سودانايل:
2025-03-26@05:33:23 GMT

الجنجويد ينحل – شعار تجاوزه الزمن.!!

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

فشل النخبة السودانية يتجسد في امساكها بحبال الخيال، أكثر من انخراطها في العمل الواقعي المفضي لتغيير الواقع المؤلم والمستمر، لقد هتف أحد الصفويين المركزيين داخل بهو القاعة المستقبلة لرئيس الوزراء السابق بلندن، بشعار "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، في دوغمائية متحجرة رافضة لحقيقة أن قوات الدعم السريع قد لعبت الدور الأول في إسقاط الطاغية، ولولاها لما استطاع هذا الرافع لعقيرته بالصياح أن ينفس ببنت شفة في وجه الطغاة السابقين، ففضل هذه القوة العسكرية الوطنية في إزاحة رأس المنظومة الاخوانية من مشهد السلطة، لا ينكره إلّا صاحب غرض، فلولا كلمة "لا" التي قالها قائد الدعم السريع في وجه السلطان الجائر ومفتي دياره، لاكتملت رغبة الطاغية في سفك دماء ثلثي الشعب المغيّب، فالذين يطالبون بحل هذه القوات من رموز تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، عليهم أن يعترفوا بفضل جنود وضباط وضباط صف هذه القوات، الذين سهّلوا لهم مهمة الخروج الآمن من العاصمة الخرطوم، عندما غدر جيش الفلول بقوات الدعم السريع وهاجمها في مقارها المعلومة، إذ أنّه لا يمكن لشريف من شرفاء العمل العام، أن يعض اليد التي انقذته من براثن الموت، فحتى قادة القوات المشتركة "المرتزقة" التي خرجت عن الحياد وناصرت مليشيا الاخوان المسلمين المختطفة لقيادة الجيش السوداني، أمّنتهم هذه القوات عندما أطبق عليهم الأخشبين، هذه الحقائق يجب أن تكون ماثلة في ذهنية كل الساسة العاملين في منظمة "تقدم"، فما عاد الاستهبال القديم للدولة القديمة يجدي نفعاً في تسلق كتف الآخر للوصول لكرسي السلطة، وما تقوم به قوات الدعم السريع اليوم في ميدان الحرب شعاره استعادة الحكم المدني، فكيف لرمز مدني أن يعادي القوة الوحيدة التي تقاتل من أجل اعادته لوضعه الطبيعي؟.


لقد مضى عهد الاستغلال وجاء زمان (الاستقلال)، بفضل أداء أشاوس قوات الدعم السريع وصمودهم، في ميدان معركة الحرية والديمقراطية والعدالة، وسوف تلعب دوراً أعظماً بعد أن تضع الحرب أوزارها، ومن ظن أن هذه القوة الوطنية الثائرة ستتبخر في أثير الفضاء هكذا، عليه أن يتهيأ لصدمة كبرى قادمة، فالوطنيون الأوفياء لأوطانهم والذائدين عن حوضها يجب أن يكرموا، فهؤلاء الأشاوس الذين فدوا الوطن بدمائهم الغالية، يجب أن تنصب لهم النصب التذكارية بعد اكتمال مشروع التحرير الشامل، فما قدموه من تضحية مشهودة لا يجب أن يقابل بالنكران والرفض والاقصاء والامتهان، وفتية بهذه العزيمة وقوة الشكيمة حري بهم أن يكونوا أساس بنية الجيش الوطني الحقيقي للدولة المدنية القادمة، لا أن يقوم التقدميون بالإعلان عن رغبتهم الأكيدة في وأدهم على قارعة طرقات عاصمة الضباب، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وسوف يشهد سفر التاريخ بأن هنالك قوة بشرية صعبة المراس، طهّرت أرض السودان من دنس الفاسدين والمخربين يوما ما، فقد كتبوا تاريخهم بدمائهم الساقية لأرض الوطن العزيز بالدماء، ولن يسمحوا لكائن من كان أن يبت في أمر بالحل، فكما شقوا طريق الحرية والانعتاق بسواعدهم الخضراء، إنّهم قادرين على مجابهة التقدميين غير المعترفين بحسن صنيعهم، مثلما واجهوا جنود المرتزقة "المشتركة" حينما حلموا بمواجهتهم وتمنوا على أنفسهم الأماني، وأي مشروع سياسي يسعى للحكم بعد إنهاء الحرب، لابد وأن يمر ببوابة حرّاس الدولة والدستور – هؤلاء الأشاوس الذين لقنوا العملاء والخونة والمتآمرين أبلغ الدروس، فهذه القوة الوطنية العسكرية المسماة بقوات الدعم السريع، هي حامية حمى الشعب ومؤسسات الدولة، وسيكون اسمها "الحرس السيادي"، وهي الضامن الأوحد لاستدامة الحكم المدني الديمقراطي، وابعادها عن المشهد يعني عودة عهد الظلام والانتكاس الحضاري.
في مسيرتها الوطنية الباذخة حققت قوات الدعم السريع انجازاً وطنياً مفصلياً في عمر الدولة السودانية، ألا وهو كسر بندقية العسكر المدجنين بواسطة الأيدلوجيات الحزبية، وكنسها لأوساخ آخر أيدلوجية حزبية وافدة – تنظيم الاخوان المسلمين القادم من مصر– حزب المؤتمر الوطني المحلول، ولو كانت هناك أجهزة ومنظمات ومؤسسات جديرة بالحل، تكون جميع منظمات ومليشيات الاخوان المسلمين، الدفاع الشعبي، هيئة العمليات، منظمة الشهيد، منظمة السلامة، الهيئة الخيرية، الشرطة الشعبية، الأمن الشعبي، وغيرها من المنظمات الاخوانية الموازية لمؤسسات الدولة، والتي أوردت البلاد موارد الهلاك، هذا هو الحل الذي كان من واجب ذلك "التقدمي" أن يهتف بحله، وليس حل القوة العسكرية الوحيدة في الساحة، المعلنة عن برنامجها الواضح الصريح الهادف إلى تمكين الحكم المدني، فهب أن حلم هذا التقدمي الحقود قد تحقق، كيف يتسنى له تحقيق شعار المدنية التي هي خيار الشعب؟، في ظل وجود المنظمات الاخوانية آنفة الذكر؟، ألم يقرأ هذا الرجل الغريب مستجدات ساحة الحرب في مدينة بحري؟، ألم يعلم بأول نموذج لدولة ما بعد حل (الجنجويد)؟، تلك الدولة التي أعدمت أكثر من مائة مدني رمياً بالرصاص، في ميادين الخرطوم بحري؟، على رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك أن لا يسمح لهؤلاء التقدميين الذين لا ينظرون ابعد من أرانب أنوفهم، لأن يكونوا قابعين داخل سفينته المبحرة والماخرة لعباب البحر، من أجل الرسو في موانئ الدولة المدنية المنشودة، فمثل هؤلاء يخصمون من أرصدة دعاة المدنية، لأن بفعلهم هذا يكسرون أكبر عمود ترتكز عليه الدولة المدنية المنشودة، أجلسوهم على مقاعد المتفرجين تفلحوا.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع یجب أن

إقرأ أيضاً:

تعود لفلول نظام الأسد.. العثور على بئر أسلحة في حمص

 

عثرت إدارة الأمن العام في حمص على بئر مملوءة بالأسلحة والذخائر في إطار الحملة العسكرية والأمنية المستمرة منذ إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.

وأفاد مسؤول أمني بأن القوة الأمنية عثرت على الأسلحة في إحدى الآبار القديمة في قرية المضابع بريف حمص، مؤكداً أنها تعود لفلول النظام السابق.

وقال المسؤول الأمني بريف حمص الجنوب الشرقي مهند سلامة: «القوة الأمنية رصدت المكان لعدة أيام، بعد أن وردتها معلومات عن وجود البئر».

وأضاف أن عمق البئر نحو 30 متراً، ومليئة بشكل كامل تقريباً بالذخائر المتنوعة بين بنادق وقذائف وطلقات وغيرها.

وأوضح أن الأسلحة المضبوطة تستعمل عادة لتجهيز مجموعات قتالية فردية، ما يؤكد وجود مخطط كان قيد التحضير في تلك المنطقة، لافتاً إلى أن تلك الكمية كانت مجهّزة لنقلها إلى مكان آخر قبل يوم واحد من ضبطها.

وشكر المسؤول الأمني أهالي قرية المضابع على تعاونهم، وطمأنهم بأن القوات الأمنية ستتواجد في المنطقة لحمايتهم.

وحذر من أن أية ردود فعل غير منضبطة ستقابل بعقاب شديد، مؤكداً أن القوة الأمنية ستبقى حتى استتباب الأمن، مطالباً الأهالي بالتعاون والإبلاغ عن أي معلومات.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع دعا فلول النظام السابق إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم قبل فوات الأوان، لافتاً إلى أن هذه الفلول سعت لاختبار سورية الجديدة التي يجهلونها، في إشارة منه إلى الهجمات التي نفذتها قوات محسوبة على نظام الأسد ضد الأمن العام في الساحل السوري أوائل الشهر الجاري وخلفت مئات القتلى.

وطالب الشرع قوى الجيش والأمن في سورية بحماية المدنيين، وعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل.

وتوعد بالاستمرار في ملاحقة فلول النظام السابق وتقديمهم للمحاكمة، والاستمرار في حصر السلاح في يد الدولة.

وتعهد الشرع بمحاسبة كل من يتجاوز على المدنيين العزل، مشدداً على أن أهالي الساحل السوري جزء من مسؤولية الدولة، ومؤكداً أن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به. أخبار ذات صلة

مقالات مشابهة

  • إنهيار المليشيا .. الحلقة الأخيرة من تراجيديا الجنجويد
  • الإعدام لمواطن من دولة جنوب السودان للتعاون مع القوات المتمردة وإثارة الحرب ضد الدولة
  • عودة دوائر النفوذ.. صراع القوى الكبرى
  • شاهد.. هكذا تبدو المناطق التي استعادها الجيش من الدعم السريع
  • هل يدرك بقايا الجنجويد ما ينتظرهم؟
  • مصر تدعم وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها .. «الدعم السريع» يستولي على قاعدة «جبل عيسى» قرب الحدود الليبية
  • حدود القوة بين الغاشمين والمستسلمين.. هم ونحن
  • تعود لفلول نظام الأسد.. العثور على بئر أسلحة في حمص
  • مقتل 3 في قصف للدعم السريع على أم درمان بعد تقدم الجيش في الخرطوم وجزيرة توتي  
  • الجيش السوداني يسترد المصرف المركزي من قوات الدعم السريع