آن لإيران أن تريح وتستريح
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
آخر تحديث: 2 نونبر 2024 - 9:25 صبقلم:فاروق يوسف لم ترحّب إسرائيل بقرار تنصيب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله. كان عليها أن تفعل ذلك. ولكنها في حالة حرب مع الحزب الذي لا يمكن أن ترحب بقيادته الجديدة.طبعا لا يمكن إنكار أن ذلك كان قرارا اضطرت إيران إلى اتخاذه بعد أن تأكد لها أن إسرائيل ماضية في تصفية أيّ قيادة جديدة تنتمي إلى الجناح المتشدد.
نعيم قاسم الذي كان نائبا دائما للأمين العام منذ تأسيس الحزب لم يكن بالنسبة إلى إيران رجل الظل. غير أن ارتباطه بتاريخ الحزب جعل منه رجل مرحلة قد لا يحين زمنها في ظل تمكن العسكر من إدارة شؤون الحزب.ما لم تفكر فيه إيران أنه سيأتي يوم لا يملك حزبها في لبنان سوى أن يتحول إلى العمل السياسي متخليا عن سلاحه. ذلك يعني نهاية هيمنتها على لبنان.ولكن ذلك اليوم أتى فصارت الحاجة إلى الشيخ نعيم قاسم ضرورة ملحة وإلا ستستمر إسرائيل في تصفية قواعد الحزب وضرب مخازن أسلحته المنتشرة بين أحياء المدن ذات الأغلبية الشيعية وهو ما لا ينسجم مع رؤية إيران الجديدة لعلاقتها بالغرب ومن خلاله علاقتها بإسرائيل. نعيم قاسم هو رجل المرحلة القادمة التي لن تكون إيرانية خالصة مثلما كانت في عهد حسن نصرالله. فالرجل وإن لم يعلن اختلافه مع إيران في مشروعها التوسعي فإنه في المقابل لم يكن من رافعي شعاراته أو المتحمسين له.قاسم هو رجل مرحلة لن تكون إيران سيدتها. بل صار عليها أن تقدم تنازلات كثيرة بدلا من محاولتها سرقة الوقت. ما كانت تفعله بالأمس لن ينفع اليوم.صار الأهم بالنسبة إلى إيران ألاّ يُمحى حزب الله من الخارطة السياسية اللبنانية ويظل موجودا لتظل من خلاله موجودة ولو بطريقة رمزية. وهي الطريقة التي تُشعرها بأنها لم تخسر كل شيء. وإن كان ذلك مجرد وهم. غير أن ذلك كله لا يعني أنها انسحبت عسكريا من لبنان. ستظل هناك إلى أن تتأكد من أولا ألاّ تخرج من الحرب بسلة فارغة وثانيا أن تحصل على ضمانات من أن إسرائيل لن تهاجمها في المستقبل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كما حدث مرات ومرات.بغض النظر عن اضطرارها إلى تعيين الشيخ قاسم أمينا عاما جديدا للحزب فإنها اضطرت أيضا إلى إدارة الحرب على الأرض من خلال عسكرييها بعد أن فقد الحزب معظم قياداته العسكرية. ولأنها تدرك جيدا أن كل التسويات المعروضة من غير استثناء تهدف إلى استبعادها فإنها تصر على دعم الحزب في حربه لئلا ينهار كل شيء. تأمل إيران من خلال تعيين الشيخ نعيم قاسم إلى أن تظهر نوعا من المرونة لتبدو كما لو أنها مستعدة لفتح صفحة جديدة في ما إذا تم النظر إلى ما تفكر فيه بعين الاعتبار. في الوقت نفسه فإنها في ظل تلك المزايدة تسعى إلى تأكيد أنها لا تزال قادرة على لعب دور قوي في الأحداث التي تعصف بالمنطقة.تعرف إيران أن سلاما حقيقيا لن يشهده لبنان وقد باتت حربه منفصلة من وجهة النظر الأميركية عن الحرب في غزة إلا بعد دخول رئيس جديد إلى البيت الأبيض. صورة ذلك السلام ستكون مختلفة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب. وفي الوقت نفسه فإن إيران تدرك أن ذلك الاختلاف قد يضيق أو يتلاشى إذا ما قررت إسرائيل أن تفرض حلها القائم على نزع سلاح حزب الله. ذلك ما لا تستطيع الإدارة الأميركية، ديمقراطية كانت أم جمهورية، معارضته. وقد تبدو إيران غير معنية بالأمر إذا ما كان أحد البنود السرية في التسوية يأخذ بنظر الاعتبار مصالحها في المنطقة. ليس من المستبعد أن تدفع إيران إلى التصعيد بعد أن صار جليا أن حرب لبنان هي حربها. ولكن ما تبقى من قدرات حزب الله وهو ليس بالقليل لن يغير شيئا في المعادلة. غير أن ما يجعلها مستميتة في محاولتها الدفع بحزب الله إلى المزيد من الانتحار إنما يكمن في إدراكها أن الجيش اللبناني لن يتمكن من ضبط حركة مقاتلي ذلك الحزب مثلما تأمل الولايات المتحدة وهي الراعية لمفاوضات وقف إطلاق النار ومن ثم إنهاء الحرب.سيكون الشيخ نعيم قاسم نافعا لإيران لكي تغادر بشرف. لم تكن المقاومة فرضا وطنيا. دفع لبنان بقسوة ثمنا باهظا لما ليس له فيه ذنب ولا مصلحة. ما فرضته إيران على لبنان كان أكبر من طاقته لذلك آن لها أن تريح وتستريح.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الشیخ نعیم قاسم بعد أن
إقرأ أيضاً:
البورصة تريح 13.8 مليار جنيه خلال الأسبوع الماضي
خسر رأس المال السوقي للبورصة المصرية نحو 13.8 مليار جنيه خلال جلسات الأسبوع الماضي، ليغلق عند مستوى 2.229 تريليون جنيه، بنسبة انخفاض 0.6%.
ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي إكس 30" المحدد النسبي لأكبر 30 سهما مقيدة بالبورصة بنسبة 0.04% ليغلق عند مستوى 30010.62 نقطة، خلال الأسبوع الماضي، وصعد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجى إكس 70 متساوي الأوزان"، بنسبة 0.42% ليغلق عند مستوى 8551.90 نقطة.
وسجل مؤشر "إيجى إكس 100 متساوي الأوزان" نموًا بنسبة 0.27% ليغلق عند مستوى 11698.14 نقطة، وسجل مؤشر "إيجى إكس 30 محدد الأوزان" نموًا بنسبة 0.1% ليغلق عند مستوى 37365.35 نقطة، فيما تراجع مؤشر تميز بنسبة 4.67% ليغلق عند مستوى 10102.36نقطة.
ارتفع إجمالي قيمة التداول بالبورصة المصرية إلى 360.3 مليار جنيه خلال جلسات الأسبوع المنتهي، في حين بلغت كمية التداول نحو 8.446 مليار ورقة منفذة على 554 ألف عملية وذلك مقارنة بإجمالي قيمة تداول قدرها 448.8 مليار جنيه، وكمية التداول بلغت 11 مليار ورقة منفذة على 592 ألف عملية خلال الشهر الماضي.
واستحوذت الأسهم على 7.34% من إجمالي قيمة التداول داخل المقصورة، في حين مثلت قيمة التداول للسندات وأذون الخزانة نحو 92.66%، وفقًا للتقرير الأسبوعي للبورصة المصرية.