استشاري نفسي: توبيخ الأبناء يدفعهم للتدخين والجلوس على المقهى وقضاء وقت طويل على «السوشيال»
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
دعا الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، إلى ضرورة احتضان الطلاب أصحاب المجاميع المنخفضة فى الثانوية من جانب الأهالى لدعمهم نفسياً ومعنوياً.
وقال «هندى»، فى حوار لـ«الوطن»، إن توبيخ الطلاب من جانب الأهالى يدفعهم إلى التدخين والجلوس على المقهى وقضاء وقت طويل على السوشيال ميديا بلا هدف أو مبرر للهروب من الضغوط النفسية التى يتعرضون لها.
ما المشاعر المسيطرة حالياً على غير المتفوقين من طلاب الثانوية العامة؟
- مجموعة من المشاعر المتزاحمة والقاسية تسيطر على غير المتفوقين من طلاب الثانوية العامة فى هذه الساعات وهم يرون أقرانهم من الجيران والزملاء يتممون إجراءات الانضمام لكليات القمة أو الكليات التى تمنوها، بينما يظلون هم ينتظرون المرحلة الثانية والثالثة من التنسيق، ومن أبرز هذه المشاعر الحزن الشديد والإحباط والتوتر والقلق على المستقبل والخوف من المجهول والضجر والضيق والإحساس بالدونية وفقدان الثقة فى النفس والغيرة من الأقران.
كيف تؤثر هذه المشاعر على صحتهم الجسدية والنفسية؟
- تأثيرات نفسية وجسدية كبيرة وقاسية تنتج عن هذه المشاعر، فمن الناحية النفسية يصاب هؤلاء الطلاب بالحزن الشديد والرغبة فى الانطواء وعدم التواصل مع الآخرين، إلى جانب غياب الضحكة وعدم الاستمتاع بأنشطة الحياة اليومية، مثل «دفء الأسرة» أو الخروج مع الأصدقاء، ويتعرض البعض منهم للإصابة بالاكتئاب ويفكر فى الانتحار، ومن الناحية الجسدية فإن المشاعر المختلطة والقاسية التى تسيطر عليهم قد تسبب لهم الإصابة بفرط الشهية فى تناول الطعام أو العزوف عن الأكل تماماً، وحدوث مشكلات فى الجهاز الهضمى مثل اضطرابات المعدة وارتجاع المرىء وعسر الهضم والإمساك، وحدوث مشكلات أخرى مثل آلام القولون والصداع الشديد وآلام العظام، وصعوبة التنفس، والإصابة بمتلازمة الأرق واضطرابات النوم والتعرض لكوابيس مزعجة.
وما التصرفات التى قد تصدر عنهم وتشير إلى تعرضهم للضغط النفسى الشديد؟
- هناك تصرفات قد تصدر عن طلاب الثانوية العامة من غير المتفوقين نتيجة للضغط النفسى الشديد الذى يتعرضون له، كأن يُلاحظ عليهم النهم الشديد فى الأكل أو العزوف التام عنه، والرغبة فى الانطواء وعدم التحدث مع الآخرين والعزوف عن العلاقات الاجتماعية والمشاركة فى الأنشطة والفعاليات من حولهم، قد يبدأ بعضهم فى ممارسة عادات خاطئة لم يكن يمارسها من قبل مثل التدخين أو الجلوس المتكرر على المقهى رفقة أصدقائه أو قضاء وقت طويل على منصات التواصل الاجتماعى دون هدف واضح، مع اختلال الساعة البيولوجية لديهم.
يتوجب على الآباء مد يد العون لأبنائهمكيف يمكن للأسر احتواء ودعم هؤلاء الطلاب؟
- يتوجب على الآباء مد يد العون لهم واحتواؤهم لمساعدتهم على الخروج من هذه الحالة، ويكون الاحتواء من خلال إغراق الأبناء بحب غير مشروط وحنان شديد طوال الوقت، والحديث معهم وإقناعهم بأنهم يحبونهم بشدة بغضّ النظر عن المجموع الذى حققوه والكلية التى سيلتحقون بها، وإشعارهم دائماً بقيمتهم العالية، سواء أثناء الحديث معهم أو مع الآخرين عنهم، كما يتوجب على أفراد الأسرة تقبُّل كل ما يصدر عن أبنائهم هذه الفترة من عصبية غير مبررة واتهامات باطلة، ويعذرونهم، بدلاً من توبيخهم.
ما الأنشطة التى يمكن لهؤلاء الطلاب ممارستها للتخلص من الضغط النفسى؟
- هناك أنشطة يمكن للطلاب ممارستها للتخلص من الضغط، منها الانغماس فى الأنشطة الأسرية مثل السفر والرحلات والخروج للتنزه رفقة الأصدقاء، أو ممارسة بعض الهوايات الخاصة، مثل السباحة أو كرة القدم أو الرسم أو الاستماع للموسيقى.
كيف يمكن لهؤلاء الطلاب اختيار كلية مناسبة لهم؟
- يُفضَّل للطالب عند اختيار الكلية التى سيلتحق بها أن يختار كلية أقل من مجموعه بنسبة تتراوح من 5% إلى 10%، حتى يشعر بالتفوق فى سنواته الجامعية، ويساعده ذلك على التخلص من شعور التدنى الذى لازمه فى الفترة بين ظهور النتيجة والالتحاق بالكلية نتيجة قلة مجموعه، ومن الضرورى أن يختار الطالب كلية تتناسب مع هواياته ومواهبه وإمكانياته، حتى يمكنه تحقيق التفوق والصعود إلى «القمة».
روشتة خاصة للتعامل مع الطلابهناك مجموعة من النصائح يجب أن ينتبه لها طالب الثانوية العامة عند التحاقه بالكلية، ومنها عدم الشعور بأنه أقل من زملائه، وأيضاً عدم الإحساس بأن الكلية أقل من إمكانياته وأنه كان يستحق كلية أفضل، ويجب على الطالب المشاركة فى الأنشطة الجامعية مع زملائه، ومنها الترفيهية، حتى يشعر بالانتماء والاندماج مع أقرانه ويقضى وقتاً سعيداً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الثانوية العامة تنسيق الجامعات الكليات العلمية الكليات الأدبية الثانویة العامة
إقرأ أيضاً:
نكبة جديدة تلوح في الأفق..(البلاد) تسلط الضوء.. إسرائيل ترسخُ احتلالًا طويل الأمد في جنوب سوريا
البلاد – دمشق
في مشهد يعيد إلى الأذهان النكبة الفلسطينية، تتقدم إسرائيل بخطى محسوبة نحو ترسيخ احتلال طويل الأمد لجنوب سوريا، في استغلال واضح للفراغ الأمني والسياسي بعد انهيار نظام الأسد أواخر العام الماضي. المشهد هناك لا يوحي فقط بتدخل عسكري تقليدي، بل بتغيير جذري في طبيعة السيطرة على الأرض، حيث تبدو تل أبيب عازمة على خلق “فلسطين أخرى” على امتداد الحدود السورية-الإسرائيلية.
زيارة استقصائية حديثة أجراها مراسلو صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى المنطقة كشفت ملامح هذا التوسع الإسرائيلي، الذي لم يعد مجرد تدخل عسكري أو ضربات جوية متفرقة، بل أصبح منظومة متكاملة من السيطرة الأمنية والإدارية والاجتماعية. في قرية الحميدية، الواقعة داخل منطقة منزوعة السلاح سابقًا، تُسيطر إسرائيل الآن على كل شيء: من حركة المدنيين إلى الخدمات الطبية، ومن حجم الجنازات إلى توزيع الطعام.
موقع عسكري إسرائيلي حديث البناء يراقب القرية ليل نهار، بينما تُسيّر دوريات شبابية نقاط التفتيش، وتُقيّد الحركة، وتتحكم فيمن يغادر ومن يدخل، حتى في حالات الطوارئ الطبية. في رمضان، لم يتمكن الأهالي من زيارة أقاربهم لتناول الإفطار، وأُجبر شيوخ القرية على طلب إذن من ضباط الارتباط الإسرائيلي لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات. في جنازات القرية، حُدد عدد المعزّين، واختُزلت أيام الحداد التقليدية إلى يوم واحد، في انتهاك فج للأعراف الاجتماعية والدينية.
في مقابل هذه القيود، عرضت إسرائيل طرودًا غذائية على سكان القرى الفقيرة، في محاولة مكشوفة لكسب ود الأهالي وتحسين صورة جيش الاحتلال. وبينما قبل البعض مضطرًا، رفض كثيرون، إدراكًا منهم أن ما يُمنح اليوم كمساعدة، سيتحول غدًا إلى أداة لإدامة الاحتلال.
منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، صعدت تل أبيب من تدخلها العسكري. مئات الغارات الإسرائيلية دمّرت ما تبقى من الجيش السوري، فيما توسعت القوات البرية في منطقة الأمم المتحدة المنزوعة السلاح، التي ظلت قائمة لنصف قرن. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب علنًا بنزع سلاح الجنوب السوري، بينما صرّح وزير دفاعه بأن القوات الإسرائيلية باقية هناك “إلى أجل غير مسمى.”
اليوم، بات لإسرائيل وجود فعلي على مساحات ممتدة لمئات الأميال داخل الأراضي السورية، تُديرها عبر مواقع عسكرية متقدمة، وأبراج مراقبة، وممرات ترابية مغلقة. وهي تُعيد بذلك إنتاج نموذج “المناطق العازلة” الذي اعتمدته في غزة ولبنان، وتُطبّقه الآن في سوريا بغطاء أمني لكنه يحمل أهدافًا توسعية صريحة.
وفي تطور خطير، أعلنت المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا عن تنظيم زيارات إلى مواقع أثرية داخل الجنوب السوري خلال عيد الفصح اليهودي هذا الشهر، وفق ما أورد موقع “كيبا” العبري. هذه الخطوة، التي تتم بحراسة عسكرية مشددة، لا تعكس اهتمامًا بالتراث، بقدر ما تُعلن دخول الجنوب السوري مرحلة جديدة: مرحلة دمج الأراضي المحتلة في الوعي الإسرائيلي، وتحويلها إلى وجهات “سياحية آمنة” كما حدث في القدس والجولان.
بهذا المسار، لا تُوسّع إسرائيل نفوذها فحسب، بل تُعيد رسم خريطة سوريا بسياسة التدرج الهادئ… لتكتب نكبة جديدة في قرى ظلت لسنوات تنزف من الحرب، وتُركت الآن فريسة للاحتلال.