عربي21:
2025-01-05@17:43:30 GMT

الأسد في التصوّر الإسرائيلي

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

عندما انتفض الشعب السوري في العام 2011 على نظام الأسد لظلمه وطغيانه، تدخّل حزب الله وإيران لإنقاذه. كانت السردية تقول أنّ الإنتفاضة هي جزء من مخطط صهيوني يسعى للإطاحة بنظام الأسد بوصفه لاعباً أساسياً في محور الممانعة، وأنّ إيقاف هذا المخطط يقتضي التصدّي بكل قوّة وحزم له، ودعم نظام الأسد بكل ما اوتيا من قوّة.



وفي تطبيق عملي لما عُرف فيما بعد بوحدة الساحات تدفّقت الميليشيات الطائفيّة الموالية لإيران من كل حدب وصوب لدعم نظام الأسد. عشرات الآلاف من المقاتلين المدجّجين بالسلاح تدفقوا الى سوريا يتقدّمهم حزب الله تحت لواء الحرس الثوري الإيراني. وبالرغم من ذلك، فقد كان الأسد قاب قوسين أو أدنى من السقوط.

ذهب قاسم سليماني الى روسيا في رحلة شهيرة في يوليو من العام 2015 طالبا المساعدة والتدخّل المباشر في الحرب خوفاً من سقوط نظام الأسد وكامل المحور معه. يقول اللواء الإيراني جهار باغي نقلا عن سليماني: “رأى الحاج قاسم أنه يجب إشراك الروس في هذه العملية والاستعانة بهم، لأن العالم كله (أميركيون وأوروبيون وتركيا وعرب) تآمر على بشار الأسد، الذي كان نظامه على وشك السقوط حينها".

بعد أكثر من 10 سنوات على حرب دعم نظام الأسد والتي أدّت الى إزهاق أرواح مئات الآلاف من السوريين وأكثر من 10 مليون بين لاجئ ونازح، نجح محور الممانعة في إبقاء الأسد على الكرسي مُفشلاً ما اعتبره مؤامرة صهيو ـ أمريكية للإطاحة بهذا النظام الممانع. لكن يسأل الممانعون اليوم: أين نظام الأسد الذي دافعنا عنه، وأين محور الساحات الذي روجّنا له؟

البعض يقول إنّه لا يزال في قلب المحور لكنّه يفتقد القدرة على فعل شيء. إذا كان ذلك صحيحاً، فما الذي يمنعه من إصدار بيان دعم لحزب الله وإيران، أو حتى استنكار للهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الجانبين، أو حتى بيان إدانة للاعتداء على الأراضي السورية وخرق أجوائها! الحقيقة هي أنّ نظام الأسد يفهم اللعبة القائمة تماماً، وهو يعي أنّ أي تحرّك أو موقف له قد يُفهم منه أنّه ضد إسرائيل سيؤدي إلى تغيير النظام.

وفي هذا السياق، نقلت عدّة تقارير مؤخراً أنّ الأسد تسلّم رسائل بهذا المعنى من أطراف عربية كما من إسرائيل تفيد بأنّ عليه أن يبعد نفسه عن المحور الإيراني. ولأنّ مصلحة النظام بالنسبة إلى الأسد أهم من مصلحة حزب الله وإيران، فهو ملتزم على ما يبدو بهذا الأمر، تماماً كما أنّ مصلحة إيران أهم بالنسبة لها من مصلحة أذرعها في هذه المرحلة. لكن إذا كان الأمر كذلك، فإنّ السؤال المطروح بطبيعة الحال يدور حول ماهيّة التصوّر الإسرائيلي المطلوب من الأسد في المرحلة المقبلة.

بعد أكثر من 10 سنوات على حرب دعم نظام الأسد والتي أدّت الى إزهاق أرواح مئات الآلاف من السوريين وأكثر من 10 مليون بين لاجئ ونازح، نجح محور الممانعة في إبقاء الأسد على الكرسي مُفشلاً ما اعتبره مؤامرة صهيو ـ أمريكية للإطاحة بهذا النظام الممانع. لكن يسأل الممانعون اليوم: أين نظام الأسد الذي دافعنا عنه، وأين محور الساحات الذي روجّنا له؟بالنسبة لإسرائيل، يبدو أنّ التركيز سينصب على ضرورة عدم السماح باستخدام الأراضي السورية لتمرير الدعم العسكري والمالي لحزب الله، وضرورة الإبتعاد عن إيران. مثل هذا المطلب سيصبح بمثابة أمر واقع بعد تثمير الهجمة الإسرائيلية على حزب الله وإيران إلى مكاسب سياسية، الأمر الذي لا يبدو بعيداً حتى من وجهة نظر الأطراف التابعة لإيران. فحزب الله نفسه أبدى رغبته واستعداداه بشكل واضح في خطابين أساسيّين لنعيم قاسم، قبل وبعد تولّيه الأمانة العامة لحزب الله، بالتوصل إلى وقف إطلاق نار يتبعه تفاهم على التفاصيل. أمّا رئيس البرلمان الإيراني فقد صرّح بشكل علني بأنّ إيران مستعدة للتفاوض على تطبيق القرار 1701، وهذا يعني أنّ مسألة تطبيق القرار بما يقتضيه من انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني وسحب السلاح من المنطقة ونشر الجيش اللبناني هي أولويّة في المرحلة المقبلة.

وفقاً لمسودّة المقترح المسرّبة من قبل هيئة الإذاعة الإسرائيلية في 30 أكتوبر لترتيبات ما بعد المرحلة الحالية في لبنان والتي يجري التفاوض عليها بين الأطراف المعنيّة، فإنّ القرار 1701 سيكون في صلب التفاهمات المطلوبة لإيقاف الحرب. وبحسب المسودّة، سيقتضي ذلك منع إعادة بناء وإعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، وتمكين القوى الأمنيّة اللبنانية من الإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، والإشراف على المنشآت غير المعترف بها من قبل الحكومة والتي تنتج الأسلحة وتفكيكها، وتفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في اتفاق 1701، وفي غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق، سيتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان.

وفي هذا السياق، فإنّ مراقبة المنافذ اللبنانية برا وبحرا وجوا لمنع الدعم الإيراني عن حزب لله سيكون في صلب تطبيق القرار أو أي تسوية تشابهه. كذلك هو الحال بالنسبة إلى مراقبة الوضع في سوريا التي تعتبر تاريخيا بمثابة شريان حياة حزب الله. وقد ذكرت تقارير مؤخراً أنّ إسرائيل أرسلت رسالة عسكرية أيضاً إلى ماهر الأسد، شقيق بشّار الأسد المعروف بقربه من حزب الله وإيران بضرورة عدم السماح بتهريب أي أسلحة إلى حزب الله في لبنان، حيث قامت إسرائيل باستهداف فيلا تابعة للفرقة الرابعة التي يترأسها الأسد، في ضواحي يعفور السورية على الحدود مع لبنان، كتأكيد على الرسالة.

وأشار المرصد السوري إلى أنّ نظام الأسد قام بمنع تام لتواجد أي عناصر غير سورية على الحدود في الجولان وحتى مسافة 15 كلم داخل العمق السوري وحتى جنوب شرق لبنان، في إشارة إلى منع أي عناصر تابعة لحزب الله أو إيران. هناك من يشكك في إمكانية تطبيق الأسد لمثل هذا المهمّة في ظل غياب الموارد اللازمة لذلك، لكن الوقائع تقول إنه بدأ بالفعل في تنفيذ المهمّة كما طلب دعما من روسيا لنشر نقاط مراقبة للمساعدة. ومن الجلي والمقطوع به أنّ نظام الأسد غير معني تماماً بأي تصعيد تقوم به إسرائيل ضد حزب الله وإيران وأنّه ملتزم بالدور المتوقّع له أن يلعبه في التصوّر الإسرائيلي.

المثير للإهتمام أنّ حزب الله وإيران تجاهلا دور نظام الأسد الآن الذي يبدو أنّه يتعارض مع ما تريده إيران وحزب الله، الأمر الذي دفع علي ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلى إصدار تصريح يقول فيه إنّ "نظام بشار الأسد شخصية مؤثرة تؤمن بالمقاومة وتدعمها خاصة ضد الكيان الصهيوني".

بعض المراقبين ينظرون إلى هذا التصريح على أنّه موجّه للداخل الإيراني ردّا على الانتقادات والتساؤلات التي أثيرت مؤخراً عن اختفاء نظام الأسد من المحور المفترض، فيما يرى آخرون أنّ التصريح موجّه إلى الأسد ومفاده أنّ إيران تريد منه أن يبقى في المحور وهي تكتفي أن يقوم بغض النظر عن تهريب الأسلحة لاحقا. وبغض النظر عن هذه القراءات، فإنّ دور الأسد سيتبلور في الميدان بشكل واضح  في المرحلة المقبلة وليس في التصريحات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الحرب بشار الأسد دور سوريا بشار الأسد حرب دور مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة مقالات رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله وإیران نظام الأسد لحزب الله

إقرأ أيضاً:

مفتي سوريا الذي انتقد الأسد يعود إلى دمشق بعد نفي 13 عاما

استقبل حشد شعبي كبير في العاصمة السورية دمشق، السبت، الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس المجلس الإسلامي السوري المشكل في المنفى، ليعود إلى بلاده بعد غياب دام 13 عاما.

اقرأ ايضاًاستئناف أولى الرحلات الجوية في مطار دمشق الدولي بعد سقوط الأسد

 

 

 

*عودة مفتي سوريا*  

????الشيخ اسامة الرفاعي رئيس المجلس الاسلامي السوري ومفتي سوريا يعود إلى مدينته دمشق وسط تكبيرات محبيه وزغاريد حرائر الشام بعد غياب استمر أكثر من 13 عام.  
#ردع_العدوان_تنتصر pic.twitter.com/JmoYiLebSm

— Mohamed Almaroof/محمد المعروف (@AlmarofMohamed) January 4, 2025

 

 

 

ونظم مئات المواطنين السوريين، حشدا شعبيا كبيرا داخل مسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وفي ساحاته بمنطقة كفر سوسة، استقبلوا خلاله الشيخ العائد في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

 

وبحسب مقاطع فيديو نشرها السوريون، فقد عبّروا في حفل الاستقبال عن فرحتهم وابتهاجهم بعودة الشيخ الذي قال في كلمة له إن "الله أذن للشعب السوري بالفرج بعد 61 عاما من حكم النظام السابق".

 

 

 

كلمة للشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري بمسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي في #دمشق#فيديو pic.twitter.com/WGYByBOXBI

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) January 4, 2025

 

 

وكان الشيخ الرفاعي انتقد نظام بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية عام 2011، ويُعتبر الشيخ من أبرز العلماء المؤثرين في سوريا، وينحدر من عائلة علمية مرموقة، فهو الابن البكر للعلّامة الراحل عبد الكريم الرفاعي، وتم تعيينه قبل 4 أعوام مفتيا عاما لسوريا من جانب المجلس الإسلامي السوري بديلا عن مفتي النظام المخلوع.

 


 

بالتهليل والتكبيرات.. آلاف يحتشدون لاستقبال الشيخ #أسامة_الرفاعي بعد عوته لدمشق pic.twitter.com/HTIryy0RTZ

— نون بوست (@NoonPost) January 4, 2025

 

 

 

اقرأ ايضاًنعيم قاسم.. قد ينفذ صبرنا قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً

وتأتي عودة الشيخ الرفاعي بعد يومين من عودة الشيخ محمد راتب النابلسي إلى دمشق بعد 14 عاما قضاها خارج سوريا، وذلك ضمن عودة مجموعة من الدعاة وعلماء الدين إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسد.

 

المصدر: الجزيرة   
 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند مفتي سوريا الذي انتقد "الأسد" يعود إلى دمشق بعد نفي 13 عاما نعيم قاسم.. قد ينفذ صبرنا قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً صورة ممزقة لـ "حافظ الأسد" في هذا الحي لأول مرة منذ 5 عقود عقب فيديو الأسيرة.. عشرات الآلاف في إسرائيل يتظاهرون مجددا مشروب لسد الشهية بديل بالون المعدة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاً"اسرائيل" تهدد لبنان بحرب شاملة.. حزب الله يدمر "همر" ويقتل من فيها © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الاجتماع الأمني الذي سيعقده نتنياهو الليلة سيتناول موضوع لبنان وليس صفقة التبادل في غزة
  • وزير الجيش الإسرائيلي يُهدّد بالانسحاب من اتفاق لبنان
  • ‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد
  • مفتي سوريا الذي انتقد الأسد يعود إلى دمشق بعد نفي 13 عاما
  • اليونيفيل: الجيش الإسرائيلي يتعمد تدمير ممتلكاتنا الأساسية
  • الشيخ قاسم: تحية لليمن الفقير بإمكاناته الغني بشعبه وقيادته الذي يواجه الإسرائيلي والأمريكي
  • حزب الله: العدوان الإسرائيلي على لبنان انتهى بالفشل الذريع
  • الجيش الإسرائيلي يبني 12 نقطة عسكرية جديدة على الشريط الحدودي مع لبنان
  • مجلة أمريكية: هل سيبقى الحوثيون طويلا وما الذي ينبغي فعله في اليمن لتدميرهم؟ (ترجمة خاصة)
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان مستهدفا مواقع حزب الله