موقع 24:
2024-11-02@09:36:20 GMT

بعد القتال والنزوح..السودان: الحرب تهدد موسم الحصاد

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

بعد القتال والنزوح..السودان: الحرب تهدد موسم الحصاد

باع أحمد عثمان لبيع سيارتين لتمويل حصاد محصول السمسم في مزرعته الكبيرة في ولاية القضارف التي تبقى في منأى عن القتال في السودان، مع غياب التمويل والعمال بسبب الحرب المتواصلة منذ عام ونصف العام.

وتعد القضارف أهم منتج للذرة في السودان. وتشكّل الذرة العنصر الغذائي الرئيسي للسكان، في وقت حذّر برنامج الأغذية العالمي من خطر "مجاعة محدقة" في البلاد.

وفي مزرعته مترامية الأطراف في القضارف، يقول عثمان إنّ الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حدّت من تنقّل العمال بين ولايات البلاد المختلفة، وتركته يجني محصوله مع عدد قليل جدا منهم.

ويقول عثمان بحزن: "أول مشكلة واجهتنا كانت الحصول على التمويل في ظلّ ما حدث للبنوك من نقص في السيولة بسبب الحرب، فاضطررنا لبيع سيارتين لتمويل المشروع". ومن أصل 3 مركبات يملكها، باع عثمان شاحنة صغيرة وسيارة لتوفير الأموال اللازمة لشراء الوقود للآليات الزراعية، ودفع أجور عمال تنظيف الأرض من الحشائش والحصاد.

ويشير عثمان الى أن "المشكلة الثانية تتمثّل في قلّة العمال الزراعيين بسبب الحرب التي حدّت من تنقّل العمال بين الولايات".

وكان معظم العمّال في القضارف يأتون من ولايات كردفان، والنيل الأزرق، وسنار. وامتدت الحرب الى كردفان، وسنار، وإن لم تصل الى النيل الأزرق، إلا أن الطريق الذي يربطها بالقضارف يمرّ عبر مناطق القتال في سنار.

واندلعت المعارك في السودان في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو. وخلّفت عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليوناً، بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة، وتسبّبت، وفق الأمم المتحدة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وألقت بظلالها على اقتصاد البلاد الذي بات شبه متداع.

ومع غياب العمال السودانيين، يعتمد عثمان ومزارعون آخرون على لاجئين إثيوبيين، كانوا يعملون في المشروع. ويقول المزارع سليمان محمد: "قلة العمال أدّت الى ارتفاع أجورهم ما دفعنا للاعتماد على العمال الموجودين في المنطقة، وهم في الغالب إثيوبيون".

غابة السُّنط: رئة الخرطوم تواجه تهديدات وجودية في ظل النزاع الحالي في السودانhttps://t.co/kepydgJpHH

— اخبار السودان (@sudanakhbar) November 2, 2024 محصول ضائع 

ويعاني أكثر من 25 مليوناً في السودان، أي أكثر من نصف سكان البلاد، من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وحذّرت 3 منظمات إغاثة كبرى تعمل في السودان في الشهر الماضي من أزمة جوع "تاريخية" تشهدها البلاد، حيث اضطرت عائلات كثيرة لأكل أوراق الأشجار، والحشرات.

ومن شأن تعثّر  الحصاد هذا الموسم أن يفاقم الأزمة في ظلّ تعطّل عمليات دخول المساعدات الغذائية عبر منافذ البلاد.

ويوضح عثمان عبد الكريم، المزارع في جنوب مدينة القضارف، أن عدداً من المزارعين اضطروا الى التخلّي عن الموسم بالفعل. ويضيف "أغلب المزارعين اعتمدوا على التمويل الذاتي. لذلك نجد البعض خرج من الموسم، ولم يزرع من الأساس"، مشيراً إلى أرض غير مزروعة غرب مزرعته. ويتابع عثمان قائلاً، إنّ "هذه الأزمة ستؤخّر حصاد المحاصيل ما يؤثر على جودتها".

وأفادت وزارة الزراعة في الولاية بأنّ المساحة التي زرعت في الولاية هذا العام بلغت 9 ملايين فدان، 5 منها بالذرة والبقية لمحاصيل السمسم، وعباد الشمس، والفول السوداني، والقطن. وكانت القضارف تزرع في السابق نحو 20 مليون فدان سنوياً، ما كان يوفّر أكثر بكثير من 6 ملايين طن ذرة يحتاج إليها السودان لإطعام سكانه.

ويبدي المزارع سليمان محمد تخوفه من خسائر كبيرة بسبب نقص العمالة. ويقول من مزرعته في شرق القضارف: "مع قلة العمال وتأخر الحصاد، سنتعرض لخسائر، وجزء من المحصول سيضيع".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السودان المعارك في السودان أحداث السودان حرب السودان السودان الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

العدل والمساواة السودانية وتجمع تحرير السودان ترفضان تقسيم البلاد وإثارة الكراهية

الحركتان أكدتا على ضرورة توحيد الجهود الوطنية والإقليمية والدولية للضغط على الأطراف المتنازعة لوقف الحرب، وإجراء إصلاحات شاملة للمؤسسات والتحالفات السياسية لزيادة قدرتها على إنهاء الصراع وتوفير بيئة تدعم السلام والاستقرار والتحول الديمقراطي.

الخرطوم: التغيير

أكدت حركة العدل والمساواة السودانية وتجمع قوى تحرير السودان تمسكهما بوحدة السودان أرضاً وشعباً، ورفضهما أي دعوات لتقسيم البلاد أو إثارة الكراهية بين مكونات الشعب السوداني، مع الدعوة لتعزيز خطاب السلام والوحدة الوطنية.

جاء ذلك في بيان مشترك عقب اجتماع بين الحركتين يوم الخميس، حيث ناقش الجانبان الوضع السياسي، والأوضاع الإنسانية المتدهورة جراء الحرب، والخطابات التي تحث على استمرار الصراع دون مراعاة لتكلفته الإنسانية.

وأشار البيان إلى أن الحرب الدائرة تسببت في انتهاكات جسيمة من الأطراف المتنازعة، شملت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقتل وتشريد المدنيين ونهب الممتلكات وتدمير البنية التحتية، مما يهدد الملايين من السودانيين بخطر المجاعة.

ودعا البيان إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط، وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع ولايات السودان، مع استئناف المفاوضات لمعالجة الوضع الإنساني.

وأكدت الحركتان على ضرورة توحيد الجهود الوطنية والإقليمية والدولية للضغط على الأطراف المتنازعة لوقف الحرب، وإجراء إصلاحات شاملة للمؤسسات والتحالفات السياسية لزيادة قدرتها على إنهاء الصراع وتوفير بيئة تدعم السلام والاستقرار والتحول الديمقراطي.

وشدد البيان على أن الحل الوحيد لإنهاء الحروب المتكررة في السودان، وجعل حرب 15 أبريل الأخيرة، يكمن في بناء دولة تقوم على مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة والحكم الفيدرالي، حيث تكون السيادة للشعب وتُحترم المواطنة المتساوية كقاعدة للحقوق الدستورية.

كما دعا الاجتماع إلى ضرورة إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية، وإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش، والعمل على تأسيس جيش مهني واحد يمثل كافة أقاليم السودان ويكون ملتزماً بالدفاع عن الوطن دون الانخراط في السياسة أو الاقتصاد.

الوسومالحركات المسلحة الطاهر حجر حركة العدل والمساواة السودانية سليمان صندل قوى تجمع تحرير السودان

مقالات مشابهة

  • بحث لـ «4» جامعات أمريكية يقدر عدد القتلى في الحرب السودانية
  • حرب السودان.. بحث يكشف مأساة 130 ألف ضحية
  • اللواء إبراهيم عثمان: السادات فضل وقف القتال على تطوير الهجوم في حرب أكتوبر لهذه الأسباب
  • السودان: نقص حاد في أدوية السرطان بولاية البحر الأحمر
  • العدل والمساواة السودانية وتجمع تحرير السودان ترفضان تقسيم البلاد وإثارة الكراهية
  • السودان: ضبط عيادة طبية غير قانونية تستخدم أدوية غير مسجلة بولاية القضارف
  • الزراعة: حصاد 99.62% من المساحات المنزرعة بالأرز.. وانتهاء موسم الحصاد في 3 محافظات
  • سُمعة البنك المركزي .. أم سُمعة المحافظ؟!
  • ارتفاع عدد النازحين في السودان إلى أكثر من 14 مليون شخص بسبب النزاع المسلح