أزمة التصنيع في ألمانيا تتفاقم وفولكس فاغن تخطط لإغلاق مصانع
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تزداد المخاوف بشأن تسارع عملية تراجع التصنيع في ألمانيا، خاصة مع بروز مشكلات جديدة للشركات الكبرى مثل فولكس فاغن التي تعد إحدى أكبر الشركات الألمانية في قطاع السيارات وفقا لما ذكرته صحيفة إيكونوميست.
وحذّر رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية (DIHK) مارتن وانسلبن، من هذا الوضع، قائلا في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن "علامات تراجع التصنيع أصبحت أوضح".
وجاء هذا التحذير بعد إعلان دانييلا كافالو، ممثلة موظفي فولكس فاغن، عن خطط الشركة لإغلاق 3 مصانع في ألمانيا وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين، حيث تُشير شائعات إلى احتمال تسريح 30 ألف موظف مع تخفيض الأجور بنسبة 10% لبعض الموظفين، وقد تصل إلى 18% للبعض الآخر.
ووفقا لتقرير الإيكونوميست، أعلنت فولكس فاغن في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن تراجع أرباحها بنسبة 64% مقارنة بالعام السابق، ويرجع ذلك أساسا إلى ضعف المبيعات في الصين.
أزمة تطال الشركات الكبرىولم تكن فولكس فاغن الوحيدة التي تواجه مشاكل في ألمانيا؛ فوفق الصحيفة أعلنت شركة ميلي في فبراير/شباط الماضي، المعروفة بإنتاج الأجهزة المنزلية، عن نيتها نقل جزء من إنتاجها إلى بولندا، وهذا سيؤثر على 700 وظيفة في مقرها الرئيسي في غوترسلوه بولاية شمال الراين-وستفاليا.
ثلث الشركات الصناعية في ألمانيا و40% من الشركات الأخرى تخطط لتقليل استثماراتها داخل ألمانيا (رويترز)كما اتخذت شركة كونتيننتال، المورد الرئيس لقطاع السيارات، قرارا بتقليص قوتها العاملة بحوالي 7 آلاف وظيفة وإغلاق عدة مواقع.
وقالت إيكونوميست إن شركة ميشلان الفرنسية لصناعة الإطارات أيضا خفّضت عدد وظائفها في ألمانيا بنحو 1500 موظف وأغلقت مصانع، بينما أعلنت شركة "زد إف فريدريشهافين" عن خطط لتسريح 14 ألف موظف بحلول عام 2028، ضمن إجراءات تهدف إلى إعادة هيكلة أنشطتها.
انخفاض الاستثمار الصناعي في ألمانياوأظهرت دراسة جديدة أجرتها غرفة التجارة والصناعة الألمانية أن ثلث الشركات الصناعية في البلاد و40% من الشركات الأخرى تخطط لتقليل استثماراتها داخل ألمانيا، في مؤشر مقلق على تراجع الاستثمارات الصناعية.
وبحسب الدراسة، فإن 19% فقط من الشركات الصناعية تصف وضعها الحالي بالجيد، بينما تصف 35% منها وضعها بالسيئ.
وهذه النتائج، وفق مارتن وانسلبن، تذكر بأزمة 2002-2003 التي تطلبت حينها حزمة "أجندة 2010" الإصلاحية.
خلافات حكومية تعرقل اتخاذ القراراتورغم التحذيرات المتكررة من خطورة الوضع الاقتصادي، لا تزال الحكومة الألمانية الحالية، التي يقودها المستشار أولاف شولتز، تواجه صعوبات كبيرة في اتخاذ قرارات موحدة لدعم القطاع الصناعي، وفق الصحيفة.
الحكومة الألمانية الحالية تواجه صعوبات كبيرة في اتخاذ قرارات موحدة لدعم القطاع الصناعي (رويترز)ففي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد شولتز قمة جمعت كبار المسؤولين في قطاع الأعمال، من بينهم أوليفر بلوم المدير التنفيذي لفولكسفاغن حيث ناقشوا التحديات التي تواجه الصناعة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الكهرباء وخطط لتخفيف القيود البيروقراطية.
ومع ذلك، لم تسفر القمة -وفق إيكونوميست- عن قرارات حاسمة، حيث تظل الحكومة الحالية منقسمة بين 3 أحزاب، وهذا يزيد من صعوبة اتخاذ خطوات فعالة لحل الأزمة.
وتشير الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يجتمع مستشار ألمانيا شولتز مرة أخرى مع ممثلي قطاع الأعمال في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وهو اليوم الذي يلي الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق حول ميزانية العام المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی ألمانیا فولکس فاغن
إقرأ أيضاً:
«فايننشال تايمز»: أزمة غزة تتفاقم.. وتراجع حاد فى المساعدات الإنسانية مع زيادة العدوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خضم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، تواجه المساعدات المقدمة للقطاع المنكوب انخفاضًا حادًا، حيث سجلت أدنى مستوياتها منذ بداية النزاع.
ورغم التحذيرات الأمريكية لحكومة الاحتلال الإسرائيلى بخصوص الدعم العسكري، تشير التقارير إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بدلًا من تحسنها، فيما يستمر العدوان على غزة مع تدهور الوضع فى شمال القطاع، حيث يتعرض السكان لمستويات غير مسبوقة من العزلة والضغط العسكري، مما يستدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين.
وفى هذا الصدد، أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تقريرًا أشارت فيه إلى انخفاض المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة بشكل حاد، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بداية النزاع، رغم التحذيرات الأمريكية الموجهة لإسرائيل بأن الدعم العسكرى قد يتعرض للخطر إذا استمرت الظروف على ما هى عليه.
مهلة أمريكية لتحسين الوضع
فى ١٣ أكتوبر، أرسل وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، رسالة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يمنحانها خلالها مهلة مدتها ٣٠ يومًا لتحسين جميع أشكال المساعدات الإنسانية فى غزة. بالإضافة إلى ضرورة إنهاء عزل شمال القطاع بشكل عاجل، ومع ذلك، أكدت تقارير من المسؤولين المعنيين أن الوضع الإنسانى قد تدهور بشكل أكبر منذ تلك الرسالة.
أرقام مثيرة للقلق
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فقد دخلت غزة ٧٠٤ شاحنات تحمل مساعدات إنسانية خلال الفترة من ١ إلى ٢٢ أكتوبر، وهو انخفاض كبير مقارنة بشهر سبتمبر الذى شهد دخول ٣٠٠٠ شاحنة.
وعلى الرغم من المناشدات الأمريكية، لا تزال الكميات المرسلة إلى غزة تمثل جزءًا ضئيلًا مما طالبت به الولايات المتحدة، التى أكدت فى تحذيرها أن الحد الأدنى المطلوب هو ٣٥٠ شاحنة يوميًا.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد الشاحنات التى دخلت القطاع ٢٤٦ فى الأسبوع السابق للرسالة، ثم انخفض العدد إلى ٢٣٢ شاحنة فى الأسبوع التالي.
تحذيرات من تدهور الوضع فى شمال غزة
وأكد سكوت بول، مدير منظمة أوكسفام أمريكا المختصة بالسلام والأمن، أن الوضع فى شمال غزة أصبح أسوأ مما كان عليه عند كتابة الرسالة السابقة.
وأوضح أن المناطق التى تشهد إخلاءً للسكان لم تتلق أى مساعدات، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
أزمة غذائية وصمت إسرائيلي
يعانى حوالى ٨٠٠ ألف شخص فى غزة من مستويات «طارئة» أو «كارثية» من انعدام الأمن الغذائي، وذلك وفقًا للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهو مشروع مشترك يهدف إلى تقييم الوضع الغذائي. ولم تستجب «وحدة تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق»، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لاستفسارات تتعلق بنقص المساعدات المقدمة لسكان القطاع.
قيود على عبور المساعدات الإنسانية
وبالرغم من رسالة لإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تهدد بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا لم تتحسن الأزمة الإنسانية بشكل عاجل، لا تزال الجهود الإنسانية تواجه صعوبات كبيرة فى عبور المساعدات من جنوب غزة إلى شمالها.
وتُعد المعابر الشمالية مصدرًا ضئيلًا للمساعدات، حيث أشار مكتب تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق إلى دخول ٥٠ شاحنة فقط عبر معبر إيريز يوم الثلاثاء، ومع ذلك، فإن هذه الشحنات تتجه غالبًا إلى مدينة غزة ولا تصل إلى المناطق الأكثر تضررًا نتيجة العمليات العسكرية.
تحذيرات من كارثة إنسانية
جويس مسويا، القائمة بأعمال منسقة الإغاثة فى الأمم المتحدة، حذرت هذا الأسبوع من أن سكان شمال غزة بأكملهم معرضون لخطر الموت.
من جهته، أشار مسئول عسكرى إسرائيلى إلى مغادرة حوالى ٥٠ ألف مدنى من جباليا فى الأيام الأخيرة، لكنهم لا يزالون فى شمال غزة، فى حين ظل نحو ١٠ آلاف شخص فى المنطقة.
مطالب أمريكية لتحسين الوضع
تضمنت الرسالة الأمريكية مطالب واضحة تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني، مثل الموافقة على مزيد من السائقين وفتح نقاط عبور جديدة.
وفى تصريح له فى تل أبيب فى ٢٣ أكتوبر، ذكر بلينكن أن الولايات المتحدة لاحظت بعض التقدم، مشيرًا إلى فتح معبر خامس إلى غزة.
استجابة غير كافية
ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أقدمت إسرائيل على اتخاذ بعض الخطوات الإضافية، لكنها لم تكن كافية لتخفيف الأزمة الإنسانية.
واعتبر بعض المسئولين فى مجال المساعدات أن الإشارة إلى تحسن طفيف فى اللوجستيات، فى وقت تتدهور فيه الأوضاع بشكل عام، يتيح للولايات المتحدة الادعاء بأنها حققت نجاحًا دبلوماسيًا، رغم عدم تقديم أى حلول حقيقية للأزمة بالنسبة للفلسطينيين.
وفى هذا السياق، عبّر سكوت بول عن استيائه، مؤكدًا أنه لا يمكن النظر إلى تدمير شمال غزة ثم العودة إلى تقييمات ضيقة تعتبر أن هناك تقدمًا بطيئًا