أخبار ليبيا 24 – خـاص

ولأن الحروب لا تُدرك عواقبها..فلا يسلم المواطن الأعزل من الجندي المرغم، فينال الأطفال أيضا نصيبهم الأوفر والأثقل مما لم يكن لهم أصلا يد فيه.

الطفل يعقوب، والذي بات اليوم يصنف كمهاجرٍ سوري تبعة لأبيه، يقص لوكالة ليبيا 24 رحلتهم-  بتردد مصحوب بالخوف والخجل، فما لطفلاً بالكاد يبلغ الثمانية أعوام أن يفعل قاطعاً البحر والحدود؟ – والتي قد بدأت بالسفر النظامي عبر لبنان ومنها إلى الأردن وصولا إلى ليبيا.

حيث يذكر الطفل يعقوب أن والده قد أُعلم بوجود عمليات تهريب نحو أوروبا، بإيهامهم أنها ستكون رحلة آمنة ومؤكدة النتائج مثبتة، ومنها شرع والده لفعل ما يلزم للاتحاق بتلك العملية التي توازي انتحاراً قاسياً لا يحترم إنسانيته، فلم يكن للطفل يعقوب إلا أن يتبع والده موافقاً إياه ذلك بعد اقناعه له أن حياة أسهل وأفضل تنتظرهم بعد وصولهم للشواطئ الأوروبية، وما للطفل يعقوب من خيار يتُرك بعد وفاة والدته جراء الحرب في سوريا.

وكما لم يخطط له، وبسبب المال الذي لا يأبه الاعضاء المتورطين في شبكات التهريب سواه، نشب ذلك الخلاف الذي لم يكن ليدفع ضريبته سوى أولئك المهاجرين المستضعفين والموهومين فتسارعت الأحداث تارة ليجدو أنفسهم مختطفين جاهلي تماماً خطوتهم القادمة، ذلك بعد أن دفعوا جل ما كانو يملكون لتجار الوهم والواعدين بالوصول لشطوط لن يعرفوا هم أنفسهم بأن إدراكها ممكن.

لينُقلوا مرغميم من مخزنٍ لآخر، معايشين لظروف تهين كرامة الفرد وتجرده حقوقه كاملة، متلقين عنوة  للشتائم المتقاذفة، يصف الطفل المهاجر، يعقوب ما عايشه وأكره عليه ملتفة وبشكل خاص للأعداد الكبيرة من المهاجرين والتي يستوعبها كل طبق طعام.

يبرر يعقوب ذي الثامنية أعوام سبب هجرته ووالده، بأنهما قصدا مكاناً أفضل حيث يتوفر المسكن والطعام والعمل، مضيفا اهتمامه بجمال الوجهة! كيف لطفل في عمره أن يعايش كل ذلك وأن يواجه الكاميرا معطيا إفادته بتلك البراءة بعد ما قد مروا به من سفرٍ وتهريبٍ واختطافٍ أخيرا إلى أن تم تحريرهم من قبضت تجار البشر، من قبل السُلطات الليبية

الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، أثناء قيامها لتطهير مدينتي طبرق وأمساعد الحدودة مع مصر.

يعقوب ليس وحده من تُسرق طفولته ويجر إلى تلك المخاطر التي لن يتم إيقافها قريباً، بل هو من بين الألآف وربما مئات الألآف ممن تسلب براءتهم دون إدراك حقيقي لما حولهم.

دعنا نتسأل حقاً عن تصور تقريبي لمستقبل أولئك الأطفال، ترى هل سيحضون بحياة على الأقل طبيعية؟

المصدر: أخبار ليبيا 24

إقرأ أيضاً:

اما لهذه الجماعة من قاع؟

تجارة الخوف:
لما افلسوا من اي انجاز يتوسلون به لقبول الجماهير قالوا اما ان تقبلوا برأينا الاخرق او هي الحرب وستندمون. وقامت الحرب ونسبوا اشعالها الي الكيزان بلا دليل.

والان بعد ان فشلت كل مناوراتهم الجنجويدية عادوا لتجارة الخوف يهددون: اما ان تقبلوا رأينا الاخرق وتعطونا ما نريد او هو التقسيم. وبالطبع يمكن إلقاء تهمة التقسيم كاملة علي باب الكيزان وعلي من رفض الصلح بشروط الجنجويد واعفاء جميع الآخرين.

مع العلم بان فضح تجارة الخوف لا ينفي وجود المخاطر المتاجر بها. ولكن شتان بين توضيح المخاطر لدرئها وبين الابتزاز بها منزوع الوطنية. الابتزاز بالتقسيم لن يكون اوفر حظا من الابتزاز بالحرب. فقد قامت الحرب ولم يستعيدوا ملكهم ولو تقسم السودان الف قطعة او توحد لن يعودون بنفس العقلية التابعة. ولكنهم لا يعون درسا.
اما لهذه الجماعة من قاع؟

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يُجري اتصالات هاتفية مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
  • ليبيا تشارك في «الملتقى العلمي» حول «حماية الطفل من مخاطر الإنترنت»
  • الحوار الوطني يناقش التطورات المتسارعة إقليمياً والتي تتماس مع الأمن القومي المصري
  • وزير الخارجية يجري اتصالات مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
  • اتصالات هاتفية لوزير الخارجية مع نظرائه من الإمارات والأردن والعراق والجزائر
  • هكذا أوهم الجنرال المزيف بلحساني يعقوب برلمانيون وقضاة  بمناصب هامة
  • اما لهذه الجماعة من قاع؟
  • من الجنوب.. أخبار تثير الخوف
  • مسؤولة أممية: رحلة التعافي الشاقة وإعادة البناء في لبنان قد بدأت
  • مسؤولة أممية: رحلة التعافي وإعادة البناء في لبنان بدأت