لماذا تأخر البرهان في وصف حرب السودان بالتمرد؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
تزامنت تصريحات رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان -التي اتهم فيها قيادة قوات الدعم السريع بالغدر والخيانة- مع استمرار الاشتباكات في العاصمة وجنوب دارفور ومع مواجهات أخرى في جنوب كردفان.
وفي خطاب بمناسبة عيد الجيش، قال البرهان إنه لم يكن يتصور أن تمتد ما سماها يد الغدر والخيانة من قيادة قوات الدعم السريع إلى درجة تفجير الحرب الحالية.
وكال البرهان جملة من الاتهامات لقيادة قوات الدعم السريع، وحمّلها مسؤولية تفجير الحرب الحالية ضد الحكومة والجيش، وقال إنها قادت "أكبر مؤامرة يتعرض لها السودان طوال تاريخه الحديث".
وعن رسائل خطاب البرهان الأخير، رأى الأكاديمي السوداني المختص بالشؤون العسكرية والأمنية أسامة عيدروس -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" 2023/8/14- أن البرهان يبدو أكثر هدوءا وثقة في خطابه الأخير.
وأضاف أن هذا الخطاب يختلف اختلافا كليا عن سابقيه في بداية الحرب، مشيرا إلى أنه وصف الحرب وصفا دقيقا بكونها تمردا، كما أشار إلى نظرية المؤامرة لأن هناك أطرافا كثيرة تدخلت في هذه الحرب.
وأوضح عيدروس أن التأخر في وصف الحرب بالتمرد يعود إلى غياب الإدارة المدنية للحرب، فالجيش كان منشغلا بالمعارك إلى أن تمكن من امتصاص الصدمة وتوصيف الصراع بمسماه الصحيح بكونه تمردا على مؤسسة الجيش.
قطع حبال الثورةفي المقابل، رأى عمران عبد الله مستشار قائد قوات الدعم السريع أن تصريحات البرهان جاءت هزيلة وخجولة، وكان الأولى به أن يقدم الاعتذار للشعب السوداني على المعاناة التي تسبب فيها الصراع مع قوات الدعم السريع، معتبرا أن المؤامرة الكبرى تم تدبيرها لقطع حبال الثورة التي قام بها الشعب.
وأشار إلى أن البرهان هو من انقلب على الحكم المدني الديمقراطي والثورة السودانية، ولذلك لا يمكنه الحديث عن احترام خيار الشعب المدني، معتبرا أن "البرهان يذر الرماد في العيون ويحاول تضليل الشعب السوداني من خلال خطاباته"، حسب قوله.
وتواصلت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مواقع عدة بالعاصمة الخرطوم وفي مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وأدت المعارك إلى مقتل وجرح نحو 200 مدني خلال اليومين الأخيرين، إلى جانب نزوح الكثيرين طلبا للنجاة.
وبحسب مراسل الجزيرة، فإن الجيش منخرط أيضا في قتال آخر طرفه الثاني هذه المرة قوات الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والتي تبادلت القصف مع قوات الجيش شرق مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
قالت مجلة إيكونوميست إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي في السودان، كانت قبل عام تبدو في حالة جيدة بعد أن استولت على جزء كبير من العاصمة الخرطوم، وبسطت سيطرتها على كل دارفور تقريبا، واستعد زعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقيام بجولة في العواصم الأفريقية يستقبل خلالها باعتباره الرئيس المنتظر للسودان.
وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن نصر عسكري واضح لقوات الدعم السريع في هذه الأيام لم يعد قويا كما في البداية، بل إنها في وضع حرج لأنها شهدت انتكاسات في أماكن عديدة بعد أن توغل الجيش في أجزاء من الخرطوم كانت تسيطر عليها، مع أنها قريبة من الاستيلاء على الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان بريطانيتان: قرار الجنائية الدولية زلزال هز العالمlist 2 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟end of listوقد أدت تلك الأحداث مع انشقاق أحد كبار قادة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى موجة من الهجمات الانتقامية ضد المدنيين، كانت وحشية للغاية لدرجة أن المراقبين شبهوها بالتطهير العرقي في الأجزاء التي احتلتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور العام الماضي.
لا مفاوضاتوذكرت المجلة بأن التفاوض في سويسرا على إنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فشل لأن القوات المسلحة السودانية رفضت الحضور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "تعتقد أنه لا يوجد مخرج من هذه الحرب من خلال النصر الكامل لجانب واحد"، ولكن المحللين يشككون في كون طلب المجموعة للمفاوضات حقيقيا.
ورأت الإيكونوميست أن ادعاء قوات الدعم السريع أنها تشن حربا من أجل الديمقراطية غير مقنع، لأنها نشأت من الجنجويد، وهي مليشيات سيئة السمعة، اتهمت باغتصاب المدنيين وذبحهم في دارفور في العقد الأول من القرن الـ21، ولا يوجد ما يشير إلى أنها تغيرت بشكل أساسي.
وهناك أسباب -كما تقول الصحيفة- تدعو إلى أخذ التزام قوات الدعم السريع بوحدة السودان على محمل الجد، لأن دارفور، المنطقة غير الساحلية التي تعاني من ندرة المياه لا تستطيع إقامة دولة مستقلة.
تصور الدعم السريعونقلت المجلة عن القيادي بالدعم السريع عز الدين الصافي قوله إن فكرة قوات الدعم السريع للتوصل إلى تسوية تفاوضية، تبدأ بوقف الأعمال العدائية وتجميد خطوط القتال الحالية، مع انسحاب الجانبين من "المنشآت المدنية".
وذلك إلى جانب احتمال فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح من قبل قوات حفظ السلام الأفريقية، ليبدأ "حوار وطني" يضم جميع القوى السياسية في البلاد باستثناء الإسلاميين والحزب الحاكم السابق.
وأكدت المجلة أن معظم القوى الخارجية بما فيها الأمم المتحدة، تعتقد أن القوات المسلحة السودانية تتمتع بشرعية أكبر في نظر معظم السودانيين، مع أن رفض الجيش العنيد الانخراط بجدية في المفاوضات أضعف مكانته الدولية، وخاصة بين الدبلوماسيين الغربيين، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع أن تضع نفسها في موقف الشريك الأكثر موثوقية من أجل السلام.