"لمَّا كُنَّا صغيرين".. معلومات قد تعرفها لأول مرة حول "ترامب" و"هاريس": ملا مح طفولة ومراحل حياة نحو البيت الأبيض
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية لعام 2024، يعود النقاش حول المرشحين كمالا هاريس ودونالد ترامب، ليس فقط كسياسيين، بل كشخصيات تركت بصماتها منذ الطفولة. حياة كل منهما تروي قصة فريدة، حيث يندمج الماضي مع الحاضر ليعكس رؤى مختلفة وأهدافًا متناقضة. من بداياتهما المتواضعة، إلى وصولهما إلى أعلى المستويات السياسية، تكشف هذه الرحلة تفاصيل نادرة عن تطورات شخصية وسياسية تلقي ضوءًا جديدًا على مرشحي الرئاسة.
وُلدت كمالا هاريس في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، في بيئة عائلية متعددة الثقافات. والدتها شيامالا غوبالان، مهاجرة هندية، كانت أستاذة وباحثة في علم السرطان وناشطة في حركة الحقوق المدنية. هذا الارتباط العميق بالقضايا الحقوقية أثر بشكل كبير على حياة هاريس، التي حضرت منذ طفولتها مسيرات الحقوق المدنية مثل مسيرة "مارتن لوثر كينغ جونيور". نشأت وسط رسائل عائلية تُعزز الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية، مما جعلها تحلم بدور قيادي يخدم المجتمع.
عاشت هاريس أيضًا سنوات في مونتريالعاشت هاريس أيضًا سنوات في مونتريال، كندا، حيث عملت والدتها كأستاذة في جامعة ماكغيل، وهي التجربة التي أثرت في شخصيتها ونضجت بها قبل عودتها إلى الولايات المتحدة. لاحقًا، التحقت بكلية هوارد في واشنطن العاصمة، إحدى الكليات التاريخية للأمريكيين ذوي البشرة السوداء، حيث عززت ثقافتها السياسية وارتباطها بالعدالة الاجتماعية، وهو ما ظهر جليًا في مسيرتها القانونية كمدعية عامة، ثم كسيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي.
ترامب: رجل الأعمال الطموح ونشأة في بيئة تنافسيةأرسل ترامب إلى أكاديمية نيويورك العسكريةفي الطرف الآخر، نشأ دونالد ترامب في حي كوينز بمدينة نيويورك، في عائلة ناجحة في مجال العقارات. كان والده فريد ترامب رجل أعمال من أصل ألماني، ساهمت قدرته في إدارة مشاريعه العقارية بنيويورك في تشكيل طموح ترامب منذ الطفولة. في سن الثالثة عشرة، أرسل ترامب إلى أكاديمية نيويورك العسكرية، حيث خضع لتدريب صارم شكّل شخصيته القيادية. كان لهذه التجربة، التي امتدت خمس سنوات، دورٌ محوري في بناء قدراته التنافسية، والتي استخدمها لاحقًا لتأسيس إمبراطوريته العقارية.
في أوائل السبعينيات، انضم ترامب إلى أعمال عائلته، لكنه سرعان ما وسع نشاطاتهفي أوائل السبعينيات، انضم ترامب إلى أعمال عائلته، لكنه سرعان ما وسع نشاطاته، ليصبح واحدًا من أبرز رجال الأعمال في العقارات. رغم التحفظات والتحديات، ترشح في 2016 وفاز بالرئاسة، مستفيدًا من خلفيته كرجل أعمال لتقديم نفسه كقائد "خارجي" يحارب الطبقة السياسية التقليدية.
هاريس وترامب في عالم السياسة الخارجية: رؤى متباينة ونهج مختلفعلى الساحة الدولية، أظهرت هاريس وترامب رؤى مختلفة تجاه السياسة الخارجية. جاءت أول زيارة دولية لهاريس كنائبة للرئيس إلى غواتيمالا، حيث ركزت جهودها على قضايا الهجرة ومواجهة تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية. وقفت هاريس كصوت قوي للحقوق الإنسانية، وعملت على تأكيد التزام الإدارة الأمريكية بالمساواة والعدالة الدولية.
سياسة مستقبلية لكلا المرشحينفي المقابل، ركز ترامب خلال رئاسته على السياسات الانعزالية. فقد قام بأول زيارة دولية له كرئيس إلى السعودية في 2017، مسلطًا الضوء على أهمية تعزيز الصناعة المحلية وتقليل التدخلات الخارجية. سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ واتخذ خطوات لتعزيز الصناعات الأمريكية، معتبرًا ذلك ضرورة لتقليل الاعتماد على الدول الأخرى.
الطريق إلى البيت الأبيض: من المدعي العام إلى سيناتور ثم نائب الرئيسعقب عودتها إلى كاليفورنيا، بدأت هاريس مسيرتها في نظام العدالة الجنائية، حيث عملت كمدعية عامة للولاية. من هناك، صعدت بسرعة، لتصبح أول مدعية عامة سوداء في ولاية كاليفورنيا. ساعدتها نجاحاتها القانونية في الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في عام 2016، ومن ثم في الانضمام إلى حملة جو بايدن، الذي اختارها كنائبته.
تزامن صعودها السياسي مع انطلاق ترامب في عالم السياسة، حيث تمكن من هزيمة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة. جاءت نهاية رئاسته بعد انتخابات شديدة الاستقطاب في 2020، إلا أنه لا يزال يتمتع بدعم قوي داخل حزبه، مما مهد له الطريق للمشاركة في السباق الرئاسي مجددًا.
الانتخابات الرئاسية 2024: صراع محتدم بين الرؤى والتوجهاتومع بدء التحضيرات لانتخابات 2024، نجد أن ترامب وهاريس يقدمان رؤى متعارضة لمستقبل الولايات المتحدة. تعكس هاريس تطلعات القضايا الليبرالية، مثل الحق في الإجهاض وحقوق الأقليات، التي أصبحت أحد أهم ملفات حملتها. في حين أن ترامب يتمسك بتوجهات محافظية تعزز دور المحكمة العليا المحافظ وسياسات الهجرة الصارمة. كلاهما يسعى لترك بصمة جديدة في تاريخ البلاد، وسط مناخ سياسي مفعم بالجدل والتحديات.
صراع محتدمعائلة هاريس وعائلة ترامب: روابط وتحديات بين العائلة والسياسةفي حياتهما الشخصية، تشكل العائلة جزءًا هامًا من صورتهما العامة. تزوجت هاريس من المحامي دوج إمهوف، الذي يدعمها بقوة، ويُعرف عنها حبها لأطفال زوجها من زواجه الأول، حيث أطلقت على نفسها لقب "مومالا". يشكل دعمها لعائلتها صورة قوية عن دور المرأة العاملة والنائبة القادرة على الموازنة بين التزاماتها الشخصية والسياسية.
أما ترامب، فقد لعبت عائلته دورًا بارزًا في حملاته الانتخابية ومسيرته السياسية. من زوجته ميلانيا، التي ظهرت إلى جانبه في مناسبات عديدة، إلى أبنائه الذين يديرون أعماله، تبقى عائلته جزءًا لا يتجزأ من صورته العامة. ومع إعلان ترشحه مجددًا، تعود هذه الروابط الأسرية للظهور كجزء من استراتيجيته.
حلم البيت الأبيض ورؤية للمستقبلالآن، مع عودة ترامب للسباق وصعود هاريس كمرشحة للرئاسة، تدخل الولايات المتحدة مرحلة مفصلية. يواجه الناخبون الأمريكيون خيارًا يعكس اختلافات جذرية في السياسة والرؤية، بينما يتطلع كلا المرشحين نحو البيت الأبيض لترك أثر طويل الأمد. فهل سنشهد فصلًا جديدًا يعيد ترامب إلى السلطة، أم أن هاريس ستحقق طموحها كأول امرأة ذات أصول آسيوية وأفريقية تتولى هذا المنصب؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترامب كمالا هاريس انتخابات 2024 البيت الأبيض السياسة الأمريكية العدالة الاجتماعية رجل الأعمال السياسة الخارجية التغيير المناخي حقوق الأقليات أمريكا اللاتينية الهجرة المحكمة العليا الانتخابات الرئاسية الرؤية المستقبلية الولایات المتحدة البیت الأبیض ترامب إلى
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب سيسعى إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية
قال مسئول في البيت الأبيض مساء الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيسعى إلى "نزع السلاح النووي الكامل من كوريا الشمالية"، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت إشارة ترامب الأخيرة إلى كوريا الشمالية باعتبارها "قوة نووية" تشير إلى أي تحول في السياسة.
وأدلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بريان هيوز بهذه التصريحات بعد وقت قصير من إعلان وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون زار قاعدة لإنتاج المواد النووية ومعهد للأسلحة النووية في خطوة واضحة لتسليط الضوء على قدراته العسكرية.
وقال هيوز ردا على سؤال من وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء: "إن الرئيس ترامب سوف يسعى إلى نزع السلاح النووي الكامل من كوريا الشمالية، تماما كما فعل في ولايته الأولى".
وأضاف المسئول أن "الرئيس ترامب كان يتمتع بعلاقة جيدة مع كيم جونج أون، وأن مزيجه من الصرامة والدبلوماسية أدى إلى أول التزام على الإطلاق على مستوى الزعيم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل".
وفي وقت سابق من اليوم، قال مسئول بالحكومة الأمريكية إنه لم يطرأ أي تغيير حتى الآن على سياسة الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية.
وأضاف المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لم يحدث أي تغيير في السياسة تجاه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
في الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى كوريا الشمالية باعتبارها قوة نووية ــ وهو المصطلح الذي امتنع المسؤولون الأمريكيون في الغالب عن استخدامه لأنه قد يُعَد اعترافًا أمريكيًا بأسلحة بيونج يانج النووية.
كما وصف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث كوريا الشمالية بأنها قوة نووية خلال جلسة تأكيد تعيينه في وقت سابق من هذا الشهر.