عندما تثير الحرب أسئلة كثيرة تصعب الإجابة عنها
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
في رسالة من بيروت، قالت كيم غطاس التي تكتب لصحيفة "فايننشال تايمز" إن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان تثير عددا من الأسئلة عن الحروب التي يمكن للمرء أن يتحملها في حياته، وعدد الأرواح التي يمكن احتواؤها مرة في العمر.
وفي تقريرها، سردت الكاتبة اللبنانية تجربتها في الحرب المستعرة حاليا في بلدها، وقالت إن تلك الأسئلة كانت تدور في خلدها في الساعات الأولى من ذلك الصباح حيث دوي الصواريخ الإسرائيلية وهي تدكّ الضاحية الجنوبية من بيروت، معقل حزب الله، التي لا تبعد سوى مسافة قصيرة بالسيارة عن شقتها.
وتذكرت أن هذه هي التجربة الخامسة التي تعيش فيها حملة عسكرية إسرائيلية على لبنان؛ فقد كانت الأولى عام 1978، والثانية في 1982 عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية بيروت وشاهدت خلالها المدينة وهي تحترق بينما كانت عائلتها تحتمي في شمال العاصمة.
وفي المرة الثالثة، أفادت بأنها كانت تحاول النجاة بجلدها من الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان طوال 15 سنة حتى عام 1990.
ثم في عام 2019 حدثت أزمة اقتصادية كبيرة، وفي 2020 وقع انفجار مرفأ بيروت الهائل.
وقالت إن الأمان نسبي؛ "فأنا لست في غزة، ولست في الضاحية" الجنوبية، لكن "الحرب في كل مكان حولي"، مشيرة إلى أن إسرائيل كانت تستهدف السيارات عندما كانت هي على الطريق السريع عائدة إلى بيروت بعد أن قضت بضعة أيام في الجبال.
وروت أن نادلا "شيعيا" في مدينة صور، لا يتعاطى السياسة، أخبرها -وهو على وشك البكاء- أنه رأى صورا لجنود إسرائيليين يحتسون القهوة في غرفة الجلوس بمنزل أجداده في قرية رامية على الحدود مع دولة الاحتلال. وقال إن الجنود دمروا أجزاء كبيرة من القرية، وبعد ذلك دُمّر منزلهم في صور عندما استهدفت الغارات مبنى سكنيا.
وتحدثت الكاتبة في رسالتها عن بائع خضراوات يعيش في شارع بأحد الأحياء التي تعرضت للقصف دون سابق إنذار. كان وجهه متجهما في صباح اليوم التالي، وكان شقيقه المجاور قد فقد زوجته وأطفاله.
وهناك شابة تعمل مساعدة باحث من منطقة النبطية، هربت عائلتها في اليوم الأول من القصف. وهي محظوظة لأنها وجدت ملجأ عند أحد أعمامها في بيروت، لكن لياليها لا تزال تتخللها أصوات القصف القريب.
وذكرت الكاتبة أنها كانت في أوروبا عندما قتلت الصواريخ الإسرائيلية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مضيفة أنها لم تكن ترغب في أن تبقى عالقة في فندق مع حقيبة يد، فقررت أن تستقل طائرة لتعود إلى بيروت.
"وذات مساء عند الغسق، وبينما كانت تتحدث على الهاتف، صرخت في دهشة عندما دوّى صوت انفجار قوي هزّ النوافذ. ظننت أن الوقت مبكرا جدا على وقوع غارة جوية، لا بد أنه دوي انفجار صوتي. بدأت الرسائل تنهال عليّ: هل أنت بخير؟ تحققت من الأخبار؛ لقد كان صاروخًا قريبا".
وتضيف أن الضاحية الجنوبية كانت تبعد عنها مسافة 5 دقائق جنوبا، عندما سقط ذلك الصاروخ باتجاه الغرب.
وبعد أن أصبح الحي الذي تسكن فيه عالقا بين الضربات، تساءلت عما إذا كان الإسرائيليون قد شرعوا في قصف بيروت كلها. ولما لم تصدر تحذيرات بالإخلاء، أخذت مفاتيحها وخرجت.
ولخصت الكاتبة في آخر رسالتها الأسئلة المطروحة بنظرها، قائلة "هل أصبحت فاقدة الإحساس بالموت والدمار؟ هل كنت في حالة إنكار؟ أم كنت أعتقد أن هذه قد تكون آخر مرة أشارك فيها وجبة مع صديق؟ أعرف الحرب جيدًا، وأعرف كل الأسئلة التي تثيرها، والتي لا نجد لها إجابة شافية. متى تنتهي؟ وهل ستكون هذه هي الحرب الأخيرة؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات
إقرأ أيضاً:
إستسهاد 12 ألف و799 طالب فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع
عواصم " وكالات": أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، اليوم مقتل 12 ألفا و 799 طالبا وإصابة 20 ألفا و942 بجروح منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة.
وقالت الوزارة في بيان اليوم أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) ، إن "عدد الطلبة الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12 ألفا و681 ، والذين أصيبوا 20 ألفا و311 ".
وأشارت إلى أنه "استشهد في الضفة 118 طالبا وأصيب631 آخرون، إضافة إلى اعتقال 538".
ولفتت الوزارة إلى أن" 598 معلما وإداريا استشهدوا وأصيب 3801 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتقل أكثر من 158 في الضفة".
وأوضحت أن 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 109 مدارس وسبع جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.
وأكدت الوزارة أن" 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة".
إدانة أممية
أدانت الأمم المتحدة قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًّا. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في تصريحات صحفية، إن المدرسة المستهدفة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" غرب مدينة خان يونس كانت تؤوي نازحين، لافتا إلى استشهاد وإصابة مدنيين جراء قصف المدرسة، معربا عن إدانته للقصف الإسرائيلي الذي استهدف النازحين. وأشار المتحدث إلى أن الأمم المتحدة تقدمت بطلب للقيام بثلاث عمليات إنسانية لجلب الغذاء والمياه إلى شمال غزة، مؤكدا على أن سلطات الاحتلال رفضت جميع الطلبات. وفيما يتعلق بقرار سلطات الاحتلال توسيع المستوطنات غير القانونية في الجولان السوري المحتل، قال دوجاريك: "ندعو إسرائيل إلى إنهاء جميع أنواع الأنشطة الاستيطانية، وهذا ينطبق على كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومرتفعات الجولان"، مؤكدا على أن مثل هذه الأنشطة غير قانونية بموجب القانون الدولي. من جانب آخر قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن فريقًا إنسانيًّا وصل إلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة قبل يومين وسط أعمال عدائية وانفجارات في محيط المستشفى، مؤكدا على أن الظروف في المستشفى "مروعة". وأضاف غيبريسوس عبر منصة إكس أن الفريق قام بتسليم 5 آلاف لتر من الوقود والمواد الغذائية والأدوية، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت بشكل تعسّفي في الأسبوع الماضي أربع بعثات لمنظمة الصحة العالمية إلى مستشفى كمال عدوان. وأكد على أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة على المستشفى أدت إلى إلحاق المزيد من الضرر بإمدادات الأكسجين والمولدات الكهربائية وتحطيم النوافذ والأبواب في غرف المرضى. وتابع: "نحث على حماية المنظومة الصحية ووقف هذا الجحيم"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. يذكر أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 45 ألفًا و28 شهيدًا و106 آلاف و962 مصابًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 7 مجازر، أسفرت عن استشهاد 52 شخصا، وإصابة 203 آخرين. وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 437 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمائة من السكان.
تحول غير مسبوق
تسببت الحرب في قطاع غزة التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في "تحول غير مسبوق في التاريخ الحديث" للاقتصاد الفلسطيني الذي دمرته الهجمات الإسرائيلية، وفق البنك الدولي.
وأظهر التقرير الأخير الذي نشره البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة انهار بنسبة 86 % في نهاية النصف الأول من العام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية المحتلة بنسبة 26 %.
وقال البنك في بيان إن "الصراع الدائر في الشرق الأوسط ما زال يؤثر بشكل كارثي على الاقتصاد الفلسطيني ويدفع القطاع إلى أزمة غير مسبوقة".
وأضاف "أدى استمرار الأعمال العدائية إلى انخفاض حاد في الناتج الاقتصادي وانهيار الخدمات الأساسية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط ارتفاع حاد في الفقر".
كذلك، ارتفع التضخم في قطاع غزة بنسبة 300 في المئة في الأشهر ال12 حتى أكتوبر، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 440 في المئة، وأسعار الطاقة بأكثر من 200 في المئة بسبب الاضطرابات الكبيرة في الإمدادات وصعوبة توصيل المساعدات الغذائية، وفق البنك.
ونتيجة لذلك، أصبح 91 في المئة من سكان غزة "على شفا انعدام الأمن الغذائي الحاد"، بحسب ما ذكر البنك الدولي مستندا إلى تقرير صدر أخيرا، مضيفا أن 875 ألف شخص يواجهون "مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي"، فيما يواجه 345 ألفا مستويات "كارثية".