سودانايل:
2025-07-29@08:34:51 GMT

نزْعٌ و تمزيق . قصة قصيرة

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

نزْعٌ و تمزيق . قصة قصيرة
حكايةُ حربٍ!
أعدّ الجوع لهم مؤائد. تحولت دمدمة المتفجرات ، أزيز المسيّرات ، زمجرة الطائرات فوق رؤوسهم مع صوت الرصاص، تحولت إلي شخيرِ يصدر عن نومهم العميق. لم يكن بالأنحاء ماءٌ ليشربوه غير ما تبقي من خطوِ الجنود في بِرَكِ مياه الأمطار، شربوا ذلك الخليط المُشّبَع و المحتشد بالموت الذي رفض المجيء.

تعب الموتُ من التِجوال في شوارع حِلّتهم المنتهكة إلي آخر بيت فيها ،تعب!
قالوا " نحن عائلة إندمجت و صارت جسداً واحداً ، ليست له هوية جنسية و لا ذاكرة ليخدش الإغتصاب حياءَه أو يؤلمه في الروح". و قالوا لم يعد عند الجنود ما يغضبوننا به أو يجعلنا نرد علي أسئلتهم. و قلت لم يعد للحرب ما تقوله أو تستطيع به أن تجعلهم يتكلمون.
جاء بعضهم ليقتلوهم لأنهم من الفلول، فعل القتَلّةُ فعلتهم و فرحوا بها و هللوا و كبّروا. جاء قتَلَةٌ آخرين ليقتلوهم لأنهم متعاونون مع المليشيا المتمردة، فعل القتَلّةُ فعلتهم و فرحوا بها و هللوا و كبّروا. قالوا لم نمت جراء الهجمتين لا بل ظللنا كما نحن "نحن عائلة إندمجت و صارت جسداً واحداً ، ليست له هوية جنسية و لا ذاكرة ليخدش الإغتصاب حياءَه أو يؤلمه في الروح" قالوا إنتهت الحرب عندما صار القتلُ لا يقتل و أصبح الرعبُ لا يُخِيف. فقلت فعلاً إنتهت الحرب عندما تحوّل الجوع إلي واهبٍ للطعام.
لم يجد الجنود ما يفعلونه فقرّر قادتهم الإتفاق و إقتسام البلاد مناصفة بينهما ، ناسها و موارده مناصفةً بينهما. قالوا سمعنا ذلك عندما مرّ جندي جوار بيتهم. كان الجندي يسمع كلام قائده المتفق مع القائد الآخر. سمع الجندي ذلك في واحدٍ من تلفوناته التي كانت لمَوْتَى أو منهوبين. كان الجندي يسمع و يتلفت كأنه يسمع أصواتا. لم يكن هنالك ما يُصدِر صوتا لأنه خلال الحرب قد نفدت الكلمات و لم يتبقَ من الكلام غير تلك الأصوات المجوفة الي لا تهتم لها طبلةُ أُذنِ و لا ترتعش من أجلها. حتي الحيوانات صارت صمّاء. مع نهاية المكالمة إنتشرت في الهواء رائحةُ البُراز المختلطة برائحةِ الأجساد المُتحللة. رأيت في نهاية الشارع جثة قديمة تحلّلت و يبست و صارت هيكلا مكسواً بجلد رقيق، هيكلٌ بفم مبتسم. قوة الرائحة و نفاذها فيما يبدو دفع بالكلاب ، القطط، الطيور، الهوام، القوارض و جمهرة الحشرات النَشِطة. دفعت الرائحةُ الجميع ركضا، زحفاً و طيراناً نحو النهر. قالوا عندما تأكدنا من ذلك المنظر المهيب و هو مغادرة الحيوانات لحِلَتنا حدث أمر غريب حيث بدأت عائلتنا المندمجة في الإنفصال، إنفصل الأب مبتعدا، نزعت الأم نفسها عن جسد العائلة، تبقي جسد ممزق و مرتبك في إندماجه لكنه بدأ في الإنفصال فتفرق الأولاد و البنات بددا، خرجوا عن ذلك الجسد حيث كما قالوا كنّا عائلة إندمجت و صارت جسداً واحداً ، ليست له هوية جنسية و لا ذاكرة ليخدش الإغتصاب حياءه أو يؤلمه في الروح. إنفصلنا أي واحد منّا بندوب و تقرحات شملت جسد الواحد منّا و روحه. قالوا لم نهتم بما حدث لأن الحرب إنتهت عندما لم يجدِ الموتُ من يقتله و لم يجدِ الجوعُ ما ينهشه و لم يجدِ المرضُ جسدا ليعذبه. قلت إنتهت الحرب.

طه جعفر الخليفة
كندا – اونتاريو
31 نوفمبر 2024م


[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لم یجد

إقرأ أيضاً:

دي مينو «البطل المحظوظ» في «واشنطن للتنس»

واشنطن (رويترز)

أخبار ذات صلة واشنطن تمنح فرنانديز «اللقب الرابع» واشنطن تجدد دعوة لبنان إلى «احتكار السلاح»


عوض أليكس دي مينو تأخره بمجموعة، وأنقذ ثلاث نقاط للفوز بالمباراة النهائية، ليحصد لقب بطولة واشنطن المفتوحة للتنس، بفوزه 5-7 و6-1 و7-6 على أليخاندرو دافيدوفيتش فوكينا في نهائي البطولة ذات 500 نقطة.
وشعر المصنف الأول في أستراليا، الذي خسر نهائي 2018 أمام الألماني ألكسندر زفيريف، أنه محظوظ بفوزه بلقبه العاشر في مسيرته، وضمان دخوله قائمة العشرة الأوائل في التصنيف العالمي، قبل بطولة أميركا المفتوحة الشهر المقبل.
وتبادل اللاعبان (26 عاماً) كسر الإرسال في وقت مبكر من المجموعة الافتتاحية، قبل أن يسيطر الإسباني دافيدوفيتش فوكينا، عندما كسر إرسال منافسه مرة أخرى، لينهي المجموعة بمساعدة بعض الضربات المقوسة الأمامية الناجحة.
ورد دي مينو بقوة في المجموعة الثانية، واستغل اثنتين من أربع فرص لكسر إرسال منافسه، مع الحفاظ على إرساله طوال المجموعة التي حسمها في أكثر من 30 دقيقة فقط، بفضل ضربة إرسال ساحقة ليتعادل 1-1 في المجموعات.
وبدا أن اللاعب الإسباني في طريقه نحو أول ألقابه خلال مسيرته، عندما كسر إرسال منافسه، ليتقدم في المجموعة الفاصلة، لكنه فشل في حسم المباراة، عندما كان متقدماً 5-3، ليطلق ضربة أمامية خارج الملعب، ليعيد كسر الإرسال للمصنف السابع دي مينو.
وزاد إحباط دافيدوفيتش فوكينا، عندما أهدر المصنف 12 ثلاث نقاط للفوز بالمباراة خلال إرسال دي مينو، ثم استغل اللاعب الأسترالي سلسلة من الأخطاء السهلة في الشوط الفاصل ليحسم المباراة لمصلحته.
وقال دي مينو خلال تسلم كأس البطولة: «جئت إلى هنا عام 2018، ومنحني ذلك الكثير من الثقة، لذلك أنا سعيد للغاية لأنني تمكنت من العودة والفوز باللقب».
وأضاف، وهو يشير للكأس: «أليخاندرو، أنت جيد للغاية ويمكنك الحصول على كأس مثل هذه، إنها قادمة بالتأكيد، كنت تستحقها بالتأكيد، لكنني كنت محظوظاً، أنت منافس لا يُقهر ولاعب رائع، لا أحد في بطولات اتحاد اللاعبين المحترفين يرغب في مواجهتك، هذه ليست النهاية».
وتذكر دافيدوفيتش فوكينا أنه كان بحاجة إلى بطاقة دعوة للعب في العاصمة الأميركية العام الماضي، وكان سعيداً لأنه ضمن على الأقل الصعود إلى أعلى تصنيف في مسيرته وهو 19 عالمياً عندما يصدر التصنيف اليوم الاثنين.
وقال دافيدوفيتش فوكينا: «لقد استحق الفوز، كان يقاتل على كل نقطة، ويدفعني دائماً إلى أقصى حدودي، كان علينا إنجاز مهمة قبل بداية العام، وهي الوصول إلى منتصفه ضمن أفضل عشرين لاعباً، هذا الأسبوع نجحنا في ذلك، لكن ليس بالحصول على الكأس، لكن بالتأكيد، سنواصل العمل بجدية، ونبذل قصارى جهدنا». 

مقالات مشابهة

  • هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفيا؟
  • البديوي: الاستقرار الإقليمي يبدأ من تثبيت هوية دولة فلسطين على الخريطة القانونية والدبلوماسية للعالم
  • إخوان تل أبيب.. مفاجآت حول هوية اتحاد أئمة المساجد بعد الدعوة لتظاهرات ضد مصر
  • ناخبي حزب أردوغان لا يثقون بالإدارة الاقتصادية!
  • دي مينو «البطل المحظوظ» في «واشنطن للتنس»
  • التنين ليس عدونا !
  • العمليات المشتركة تحدد هوية المسلحين في اشتباكات بغداد
  • أن تضع الكلمات المتجمدة تحت المدفأة!
  • لغز عمره قرون .. اكتشاف هوية سفينة غارقة منذ القرن الـ18 يشعل اهتمام العالم!
  • كبلته الهموم