من كيكل الميدان الى كيكل الاعلام!
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
رشا عوض
في مقطع فيديو يتداوله البلابسة بفرح ابله وابتسامات صفراء ، يدعي عبد المنعم الربيع وهو احد كيزان الدعم السريع ( كيكل الاعلام الذي لم يتم استدعاؤه بعد لتتويجه بطلا في بورتسودان اسوة بكيكل الميدان) يدعي ان هناك تحالفا بين تقدم والدعم السريع في اشارة الى اعلان اديس ابابا، وعلى هذا الاساس يستنكر ادانة تقدم للدعم السريع في بياناتها ويطالبها بالسكوت حتى على القتل احتراما للتحالف المزعوم.
حديث هذا الدعامي الكوز جاء في سياق الاعتراض على بيانات تقدم التي تدين انتهاكات الد.عم السريع وبذلك ينسف اكذوبة ان القوى المدنية لا تدين جرائم هذه القوات، بل وينفي تلقائيا ما اراد اثباته! وهو ذلك التحالف المزعوم بين تقدم والدعم السريع.
ويؤكد عبد المنعم الربيع بخطابه في الفيديو المذكور وكل خطاباته المعادية للمدنيين انه كوز يخدم سرديات الكيزان المضللة حول القوى المدنية بصورة منهجية، ويعمل مع الالة الاعلامية للفلول في تناغم تام ، ليس فقط في موضوع تقدم ، بل في خطاب الكراهية العرقية والعنصرية وتعميق الانقسام الجهوي بذات اساليب الكيزان، في احد فيديوهاته حول الاغتصابات في ولاية الجزيرة تحدث بطريقة مستفزة ومقززة وهدد ان ما حدث في ولاية الجزيرة سيتكرر في شندي والولاية الشمالية!
اعلان اديس ابابا ليس تحالفا سياسيا بل هو اعلان مبادئ تم عرضه على كل من قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع في سياق البحث عن ايقاف الحرب عبر التفاوض وحماية المدنيين من الانتهاكات اثناء الحرب والالتزام بتوصيل الاغاثة الانسانية لهم ووضع البلاد مجددا في مسار انتقالي ديمقراطي بقيادة مدنية اي استعادة مسار ثورة ديسمبر ، مع الالتزام بخروج العسكر بكل تشكيلاتهم من السياسة والاقتصاد وبناء جيش واحد مهني قومي، هذا هو ملخص اعلان المبادئ الذي خرقه الدعم السريع مرارا وتكرارا خصوصا في جانب حماية المدنيين اذ تصاعدت وتيرة الانتهاكات، والمطلوب ازاء ذلك ادانة واستنكار عدم الالتزام باعلان اديس ابابا وليس التراجع عنه كما يطالب البعض، فكيف تتراجع قوى سياسية عن ” مبادئ ” تمثل من وجهة نظرها الارضية الصلبة لبناء الحل السلمي !! المباديء تظل ثابتة وليس منطقيا التراجع عنها، والواجب هو العمل على تعميق الالتزام بها وادانة الطرف الذي يخرقها .
مفتاح نجاح القوى المدنية هو الحفاظ على استقلالها السياسي عن طرفي الحرب ، جيشها الحقيقي الذي يجب ان تستثمر فيه هو ملايين السودانيين المكتوين بنيران الحرب ويبحثون عن الخلاص منها وتحقيق السلام في ظل نظام حكم يحفظ امنهم وكرامتهم وحريتهم.
الجيش ملغوم بالكيزان، الدعم السريع ملغوم بالكياكل، فضلا عن الجنرالات المعادين للديمقراطية عداء غليظا وان كانوا ليسوا بكيزان او كياكل!
طريق البحث عن السلام يقتضي اجتراح طريق وسط حقل الالغام هذا بحذر وخارطة طريق دقيقة لا تخطئ بوصلتها طريق الدولة المدنية الديمقراطية، وفي هذا الاطار هناك مسافة استراتيجية ثابتة وغير مرنة يجب ان تفصل بين القوى المدنية الديمقراطية وكل الاطراف العسكرية عنوانها (لا تحالف ولا تنازل عن اجندة التحول الديمقراطي) ، وهناك مسافة تكتيكية متغيرة ومرنة في التواصل مع الاطراف العسكرية في سياق البحث عن مخرج من كارثة الحرب الامر الذي يتطلب حوارات وتفاهمات مع الاطراف العسكرية لان قرار وقف الحرب رهين لديها الى حد كبير ، وقضايا حماية المدنيين واغاثهم تتطلب اتفاقيات معهم ، وفي الاطار السياسي فان قبول الاطراف العسكرية بالتفاوض هو المدخل لتحقيق السلام وفي هذا الاطار لا يمكن الحديث عن لقاء اي طرف عسكري والحوار معه كجريمة او خيانة او تحالف سياسي مع العسكر.
كذلك تتأثر المسافة التكتيكية الفاصلة بين القوى المدنية الديمقراطية والاطراف العسكرية بمدى استجابة الثانية لاجندة التحول الديمقراطي، فمن يلتزم في خطابه الرسمي بالحكم المدني الديمقراطي والاصلاح الامني والعسكري افضل من الذي يتوعد الشعب بوصاية العسكر على السياسة بل ويفتح بلاغات جنائية فيمن يطالب بالسلام والديمقراطية. الوسومرشا عوض
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: رشا عوض الاطراف العسکریة القوى المدنیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان: أحكام بالسجن المؤبد والإعدام في قضايا تعاون مع “الدعم السريع”
تأتي هذه الأحكام في ظل تصعيد المواجهات بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
متابعات – تاق برس
أصدرت محكمتا جنايات الدامر والأبيض أحكامًا قضائية رادعة في قضايا تتعلق بالتعاون مع قوات الدعم السريع وتقويض النظام الدستوري.
وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا) اليوم الخميس، في محكمة جنايات الدامر العامة، حُكم على المتهم (خ.ع) بالسجن المؤبد لمدة 20 عامًا مع مصادرة السيارة التي استخدمها كمعروضات، بعد إدانته بموجب المواد (26-50-51/أ) من القانون الجنائي السوداني لعام 1991، المتعلقة بالتعاون مع القوات المتمردة وتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة.
مثلت نيابة الدامر العامة الاتهام، وصدر الحكم بحضور محامي الدفاع.
وفي محكمة جنايات الأبيض العامة، برئاسة القاضي السر محمد أحمد، صدر حكم بالإعدام شنقًا حتى الموت تعزيرًا بحق المتهم (ع.م.ج) بعد إدانته بموجب المواد (50-51-60-63-65-186) من القانون الجنائي السوداني لعام 1991.
وتضمنت التهم تقويض النظام الدستوري، إثارة الحرب ضد الدولة، استخدام الزي والشارات العسكرية، الدعوة لمعارضة السلطة العامة بالقوة، التعاون مع منظمات الجريمة والإرهاب، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
مثل الاتهام وكيل أعلى النيابة محمود عبدالباقي محمود ووكيل أعلى النيابة سمية عثمان أحمد، وصدر الحكم بحضور محامي الدفاع.
وتأتي هذه الأحكام في ظل تصعيد المواجهات بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وتشهد البلاد إجراءات مشددة لمعاقبة المتورطين في التعاون مع قوات الدعم السريع أو ارتكاب جرائم تهدد الأمن والاستقرار.
الدعم السريعالقضاء السودانيعقوبة الاعدام