صدى البلد:
2025-03-04@01:41:16 GMT

د. عصام محمد عبد القادريكتب: تعزيز الهوية السياسية

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

 الانتماء لتراب هذا الوطن والولاء لرموزه يلزمنا أن نحافظ على مقدرات الدولة ومواردها لجيل تلو الأخر، وهذا يؤكد ضرورة الحفاظ على المال العام، ومحاربة كل صور الفساد والإفساد، وزجر كل من تسول له نفسه للنيل من وطننا الغالي بأي طريقة كانت، وألا نقف مكتوف الأيدي حيال من يهدر أو يضير بالممتلكات العامة أو حتى يسيء استخدامها بأي صورة كانت.


والتساؤل المشروع الذي يدور في أذهاننا جميعاً فحواه:  حول ما دور الهوية السياسية تجاه الوطن ومقدراته؟ وهنا أجد أن صيانة وحماية المقدرات فرض عين على من تربى في خضم الثوابت والقيم الوطنية والتي في مقدمتها الأمانة والنزاهة والشرف والاستقامة والاحترام والتسامح والعدل والمساواة والأخوة التي تنبع من محبة غير مشروطة وإيجابية غير متناهية وتفاؤل وأمل لا ينقطع.


وأثق في أن الهوية السياسية تؤدي دورًا لا يستهان به في تعضيد مقومات الاستقرار المستدام، والذي يقوم على لغة التفاهم والحوار والنقاش الهادف والبناء في الوقت ذاته؛ فإذا ما تعرض الوطن الغالي لتحدي أو أزمة أو مشكلة أي كان نوعها، نجد حواراً وطنياً جامعا على مائدة مستديرة تتناقل بين أطرافها الرؤى وتتناغم الأطروحات وتتلاقى الفكرة مع الأخرى لتخرج مقترحات مصبوغة بخبرة لها جذور عميقة تسهم قطعًا في الخروج من المأزق، بل وتمنحنا فرص لجني ثمار لم تكن في الحسبان.


وهنا أود الحديث عن أهمية العدل والمساواة في تطبيق ما تم إقراره من قوانين ولوائح منظمة لكافة العمل العام والخاص، بل وللحياة بمفرداتها المختلفة؛ حيث إن ثقافة احترام القوانين ينتج عنها شعور عظيم في وجدان الفرد الذي يعي ماهية وطن يستظل بسمائه ويستمتع بأمنه وأمانه ويرى من خلال بوابته مستقبله المشرق له ولأجياله، ولا نغالي إذا ما قلنا إنه يعزز بداخله معني الأخوة الصادقة التي لا تتوقف عند حد صلة الدم؛ فقد باتت أخوة الوطن تفوق في قوتها الأخوة في معناها الدارج.


وقد أضحت الإشادة بكل من يتقدم بعطاء لهذا الوطن في أي مجال من المجالات أمرًا مهمًا؛ حيث إنه باعث من بواعث حفز الهمم ويعبر عن تقدير صادق يؤدي بالضرورة إلى رفع الروح المعنوية لديه، ويحثه إلى مزيد من استدامة العطاء، ويجعله يبذل قصار جهده في إتقان ما يؤديه من مهام، ولا يبالي بمشاق أو صعاب قد تواجهه في مسيرته المضيئة، كونه استشعر أهمية ما يقوم به وأثره الطيب في نفوس الآخرين.


وأود التأكيد على أن التعزيز المعنوي يشكل أهمية كبيرة في تحسين خصال الطبيعة البشرية وتجويد ممارساتها، ويؤدي إلى إحداث إيجابية تسهم في الدفع لمزيد من تكرار السلوك المحمود الذي يحقق التنمية في المجالات المختلفة، وهو ما يؤدي إلى خلق مناخ داعم ومواتي لبيئة العمل وللحياة العامة والخاصة، ويعضد من العزيمة تجاه نهضة الدولة ومؤسساتها، وبصورة مباشرة يعزز من الهوية السياسية ويرسخها في الأذهان والوجدان.
وأعتقد أن تعزيز الهوية السياسية في النفوس يحتم علينا أن نبدي تقديرًا واحترامًا لرموزنا الوطنية، ولا يخفى علينا أن هذا الأمر يتباين من قطر لقطر في خضم القناعة بهذا المفهوم الذي يعكس القيم النبيلة التي أشرنا إليها في مستهل حديثنا، وهو ما يؤكد على أن الرقي الثقافي والحضاري يشكلان مسارات التفكير ويجعلان المواطن يستشعر المسئولية.


واتعجب ممن يعبرون عما يجول بخواطرهم السلبية تجاه رموز الدولة ومسئوليها عبر منابر الفضاء المفتوح؛ فتبدو ملامح السخرية والتقليل من الشأن، بل والتطاول بألفاظ ومعان غير مقبولة تنال من الشخص أو مما يؤديه من عمل، وهذا للأسف يفتح بابًا لقلة التقدير والاستهانة بكيان الدولة وقوانينها المنظمة للحياة العامة والخاصة، بل ويجعل شعوب أخرى قد تتجرأ على الدولة ورموزها من قبيل المؤازرة أو تنازل بني الوطن عن ماهيتهم السياسية.


والأمل معقود على فقه المواطن المصري الأصيل لماهية الهوية السياسية التي تؤكد على ضرورة احترام وتقدير الرموز الوطنية مما يقوي الإحساس بالانتماء ويفضي إلى الاستقرار السياسي.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إعلام السويس ينظم ورشة عمل حول الدولة المصرية وتنشئة جيل واعى ومثقف ومحب لوطنه

نظم مركز النيل للإعلام بالسويس ورشة عمل حول الدولة المصرية وتنشئة جيل واعى ومثقف ومحب لوطنه بالتعاون والتنسيق مع مكتب الخدمه الاجتماعيه إدارة شمال التعليميه وحاضر فيها الدكتور وليد رشاد استاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعيه والجنائية، فى إطار الحملة الإعلامية التى أطلقتها الهيئه العامة للاستعلامات لتعزيز القيم الوطنية وروح الانتماء بتوجيهات الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع وإشراف الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.

وعرضت ماجدة عشماوى الهدف من الحملة تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن لدى الشباب وغرس حب الوطن فى نفوس الشباب وتوعيتهم بأهمية المشاركة فى بناء الوطن وتعريفهم بدورهم فى تحقيق التنمية الشاملة.

وأشار الدكتور وليد رشاد إلى أن الشباب هم ثروة الوطن ومستقبله واهتمام الدولة المصرية بتنشئت جيل واعى ومثقف ومحب لوطنه قادر على المشاركة الإيجابية.

وتابع أن الدولة تقدم ندوات تفاعلية تمنح الفرصة للشباب على التعبير عن آرائهم والاستماع إلى أفكارهم وطرح تساؤلاتهم والرد عليها من خلال نخبة ممتازة من المثقفين وأصحاب الرأى.

وأكد رشاد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أدرك منذ توليه الحكم أن الشباب هم عماد الدولة المصرية وأساس قوتها وطريقها نحو النهوض والتقدم لذلك وحرص على دعمهم بكل السبل والأشكال الممكنة.

كما قام رشاد بعمل ورشة عمل حول أهم القضايا الوطنية التى من خلالها تعمل على تعزيز الولاء والانتماء لدى الشباب، وأهمها المواطنة والمسئولية الاجتماعية وأنها مجموعة الموجهات السلوكية للفرد والتى تجعله يسلك بشكل إيجابي وتنحصر هذه الموجهات السلوكية فى إطار علاقة الفرد بوطنه خاصة انتماءه مسئوليته الاجتماعية نحو الوطن وعرض المبادرات القومية لتمكين الشباب مبادرة حياة كريمة والمشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية ودعم رياده الأعمال من خلال مبادرة مشروعك.

مقالات مشابهة

  • إعلام السويس ينظم ورشة عمل حول الدولة المصرية وتنشئة جيل واعى ومثقف ومحب لوطنه
  • ندوة تثقيفية بجامعة طنطا لتعزيز القيم الوطنية والانتماء لدى الشباب
  • بمشاركة طلابية واسعة.. جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية
  • جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية والأنشطة الطلابية
  • السلمي يحتفل بيوم التأسيس مع “التوفيق” لرعاية الأيتام
  • الإستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية.. خطوة نحو تعزيز الاقتصاد المصري
  • الوطنية للانتخابات تستعرض اختصاصاتها في ندوة الأحزاب السياسية
  • السلطة المحلية بمحافظة البيضاء تلتقي عددا من المسؤولين وقيادات الدولة
  • أنور قرقاش يلتقي نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية
  • مسلسلات رمضان 2025.. موعد وقناة عرض مسلسل «نص الشعب اسمه محمد»