لبنان ٢٤:
2025-02-27@11:46:21 GMT

هل العودة إلى ماقبل ٧ تشرين ممكنة؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

كتب معروف الداعوق في" اللواء": سؤال يطرح بين الناس بالحاح، هل ستعود الامور، في لبنان بعد انتهاء الحرب بين حزب لله وإسرائيل، سياسيا وامنيا، إلى ماكانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول ٢٠٢٣، تاريخ عملية طوفان الأقصى؟
بالطبع، السؤال مشروع، بعد حرب  تجاوزت عاما كاملا، ودخلت في عامها الثاني، ولايعرف احد موعد انتهائها بالضبط، ماعدا بعض التوقعات بانتهائها، بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية بعد أيام معدودة، انطلاقا من امرين، الاول أن الحرب الإسرائيلية، استنزفت الاهداف التي شنتّ من أجلها، وان لم تتحقق كلها، أن كان في قطاع غزّة، اوفي لبنان على حد سواء، والثاني،  فإن رانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، ينهي مرحلة التردد باتخاذ قرار فاعل للإدارة الاميركية، لانهاء الحرب، ان كان في غزّة اولبنان، ويقطع الطريق على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لتجاوز الموقف الاميركي او تجاهله، والاستمرار بالحرب استنادا لحساباته ومصالحه السياسية، كما يحصل حاليا.

 

ولذلك، ينتظر ان ينسحب اي قرار  اميركي يتخذ لانهاء الحرب بين حزب لله وإسرائيل، بوقف اطلاق النار بداية على الداخل اللبناني، ويفرض واقعا ومرحلة سياسية وامنية جديدة، يتخللها التفاوض لانجاز الاتفاق النهائي مع الجانب الاسرائيلي، لوضع الترتيبات والإجراءات المنصوص عليها بالاتفاق، موضع التنفيذ الفعلي على الارض، استنادا للقرار الدولي رقم١٧٠١، ألذي ينص على انتشار الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، وحصرية وجود السلاح به،للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة، الى جانب باقي الإجراءات المنصوص عليها في القرار المذكور، ولاسيما، الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وتسلم امن المرافق والمرافيء والمعابر  على طول الحدود اللبنانية، ومنع التهريب وتدفق السلاح الايراني وغيره من خلالها، كما كان يحدث خلال العقود الثلاثة الماضية. 
ويتوقع أن يتخلل بداية المرحلة الجديدة، انتخاب رئيس للجمهورية، وقبل انتهاء العام الحالي على أبعد تقدير، وتاليف حكومة جديدة، تتولى معه اعادة الانتظام العام لمؤسسات الدولة وتفعيل السلطة والادارات العامة، وفرض الامن على كل الاراضي اللبنانية، والمباشرة بعملية اعادة النازحين إلى مناطقهم، واطلاق ورشة ازالة  الردم ومخالفات العدوان والحرب الإسرائيلية، واعادة الاعمار والنهوض بلبنان من جديد. 

هذا الواقع الجديد، يأخذ بعين الاعتبار، كل مضاعفات المرحلة الماضية، بواقعها السياسي والامني، بدءا من مصادرة قرار الدولة اللبنانية والهيمنة على المؤسسات والادارات العامة، ومانجم عنه من تفلت الاوضاع،  والزج بلبنان في مواجهات وحروب مع إسرائيل، واستعداء لدول عربية شقيقة واجنبية صديقة، لحسابات ومصالح مرتبطه بالنظام الايراني، وتحت يافطات دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، بمعزل عن قرار الدولة اللبنانية، ومعظم مكونات الشعب اللبناني، وما ادت اليه من خسائر فادحة بالارواح والممتلكات ودورة الاقتصاد الوطني، وتعريض لبنان لمخاطر وتداعيات وجودية.
وباختصار، تعني المرحلة الجديدة عدم تكرار  العودة إلى مرحلة الفلتان والفوضى السابقة، ورهن لبنان وقراره ومستقبله، للخارج، لايران اولاية دولة اخرى، تحت أي عنوان كان، وحصر قرار وسلطة الدولة اللبنانية، بالجيش والقوى الامنية الاخرى دون سواها، تفاديا للزج بلبنان وشعبه، بحروب وتوترات، لا علاقة له بها، لا من قريب ولا من بعيد. 
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الأسطورة الوطنية والحقيقة اللبنانية

كتب رفيق خوري في" نداء الوطن":ليس المشهد المهيب لتشييع السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين سوى "رسالة" بصوت عال جداً إلى الداخل والخارج تقول إن "المقاومة الإسلامية" ثابتة والتحولات المعاكسة متغيرة. لكن لا "محور المقاومة" محصّن من التأثر بما جرى في غزة ولبنان وسوريا ويجري في العراق. ولا جمهورية الملالي في إيران تستطيع أن تتجاوز خسارة الجسر السوري، وأن تجابه أميركا بالفعل، وهي تقول بلسان الرئيس مسعود بزشكيان: "نريد التفاوض مع أميركا، لكن ترامب يضع يده على رقابنا". والواقع أن لبنان يفتقد إلى ثلاثة أمور أساسية هي عماد أي وطن ودولة على قياسه. أولها هو الأسطورة الوطنية التي يفاخر بها الجميع. وثانيها هو "الحقيقة اللبنانية" التي تصورنا أحياناً أننا نعرفها ونؤمن بها لنكتشف أن في لبنان حقائق متعددة ليست حتى أنصاف حقائق، وبعضها من النوع المسمى في أميركا "الحقيقة البديلة" بتعبير مهذب ودبلوماسي عن الكذبة. وثالثها هو "رأس المال الاجتماعي" .

وليس أهم في بناء الدولة من ملء الفراغ الرئاسي والحكومي سوى مراجعة الماضي للتعلم من الأخطاء. لكن إعادة النظر تبدو محدودة. فمن يعيدون النظر عادة هم المهزومون وليس المنتصرون. واللبنانيون جميعاً، على طريقة "حزب الله"، "منتصرون" لا أمل في أن يقدموا مراجعة. حتى مرحلة اللايقين في البلد، فإنها مملوءة بسياسيين وأشباه سياسيين يثرثرون بكل المواضيع ويدعون أنهم يعرفون كل شيء.
 

مقالات مشابهة

  • الأسطورة الوطنية والحقيقة اللبنانية
  • "تفويض لبنان" أم "مسار الحرب".. هل يسلم حزب الله سلاحه للدولة؟
  • الحكومة اللبنانية تنال ثقة البرلمان
  • رئيس الموساد: تفجيرات البيجر في لبنان أجهزت على حزب الله
  • تسليم السلاح والانصياع للدولة..الكتائب اللبنانية تطالب حزب الله بالخضوع للقانون
  • نواف سلام: الدولة اللبنانية مسؤولة عن قرار الحرب والسلم
  • حزب الله "يمنح حكومة نواف سلام الثقة
  • نواف سلام: السلاح وقرار الحرب بيد الدولة اللبنانية.. وحزب الله يمنح الثقة
  • الحكومة اللبنانية: ملتزمون بحماية حرية شعبنا وحقهم في العيش الكريم
  • رئيس وزراء لبنان: نريد دولة تملك قرار الحرب والسلم