ما بين حصار لبنان وعرقلة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، قطعت الغارات الإسرائيلية طرق العبور من لبنان إلى سوريا، بعدما قصفت الطريق المؤدية الى معبر المصنع اضافة الى أربعة معابر حدودية في شمال شرقي البلاد، هي: العريضة، ومطربا، وصالح، وإبّش.
خطوة زادت الضغط الاقتصادي على الوطن المنهك اصلاً نتيجة الحرب والتداعيات الاقتصادية الصعبة التي تتركها على البلاد، وبات الجهد اليوم ينصب على معبر العبودية شمال لبنان.

 

ومن هنا، ولّد إقفال الحدود البرّية ازمة كبيرة في عمليات تصدير المنتجات الصناعية والزراعية اللبنانية إلى الخارج ما سيؤدي حتماً إلى ضرب قطاع الشحن البرّي وتوقّف مئات شاحنات النقل البري عن العمل. فما هي اضرار اقفال الحدود البرية؟ 
يشير رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي الى ان الخسائر اليوم في القطاع الزراعي باتت كبيرة جداً فاضافة الى الحرب واستهداف الاراضي الزراعية، زادت موجة البرد التي ضربت البلاد اخيرا“الطين بلة” وقضت على ما تبقى من مزروعات والمواسم الزراعية، موضحاً ان المشكلة الاضافية اليوم بعيداً عن ازمة اقفال الحدود هي غياب اليد العاملة، وعليه دعا اللبنانيين الى العمل على تغطية هذا النقص خصوصاً في ظل رفع بدل اليد العاملة اللبنانية مقارنة مع اليد العاملة الاجنبية ما قد يشكل مدخولاً مرتفعاً لاي فرد.
ولفت ترشيشي في حديث عبر "لبنان 24" الى ان اقفال معبر المصنع نتيجة الحرب زاد الكلفة على المزارعين نظراً لبعد المسافات حيث باتت تتراوح كلفة التصدير ما بين 2000 الى 2500 دولار، مشيراً الى انه وعلى الرغم من كل ذلك، فان الاسواق تشهد نوعاً من الكساد الكبير، خصوصاً وان اكثر من مليون شخص نزحوا من مناطقهم وباتوا اليوم يعتمدون على الاعانات التي تصلهم ولم يعد همهم تأمين الفواكه والخضار.

في المقابل، يعتبر الخبير الاقتصادي ميشال قزح ان لا تاثير كبيراً لاقفال الحدود البرية بين لبنان وسوريا على الاقتصاد اللبناني، الا ان الموضوع يبقى كبيراً على شركات النقل البري والتي بات عملها مهدداً، في حين استبدلت الشركات المصدرة للمنتجات اللبنانية الى الدول العربية التصدير البري بالتصدير البحري خصوصاً وان مرفأي بيروت وطرابلس لا يزالان يعملان بشكل طبيعي.
ولفت قزح في حديث عبر "لبنان 24" الى ان المشكلة اليوم تكمن في الاقتصاد السوري نظراً لاقفال الحدود الشرعية، ما ادى الى ارتفاع كبير في الاسعار نظراً لارتفاع الطلب عليها داخل الاسواق السورية وعدم القدرة على استيرادها من لبنان، معتبراً أن الحدود غير الشرعية وعلى الرغم من انها تعمل بشكل طبيعي الا انها لا تستطيع ان تلبي حاجات السوق.

اذا، ازمة جديدة تضاف اليوم الى الازمات التي تضرب البلاد وان لم يكن تأثيرها كبيراً حتى الان على الداخل اللبناني بانتظار وقف اطلاق النار وعودة الحياة الى طبيعتها في اسرع وقت ممكن. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الى ان

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة في غزة: وضع كارثي في المستشفيات بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل

وصف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور خليل الدقران الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه مأساوي جدا، مشيرا إلى أن الحصار الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر ومنع إدخال المستلزمات الطبية والوقود تسببت في انهيار شبه كامل للنظام الصحي.

واستنادا للإحصائيات الرسمية أوضح الدقران أن مستشفيات القطاع استقبلت منذ بداية الحرب أكثر من 51 ألف شهيد وأكثر من 115 ألف جريح.

وفاقم من هذه الأزمة الممتدة منذ أكثر من عام ونصف، استهداف آلة الحرب الإسرائيلية للبنية التحتية الصحية، حيث تم تدمير العديد من المستشفيات وأخرجت 27 مستشفى عن الخدمة الصحية، وكان آخرها مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدمات صحية لمرضى الأورام والسرطان.

ونتيجة لهذا الاستهداف الممنهج، أوضح الدقران أن المستشفيات المتبقية تعمل بشكل جزئي في ظروف صعبة جدا، حيث إن أقسام العمليات وأقسام العناية وأقسام الكلى معظمها استنزفت بالكامل.

وترك هذا الوضع المتدهور المرضى والجرحى محرومين من خدمات التصوير التشخيصي بسبب تدمير أجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي، بينما تعمل الأقسام الحيوية في المستشفيات على المولدات الكهربائية مع تهديد مستمر بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار.

إعلان

وحول مخزون الأدوية، كشف المتحدث أن الوضع الصحي وصل إلى مرحلة خطيرة للغاية، مشيرا إلى أن 40% من الأدوية و60% من المهمات الطبية رصيدها صفر.

وبتفاصيل أكثر دقة، أوضح أن أدوية أقسام العمليات والعناية والطوارئ مستنزفة بالكامل، كما أن 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر، و40% من أدوية الرعاية الأولية، و51% من أدوية خدمات صحة الأم والطفل أيضا رصيدها صفر.

استهداف الطواقم الطبية

وفي ظل هذه الظروف القاسية، لفت الدقران إلى أن طواقم الإسعاف المدني والطواقم الطبية في قطاع غزة تعمل تحت الاستهداف المباشر خلال مهامها لإنقاذ الجرحى، مؤكدا استشهاد أكثر من 1550 من الكوادر الصحية نتيجة الاستهداف المباشر، مما يفاقم من تحديات تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين.

وعلى صعيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حذر الدقران من أن أكثر من 70 ألف طفل مهددون بالأمراض بسبب سوء التغذية بشكل كبير جدا، مضيفا أن إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية يهدد 2.5 مليون مواطن بسوء التغذية وفقر الدم، مما يشكل كارثة صحية على نطاق واسع.

وفيما يتعلق بالتطعيمات الضرورية، أشار الدقران إلى أن قطاع غزة بحاجة لتطعيم نحو 650 ألف طفل ضد شلل الأطفال، لكن جيش الاحتلال يمنع إدخال اللقاحات، مبينا أن 42% من التطعيمات الخاصة بالأطفال غير متوفرة في قطاع غزة، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال.

وزاد من حدة المأساة أن جيش الاحتلال قتل أكثر من 16.5 ألف طفل، ويحرم الأطفال الأحياء من حليب الأطفال والرعاية الصحية الأساسية.

ولمواجهة هذا الوضع المأساوي، ناشد الدقران المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للوقوف أمام مسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال لوقف العدوان وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل فوري وسريع، كما دعا إلى السماح بخروج نحو 25 ألف مريض ومصاب من قطاع غزة للعلاج في الخارج، مؤكدا ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين.

إعلان

ووصف الدقران ما يحدث في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية" وأن جيش الاحتلال يسعى إلى تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع من خلال الحصار والتجويع ومنع وصول المساعدات الصحية والإنسانية.

معاناة آدم

ووسط هذه الأزمة الصحية المتفاقمة، تبرز قصة الطفل آدم أحمد عابد (4 سنوات) كنموذج حي للمعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

وحسب والدة آدم فإنه يعاني من انعكاس في القلب على الجهة اليمنى، ومشاكل في الرئتين، وقد تفاقمت حالته بشكل ملحوظ بسبب الحرب ونقص الغذاء والماء النظيف.

وبتفاصيل مؤلمة، توضح الأم أنها كانت تضطر للمخاطرة والجري به ليلا من مستشفى إلى آخر رغم القصف والغارات الجوية بحثا عن علاج يخفف آلامه، مشيرة إلى أن جسده "يصير أزرق ونفسه ينخنق" عندما تشتد نوبات المرض.

وتناشد الأم المجتمع الدولي وأهل الخير للمساعدة في علاج ابنها خارج قطاع غزة، سيما وأن زوجها مصاب في رجليه، وهي المسؤولة الوحيدة عن العائلة الآن، وسط ظروف إنسانية تزداد صعوبة يوما بعد يوم.

مقالات مشابهة

  • استشاري بيطري يحذّر من تداعيات كارثة تدمير قطاع الإنتاج الزراعي الحيواني في غزة
  • الصحة العالمية: منع 75% من بعثات الأمم المتحدة دخول غزة بسبب الحصار
  • الصحة العالمية : منع 75% من بعثات الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة
  • غزَّة تحت الحصار.. حين يتحوّل التجويع إلى سلاح حرب
  • غضب مصري يتصاعد ودعوات لكسر الحصار وإنقاذ أهالي غزة
  • وزارة الصحة في غزة: وضع كارثي في المستشفيات بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل
  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ23 على التوالي
  • صور| لدعم الإنتاج الزراعي في الأحساء.. إطلاق مبادرات تخدم 800 مزارع بأحدث التقنيات
  • وزير الصناعة: ارتفاع نسبة تصدير المنتجات اللبنانية
  • الأراضي الزراعية في خطر .. شح المياه وطلبات تغيير الاستعمال يهددان الإنتاج الزراعي