الناصري: تزداد المحاصيل المنتجة محليًا يساهم في استقرار الأسعار

الهنائي: الزراعة الشتوية تمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاج المحلي

الهدابي: ضرورة إيقاف استيراد بعض المنتجات عندما تكون التغطية المحلية كافية

تُعد الزراعة الشتوية في سلطنة عمان موسمًا حيويًا يحمل في طياته فرصًا كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الاكتفاء الذاتي.

يتسم هذا الموسم بتنوع المحاصيل المزروعة، بدءًا من الحبوب والخضراوات وصولاً إلى الفواكه، مما يعكس قدرة القطاع الزراعي على تلبية احتياجات السوق المحلية، كما تُتيح الزراعة الشتوية للمزارعين تحقيق دخل مستدام، وتوفير فرص عمل تعزز من مستوى المعيشة، ويساهم التعاون بين المزارعين والجهات الحكومية في تنظيم السوق وضمان حماية المنتجات المحلية، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويعزز استقرار الأسعار، وفي ظل التحديات المناخية التي قد تواجه الزراعة، تبرز التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة كخطوات أساسية لتحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل.

يركز هذا التقرير على أهمية الزراعة الشتوية بصفتها رافدا رئيسيا للاقتصاد العماني، ويستعرض الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تحققها، مع التأكيد على دورها في تحقيق الاستدامة الزراعية.

تنوع المحاصيل

وقال المهندس يونس بن علي الناصري، رئيس قسم النخيل والإنتاج النباتي بمحافظة الظاهرة: إن هناك تنوعًا كبيرًا في المحاصيل الشتوية، أهمها القمح والشعير والشوفان، بالإضافة إلى الفول والبازلاء، المعروفة محليًا بـ"الباقل والغرغر"، كما تُزرع البطاطا الحلوة، التي تُعرف محليًا (بالفندال)، والبصل والثوم، حيث يتم تخزين هذه المحاصيل طوال العام لضمان توافرها في الأسواق.

وأشار الناصري إلى زراعة الورقيات مثل الملفوف والخس والفجل والجرجير، بالإضافة إلى البقدونس والبقل، وتضم قائمة المحاصيل أيضًا القرعيات مثل الكوسة والخيار العماني والخارجي، بالإضافة إلى الطماطم والفلفل بمختلف أنواعه، وقد دخلت مؤخرًا محاصيل جديدة مثل الشمندر والكرفس واللفت والجزر والبروكلي والزهرة والسبانخ، مما يعكس تطور الزراعة الشتوية في سلطنة عمان وتنوعها لتلبية احتياجات السوق المحلية.

كما تناول الناصري الظروف المناخية التي تؤثر على الزراعة الموسمية الشتوية في سلطنة عمان. وأوضح أن سلطنة عمان كونها تقع ضمن المناطق شبه الجافة، تتعرض لتغيرات مناخية كبيرة مثل الجفاف وقلة الأمطار، أو حتى كثرتها في فصل الشتاء، كما أن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة وزيادة الرطوبة والغبار تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل المزروعة، مما قد ينعكس على الإنتاجية ويساهم في انتشار بعض الآفات والأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى غرق بعض المزروعات، مما يمثل تحديًا إضافيًا للمزارعين.

أما فيما يتعلق بالفوائد الاقتصادية للزراعة الشتوية، أكد الناصري أنها تُساهم في زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي للمزارعين والمجتمع بشكل عام، كما تحقق الزراعة الشتوية دخلاً جيدًا للمزارعين، وتلعب دورًا فعالًا في تعزيز الأمن الغذائي لسلطنة عمان؛ فعندما تزداد المحاصيل المنتجة محليًا، ينخفض الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في استقرار الأسعار ويعزز الاقتصاد المحلي.

كما أشار الناصري إلى أهمية الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وتبني الممارسات الحديثة في الزراعة، مما يساعد على تحسين الإنتاجية وتقليل التأثيرات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، في هذا السياق، فإن الاستثمار في التقنيات الحديثة وطرق الزراعة المبتكرة يعد خطوة أساسية نحو تحقيق مستقبل زراعي أفضل في سلطنة عمان.

التحديات المناخية

من جانب آخر قال المهندس سالم بن محمد الهنائي، رئيس قسم التنمية الزراعية بعبري: إن موسم الزراعة الشتوية في سلطنة عمان يعد سهلًا وبسيطًا، حيث تُزرع جميع المحاصيل الشتوية فيه، ومن أبرز ميزاته أنه لا يتطلب تكاليف تبريد في البيوت المحمية، مما يجعل الزراعة أكثر سهولة وفعالية للمزارعين.

وأشار الهنائي إلى أن الموسم الشتوي يُعد فترة خصبة للمزارع، حيث تنمو النباتات بشكل جيد ولا تحتاج إلى ري مفرط، ويحتاج المزارعون فقط إلى متابعة مستمرة فيما يتعلق بالتسميد ورصد الآفات، التي تميل إلى الازدياد خلال هذا الموسم، ومن بين الآفات التي يجب مراقبتها، تبرز الفطريات والحشرات والعناكب، التي يمكن أن تؤثر سلبًا على المحاصيل إذا لم تتم السيطرة عليها.

وفي سياق حديثه عن الفوائد الاقتصادية للزراعة الشتوية، أكد الهنائي أنها توفر فرص عمل للمزارعين وتُعزز من دخلهم، مما يُساهم في تحسين مستوى المعيشة، كما تُساعد هذه الزراعة في تقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يسهم في استقرار الأسعار ويعزز الاقتصاد المحلي.

وأشار الهنائي إلى أهمية التعليم والتدريب للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية، مشددًا على ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، مثل نظم الري المتطورة واستخدام الأسمدة العضوية؛ لتحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل.

وأكد الهنائي على أهمية تبني الممارسات الزراعية الجيدة خلال هذا الموسم، مشددًا على ضرورة التعاون بين المزارعين والجهات المعنية لتحقيق أفضل النتائج في الزراعة الشتوية، ورغم التحديات المناخية التي قد تواجه الزراعة، فإن الزراعة الشتوية تمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاج المحلي وضمان الاستدامة الزراعية في سلطنة عمان.

حدائق المنازل

من جانبه تحدث المزارع رامي الهدابي، المهتم بالزراعة، مركزا على أهمية هذا الموسم وخصائصه، قائلا: إن الزراعة الشتوية حاليًا في أوج نشاطها، حيث يبدأ المزارعون في تشكيل الشتلات وزراعة البذور، وتُعد هذه الفترة ذروة الزراعة، حيث تُزرع حوالي 90% من المحاصيل الشتوية، مثل الخيار والطماطم والباذنجان والفلفل الحار والكوسة والذرة الشامية، بالإضافة إلى البطاطا والفندال، كما يُمكن زراعة شتلات الحمضيات مثل المانجو في المزارع والحدائق المنزلية.

وأكد الهدابي أن مناخ سلطنة عمان خلال فصل الشتاء يعد مثاليًا لنمو هذه المحاصيل؛ إذ يساعد الطقس المعتدل على تحقيق إنتاجية عالية. بالمقابل، يشير إلى أن فصل الصيف يؤثر سلبًا على الزراعة بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج.

وأوضح ان الزراعة الشتوية تُعد مصدر دخل إضافي للمزارعين، حيث تساهم في تنويع المحاصيل وزيادة فرص البيع، ويعتبر الهدابي أن وجود زراعة شتوية في حدائق المنازل يعزز من ترابط الأسرة، حيث تشجع على التعاون بين أفراد العائلة في الزراعة والقطف والإنتاج، كما أن هذا التعاون يسهم أيضًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مما يقلل الاعتماد على المنتجات الزراعية المستوردة.

كما تناول الهدابي تدخل الجهات الحكومية في تنظيم استيراد المنتجات الزراعية وفقًا لاحتياجات السوق، وطالب باتخاذ خطوات لإيقاف استيراد بعض المنتجات عندما تكون التغطية المحلية كافية، حيث إن هذا الإجراء يهدف إلى حماية المنتج المحلي وتجنب تأثير الاستيراد على الأسعار، مما يساهم في استقرار دخل المزارعين.

علاوة على ذلك، يُبرز الهدابي فوائد الزراعة الموسمية في تعزيز الأمن الغذائي للأسرة والمجتمع ككل، ويشدد على أهمية التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة، مثل نظم الري المتطورة والزراعة المائية، التي تمثل خطوات إيجابية في تحسين جودة الإنتاج فالآن التكنولوجيا الحديثة متوفرة وتساعد المزارعين على تحقيق نتائج أفضل وتلبية احتياجات السوق المتزايدة.

كما أكد أن الزراعة الشتوية في سلطنة عمان تُعد رافدًا مهمًا للاقتصاد المحلي، وتساهم في تعزيز الاستدامة وتحقيق الأمن الغذائي، مما يجعلها محور اهتمام للمزارعين والمختصين على حد سواء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التقنیات الحدیثة استقرار الأسعار الأمن الغذائی الاعتماد على بالإضافة إلى هذا الموسم فی الزراعة فی استقرار على أهمیة محلی ا التی ت

إقرأ أيضاً:

إيران تبدي استعدادها لمفاوضات غير مباشرة عبر سلطنة عُمان مع أمريكا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن سلطنة عمان "ستلعب دورا محوريا في إحياء المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة"، في أول تصريح علني حول تطورات موقف طهران من المهلة التي منحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لطهران وتهديده بقصفها بشأن برنامجها النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "سلطنة عمان ستلعب دورا محوريا في إحياء المفاوضات المباشرة مع أمريكا"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية

وأضاف إسماعيل بقائي، أن "مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة"، موضحا: "في بعض الفترات، لعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور ضمن إطار سياسته الخارجية، لا سيما في سياق الاتفاق النووي".

وتابع إسماعيل بقائي: "سلطنة عمان أيضا كان لها دور فعّال في هذا المجال خلال السنوات الماضية، بل وحتى قبل هذه المرحلة الحالية"، طبقا لوكالة "تسنيم".

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه "في حال انطلاق مسار تفاوضي جديد، يمكن اعتبار عمان أحد أبرز المرشحين للقيام بهذا الدور المحوري".

وذكر أنه "تم تقديم الرد الإيراني على رسالة الولايات المتحدة، ونحن الآن ننتظر قرار واشنطن بشأن ذلك"، موضحا أن "اقتراح إيران بإجراء مفاوضات غير مباشرة كان عرضًا سخيًا وعقلانيًا، يستند إلى التجارب السابقة والمسار التفاوضي حول الملف النووي خلال العقد الماضي، ونحن نركز على ما قدمناه من مقترحات"، حسب قوله.

 وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وجه مؤخرا تهديدا قويا لإيران باحتمال أن يتم قصفها، وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها، إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة.

وقال ترامب في مقابلة مع NBC News: "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الاثنين، إنه "لا صحة لأي من التكهنات بشأن أسماء المفاوضين (بشأن المباحثات المرتقبة مع واشنطن)، لكن مسؤولية المفاوضات المحتملة مع وزارة الخارجية وإدارتها ستكون على عاتق وزير الخارجية".

وأضاف عراقجي أن "اقتراح التفاوض المباشر غير مقبول لدينا للأسباب التي ذكرناها مرارا، لكننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة عبر عُمان، والكرة الآن في ملعب أمريكا للرد على اقتراح الجمهورية الإسلامية، رغم أننا لسنا في عجلة من أمرنا"، طبقا لما نقلت عنه وكالة "تسنيم".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: أبدينا استعدادنا للتفاوض مع أمريكا عبر سلطنة عمان
  • إيران تبدي استعدادها لمفاوضات غير مباشرة عبر سلطنة عُمان مع أمريكا
  • مفاوضات بين طهران وواشنطن برعاية سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تستعرض آفاق التعاون مع بوتان في مشروع GMC
  • فصل برنامج الإنتاج النباتي إلى برنامجي المحاصيل والبساتين بكلية الزراعة جامعة أسيوط
  • الاقتصاد الاجتماعي.. رافعة لتمكين التنمية المحلية في سلطنة عمان
  • “البحوث الزراعية” يستقبل وفدا من المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي
  • 2.5 مليون مسافر و16.7 ألف رحلة عبر مطارات سلطنة عمان خلال شهرين
  • غداً.. انطلاق فعاليات أسبوع عُمان للمياه 2025
  • واردات سلطنة عمان من الذهب تسجل 372 مليون ريال