هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟.. سبب واحد لا تعرفيه
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
لاشك أن السؤال عن هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟، يعد أحد الأمور التي يترتب عليها الكثير من المشاكل الزوجية ، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى هدم البيوت وخرابها، لما يدور في نطاق سؤال : هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟ اعتقادات خاطئة وعدم معرفة بالحقوق والواجبات، لذا فإنه ينبغي معرفة حقيقة هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟ منعًا للغط والمشاكل.
قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك بعض المشاكل الأسرية التي تنشأ بسبب تدخل أهل الزوج أو الزوجة، خاصة في الريف، حيث يُطلب من الزوجة أن تهتم بأهل زوجها، وهذا يعتبر خطأ.
وأوضح " ربيع " في إجابته عن سؤال : هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ، فأنا زوجة أعيش مع حمايا وحماتي وأواجه بعض المشاكل منها أن الحما أحيانًا يكون تعامله معي سيئًا، فهل أُحاسب على معاملته؟، أنه ليس من الشرع أن تكون الزوجة ملزمة بخدمة ورعاية أهل زوجها.
وأضافت: ولكن من العرف الاجتماعي أن يُعتبر الحما كوالديها ، منوهًا بأنه لا يجب أن تشعر بأي إثم في معاملتها له، بل على العكس، يظهر ذلك طيب معدنها وحسن أخلاقها، إذ أنها تقوم بعمل ليس مفروضًا عليها.
وأشار إلى أننا هنا نتحدث عن العدل والإنصاف، لا يمكن لأحد أن يُلزمها بخدمة حماتها أو حماها، ولكن، يجب أن تحترم الأعراف الاجتماعية ولطف الأصل، وعليها أن تأخذ في اعتبارها أن زوجها يحتاج إلى دعمها ورعايتها.
حكم خدمة الزوجة لأهل زوجهاقالت الدكتورة نادية عمارة ، الداعية الإسلامية، إن خدمة المرأة لأهل زوجها أمر مستحب ومشروع وليس واجبًا عليها، لكنه يعد من باب البر بالزوج وحسن العشرة معه، وجرت العادة بذلك، إلا إذا شق عليها، وترتب عليه ضرر بنفسها أو بيتها وزوجها وأولادها.
واستشهدت «عمارة» في حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها ، بما ورد في الصحيحين عن جابرٍ رضي الله عنهما أنَّه تزوَّج ثيِّبًا، فقال لهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: «أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ!»، فقال: يا رسولَ الله، قُتِلَ أبي يومَ أُحُدٍ وتَرَكَ تِسْعَ بناتٍ فَكَرِهْتُ أن أجْمَع إليهنَّ خرقاءَ مِثْلهُنَّ، ولكن امرأة تُمشطهنَّ وتقوم عليهنَّ، قال: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْ قَالَ خَيْرًا» وفي رواية قال: «أحسنت».
وأوضحت في ردها على سؤال حول حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها وعلى وجه الخصوص أمه.. وهل هو أمر واجب شرعا؟، أن العلماء استدلوا بهذا الحديث على جواز خدمة المرأة أهل زوجها وأولاده وأخواته، وأنَّه لا حرج على الرَّجُل إذا قصد ذلك من امرأته، ما دامت العادة جارية بذلك؛ لذا لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذه الخدمة غير واجبة عليها، وإنَّما تفعلها برضاها.
و بين الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، متحدثا عن حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها، أن هذه الأسئلة تعبر عن رغبة في إيصال رسالة للغير، وخاصة من الزوجة إلى الزوج.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء في حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها ، قائلاً: دعونا نخرج من حكم الوجوب لخدمة الزوجة أم زوجها، إلى مرحلة الاستحباب لخدمة أم الزوجة، فللمرأة أن تتذكر أنها ستكون يوما من الأيام كبيرة في السن وتحتاج من يخدمها، منوها بأن "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".
و أكد أن خدمة أم الزوج ليست واجبة على الزوجة، ولكن هناك رفعة قد تحصل للمسلم بطاعة قد لا تحصل له بصلاة أو صيام، فعلى المرأة أن تغتنم هذه المنحة الربانية التي اختصها الله بها بخدمة أم الزوجة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
موجات التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار.. هل يمكن التعويل عليها؟!
منذ أيام، تتصاعد موجات "التفاؤل" بإمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، ما يضع حدًا للحرب الإسرائيلية الهمجية المتواصلة منذ أكثر من شهر، وقد بلغت أوجها مع استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبعوثين الأميركيين بريت ماكغورك وآموس هوكستين، وسط مساعٍ نشطة تقودها إدارة الرئيس جو بايدن التي يقال إنّها تطمح لإنجاز الاتفاق قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. المقرّرة الثلاثاء المقبل.
ولعلّ ما عزّز التفاؤل تمثّل في التسريبات التي تولاها الإعلام الإسرائيلي نفسه، والتي عكست مناخًا غير مسبوق من "الإيجابية"، وصل لحدّ الكشف عن فحوى ما قيل إنّها "مسودّة الاتفاق" التي عرضها الأميركيون على الجانبين، وسط معلومات أوحت بأنّ الجانب السياسي الإسرائيلي أعطى "الضوء الأخضر" للمضيّ بالاتفاق، بعد "إجماع" سُجّل في الاجتماع الوزاري الأخير على أنّ العملية البرية في لبنان حقّقت أهدافها، وبات بالإمكان البحث في التسوية.
وجاء كلام الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ليكرّس أجواء التفاؤل، ولو أكّد استعداد الحزب لحرب طويلة الأمد إن تطلّب الأمر، إذ حرص في الوقت نفسه على القول إنّه منفتح على اتفاق لوقف إطلاق النار، إذا كانت شروطه مناسبة للمقاومة، لكن من دون أن يظهر كمن "يستجديه"، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة من علامات استفهام، فهل يمكن القول إنّ موجة التفاؤل "جدّية" ويمكن التعويل عليها، وما حقيقة تراجعها في الساعات الأخيرة؟
مؤشرات "إيجابية"
يتحدّث العارفون عن سلسلة من المؤشرات التي يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، والتي ربما تنطلق منها موجة التفاؤل المستجدّة، ومنها مجرّد استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي للمبعوثين الأميركيين بريت كاكغورك وآموس هوكستين، ما يعني أنّ ثمّة أرضيّة مشتركة قد تمّ الوصول إليها، علمًا أنّ الزيارة كانت مجدوَلة يوم الأحد الماضي، لكنها لم تحصل، ما يعني أن تقدّمًا سُجّل في الأيام الماضية، سمح بحصولها أخيرًا، بصورة أو بأخرى.
في السياق نفسه، يقول العارفون إنّ ما يُسرَّب إسرائيليًا وأميركيًا، ويُنسَب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلعب دورًا في ضخّ الأجواء الإيجابية أيضًا، إذ إنّ نتنياهو يتحدّث صراحةً عن شروط تل أبيب لإبرام الاتفاق، ومنها أن يكون "ضامنًا" لأمن إسرائيل، وأن يمنع أن تهديد مصدره لبنان، وهو ما يعني أنّ الرجل منخرط فعليًا في المفاوضات، ويضع شروطه على الطاولة، ولو أنّها لا تزال "متعثّرة" بصورة أو بأخرى.
بالحديث عن المؤشرات أيضًا، يتحدث العارفون عن سياق عام يوحي بأنّ إسرائيل لا تريد إطالة أمد الحرب على لبنان، كما حصل في غزة، علمًا أنّ أهدافها المُعلَنة لم تصل إلى حدّ "القضاء على حزب الله"، بل "منع إعادة تسليحه"، وهو سياق تجلّى في الردّ "المحدود" على إيران أولاً، ومن ثمّ القول إنّ العملية البرية توشك على نهايتها، وكلّها أمور يمكن أن تكون ممهّدة وفق العارفين لاتفاق دبلوماسي، يكرّس القرار الدولي 1701.
.. ومؤشرات "مقلقة"!
لكن، في مقابل المؤشرات التي قد يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، ثمّة مؤشرات أخرى تبدو "مقلقة"، أو بالحدّ الأدنى "غير مطمئنة"، ويُخشى معها أن تكون موجة التفاؤل الحالية شبيهة بموجات التفاؤل التي تكرّرت لأكثر من مرّة في قطاع غزة، أو ربما بموجة التفاؤل التي أحاطت بالحرب على لبنان في أيامها الأولى، وتبيّن لاحقًا أنّها كانت بمثابة "خديعة"، خصوصًا أنّها ترجمة بجريمة اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
من هذه المؤشرات ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه الموفدين الأميركيين، خصوصًا حين أطلق معادلة جديدة قوامها أنّ "منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه أهم بالنسبة لإسرائيل من تطبيق القرار 1701"، ما يعني أنّ القرار الدولي المذكور الذي يفترض أن يكون عامود أيّ اتفاق يمكن التوصل إليه، لا يبدو كافيًا بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، الذي بات يشترط ما هو أكثر منه، في محاولة لفرض شروطه، إن صحّ التعبير.
ومن هذه الشروط أيضًا، الأداء العسكري في اليومين الأخيرين، والذي لا يعكس عمليًا "رغبة" بالاتفاق، سواء لجهة تكثيف القصف الجوي في العديد من المناطق، وصولاً لحدّ نسف قرى بأكملها، كما حصل مع قرية الضهيرة مثلاً، فضلاً عن الضربات الممنهجة لبعض المدن والمناطق، كما حصل في صور وبعلبك، وهو ما يوحي بأنّ "بنك الأهداف" لم يستنفد بعد، علمًا أنّ "حزب الله" كان واضحًا منذ فترة طويلة بقوله إنّ "لا مفاوضات تحت النار".
هو "سباق" إذاً بين العمليات العسكرية المستمرّة بوتيرة عالية، والحلّ السياسي الذي ينشط خلف الكواليس، من دون أن تكون له ترجمة ملموسة بعد، وقد أضيف إليه "عنصر ثالث" إن صحّ القول، يتمثّل في الانتخابات الأميركية التي بدأ عدّها العكسي، والتي يرى كثيرون أنّها قد تخلط الأوراق. وسط هذا السباق، يبدو أنّ كل الاحتمالات مفتوحة، ولو أنّ الانطباع بأنّ أيّ حلّ يبقى مؤجّلاً لما بعد الثلاثاء، حتى لو لم يكن التفاؤل "وهميًا"!
المصدر: خاص "لبنان 24"