تربويون: الميول الشخصية ومتطلبات العصر.. معايير لاختيار كليات المرحلة الثانية
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
انتهى ماراثون الثانوية العامة، بكل ما فيه من قلق وترقب، حيث أدى الطلاب الامتحانات، ثم ظهرت النتائج المبشِّرة، وجاءت المرحلة الأخيرة، وهى تسجيل الرغبات للالتحاق بالكليات، إذ أنهى طلاب المرحلة الأولى تسجيل رغباتهم، وتبقى المرحلة الثانية، التى ينتظرها الطلاب، بعد أن ظهرت نتيجة تنسيق المرحلة الأولى 2023 لطلاب الثانوية العامة، خلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد بمقر وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بالعاصمة الإدارية اليوم.
وكان وزير التعليم العالى والبحث العلمى قد أعلن مؤشرات القبول فى الجامعات، والحدود الدنيا للكليات، بالإضافة إلى موعد تسجيل رغبات الالتحاق بالكليات ضمن تنسيق المرحلة الثانية، ما وجده الخبراء والتربويون فرصة لتقديم نصائح عبر «الوطن» لطلاب الثانوية، حول كيفية اختيار كليات المرحلة الثانية وفقاً لسوق العمل.
«حمزة»: أنصح الطلاب باختيار كليات الذكاء الاصطناعى والحاسب الآلى والكمبيوتر لأن المستقبل لهاوقال الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوى، إنه من الضرورى أن يحدد الطالب ما يريده وما يرغب فى أن يكون عليه مستقبلاً، وبناء عليه يقوم بترتيب أولوياته، وهو ما يساعده فى البحث حول الكلية المناسبة والتخصص المعين الذى يرغب فى دراسته.
وأضاف «حمزة» أن الكليات فى المرحلة الثانية عددها يكون محدوداً، على عكس المرحلة الأولى، وبالتالى لا بد على الطلاب خلال تسجيل رغباتهم التدقيق والحرص عند اختيار الكليات، إذ فى البداية يجب على الطالب معرفة الكليات المتبقية من المرحلة الأولى، واختيار الكليات التى تناسب مجموعه.
وأوضح الخبير التربوى أنه حال الحيرة بين أكثر من كلية، فعلى الطالب عمل مقارنة بين إيجابيات وسلبيات كل منها، من أجل اختيار الأفضل بينها على حسب ما يحتاجه الطالب، ووفقاً لأهدافه المستقبلية، مع الوضع فى الاعتبار مصروفات كل جامعة منها، كما عليه أن يعرف الجامعات التى تقدم منحاً للمتفوقين، مثل الجامعات الأهلية والخاصة، ما يساعد على اختيار الكلية المناسبة للطالب، قبل تسجيل الرغبات فى التنسيق.
كما أشار الخبير التربوى إلى أنه لا يجب إهمال الميول الشخصية عند اختيار الكلية، مع احترام القدرات العقلية التى تؤهل الطالب للكلية المناسبة له، مهما كان مجموعه كبيراً ويؤهله لأى كلية، لكى لا يدخل كلية لا يرغب فيها ولا تناسبه، فيفشل بها مستقبلاً، وينتهى به الأمر للتحويل منها لأخرى، ويصبح فاشلاً بدلاً من متفوق. كما شدد على ضرورة عدم كتابة أى رغبة دون التأكد منها، لافتاً إلى نقطة مهمة، هى الاهتمام بالتوزيع الإقليمى للكليات، لتقليل الاغتراب، متابعاً: «أنصح الطلاب باختيار كليات العلوم التكنولوجية التى تتمثل فى كليات الذكاء الاصطناعى والحاسب الآلى والكمبيوتر، وذلك لأنها تعد كليات المستقبل وتدخل فى مختلف المجالات العملية».
ما يهم الطالب ويحب دراسته هو المعيار الأهم لاختيار الكلية، وفقاً لما قاله الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى، لافتاً إلى أنه لن ينجح شخص فى مجال هو من الأساس لا يحبه، لذا يجب وضع قائمة بالكليات التى تهم الطالب ومجموعه يؤهل لها، ويمكن أن تشمل هذه القائمة الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والمحلية والدولية، مع مراعاة التفكير فى أكثر من كلية وتخصص، تتسق مع الأهداف والاهتمامات الخاصة به، بغرض التمكن من ترتيب الأولويات والاختيار السليم.
وأضاف «شحاتة» أنه يجب على الطالب التركيز فى التخصص المهنى بعد التخرج فى الكلية التى قام باختيارها، مع التحلى بالشجاعة والهدوء عند اختيار الكلية، من خلال تصفية الذهن والتخلص من الخوف والارتباك لإبعاد الضغوط والآراء المشوَّشة، من أجل اختيار سليم مبنىّ على حجج ودراسة. كما أشار الخبير التربوى إلى أن الأخذ بآراء الآخرين أحياناً يكون سلاحاً ذا حدين، إما يأتى بالنفع أو الضرر، فيجب معرفة من هو الأهل للنصيحة، والاستفادة من خبراته فى مجال الدراسة، وبالأخص المتفوقين والنوابغ.
كما أوضح أن احتياجات سوق العمل أصبحت معياراً أساسياً فى الاختيار، لذا على الطالب أن يبتعد عن الكليات التى تشكل عبئاً على سوق العمل ولا يحتاج إليها، مع تذكر ومراعاة عوامل أخرى وقت اختيار الكلية وتسجيل الرغبات، مثل الموقع الجغرافى المناسب، والتخصصات الأكاديمية المتاحة، والتكلفة الإجمالية للجامعة، فالكليات الحكومية أقل تكلفة بينما ترتفع تكلفة الجامعات الخاصة، فضلاً عن مصروفات الكتب والتنقل وغيرها. وتابع «شحاتة» أنه تم عمل حملة لتوعية الطلاب من خلال المنصات الرقمية للوزارة، تستهدف تجنب الأخطاء الشائعة التى يقع بها الطلاب فى التنسيق، وترتيب الرغبات، وتم رصد الأخطاء الشائعة على مدار الأعوام السابقة وتصحيحها، والأمر نفسه تم فى اختبار القدرات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الثانوية العامة تنسيق الجامعات المرحلة الأولى المرحلة الثانية المرحلة الثانیة المرحلة الأولى اختیار الکلیة على الطالب
إقرأ أيضاً:
تحديات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
لم يكن إقرار الحكومة الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار نابعا عن قناعتها بكل مركباته، فقبولها كان نتيجة ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب عشية تنصيبه، والاتفاق في صيغته النهائية كان مستجيبا لمصالح الطرفين ومطالبهما، مع وجود نوع من الضبابية حول المخرجات النهائية، وبالأخص حول الانتقال إلى المرحلة الثانية.
هذا ما أشار إليه الأكاديمي والباحث مهند مصطفى الذي تناول مماطلة إسرائيل في إنهاء المرحلة الأولى وشروطها الجديدة للانتقال إلى المرحلة الثانية في ورقة تحليلية نشرها مركز الجزيرة للدراسات، وحملت عنوان "مقاربات المرحلة الثانية: شروط إسرائيلية جديدة والتزام حماس بالاتفاق"، باحثا فيها تحديات المرحلة الثانية من الاتفاق في قطاع غزة، والرؤية الإسرائيلية للمفاوضات، والخيارات المتاحة لاستمرار تنفيذ الاتفاق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواسlist 2 of 2غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراساتend of list زيارة واشنطن.. يوم وضع التهجير على الطاولةوبحسب الورقة، فإن الموقف الإسرائيلي أصبح أكثر تشددا بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في 4 فبراير/شباط 2025، وإعلان ترامب -في بيان مشترك مع نتنياهو- عن مقترح لتهجير سكان غزة، وفحص إمكانية ضمّ الضفة الغربية خلال أسابيع، وهو ما يتناقض مع الوعود والضمانات التي قدمت لحركة حماس حول مستقبل قطاع غزة، بغض النظر عن دورها فيه.
إعلانقد تعني هذه الخطوة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجدان أن الاتفاق هو لتبادل الأسرى فقط، كما يشير إلى ذلك تصريح ترامب الذي أدلى به في 10 فبراير/شباط 2025، ودعا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى إلغاء وقف إطلاق النار إن لم تلتزم حماس بتحرير جميع المحتجزين، في حين لم يكن واضحا ما المقصود بجميع المحتجزين، هل هم الدفعة السادسة (3 محتجزين)؟ أم الأحياء التسعة من المرحلة الأولى؟ أم جميعهم على الإطلاق كما تدل العبارة؟ لكن الهدف كما تبين لاحقا كان تشديد الموقف الإسرائيلي من استحقاقات الاتفاق.
وهو الهدف ذاته على ما يبدو من مقترح التهجير، فمن الملاحظ أن الحديث عن مقترح ترامب بدأ يتراجع سريعا بالتزامن مع تراجعه أيضا داخل الإدارة الأميركية، كما انعكس ذلك على الرئيس الأميركي نفسه الذي قال إن خطته رائعة لكنه لن يفرضها، وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن مقترح ترامب لا يزال مطروحا إلا إذا قدم العرب بديلا عنه.
ويؤيد الإسرائيليون بالعموم خطة ترامب، لكنهم يختلفون حول مدى واقعيتها، ففي استطلاع أجراه معهد سياسات الشعب اليهودي تبين أن 53% من الإسرائيليين يؤيدون المقترح ويرونه قابلا للتنفيذ، ويعتقد 30% أنه غير قابل للتنفيذ وغير عملي، بينما يعارضه الآخرون لأسباب مختلفة.
إسرائيل إلى المرحلة الثانية رغما عنها
ماطلت إسرائيل في بدء المحادثات التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم 16 من المرحلة الأولى، وتنتهي في اليوم 35 من المرحلة نفسها، وهو ما يضع تل أبيب تحت ضغوطات لبدء مفاوضات المرحلة الثانية مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى.
وظهرت هشاشة الاتفاق مبكرا في المرحلة الأولى مع امتناع إسرائيل عن تنفيذ بعض استحقاقاتها ووضع شروط سياسية جديدة لمفاوضات المرحلة الثانية، منها نزع سلاح المقاومة في غزة وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو ما يعني تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية.
إعلانوتأتي الضغوط الإسرائيلية على الأطراف الإقليمية المعنية لتحقيق الأهداف الإسرائيلية عبر المسار السياسي بالتزامن مع تصريح هو الأول من نوعه لنتنياهو حول تمسك إسرائيل بإنهاء حركة حماس عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، لا بالأدوات العسكرية بالضرورة، وهو ينسجم بذلك مع تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف حول إنهاء حكم حماس في غزة.
ويعدّ تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة المفاوضات بدلا عن رئيس الموساد والشاباك مؤشرا على توجه إسرائيل نحو مفاوضات المرحلة الثانية. فالمرحلة الأولى اتسمت بطابعها الإنساني ودخول المساعدات وعودة النازحين، أما المرحلة الثانية فتعدّ تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار.
ولا يتفق نتنياهو كثيرا مع منطق مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، فمن المتوقع أن تفضي إلى وقف مستدام للقتال، وانسحاب القوات الإسرائيلية من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وتحرير جميع المحتجزين الإسرائيليين، والتمهيد لمفاوضات المرحلة الثالثة حول مستقبل قطاع غزة وإعادة الإعمار، مما يعني أنه اتفاق لإنهاء الحرب وليس لإنهاء حماس.
ومن هذا المنطلق، يأتي تعيين ديرمر لقيادة المفاوضات، فهو بيروقراطي أميركي أكثر من كونه سياسيا إسرائيليا، ولا يهتم كثيرا لموضوع المحتجزين، وتعيينه يعني أن إسرائيل تريد المرور إلى مفاوضات المرحلة الثانية، لكن ليس عبر الوسطاء فحسب بل عبر الفاعلين الإقليميين والإدارة الأميركية لتحقيق أهداف الحرب عبر المسار السياسي.
وتنطلق حماس في المقابل من موقف ينسجم مع رغبة الشارع الإسرائيلي، فقد أعلنت أنها مستعدة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة بشرط أن تؤدي المرحلة الثانية إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، في حين يهتم نتنياهو بموقف الجمهور المؤيد للحكومة من حزب الليكود والصهيونية الدينية وحزب القوة اليهودية الذين يميل أغلبهم إلى عودة القتال.
تصطدم الرغبة الإسرائيلية في تحقيق أهداف الحرب سياسيا برغبة مقابلة لحركة حماس في تقديم ضمانات لوقف إطلاق النار وبدء الإعمار، ومباحثات تعقب ذلك حول مستقبل غزة بمعزل عن مخطط التهجير ونزع سلاح المقاومة، وهو ما يضع إسرائيل أمام مجموعة من الخيارات.
إعلانوتعد أقرب الخيارات المتاحة لإسرائيل في الوقت الحالي إطالة أمد المرحلة الأولى من الاتفاق، بحيث تطلب مزيدا من محتجزي المرحلة الثانية مقابل إطالة أمد وقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد التصور العام الإسرائيلي الأميركي حول اقتصار الاتفاق على تبادل الأسرى.
وقد تلجأ تل أبيب إلى توسيع نطاق مفاوضات المرحلة الثانية للحديث عن مستقبل قطاع غزة السياسي بدل الاقتصار على تبادل أسرى المرحلة الثانية والانسحاب من القطاع، وبهذا تصبح تل أبيب قادرة على المناورة في مساحة أوسع من الخيارات السياسية والعسكرية، والضغط على الوسطاء والفاعلين الإقليميين للقبول بالشروط الإسرائيلية.
وقد تلعب الحكومة الإسرائيلية ورقة استغلال شعور الحنق والرغبة في الانتقام للعودة إلى القتال، وذلك بعد مشاهد تسليم الأسرى وتقرير الطب الشرعي الإسرائيلي حول "الطريقة البشعة" التي قتلت بها الأسيرة شيري بيباس، والخطأ بإرسال جثة امرأة فلسطينية بدلا عنها، مع انتشار أنباء إسرائيلية حول مقتلها تحت الأسر وليس بسبب القصف الإسرائيلي، إضافة إلى مشاعر الانتقام من عملية السابع من أكتوبر.
في المحصلة، تضع إسرائيل نفسها تحت الضغط ذاته الذي تمارسه لإنهاء حكم حماس، فهي تريد ذلك عبر مسار تكون هي نفسها مشاركة وفاعلة فيه، مقارنة بالمقاربة العربية الفلسطينية التي تنطلق من حكم فلسطيني مهني يكون مستقلا عن السلطة الفلسطينية ومن دون مشاركة حماس، لكنه سيعود في النهاية إلى مرجعية السلطة الفلسطينية، وهو عكس ما يرغب نتنياهو في إنجازه، والذي يتمثل في غزة خالية من حماس والسلطة معا.
[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة من هذا الرابط]