاوة على ذلك، تزعم إسرائيل أن غاراتها الجوية دمرت جزءاً كبيراً من مخزونات حزب الله من الصواريخ، التي كانت تهدف إلى ردع حرب مدمرة أخرى عبر الحدود.
وبحسب المجلة، "لقد كانت ضرورة وجود خطة "لليوم التالي" لانتهاء الحملات العسكرية موضوعًا ثابتًا في التحذيرات الأميركية لإسرائيل، وخاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأكثر من عام. ولكن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يفهم النقطة الأساسية، وهي أن نتنياهو لا يحتاج إلى خطة لتجنب الفوضى، لأن الفوضى هي خطته. وقد أثبت الشهر الماضي في لبنان، مثله كمثل العام الماضي في غزة، أن زعماء إسرائيل لا يحملون أي ادعاءات مثالية بشأن إقامة نظام سياسي جديد في لبنان أو في القطاع، وهم لا يحاولون زرع بذور الديمقراطية أو إعادة تشكيل الشرق الأوسط. ويبدو نتنياهو مقتنعاً بأن أمن بلاده، إلى جانب بقائه السياسي، يعتمد على إطالة أمد الهجمات العسكرية وإبقاء غزة ولبنان في حالة من عدم القدرة على الحكم، وبالتالي الرضوخ".
ورأت المجلة أن "هناك أسباب تدعونا إلى الاعتقاد بأن هذا الهدف، والتكتيكات والاستراتيجيات التي تستخدمها إسرائيل لتحقيقه، لن تنجح في لبنان بقدر ما نجحت حتى الآن في غزة. فعلى الرغم من كل أوجه التشابه بينهما، فإن حزب الله ليس حماس. وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تواجه حاليا أي رقابة جدية على دوافعها التوسعية في الضفة الغربية، فإن الدبلوماسية الدولية لا تزال تتمتع ببعض النفوذ في لبنان".
لبنان ليس غزة
وبحسب المجلة، "إن استراتيجية إسرائيل المتمثلة في فرض عقوبات جماعية على شعب بأكمله كوسيلة لضمان الاستسلام ليست سابقة. وبفضل حلفائها الغربيين، لن تضطر إسرائيل على الأرجح إلى القلق بشأن العواقب الدبلوماسية لحملتها من العنف الجماعي في لبنان. وحتى إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد يستند إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لإنهاء الصراع الحالي، فإن العواقب المترتبة على هذه الحملة سوف تقع على عاتق المجتمع اللبناني المنقسم على نحو شبه مؤكد. ولكن هناك أسباب تدعونا إلى الاعتقاد بأن خطة إسرائيل لاستغلال الفوضى في لبنان على نحو مثمر قد لا تنجح بالطريقة التي يأملها نتنياهو. فمن الواضح أن إيران ملتزمة بتمويل حزب الله والحفاظ عليه، حتى في مواجهة الضغوط الداخلية اللبنانية المتزايدة لنزع سلاح الحزب، ومن غير المرجح أن تغير الضربات الإسرائيلية داخل إيران هذا الوضع. والواقع أن كلما ازدادت إيران إذلالاً وانعداماً للأمن، كلما زادت احتمالات أن يرى النظام في طهران حزب الله كحصن ضروري ضد إسرائيل".
وتابعت المجلة، "من ناحية أخرى، يبدو من الواضح أن زخم الحملة الإسرائيلية في لبنان يتباطأ. فرغم أن حزب الله فقد أمينه العام وكثيراً من قياداته، فإن ما يكفي من القدرات العسكرية للحزب نجت حتى أصبحت قادرة على صد الهجمات البرية الإسرائيلية. ومن المرجح أن يأمل حزب الله أن تقدم هذه الهجمات بعض التعويض عن إخفاقاته الكبرى خلال الأسابيع القليلة الماضية. وهناك أيضاً دلائل تشير إلى أن حزب الله بدأ بالفعل في التخطيط لمستقبله بعد نصرالله".
مستقبل حزب الله
وبحسب المجلة، "إن حزب الله قادر على التعافي، ولكن إذا كان له أن يستعيد موطئ قدمه فسوف يحتاج إلى التغلب على ثلاثة تحديات رئيسية. التحدي الأول هو التحول الجيلي داخل صفوف المنظمة، فمعظم القادة الذين استشهدوا في الحملة الإسرائيلية كانوا ينتمون إلى جيل نصرالله، الذي نشأ في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. والتحدي الثاني يتلخص في التوترات الداخلية بين الشيعة من وادي البقاع وأولئك من جنوب لبنان. ورغم أن الطائفتين الشيعيتين متحدتان في إيمان مشترك وصراع سياسي، إلا أن بينهما اختلافات اجتماعية واقتصادية كبيرة. فالشيعة في البقاع يميلون إلى العيش في مجتمعات عشائرية، وهم أكثر فقراً وتهميشاً في السياسة الوطنية. وعلى النقيض من ذلك، فإن جنوب لبنان هو موطن كل الزعماء الشيعة البارزين في البلاد، بما في ذلك الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم، ورئيس مجلس النواب ونبيه بري. والواقع أن تدمير المدن والبلدات الشيعية، والتوترات الطائفية المحتملة التي قد تلي الحرب، يعني أن الطائفة الشيعية بأكملها في لبنان سوف تحتاج إلى مساعدة حزب الله وما تبقى من مؤسساته الاجتماعية لتوفير الخدمات في غياب قدرة الدولة. أما التحدي الثالث فيتمثل في علاقة حزب الله بإيران. فنصرالله كان مقرباً من طهران وكان بارعاً في انتزاع حصة كبيرة من الموارد المالية والعسكرية من النظام الإيراني لحزب الله. ولكن في أعقاب استشهاده، ربما يضطر حزب الله إلى تدبير أموره لفترة من الوقت في ظل تقليص التمويل الإيراني".
هل من مخرج؟
وبحسب المجلة، "في بعض الأحيان، وخاصة في الآونة الأخيرة، قد يكون من السهل أن نتخيل أن لبنان محكوم عليه إلى الأبد بأن يكون مجرد بيدق في الصراع الطويل الأمد بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى. ولكن لا يزال من الممكن تخفيف هذه النتيجة القاتمة من خلال الدبلوماسية الشاملة، والحوار الوطني، والالتزام الدولي بإعادة بناء الدولة اللبنانية. وهذه العناصر الثلاثة لابد وأن تسير جنباً إلى جنب، وكلها سوف تتطلب جهداً متضافراً من جانب الولايات المتحدة وفرنسا والدول العربية. إن الدبلوماسية الشاملة ستضمن تعاون إيران. كما وهناك حاجة إلى حوار وطني في لبنان لملء الفراغ الحالي في السلطة، ومناقشة الإصلاحات الدستورية التي من شأنها أن تساعد في ضمان السلام بين الطوائف، وتحديد إطار زمني لدمج القدرات العسكرية لحزب الله مع الجيش. وأخيرا، سيكون الالتزام بإعادة بناء مؤسسات الدولة والاقتصاد المتهالك في البلاد ضروريا لتنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار".
وختمت المجلة، "بدون مثل هذا الجهد المكثف، فإن المسار الحالي للصراع سوف يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات في لبنان، مع استمرار إسرائيل في الرد على هجمات حزب الله بعنف غير متناسب يؤدي إلى المزيد من النزوح الجماعي. وقد تقدم حملة الفوضى التي تشن تحت غطاء هجوم ضد حزب الله بعض الفوائد السياسية المحدودة لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، ولكن بالنسبة للجميع، وخاصة المدنيين اللبنانيين، فإن الأمر سوف يكون بمثابة كارثة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
هذه بنود المقترح الأمريكي لوقف الحرب في لبنان.. كيف رد حزب الله؟
ذكرت وسائل إعلام أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفق المقترح الأمريكي تتضمن، أن تكون لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701، برئاسة جنرال أمريكي وعضوية جنرال فرنسي.
وأكد المقترح على أن حق دولة الاحتلال في التدخل ليس قابلاً للنقاش بالإضافة لتفكيك البنية العسكرية لحزب اللّه، ليس فقط جنوب الليطاني بل شمال الليطاني أيضا، وهذا موضوع غير قابل للمساومة أو للتفاوض.
وينص القرار على أن انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل فقط في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في لبنان، كما يتطلب الاقتراح انسحاب القوات البرية الإسرائيلية، التي تعمل في جنوب لبنان منذ أواخر سبتمبر/أيلول، من البلاد ويطالب بتطبيق أكثر صرامة للقرار 1701.
كما يتمسّك الإسرائيليون بالشروط التي يضعونها، ويعتبرون أن تطبيقها غير خاضع لأي نقاش، فإمّا أن تُطبَّق بالتفاهم والتفاوض، وإما بالقوة، وفقا لوسائل إعلام لبنانية.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مصدر إسرائيلي تشكيكه باحتمال التوصل إلى اتفاق وشيك، مشيرا إلى أنه في حين تم إحراز تقدم، فإن رفض حزب الله قبول طلب إسرائيل بالحق في ضرب أهداف حزب الله في حالة انتهاك وقف إطلاق النار من شأنه أن يعرض العملية للخطر.
وأضاف المصدر أنه بدون هذا البند، يصبح من غير المؤكد ما إذا كان نتنياهو يستطيع تأمين موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق، مبينا أن هوكشتاين لم يؤكد بعد موعد وصوله إلى المنطقة.
وقال المصدر أيضا إن حزب الله وافق على فصل صراعه مع إسرائيل عن الحرب الإسرائيلية في غزة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين سيزور بيروت "قريبا"، بعد أن رد لبنان إيجابيا على اقتراح تدعمه الولايات المتحدة لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف ميقاتي، إن الحكومة اللبنانية تسعى للحصول على توضيحات بشأن بعض "النقاط غير الواضحة" في الاقتراح، مبينا أن أجزاء كبيرة من مسودة الاتفاق تم حلها، مع بعض النقاط التي تتطلب "توضيحًا" تتطلب مناقشات "وجهًا لوجه" مع هوكشتاين.
ونقلت شبكة "سي أن أن"، عن مسؤول لبناني قوله، إن حزب الله استعرض الاقتراح وقدم رده إلى السلطات اللبنانية مساء الأحد/ واصفا بأنه "إيجابي" إلى حد كبير.
كما نفى مسؤول أمريكي، الحديث عن تأخير إسرائيلي متعمد للوصول إلى اتفاق، مبينا أن الاتفاق مع حزب الله من شأنه أن "يرسل إشارة إلى حماس بأن إسرائيل وشركاءها سيبذلون قصارى جهدهم لتأمين صفقة تعيد الرهائن المحتجزين في غزة".
وأكد المسؤول: "إذا كان لدينا اتفاق بشأن لبنان، فسوف نهبط بقوة على حماس لمحاولة الحصول على صفقة تبادل أسرى"، مضيفا أن "إسرائيل بحاجة إلى تحويل هذا النجاح العسكري إلى نجاح استراتيجي".
وذكر المسؤول وفقا للشبكة الأمريكية، أن المنطقة وصلت إلى طريق مسدود حيث رفضت حماس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الأسرى الإسرائيليين، وتعهد حزب الله بمواصلة القتال حتى تنتهي حرب إسرائيل ضد حماس في غزة.
وأوضح المسؤول الأمريكي إنه "للحصول على صفقة في لبنان، يجب وضع حزب الله تحت الضغط"، مضيفًا أن "حزب الله لا يستطيع إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية الضخمة" عبر الحدود مع إسرائيل.