صندوق النقد الدولي يحذر: أزمة ديون عالمية تهدد الاستقرار المالي
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
صدر تقرير مهم لصندوق النقد الدولي بعنوان “وضع حد للدين العام” في 11 أكتوبر 2024، تزامنًا مع انعقاد قمة البريكس السادسة عشر في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان يومي 22 و23 أكتوبر. التقرير سلط الضوء على أزمة الديون المتفاقمة عالميًا بعد وصولها إلى مستويات تهدد الاستقرار المالي العالمي، ما يستدعي من الحكومات اتخاذ إجراءات فورية لتعديل أوضاعهم المالية.
يرى الصندوق في تقريره أنه في ظل ما اعتبره انخفاضاً لأسعار الفائدة وتوجه السياسة النقدية نحو الحياد، فإن هناك فرصة لتعزيز الاستدامة المالية على المدى المتوسط إلى الطويل، إلا أن بسبب ما خلّفته آثار جائحة “كوفيد-19” من تراكمات ضخمة للديون، تحتاج هذه الفرصة لاستجابة حاسمة لضبط الأوضاع المالية ومنع تصاعد الأزمات الاقتصادية، لا سيما في الاقتصادات الناشئة.
بحسب توقعات الصندوق، من المحتمل أن يتجاوز الدين العام العالمي 100 تريليون دولار هذا العام 2024، ومع ذلك تظل الصورة غير موحًدة بين الاقتصادات بسبب اختلاف استراتيجيات استدامة الدين من دولة لأخرى، ومن المتوقع أيضا – وفقًا للتقرير- أن تواجه ثلث الدول التي تمثل 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي تسارعًا في تراكم الديون. أما عند استثناء الصين والولايات المتحدة، فإن نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي ستنخفض بمقدار 20%.
أشار التقرير إلى أن الحلول تقتضي خفض الإنفاق الحكومي وتقليص دور الدولة في الاقتصاد مع تعزيز النمو العضوي المدفوع بالسوق، ويرى الصندوق أن زيادة التوسع المالي ورفع الضرائب قد تعقد الوضع بدلاً من تحسينه، مشددًا على ضرورة تبني سياسات تدعم نمو القطاع الخاص لتحقيق توازن مالي مستدام.
كما طرح الصندوق وجهة نظره في التقرير إلى استعداد الأسواق المالية لمزيد من التضخم، حيث تواصل الديون الحكومية المتزايدة الضغط على أسواق الدخل الثابت، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، ارتفعت عائدات السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 60 نقطة أساس منذ منتصف سبتمبر، ما أثر سلبًا على قطاع العقارات، وقد انخفضت طلبات الرهن العقاري بنسبة 6.7% في الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، مع بقاء معدلات الفائدة على القروض لأجل 30 عامًا عند 6.52%، وهي مستويات أعلى من تلك التي كانت سائدة قبل تخفيض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
لذلك، يعتقد الصندوق أن الأسواق تترقب دورة تيسير أبطأ للسياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وقد قدّر بنك “أسكوتلندا” أن التخفيضات المتوقعة للفائدة لن تتجاوز 22 نقطة أساس في الاجتماع القادم للجنة السوق المفتوحة، مع إمكانية الوصول إلى 38 نقطة أساس فقط بنهاية العام.
يَبرُز هذا التقرير الهام كوثيقة استراتيجية في ظل تعقيدات المشهد المالي العالمي، لا تُظهر فقط ضرورة التعاون الدولي، بل تضع المسؤولية على عاتق الدول لتبني سياسات حاسمة ومستدامة للتصدي لأزمة الديون المتصاعدة، فالتحديات القادمة لا تسمح بالتسويف أو التأجيل، وعلى الهامش ربما للتقرير مساهمة – بشكل ما – في تفسير ظاهرة ازدياد عدد الدول المتقدمة بطلبات للانضمام إلى مجموعة البريكس (فاقت 30 دولة وفقًا للرئيس الروسي)، فغالب هذه الدول ترى فيها منصة لمواجهة أزماتها المالية وضمان استقرار اقتصادي أكبر في المستقبل من خلال الشراكات الاستراتيجية فيما بين الأعضاء، وبعيدا عن التأثير العميق عليهم من قِبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والعريض من قِبل الدولار الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
إنجاز جديد.. الأمم المتحدة تختار مصر لتنفيذ مبادرة وقائية عالمية للأطفال |فيديو
أصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، برئاسة الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق، تقريرًا بالفيديو جراف عن أنشطة الصندوق خلال الفترة من 7 وحتى 13 مارس 2025.
وتضمن التقرير مشاركة وفد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في اجتماعات الدورة 68 (الشِقّ رفيع المستوى) للجنة الدولية للرقابة على المخدرات، بمقر مكتب الأمم المتحدة في فيينا، حيث ترأس الوفد الدكتور عمرو عثمان، مدير الصندوق. وافتتحت فعاليات الاجتماعات الدكتورة غادة والي، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بفيينا، بحضور السفير محمد نصر، سفير جمهورية مصر العربية في النمسا والمندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في فيينا، واللواء محمد زهير، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ومدحت وهبة، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للصندوق، إلى جانب 2000 مشارك، وعدد من وزراء الخارجية والداخلية والعدل وسفراء من دول مختلفة.
وحرصت الدكتورة مايا مرسي على إلقاء كلمة مسجلة من مصر خلال الاجتماعات، استعرضت فيها جهود الدولة المصرية في هذا الملف، وسط إشادة ممثلي الدول المشاركة بتجربة مصر في مكافحة تعاطي وإدمان المخدرات.
كما اختارت منظمة الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، مصر كأول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة "CHAMPS" لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال حتى 18 عامًا، مما يعكس الدور المحوري لمصر في هذا المجال، ويؤكد التزامها بتعهداتها الدولية ومسؤولياتها الوطنية في مكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها.
وفي سياق متصل، تفقدت الدكتورة غادة والي معرض صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، الذي أُقيم داخل مقر الأمم المتحدة في فيينا، حيث كان في استقبالها الدكتور عمرو عثمان، بحضور السفير محمد نصر واللواء محمد زهير. وتضمن المعرض منتجات المتعافيات من الإدمان، مثل الإكسسوارات والمشغولات اليدوية والشيلان الحريمي، والتي يتم إنتاجها ضمن برنامج "سر الصنعة" بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة"، حيث يتلقى المتعافون تدريبات على حرف مهنية مختلفة. وأشادت الدكتورة غادة والي بتجربة الصندوق في إعادة الدمج المجتمعي والتمكين الاقتصادي للمتعافين، بعد توفير العلاج المجاني لهم وفقًا للمعايير الدولية. كما شمل المعرض 7 أبحاث وتقارير علمية صادرة عن الصندوق خلال عام 2024، تعزز استناد تجربته إلى التقييم المبني على الأدلة العلمية.
وخلال جلسة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة تعاطي المخدرات، استعرض الدكتور عمرو عثمان تجربة الصندوق في الحد من الطلب على المخدرات من منظور حقوق الإنسان، حيث تم اختيار مصر، إلى جانب خمس دول أخرى (الولايات المتحدة الأمريكية، السويد، تركيا، الأردن، وسلوفينيا)، لعرض تجاربها في مجال الوقاية من التعاطي، وسط إشادة ممثلي الدول والمنظمات الدولية بالتجربة المصرية.
وشهدت الفعاليات مشاركة كريمة هاني (17 عامًا)، متطوعة بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، في احتفالية "قرع الأجراس من أجل السلام" بمقر الأمم المتحدة في فيينا، وذلك بمناسبة مرور 30 عامًا من التعاون بين الأمم المتحدة واليابان، من أجل عالم خالٍ من الصراعات وتعاطي المخدرات. وتم اختيارها لتمثل مصر في هذا الحدث العالمي، إلى جانب ممثلين من تايلاند وجنوب إفريقيا، بعد تميزها في منتدى الشباب الدولي لمكافحة المخدرات. وشهدت الاحتفالية الدكتورة غادة والي، إلى جانب ممثلي العديد من الدول وسفير اليابان.
على صعيد آخر، نفّذ الصندوق 973 نشاطًا توعويًا متنوعًا في مختلف المحافظات، منها:
مبادرة "خدعوك فقالوا" في الميادين العامة.47 نشاطًا لرفع الوعي بأضرار التعاطي في قرى "حياة كريمة".أنشطة توعوية داخل الجامعات لتثقيف الطلاب بمخاطر تعاطي المخدرات.قوافل السعادة في مختلف المحافظات ضمن أنشطة التوعية.61 نشاطًا داخل "بيوت التطوع" بالجامعات المصرية، لرفع الوعي بين الطلاب.كما واصل الصندوق تقديم خدمات العلاج المجاني للمرضى بسرية تامة، عبر الخط الساخن 16023، حيث تلقى 2390 مريضًا العلاج من خلال 34 مركزًا علاجيًا. وتم أيضًا الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات لـ2387 موظفًا في الجهاز الإداري للدولة، مع توفير العلاج المجاني للمرضى منهم، بشرط تقدمهم طواعية قبل خضوعهم للفحص، دون تعرّضهم للمساءلة القانونية.
كما استمرت حملات الكشف عن المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية، بالتعاون مع الجهات المعنية، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة توعوية موسّعة في المناطق المطورة (بديلة العشوائيات)، لرفع وعي الفئات المختلفة بمخاطر التعاطي والإدمان.
لمشاهدة التقرير بالفيديو:
رابط الفيديو