موقع 24:
2025-03-09@23:58:53 GMT

عودة الحروب الأيديولوجية: ماذا بعد "النكبة والنكسة"؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

عودة الحروب الأيديولوجية: ماذا بعد 'النكبة والنكسة'؟

تعددت الحروب والحيلة واحدة: لجوء إلى "التطريز" اللغوي للخلط بين النصر والهزيمة.

بعد حرب 1948 شاع تعبير "النكبة"، بعد حرب 1967 جاء تعبير "النكسة"، حرب 1973 أعادت تعبير "النصر".

خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 لم يمنع قادة المنظمة من رفع إشارة "النصر"، حرب 2006 مع إسرائيل وضعها حزب الله في خانة "النصر الإلهي".

والسؤال الآن هو عن التعبير الذي سيتم تطريزه بعد حرب غزة وحرب لبنان الثالثة، لكن التعابير لا تختصر الواقع.
حرب 1948 كانت هزيمة للجيوش العربية التي دخلت فلسطين لمنع قيام إسرائيل، فانتهت إلى اتفاقات هدنة معها، قياداتها السياسية لم تقرأ الحسابات والمصالح الدولية، وبعضها كان في تفاهم سري مع الصهاينة، وقياداتها العسكرية خاضت المعارك بأعداد أقل بكثير من أعداد منظمة "الهاغاناه".
الدكتور قسطنطين زريف حاول أن يشرح في كتاب "معنى النكبة" وسواه استغرب التعبير، لأن النكبة تحدث مرة واحدة في حين أن هزيمة العرب في فلسطين مستمرة ومتكررة.
حرب 1967 كانت هزيمة ساحقة، لكن الحزب الحاكم في دمشق ابتكر معادلة قوامها "خسرنا الأرض والمهم بقاء النظام"، والرئيس عبدالناصر وبقية القادة العرب بدأوا التحضير للحرب المقبلة، ولكن بخفض السقف والانتقال من تحرير فلسطين إلى "إزالة آثار العدوان" والعودة إلى حدود قبل حرب 1967.
نصر أكتوبر (تشرين الأول) كان مزيجاً من النصر والهزيمة: خصوم الرئيس السادات سموا حربه "حرب تحريك لا تحرير".
العبور المصري لقناة السويس وتدمير ألوية إسرائيلية في سيناء، قابله عبور الجنرال شارون المعاكس إلى الضفة الغربية وصولاً إلى "الكيلو 101" على طريق القاهرة، والاندفاع السوري نحو جبل الشيخ تلاه تراجع تحت ضغط الهجوم الإسرائيلي المعاكس إلى سعسع. وما حدث على الجبهتين هو اتفاقات فك الارتباط قبل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
اجتياح 1982 كان خسارة قادت بعد أعوام إلى ربح هزيل في "اتفاق أوسلو" و"النصر الإلهي" في حرب 2006 قاد إلى القرار 1701، وهدوء الجبهة اللبنانية حتى حرب "الإسناد" في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المبكر تسجيل حكم نهائي على حرب غزة ولبنان، لأنها مستمرة ومرشحة للتحول حرباً شاملة تدخل فيها إيران وأميركا.
ذلك أن التدمير الوحشي الذي تمارسه إسرائيل في غزة ولبنان لبس كل المشهد، فالحرب ليست بين جيوش دول بل بين جيش دولة وفصائل مسلحة في غزة ولبنان من خارج الشرعية الفلسطينية والشرعية اللبنانية، في مثل هذه الحرب لا شيء اسمه ربح كامل أو خسارة كاملة.




يقول العالم السياسي الفرنسي برنار بادي أو "بديع" الإيراني الأصل إنه "لا حرب لا متماثلة منذ 1973 بين دولة استعمارية ومقاتلين يعبرون عن تطلع مجتمعات للتخلص من الاحتلال والسيطرة الاستعمارية أدت إلى انتصار الدولة في النهاية".
وهو يسجل "نهاية الجيوبولتيك" و"نهاية لعبة الأمم" والحروب التي يقال إنها بقرار من ملوك ورؤساء، لكن أكاديمياً صينياً معاصراً يرى أن "الجيوبولتيك" اليوم هو صراع من "أجل البقاء".
وإذا كان فرنسيس فوكوياما قد سارع إلى إعلان "نهاية التاريخ" بعد سقوط جدار برلين والاتحاد السوفياتي، فإن أستاذ الفلسفة في جامعة أوكسفورد، ويليام ماكاسكيل، يتحدث بالعكس عن "بداية التاريخ" ويرى أن "الإنسانية اليوم طفل ينمو، ونحن واحد من أول أجيال التاريخ".
أما في العالم العربي، فلا بداية ولا نهاية للتاريخ، مجرد تكرار وإعادة تدوير الأحداث والأزمات والحروب، وأما الذين يتنطحون لصنع التاريخ، فإنهم يعيشون في فانتازيا تدفع ثمنها الشؤون.
المؤرخ مالكولم كير يسجل ملاحظة مهمة في كتابه "الحرب العربية الباردة"، وهي نهاية رحلة الحروب الأيديولوجية الباردة العابرة للحدود، والانتقال إلى التركيز على البقاء"، لكن ذلك كان قبل الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني في إيران وسجّل نصاً في الدستور يكلف الحرس الثوري مهمة "نشر الثورة" في المنطقة والعالم، وهذا ما قاد إلى حرب أيديولوجية باردة بين طهران وعواصم عربية، كما إلى حرب أيديولوجية حارة مع إسرائيل، بعدما تخلى العرب عن الحرب الأيديولوجية مع إسرائيل، وقدموا في قمة بيروت العربية عام 2002 مبادرة عربية للسلام قوامها الانسحاب إلى حدود 1967 وقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشرقية في مقابل الاعتراف بإسرائيل وإقامة كل أنواع العلاقات معها.
لم تكن "اتفاقات أبراهام "بعد ذلك سوى ذهاب إلى أبعد في نهاية الحروب الأيديولوجية وفتح العلاقات مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية، ولا كان رفع إيران شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، بصرف النظر عن التطبيق، سوى إعادة قوية للعامل الأيديولوجي في الصراع مع إسرائيل.
والمشكلة هي أن "إدارة الحرب تبدلت بسبب التطور التكنولوجي في الأسلحة، فالمدنيون هم أكثر الضحايا في حرب الصواريخ والمسيّرات والغارات الجوية، فيما الخسائر العسكرية أقل بكثير، وإذا كانت "وول ستريت جورنال" قد نسبت إلى يحيى السنوار قوله إن موت المدنيين الفلسطينيين هو "تضحيات ضرورية"، فإن "محور المقاومة" كله يتصرف على أساس أن تضحيات المدنيين هي "ثمن النصر"، وليس سراً أن زعيماً فلسطينياً كبيراً كان يقول في نهاية الستينيات من القرن الماضي "عاوز شهدا".
والأخطر من أخطار الحروب على كثرتها، هو السعي وراء الأهداف القصوى وتصور القدرة على تحقيقها بالقوة، من تحرير فلسطين التاريخية إلى إقامة إسرائيل الكبرى، ومن إلحاق العالم العربي بولاية الفقيه إلى رهان الصغار على دعم الكبار الكامل لهم في تحقيق أحلام ليست في مصلحة الكبار، ونحن في حرب الأهداف القصوى، لا أحد يعرف أين وكيف وبماذا وعلى ماذا تنتهي، والمفارقة أن الكبار يتحدثون عن "عالم اللايقين" فيما يبني الصغار لأنفسهم عالم اليقين الخادع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل وعلى العالم الإسلامي التحرك لمنع تدمير فلسطين

سرايا - شدّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، على أنّه يقع على عاتق حكّام سوريا الجدد مسؤولية الحفاظ على أمن جميع فئات الشعب السوري.


وأكّد عراقتشي، خلال لقائه نظيره التركي، هاكان فيدان، أنّ “انعدام الأمن والاستقرار في سوريا يصبّ في مصلحة "إسرائيل" ويسمح للجماعات الإرهابية باستغلال الوضع”.


ودعا عراقتشي، خلال اللقاء الذي جاء على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدّة، إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي خاصة في منطقة غرب آسيا.


ودعا الوزير الإيراني أيضاً إلى “تحرّك حاسم وموحّد من العالم الإسلامي لمنع المؤامرة الاستعمارية لتدمير فلسطين من خلال التهجير القسري لأهالي غزة أو ضمّ الضفة الغربية للكيان المحتل”.


وقد تطرّق عراقتشي إلى العلاقات الثنائية بين إيران وتركيا، ووصفها بـ”المميّزة والمبنية على المصالح المتبادلة للشعبين الإسلاميين والجارين العظيمين”، مشدّداً على أنّ الحفاظ على هذه العلاقات وحمايتها مسؤولية مشتركة.


وفي اجتماع الدورة العشرين الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء، دانت منظّمة التعاون الإسلامي توغّل الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.


وطالبت المنظّمة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ”التحرّك الفوري لتطبيق القانون الدولي وإلزام "إسرائيل" وقف عدوانها والانسحاب من الأراضي التي احتلتها”.

إقرأ أيضاً : زلزال هز "إسرائيل" .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟إقرأ أيضاً : بالفيديو .. رئيس كوريا الجنوبية المخلوع يغادر مركز التوقيف في سيؤولإقرأ أيضاً : اجتماع طارئ للجنة فلسطين لحركة عدم الانحياز في جدة السبت



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#فلسطين#ترامب#إيران#أمريكا#سوريا#أمن#غزة#الاحتلال#الشعب#رئيس



طباعة المشاهدات: 1557  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 08-03-2025 01:57 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
مقتل رجل في باكستان بعد حذفه عضوا من مجموعة واتساب 10 قتلى جراء أمطار غزيرة تضرب مدينة "باهيا بلانكا" في الأرجنتين "الحجاج" لفيكتور فاسنيتسوف تعرض في مزاد علني في موسكو مقابل 1.5 مليون دولار لحماية الأراضي الأمريكية .. حث المواطنين على صيد وأكل قوارض شبيهة بالجرذان! توقيف قاصرين تسببا بحرق طالب في مدرسة بالرصيفة في... بالفيديو .. أول كلمة للشرع حول الأحداث الأخيرة في... لحظة مؤثرة .. صديق الطفل المحروق في مدرسة الرصيفة... رأفت علي: "الي زعلان يروح يشرب مية زمزم" هل أدار الأسد من موسكو معركة "استعادة... زلزال هز "إسرائيل" .. أمريكا تفتح...بالفيديو .. رئيس كوريا الجنوبية المخلوع يغادر مركز...اجتماع طارئ للجنة فلسطين لحركة عدم الانحياز في جدة...زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية ضد...هذا هو سر قرار عباس المفاجئ بإعادة المفصولين من..."المُفاوضات المُباشرة" بين واشنطن وحماس...كيف ولماذا استفزّ ترامب “الدولة العميقة” في مصر؟ هل أدار الأسد من موسكو معركة "استعادة...وسط أجواء مشحونة .. حكومة نتنياهو طالبت واشنطن... سبب وفاة الممثل الأميركي جين هاكمان وزوجته بفيروسات... مسلسل كويتي يثير الجدل بعد مشهد ساخر من النجم... تقرير تشريح جثة جين هاكمان .. ظلّ حيًا مع زوجته... "والدتي تزوجت خطيبي" .. إيناس عز الدين... مسلسل "معاوية" يواجه أزمة في دولتين... بيان صادر عن الاتحاد الأردني لكرة القدم بخصوص بطولة الدرجة الأولى لاعب برازيلي يبكي بعد تعرضه لإساءة عنصرية "مؤلمة للروح" ليس صلاح أو مبابي .. الكشف عن أسرع لاعب في دوري الأبطال صلاح "أدار ظهره" لليفربول .. ولحظة واحدة غيرت قراره ريال مدريد يتلقى عرضا ضخما للتخلي عن خدمات إبراهيم دياز ترك اسم زوجته وخالتها في رسالة ثم انتحر .. ما القصة؟ صاعقة برق تقتل مصرية وتصيب أخرى إعدام سجين أميركي بطريقة لم تستخدم منذ 15 عامًا انفجار المركبة الفضائية يؤخر 240 رحلة جوية في أميركا الملك تشارلز يكشف عن "أجمل أغانيه" أقدم حفرة نيزكية على الأرض تكشف أسرارًا جديدة اكتشاف مقبرة جماعية تضم مئات الجثث شمال الخرطوم الأمير وليام والأميرة كيت يتبعان قاعدة صادمة مع موظفي منزلهما حلاقة يابانية بعمر 108 سنوات تحطم الرقم القياسي العالمي عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين
  • عودة لاجامي تمنح النصر قوة إضافية قبل مواجهة الاستقلال
  • وزير الخارجية الإيراني: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل وعلى العالم الإسلامي التحرك لمنع تدمير فلسطين
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم “إسرائيل” في الضفة وغزة
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم إسرائيل في الضفة وغزة
  • قاضي قضاة فلسطين يُدين جريمة إحراق مسجد "النصر" بنابلس
  • رئيس هيئة دعم فلسطين: ترامب قد ينقلب على إسرائيل ونتنياهو يكرس لاحرب ولاسلم
  • مكافأة نهاية الخدمة والمعاش.. ماذا ينتظر القطاع الخاص في قانون العمل الجديد؟