قال بويان تشوكوف، الخبير في العلاقات الدولية، إن دول البريكس تحاول بناء علاقات دولية على أساس عادل ومنصف لجميع الدول، مما يقوض النظام العالمي القائم على القواعد.

وأوضح تشوكوف في تصريحات لوكالة تاس الروسية، اليوم الإثنين: "البريكس هي منظمة تقوض بشكل منهجي أسس النظام العالمي على أساس القواعد التي تحددها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا العالم من القواعد يتراجع الآن بشكل لا رجعة فيه إلى الماضي، بينما تقوم البريكس بتعديل العلاقات الدولية نحو العدالة والمساواة بين كل دولة".

 

وأضاف أن الجنوب العالمي يواصل مواجهة الغرب الجماعي ويبحث عن مساحة أكبر للمناورة بين العوامل العالمية والإقليمية والسعي إلى الاستقلال الدبلوماسي والحكم الذاتي الاستراتيجي، كما تتمتع البريكس بفرصة جذابة للغاية لاختيار الحلفاء ولديها آفاق جيدة للتنمية.

ويعتقد خبير العلاقات الدولية، أن الغرب الجماعي يخشى توسع البريكس وسوف يعيقه بكل الطرق الممكنة، لافتا إلى أن البريكس لا تسعى إلى إدخال تهمة معادية للغرب في الأجندة، ولكن يشعر الغرب بالتهديد الآتي منها. 

وأشار إلى أن القادة الغربيون يدركون أن هيمنتهم على العلاقات الاقتصادية والدولية على وشك الانتهاء، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة وبريطانيا اعدي مؤامرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المحكمة الجنائية الدولية، وهذا أكثر من بديهي فحملة عدم الاعتماد على الدولار التي تقودها روسيا تخيفهم، ويتزايد عدد الدول التي تختار العملات الوطنية في المدفوعات المتبادلة، هذا بالإضافة إلى أن الدول الراغبة للانضمام إلى هذه المنظمة يصطفون في طوابير أمام ابوابها.

ولفت تشوكوف إلى أنه بسبب النشاط في دول البريكس فإن الأعضاء البارزين في المنظمة يعززون بشكل كبير مكانتهم الدولية، مضيفا أنه من خلال البريكس أصبحت الهند العامل العالمي الرابع في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين من حيث الاقتصاد، كما ترى بكين في توسع البريكس فرصًا جيدة لتطبيق مشروعها الضخم 'One Belt One Road'. 

وشدد على أن هناك 13 دولة رسميا رغبت في الانضمام إلى المنظمة، يتوقعون أيضا تعزيز موقفهم في العلاقات الدولية، كما يعتقدون أنه بعد القمة في جوهانسبرج، سيتغير العالم بشكل أسرع.

ستصبح رابطة تكامل عالمية.. بيان عاجل من إيران بشأن توسع دول البريكس تحضيرا لقمة البريكس.. اتصال هاتفي عاجل بين بوتين ورئيس جنوب إفريقيا |تفاصيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البريكس الولايات المتحدة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين روسيا الصين بريطانيا نظام عالمي جديد الولایات المتحدة العلاقات الدولیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

توسع بريكس.. حقبة جديدة من النفوذ الاقتصادي أم سعي للهيمنة السياسية؟

تحولت مجموعة البريكس المكونة من دول الأسواق الناشئة، والتي كانت تتألف في الأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، من بنك استثماري جذاب إلى كيان اقتصادي سياسي قوي متعدد الأطراف.

وقالت وكالة بلمبيرغ إنه اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني 2024، توسعت المجموعة لتشمل إيران والإمارات وإثيوبيا ومصر. كما تمت دعوة السعودية للانضمام، رغم أنها لا تزال تدرس العرض.

وتمت دعوة الأرجنتين لكنها رفضت في ظل حكم الرئيس الحالي خافيير ميلي، الذي قال: "إن تحالفنا الجيوسياسي هو مع الولايات المتحدة وإسرائيل. ولن نتحالف مع الشيوعيين". ومن المتوقع حدوث المزيد من التوسع وفقا للوكالة حيث أبدت ماليزيا وتايلند اهتمامهما.

محركات التوسع

وكان الدافع وراء التوسع -وفقا لبلومبيرغ- في المقام الأول هو الصين، القوة الصناعية الرائدة في العالم، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها العالمي من خلال مغازلة الدول المتحالفة تقليديا مع الولايات المتحدة.

وقد دعمت جنوب أفريقيا وروسيا هذه المبادرة، في حين ترددت الهند والبرازيل في البداية بسبب المخاوف بشأن هيمنة الصين وعزلها المحتمل عن الغرب، ومع ذلك، وافق البلدان في نهاية المطاف على التوسيع.

وبالنسبة للأعضاء الجدد، توفر البريكس إمكانية الوصول إلى التمويل من الأعضاء الأكثر ثراء ومكانا سياسيا مستقلا عن نفوذ واشنطن على ما ذكرته بلومبيرغ.

وأشار وزير الخارجية التايلندي ماريس سانغيامبونسا إلى أن "الكتلة تمثل إطارا للتعاون بين دول الجنوب الذي طالما رغبت تايلند في أن تكون جزءا منه".

إستراتيجية بكين تسعى إلى سحب دول نصف الكرة الجنوبي إلى مدارها الاقتصادي، متحدية الهيمنة الأميركية (الأناضول) تداعيات اقتصادية وسياسية

ويهدف إدراج منتجي الوقود الأحفوري الرئيسيين إلى مجموعة البريكس إلى تحدي هيمنة الدولار في تجارة النفط والغاز من خلال تشجيع التخلص من الدولار.

ومع ذلك، يرى محللو بلومبيرغ إيكونوميكس أن التوسع "يتعلق بالسياسة أكثر منه بالاقتصاد". حيث يتم وضع تحالف البريكس الموسع كثقل موازن لمجموعة السبع (الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، والمملكة المتحدة).

وتسعى إستراتيجية بكين -وفقا لبلومبيرغ- إلى سحب دول نصف الكرة الجنوبي إلى مدارها الاقتصادي، متحدية الهيمنة الأميركية. كما يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعزول بسبب حربه في أوكرانيا، تقليص نفوذ واشنطن العالمي.

وقد حققت مجموعة البريكس إنجازات مالية كبيرة، بما في ذلك مجمع احتياطي من العملات الأجنبية بقيمة 100 مليار دولار وإنشاء بنك التنمية الجديد "إن دي بي" (NDB)، الذي وافق على ما يقرب من 33 مليار دولار من القروض منذ عام 2015.

وفي المقابل، التزم البنك الدولي بمبلغ 72.8 مليار دولار كقروض مالية في 2023.

في حين ارتفعت التجارة بين أعضاء البريكس الأصليين بنسبة 56% إلى 422 مليار دولار بين عامي 2017 و2022، مدفوعة بالاحتياجات الاقتصادية التكميلية، وخاصة طلب الصين على الموارد الطبيعية من البرازيل وروسيا.

مقالات مشابهة

  • القوة والنفوذ في آسيا: من سيفرض هيمنته؟
  • البعثة الدائمة للسودان في نيويورك.. متابعة مستمرة وحضور طاغٍ
  • كوبا أمريكا 2024| نونيز يقود تشكيل منتخب أوروجواي أمام الولايات المتحدة
  • «ديهاد + روما».. مبادرة عالمية تجمع قادة قطاع العمل الإنساني
  • الشركة المتحدة تُخصص 60% من أرباح مهرجان العلمين في دورته الثانية لأهالي غزة
  • إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية من الاضطراب العالمي
  • أستاذ العلاقات الدولية: ثورة 30 يونيو أجهضت مخططات الإخوان للسيطرة على الدول العربية (فيديو)
  • رجل أعمال ألماني: مناظرة بايدن وترامب أظهرت أن أمريكا على وشك الانهيار
  • توسع بريكس.. حقبة جديدة من النفوذ الاقتصادي أم سعي للهيمنة السياسية؟
  • الولايات المتحدة تشتري من الصين كمية قياسية من التبغ والسجائر في مايو