من أوكرانيا إلى الصين ومن غزة إلى لبنان..رهانات عالمية على الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
على مدى عشرات السنوات ظلت انتخابات الرئاسة الأمريكية محل اهتمام أغلب دول العالم لآن الولايات المتحدة تملك أكبر اقتصاد وأقوى قوة عسكرية في العالم.
ولكن أهمية الانتخابات المقررة يوم 5 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، تكتسب أهمية مضاعفة نظراً للتباين الحاد في مواقف وآراء المرشحين المتنافسين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب تجاه كل القضايا العالمية بدءاً من الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وحتى الحرب الروسية في أوكرانيا مروراً بالتغير المناخي وحرية التجارة العالمية وحقوق الإنسان.
الحقيقة هي أن التداعيات الدولية الحتمية لاختيار الرئيس الأمريكي الجديد قد تجعل من غير العدل أن ينفرد المواطنون الأمريكيون بالتصويت في هذه الانتخابات، في حين لا يدلي باقي العالم برأيه فيها.
فالولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً عندما يتعلق الأمر بحرب أوكرانيا وصراع الشرق الأوسط وقضية الصين وتايوان ومستقبل حلف شمال الأطلسي "ناتو" والتحالف الأمريكي الأوروبي. والسبب واحد وهو أن ميزانية واشنطن العسكرية في العام الماضي كانت 916 مليار دولار وهو ما يفوق بشدة ميزانيات الدول الأخرى سواء الأصدقاء أو الأعداء.
لذلك فالسؤال المطروح يتعلق بالتأثير المحتمل على العالم لفوز دونالد ترامب أو كامالا هاريس
بالنسبة لأوكرانيا تعتبر اختلاف وجهات النظر بين ترامب وهاريس كبيرة للغاية. فرؤية هاريس نائب الرئيس الأمريكي حالياً لأوكرانيا تتفق بشكل عام مع رؤية رئيسها جو بايدن. وقد تعهدت باستمرار دعم أوكرانيا، والتقت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات واتهمت روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وأثناء المناظرة مع منافسها الجمهوري ترامب قالت إنه إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة "سيدخل بوتين كييف "عاصمة أوكرانيا" فوراً".
أما ترامب الذي ينتقد باستمرار تقديم الولايات المتحدة للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، فإن تصريحاته تشير إلى أنه سيوقف دعم الأوكرانيين. وخلال تجمع انتخابي في سبتمبر(أيلول) الماضي وصف زيلينسكي بأنه "أعظم مندوب مبيعات على الأرض"، قائلاً إنه في كل مرة يتحدث فيها زيلينسكي مع بايدن، يحصل على مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.
كما يدعي ترامب دون تقديم أدلة أنه لو كان رئيساً لما نشبت الحرب في أوكرانيا، لكن إذا أعيد انتخابه فإنه سينهيها "في يوم واحد". ويحمل أوكرانيا مسؤولية نشوب هذا الصراع.
أما رفيقه في السباق الانتخابي المرشح على منصب نائب الرئيس جيه.دي فانس فيتبنى موقفاً أكثر تشدداً مع كييف. وتعتمد خطة ترامب لإنهاء الحرب على السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي تحتلها، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما لا يختلف كثيرا عن مطالب بوتين لإنهاء الحرب.
Viktor Orbán: “If Donald Trump wins, the risk of the war in Ukraine escalating is reduced to almost zero.”
“If this does not happen, then the current situation will remain. Not only the war in Ukraine, but the constant danger of escalation.”
Do you agree with him? pic.twitter.com/HmbfUDQx8Y
وبالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فإن كلا من هاريس وترامب يدعم إسرائيل، لكن ماذا عن الموقف من الفلسطينيين.
غالباً ما يبدو أن هاريس وترامب يحاولان المزايدة على بعضهما البعض في إعلان دعم إسرائيل. فهاريس التي حاول ترامب تشويه سمعتها بالقول إنها "تكره إسرائيل"، تحاول الظهور بمظهر المؤيد القوي للدولة اليهودية. كما حذرت إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها، من تصعيد الصراع. كما أن زوجها يهودي وهي معتادة على ثقافة وعادات اليهود.
وعندما قتلت إسرائيل زعيم حركة حماس يحيى السنوار قالت هاريس إن "العدالة تحققت" لكنها دعت إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وإطلاق المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير.
في المقابل فإن ترامب يبدو بشكل عام كداعم قوي للدولة اليهودية. وخلال فترة رئاسته السابقة، نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين. لكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصراحة وقال إن إسرائيل عليها "إنهاء مهمة" الحرب بسرعة.
ورغم أن ترامب في كل أحاديثه يحاول إظهار قدر حبه الكبير لإسرائيل، فإنه أيضاً يدلي بتصريحات تنتقد اليهود إلى درجة أن البعض اتهمه بمعاداة السامية.
I will be a president for all Americans. pic.twitter.com/XkUNt572lI
— Kamala Harris (@KamalaHarris) November 2, 2024 ماذا عن الصين؟أما في ملف الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والمنافس التجاري والجيوسياسي الكبير للولايات المتحدة، يتجه تركيز كلا المرشحين الجمهوري والديمقراطية على التجارة والاقتصاد. وقد طرح ترامب اقتراحاً مثيراً للجدل لفرض رسوم جمركية "كبيرة" ليس فقط على الصين ولكن على شركاء اقتصاديين آخرين - قائلاً إنه سيفرض رسوما جمركية تتراوح بين 10 و20 % على جميع الواردات ونحو 60 % على السلع الصينية.
ولكن منتقدين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية للأبحاث يشككون في حق الرئيس في فرض مثل هذه الرسوم، حيث يرون أن هناك "عوائق عملية وقانونية" تمنع ترامب من فرضها.
في المقابل تدين هاريس خطط ترامب وتقول إنها ستؤدي إلى ارتفاع بالنسبة للأمريكيين وتكلف المواطن الأمريكي 3900 دولارا سنوياً.
من ناحيتها تتهم هاريس التي كانت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا معقل صناعة التكنولوجيا الأمريكية الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية.
وأخيراً فإن العلاقات الأمريكية مع كل من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تبدو على المحك انتظارا لنتيجة الانتخابات. ففوز هاريس يعني استمرار سياسات بايدن نحو تعزيز التحالف الأمريكي الأوروبي وحلف الناتو.
أما ترامب فهو الذي قلص بشدة هذه التحالفات خلال ولايته السابقة، وكان ينتقد حلف الناتو ويهدد بالتخلي عن الدول الأعضاء التي لا تساهم بصورة كافية في نفقات الحلف.
وفي تجمع انتخابي في فبراير(شباط) الماضي قال إنه سيشجع روسيا على "فعل كل ما تريده" مع دول الناتو التي ترصد ما يكفي من أموال لتمويل الأغراض الدفاعية.
وحتى الدور الأمريكي في الأمم المتحدة يمكن أن يشهد تراجعاً كبيراً في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي ولايته الأولى قرر انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "يونسكو" ومن المجلس الدولي لحقوق الإنسان، واتفاق باريس للمناخ، وهي القرارات التي ألغاها الرئيس بايدن بعد ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس الولایات المتحدة حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
باقي 3 أيام على الانتخابات الأمريكية 2024.. المواجهة تشتعل بين هاريس وترامب
يتبقى 3 أيام وعدد من الساعات القليلة على إطلاق شارة بداية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، فمن المقرر أن تبدأ في 5 نوفمبر 2024 الموافق يوم الثلاثاء المقبل.
مرشّحوا الانتخابات الأمريكية 2024- كامالا هاريس، مرشّحة الحزب الديمقراطي.
- دونالد ترامب، مرشّح الحزب الجمهوري.
كامالا هاريس ودونالد ترامب من هو دونالد ترامب؟- التحق بمدرسة وارتون للمحاسبة في جامعة بنسلفانيا.
- بدأ مسيرة إدارة الأعمال في شركة والده المتخصصة في العقارات وأظهر تميزا في مجال الأعمال تحت رعاية والده فرد ترامب.
- شيّدت شركته ناطحات السحاب، وأول ناطحة سحاب أسماها «برج ترامب» قبل أن يبدأ بتشييد أبراج أخرى غزت مدينة نيويورك وتحمل كلها اسمه.
- قدم لمدة 12 عاما برنامج تلفزيون الواقع «ذي أبرنتيس».
- كاد أن يشهر إفلاسه خلال أزمة العقارات في 1990 نتيجة ارتفاع قيمة ديونه التي بلغت مليارات الدولارات، لكنه استطاع التغلب على هذه المصاعب.
- ورغم أن العديد من شركاته أفلست، فإن دونالد ترامب كثيرا ما يتباهى بثروته التي يضخمها أحيانا، ويقول إنها تناهز 10 مليارات دولار، وهناك العديد من التقارير تشكك في ذلك.
ترامب ترامب عاشق النساء- تزوج في 1977 عارضة الأزياء والرياضية التشيكية الأصل إيفانا زلينكوفا وله منها ثلاثة أبناء: «دونالد ترامب جونيور، إيفنكا وإيريك»، وانفصل عن زوجته، وتزوج مجددا في 1993 من الممثلة ومقدمة التلفزيون الأمريكية مارلا آن مابلس بعد سنة واحدة من طلاقه، وله منها طفلة أسماها تيفاني، واستمر زواجه ست سنوات قبل أن ينفصل عن زوجته الثانية في 1999. وفي 2005، تزوج رجل الأعمال الأشهر في أمريكا من الحسناء السلوفانية وعارضة الأزياء ميلانيا كنوس والتي رزق منها بولد اسمه بارون وليام.
ترامب من هي كامالا هاريس؟- ولدت هاريس في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، عام 1964، لأبوين مهاجرين، من أمٍّ هندية وأبٍ جامايكي.
- نشأت هاريس بشكل أساسي في كنف والدتها الهندوسية العازبة، شيامالا غوبالان هاريس.
- التحقت بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة هَوارد.
- أصبحت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو في عام 2003.
- تم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدع عام لولاية كاليفورنيا.
- تم انتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017.
- أطلقت هاريس حملة ترشحها لمنصب الرئيس في بداية عام 2019، وقوبل عرضها في عام 2020 بحماس أوليّ، ولكنها لم تنجح.
كامالا هاريس موعد إعلان الفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكيةيتم الإعلان عن الفائز في ليلة الانتخابات، ولكن ربما يستغرق الأمر بضعة أيام كما حدث في عام 2020، ويؤدي الرئيس الأمريكي اليمين الدستوري رسميا لتولي منصبه في يناير 2025 في حفل يُعرف باسم حفل التنصيب، يُقام على درجات مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.
اقرأ أيضاًبعد حادث «ترامب».. تضامن دولي مع المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024
«شكرًا بوبي».. أول تعليق من ترامب على إعلان روبرت كينيدي تأييده في الانتخابات الأمريكية 2024
هاريس وترامب تصويت من نوع جديدهناك تصويت من نوع جديد متاح للأمريكيين وهو إرسال بطاقات اقتراع عبر البريد، الذي يتزايد الاعتماد عليه في الولايات المتحدة، وقبل أكثر من شهر على موعد الاقتراع في الانتخابات، بدأ الناخبون الأمريكيون بـ«تصويت مبكر» في الاقتراع الرئاسي المقرر في 5 نوفمبر، وبدأ التصويت المبكر في ولايات عدة من ضمن 47 ولاية تقدم فرص تصويت شخصية مبكرة، وفق المؤتمر الوطني للهيئات التشريعية للولايات.
أنواع التصويت بالبريد- التعليق على الصورة، ويتم في الطلب من الناخبين تقديم سبب لطلب بطاقة اقتراع بالبريد أو توقيع شاهد أو وثائق أخرى قبل إصدار بطاقة اقتراع.
- التصويت الغيابي دون عذر: طلب بطاقة اقتراع عبر البريد لأي سبب من الأسباب.
- التصويت الغيابي بعذر: لا يجوز التصويت فيه بالبريد إلا للناخبين الذين لديهم عذر مقبول يمنعهم من التصويت الشخصي.
مزيج من التصويت عبر البريد والتصويت الشخصي المبكر: يملأ الناخب بطاقة اقتراع عبر البريد شخصيا في مكتب الانتخابات، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وتسمح 31 ولاية لشخص آخر غير الناخب بإعادة ورقة الاقتراع بعد تعبئتها نيابة عن ناخب آخر.
التصويت بالبريداقرأ أيضاًالانتخابات الرئاسية الأمريكية.. استطلاع رأي يظهر تقاربا شديدا بين هاريس وترامب
الانتخابات الأمريكية ترفع سعر سهم بتكوين لـ150 ألف دولار بنهاية العام
هل هاريس داعمة لإسرائيل فعلا؟يقول بعض الخبراء إن هاريس ستخسر في بنسلفانيا وأنها عندما تجلس لتراجع نفسها ستعرف أسباب خسارتها تلك، ويتهم بعض أفراد الحزب الجمهوري هاريس بتأرجحها في خطابها الذي يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل وأنها حاولت إرضاء الأمريكيين المنتقدين لإسرائيل والمؤيدين لعلاقة قوية معها في وقت واحد، بينما ترامب كان حاسما لتوجهاته التي بدت من وجهة نظرهم واضحة وصريحة، حسبما ذكرت «بي بي سي».
كامالا هاريسويرى بعض أفراد الحزب الجمهوري أن ترامب هو الأقوى في دعم إسرائيل وفي الضغط على إيران، مؤكدين حسب كلامهم أن إيران هي سبب الحروب وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويضيفون أن مواقف ترامب في القضايا الداخلية الأمريكية وأبرزها الاقتصاد والهجرة، هي حاسمة أكثر من هاريس.
هاريس تضرب ترامب بـ«حرية المرأة»وانتقدت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، تصريحات دونالد ترمب، بشأن المرأة التي قال فيها أنه «سيحمي النساء، سواء رغبن في ذلك أم لا»، قائلة بأنها تصريحات «شائنة»، تدل على عدم احترامه لـ «حرية المرأة».
وأضافت هاريس في رينو بولاية نيفادا، أن ترامب يريد أن يقول أنه سيفعل ما يرغب به سواء بموافقة العنصر النسائي أو بدونه.
وقالت، إن ترمب: «ببساطة لا يحترم حرية وذكاء المرأة في اتخاذ قرارات بشأن حياتها، ونعلم أن ما خطط له يشمل حظراً وطنياً للإجهاض، وتقييد الوصول إلى وسائل منع الحمل».
كامالا هاريسومن وجهة نظرها أكدت هاريس، أن الجمهوريين في الكونجرس سيستهدفون قانون الرعاية الصحية «أوباما كير» في حالة فوز الرئيس السابق دونالد ترمب في الانتخابات، وأن ذلك سيؤدي إلى فقدان ملايين الأميركيين تأمينهم الصحي.
وأضافت أن ترامب لديه صديق قوي في الكونجرس«رئيس مجلس النواب مايك جونسون»، الذي قال أنه ستكون هناك «نهاية لأوباما كير»، حسبما ذكرت «بي بي سي».
واستنتجت هاريس، أن استخدام كلمات «لا أوباما كير»، سيعني ذلك أنه إذا حصل وفاز ترامب، فإنهم سيحرمون ملايين الأميركيين من التأمين الصحي ويعيدونا إلى الوراء، إلى الزمن الذي كانت فيه شركات التأمين قادرة على رفض تغطية الأشخاص المصابين بحالات طبية سابقة.
اقرأ أيضاًمائدة مستديرة بالجامعة الأمريكية تبحث تأثير الانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط وأفريقيا
الانتخابات الأمريكية 2024.. موعد مناظرة «بايدن وترامب» التفاصيل كاملة
واشنطن: بوتين قد يتدخل فى الانتخابات الأمريكية مجددًا