دراسة: تناول كميات قليلة من السكر بأول ألف يوم من الحياة يحمي من الأمراض المزمنة
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تشير الأبحاث إلى أن تقليل كمية السكر التي تتناولها الأجنة في الرحم والأطفال بعد الولادة يمكن أن يحميهم من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم عندما يكبرون.
ويكشف هذا الاكتشاف عن فترة حرجة للتغذية الصحية في أول 1000 يوم من الحياة حيث يمتص الأطفال في البداية العناصر الغذائية من أمهاتهم ثم ينتقلون إلى التركيبات الغذائية وأطعمة الأطفال.
ووجد العلماء، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" أن تقييد تناول السكر إلى المستويات الواردة في الإرشادات الغذائية في وقت مبكر من الحياة كان مرتبطا بانخفاض بنسبة 35% في معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في منتصف العمر وانخفاض بنسبة 20% في ارتفاع ضغط الدم.
كما يبدو أن اتباع نظام غذائي منخفض السكر يؤخر ظهور الأمراض المزمنة، حيث يظهر مرض السكري وارتفاع ضغط الدم بعد أربعة أعوام وسنتين على التوالي لدى الأشخاص الذين تناولوا القليل من السكر في بداية الحياة مقارنة بأولئك الذين تناولوا كميات أكبر بكثير.
وقالت تاديجا غراشنر، من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "إن التعرض لبيئة منخفضة السكر نسبيا في الرحم وفي مرحلة الطفولة المبكرة يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بعد عقود من الزمان، كما يؤخر ظهورهما".
واستغل الباحثون تجربة طبيعية في المملكة المتحدة عندما انتهى عقد من تقنين السكر والحلويات بعد الحرب في عام 1953. أثناء التقنين، كان بدل السكر مماثلا للمستويات المحددة في الإرشادات الغذائية الحديثة، لكن الاستهلاك تضاعف تقريبا بعد فترة وجيزة من رفع القيود، من حوالي 40 غراما إلى 80 غراما في اليوم.
باستخدام بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، قارن العلماء الصحة في منتصف العمر لـ 38000 شخص تم الحمل بهم وولدوا أثناء التقنين و22000 شخص تم الحمل بهم بعد ذلك بفترة وجيزة.
وجد تحليلهم، الذي نُشر في مجلة "ساينس"، أن معدلات الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم كانت أقل بكثير بالنسبة لأولئك الذين تم الحمل بهم وبلغوا عامين من العمر أثناء تقنين السكر. كان الوقت الذي قضاه في الرحم مسؤولا عن حوالي ثلث الانخفاض في المخاطر.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأن لا تزيد نسبة السكريات الحرة -تلك المضافة إلى الأطعمة والمشروبات والموجودة بشكل طبيعي في العسل والشراب ومشروبات الفاكهة والخضروات غير المحلاة- عن 5% من السعرات الحرارية اليومية، أي ما يعادل 30 غراما أو سبعة مكعبات سكر للبالغين. ولا توجد إرشادات للأطفال دون سن الرابعة، ولكن يُنصح بتجنب المشروبات المحلاة بالسكر والأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف. وفي المتوسط، يستهلك البريطانيون ضعف الكمية اليومية الموصى بها تقريبا.
وقالت غراشنر: "نريد جميعا تحسين صحتنا ومنح أطفالنا أفضل بداية في الحياة، والحد من تناول السكر المضاف في وقت مبكر خطوة قوية في هذا الاتجاه. لكن الأمر ليس سهلا على الإطلاق. فالسكر المضاف موجود في كل مكان، حتى في أغذية الأطفال والرضع، ويتعرض الأطفال لقصف من الإعلانات التلفزيونية للوجبات الخفيفة السكرية".
وأضافت: "في حين أن تحسين الثقافة الغذائية بين الآباء ومقدمي الرعاية أمر أساسي، يجب علينا أيضا تحميل الشركات المسؤولية عن إعادة صياغة أغذية الأطفال بخيارات أكثر صحة وتنظيم تسويق وتسعير الأطعمة السكرية التي تستهدف الأطفال. وبفضل المعلومات الأفضل والبيئة والحوافز المناسبة، يمكن للوالدين تقليل التعرض للسكر بسهولة أكبر لأطفالهم وأنفسهم".
وقال البروفيسور كيث غودفري من جامعة ساوثهامبتون: "هذا دليل جديد مقنع، ويوفر مزيدا من الدعم لحقيقة أن تقليل تعرض الجنين والطفل حديث الولادة للسكر له فوائد دائمة تشمل خفض خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم في مرحلة الكهولة".
وأضاف: "تتوافق النتائج مع أبحاثنا التي تظهر انخفاض معدلات السمنة لدى أطفال الأمهات اللاتي يتناولن أطعمة ذات مؤشر غلايسيمي (Glycaemic Index) منخفض أثناء الحمل والتي يتم هضمها وامتصاصها بشكل أبطأ، مما يتسبب في ارتفاع أبطأ في مستويات السكر في الدم".
وقالت الدكتورة نينا روجرز، زميلة البحث في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "هناك أدلة قوية على أن ارتفاع مستويات استهلاك السكر لدى الأطفال والبالغين يمكن أن يساهم في ضعف الصحة، ولكن هذه الدراسة الجديدة تسلط الضوء على أهمية اتباع نظام غذائي منخفض السكريات المضافة في المراحل الأولى من دورة الحياة، خلال فترة ما قبل الولادة والسنوات الأولى من الحياة، للحماية من ضعف الصحة في منتصف العمر".
وأضافت: "وتشير النتائج إلى أنه ينبغي تطوير تدخلات الصحة العامة خلال هذه الفترة الحرجة من التطور لتمكين الوصول بسهولة إلى أنظمة غذائية عالية الجودة ومنخفضة السكر وبأسعار معقولة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة السكري ضغط الدم الأطفال الصحة صحة سكري أطفال ضغط الدم المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإصابة بمرض السکری من الحیاة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف كيف تؤثر أدوية ضغط الدم على الكلى
أوضحت نتائج دراسة حديث أجراها باحثو كلية الطب في جامعة فيرجينيا ونشرت في مجلة Circulation Research التأثيرات الجانبية الخطيرة لأدوية ارتفاع ضغط الدم، التي ثبت أنها تدمر قدرة الكلى على تصفية وتنقية الدم بمرور الوقت.
وأظهرت الدراسة أن الأدوية الشائعة لعلاج ارتفاع ضغط الدم تساهم في تغيير وظائف الكلى بشكل غير مرغوب فيه.
وأوضح الباحثون أن هذه الأدوية تؤثر على الوظائف الفسيولوجية للكلى، حيث تبدأ في إنتاج كميات أكبر من هرمون "رينين"، وتظهر تغييرات هيكلية في الأنسجة الكلوية، مثل نمو مفرط للنهايات العصبية وتضخم خلايا الأوعية الدموية الصغيرة، ما يؤدي إلى تشكل الندوب وانتشار الالتهاب وهذه التغيرات، كما أوضحوا، تضع ضغطا هائلا على الكلى ويمكن أن تؤدي إلى تدهور وظيفتها.
وتوصل فريق البحث إلى أن هذه التأثيرات تسبب حالة مرضية تسمى "المرض الوعائي الكلوي الصامت"، حيث تتحول الكلى إلى ما يشبه "الزومبي"، أي عضو فاقد القدرة على أداء مهمته الحيوية في تصفية وتنقية الدم.
وقال الدكتور آر. أرييل غوميز، من مركز أبحاث صحة الطفل بجامعة فيرجينيا: "قد تكون أدوية ضغط الدم الأكثر استخداما والتي يعتقد أنها آمنة، ضارة بالكلى. نحن بحاجة إلى دراسة آثار استخدام مثبطات نظام رينين-أنجيوتنسين على المدى الطويل لضمان سلامة الكلى".
ويتم وصف أدوية مثبطات نظام رينين-أنجيوتنسين (RAS)، مثل إينالابريل وليزينوبريل وراميبريل، عادة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم. وتعمل هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية لتسهيل تدفق الدم، ما يساعد في خفض ضغط الدم.
ورغم أن هذه الأدوية تستخدم بشكل واسع وتعتبر آمنة عموما، إلا أن الأطباء لطالما حذروا من تأثيراتها السلبية على الكلى، التي قد تظهر على شكل انخفاض في وتيرة التبول أو تورم الساقين والقدمين أو حتى نوبات صرع.
ويهدف الباحثون الآن إلى البحث عن سبل لاستخدام هذه الأدوية الفعّالة دون التسبب في التأثيرات الضارة على الكلى.