نجاة عبد الرحمن تكتب: ماذا قدمت مصر لفلسطين؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
سبق و تحدثت في ذلك الأمر مرارا و تكرارا، لتذكير الفئات الضالة التي تزايد على الدور المصري و تتغافل عن عمد ما دفعته الدولة المصرية منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا من أجل إصلاح الشأن الفلسطيني و العربي.
في عهد الملك المصري فرعون مصر تحتمس الثالث خاض معركة مجدو من أجل حماية أرض كنعان التي تضم فلسطين، سوريا، أرض الشام، من هجمات الطامعين، و خضعت أرض كنعان للسيادة المصرية بحثا عن الأمان و الاستقرار الذي تنعموا به من وجودهم تحت الولاية المصرية في ظل حكم الفراعنة.
شعر الكنعانيون بتحسن كبيرا في أحوالهم ورواج و تشجيع تجاراتهم و صناعاتهم من قبل ملوك مصر خلال العصر الفرعوني، و ظلوا يحتمون و يشعرون بالأمان في كنف المصريين خوفا من هجمات المحتلين و الغزاة، كانت مصر بالنسبة لهم الحصن الحصين و القلعة الحصينة و أسطول الحماية التي لا تضاهيها قوة أخرى على وجه الأرض.
وظلت أرض كنعان تنعم بالحماية المصرية حتى العصر الحالي مع تغير المسميات، و مازالت مصر تفدم الكثير و الكثير لصالح القضية الفلسطينية، و خاضت من أجل فلسطين عدة حروب، التي كان من أهمها حرب 1948. لطرد العصابات الصهيونية و منعها من الاستيطان على أرض فلسطين، خاضت مصر تلك الحرب مع ضعف الإمكانات العسكرية نتيجة للاحتلال الذي كان مسيطرا عليها حينذاك، و بالرغم من ذلك استمرت الحرب نحو عام حيث بدأت في 12 مايو عام 1948 حتى 29 مارس عام 1949، فقدت خلالها مايقرب من 6 الأف شهيدا، في الوقت الذي قامت دولة عربية تشترك مع فلسطين في الحدود بالاتحاد مع بريطانيا للسيطرة على الضفة الغربية لمنع اقامة دولة فلسطينية و إتاحة الفرصة للعصابات الصهيونية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، و بناء المستوطنات، لضياع حقوق الشعب الفلسطيني.
لم تكتف مصر بما قدمت بل سعت خلال عقود بتقديم سلسلة من المساعدات و المبادرات و المفاوضات من أجل فلسطين و السعي نحو تحريرها
و مازالت الداعم الأول لـ القضية الفلسطينية، و تسعى بكل السبل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني رغم محاولات المزايدة التي تقوم بها الفئات الضالة على دور مصر.
تحركت الدولة المصرية على كافة الجبهات من أجل دعم الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة الإنسانية و السياسية، و قدمت جهود كبيرة لاقت إعجاب روبير مارديني رئيس العمليات لمنطقة الشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي أشاد بالتعاون الوثيق بين اللجنة والدولة المصرية، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في أزمته الراهنة، خلاف الزيارات الدبلوماسية و استقبال المصابين بالمستشفيات المصرية، و تقديم قوافل إغاثية من أدوية و مواد غذائية، و استقبال الفارين من جحيم العدوان الصهيوني و إيوائهم.
فضلا عن دور الدولة المصرية في وقف إطلاق النار و إنقاذ الأرواح الفلسطينية، ونجاحها في تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وإعادة إعمار غزة.
كما نجحت الدولة المصرية في رأب الصدع و توقيع اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس. و تشكيل حكومة الوفاق 2017، و التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بين العصابات الصهيونية و الجانب الفلسطيني، و قدمت مصر خلال عام 2021 مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لمصلحة عملية إعادة إعمار غزة خلاف المساعدات الإنسانية، و تدخلت أيضا لوقف إطلاق النار خلال أغسطس عام 2022، 2023. 2024 عدة مرات إلا أن خروقات الاتفاقات من الجانبين وراء استمرار النزيف الفلسطيني.
لا توجد دولة عربية قدمت للقضية الفلسطينية ما قدمته مصر عبر عصورها، يكفي أن المواطن الفلسطيني يعامل كمواطن صاحب البلد و ليس لأجيء كما يعامل في دول أخرى لا تسمح لهم بالعبور داخل البلاد بل يقومون بنصب خياما لهم على الحدود تحت زعم حفظ الأمن القومي للبلاد.
حفظ الله مصر و كفاها شر كيد الكائدين و مكر الخبيثين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولة المصریة من أجل
إقرأ أيضاً:
(مدير المخابرات المصرية في بورتسودان).. ماذا هناك؟؟!!
التقى البــــــرهان.. وبلّغهُ “رســـــالةً شفهيـــــةً” من السيسي..
(مدير المخابــــــرات المصــــــرية فى بورتسودان).. ماذا هناك؟؟!!
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
زيارةٌ مهمة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير حسن محمود رشاد لبورتسودان أمس “الثلاثاء”، حيث التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن القائد العام للقوات المسلحة، وذلك في حضور مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل. رحلة هرم المخابرات المصرية للبلاد تأتي في ظل متغيرات كبيرة طرأت على المشهد السوداني.
المحافل الدولية
رئيس المخابرات المصرية أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رسالةً شفويةً من نظيره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
البرهان أثنى على أدوار مصر الرائدة في دعم ومساندة أشقائه في السودان، في إطار العلاقات الثنائية التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد الفاتح المدير العام لصحيفة “أصداء سودانية”، وصف زيارة مدير المخابرات المصرية للبلاد بالمهمة. وقال إنّها تأتي في توقيت مهم جدًا، خاصةً وأنّ القوات المسلحة السودانية حققت انتصاراتٍ ميدانيةٍ مهمة في ولاية الخرطوم، باعتبار أنّها العاصمة وكل المحاور.
ويرى الفاتح بأنّ رحلة مدير المخابرات للعاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، هي امتدادٌ للزيارات السابقة، لما يمثله السودان من عمقٍ استراتيجيٍ وأمنيٍ لمصر، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ القاهرة لما تمتلكه من ثقلٍ إقليميٍ ودولي، تستطيع مساعدة السودان في المحافل الدولية، ويمكن أن تسهم بشكلٍ كبيرٍ في إعادة الإعمار والتنسيق المشترك في قضايا المحيط الإقليمي.
الاستقرار الإقليمي
واستعرض لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي برئيس المخابرات العامة المصرية العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها، وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.
بدوره، يقول الخبير الاستراتيجي والأمني د. عمار العركي إنّ زيارة مدير المخابرات المصرية لا تنفصل عن نتائج اللقاء (المصري – الفرنسي)، وتُقرأُ في سياق تقاربٍ استراتيجيٍ متجدد بين الخرطوم والقاهرة، قوامه: دعم شرعية القيادة العسكرية للجيش، والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية القائمة ودعمها في مواجهة تحديات الحرب، والتنسيق حول أمن البحر الأحمر، وملف النزوح، والاستقرار الإقليمي. وهي حسب العركي، الركائز الأساسية والمحورية التي أعلنتها مصر صراحةً منذ اليوم الأول للحرب، ولا زالت متمسكةً بها وتعمل لأجلها.
ووفق ما أكد العركي، فإنّ الحضور الأمني الرفيع في اللقاء الذي ضم مدير جهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، يعزز فرضية أن القاهرة تنظر إلى السودان كعمقٍ استراتيجيٍ لا بد من تحصينه، ويُشيرُ إلى إعادة تنشيط قنوات الاتصال بين الأجهزة السيادية في البلدين.
محدّثي قال كذلك، إنّ الرسالة المصرية عبر هذه الزيارة واضحة، وهي أنّ القاهرة لن تسمح بانهيار الدولة السودانية، وهي تتحرك إقليميًا وبغطاءٍ أوروبي لتثبيت ذلك. أمّا بورتسودان، فهي باتت مركز القرار الرسمي الذي تتقاطع عنده اليوم رسائل العواصم الكبرى.