لبنان ٢٤:
2024-11-24@12:21:21 GMT

حزب الله وجبهة المحافظة على تسليحه ونفوذه

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

كتبت روزانا بو منصف في" النهار":تابع كثُر في الداخل والخارج الخطاب الأول للشيخ نعيم قاسم بصفته أميناً عاماً جديداً لـ"حزب الله" على خلفية الاهتمام بموقف الحزب ومتغيّراته في ضوء التطوّرات الدرامية التي حصلت له وللبنان، والإشارات التي يمكن أن يوفّرها في ظل بدء تسريبات إسرائيلية عن اتفاق محتمل لوقف النار بين لبنان وإسرائيل، وهذا ما أوحى به عن تحوّل محتمل في سياسة الحزب أو مقاربته على نحو يسمح بفصل وقف النار في لبنان عن العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة قائلاً إن الحزب سيقبل وقف النار بالشروط "المناسبة"، وعلى أن "الأساس لأي مفاوضات هو وقف النار أولاً".

 

وهذه النقلة النوعية كشف عنها لاحقاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن الحزب تأخّر في فصل جبهة لبنان عن غزة، وهذه النقطة الجوهرية في خطاب قاسم هي من العناصر الأساسية التي تُمَرَّر ضمن مجموعة مواقف يستمر فيها الحزب مواجهةً لإسرائيل وإصراراً على تحقيق انتصارات لئلا تقفل الحرب، في حال نجاح مساعي وقف النار على انطباع بأن هناك انتصاراً وهناك هزيمة. 

فالحزب الذي يكابر إزاء ما حل بالبلد رغم الخسائر التي تُلحَق بإسرائيل، لا سيما أن خطاب قاسم تزامن مع تهجير أهالي بعلبك وجوارها بعد تهجير قرى الجنوب والضاحية الجنوبية، لا يزال يسعى إلى تحقيق مجموعتين من الأهداف الأساسية والجوهرية: الأولى، ضمان بقائه كتنظيم مسلّح رغم التزام السلطة التي تمثّله راهناً عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى عبر الحكومة القائمة بالقرار 1701 وتنفيذ كل مندرجاته، علماً بأن هذه السلطة لا تدخل في تفاصيل ما التزمت به على هذا الصعيد، أي البقاء كما هو من دون أن يظهر أي نية لأي تعديل. 

والمجموعة الثانية تتّصل بمقاومة واقع أن يؤدي هذا التغيير القسري على نفوذه القوي على الساحة الداخلية في لبنان. وهو بهذا المعنى، ولهذه الأسباب، يرفض بت أي ملف قبل وقف النار على خلفية أن يستمر مُمسكاً بتشكيل السلطة السياسية في لبنان في المرحلة المقبلة ويفاوض عليها من أجل تحصيل ما عجز في تحصيله لو أنه كان سيخرج منتصراً في الحرب مع إسرائيل. 

فهذه المخاوف عن احتمال إعلان الحزب انتصاره منذ بدء حرب "المساندة" لغزة رافقت القوى السياسية في لبنان على خلفية أنه كيفما كانت النتائج النهائية للحرب، فسيخرج الحزب لإعلان انتصاره ويطالب بتسييله في الداخل بالمزيد من الإمساك بمفاصل الحياة السياسية في لبنان. هذا الأفق السياسي تبدّل جذرياً، لا مع الخسائر الجسيمة التي مُني بها الحزب، بل على خلفية الفشل في قرارات اعتمدها وأدّت إلى خسارة بالغة له والأهم تدمير لبنان. 

وهذا لن يقرّ به الحزب حتى لو أن التقارير الديبلوماسية التي تتابع عن كثب مجريات المعارك الجارية تفيد بأن ما أعلنه قاسم لا يتناسب إطلاقاً مع الواقع المتصل بمجريات الميدان من حيث دلالاتها الكبيرة لجهة الخلل في التوازن العسكري وترجمته العملانية، ليس إزاء الحزب فحسب، بل أيضاً إزاء إيران والهجوم الذي قامت به إسرائيل ضد مواقع مهمة فيها على نحو يناقض كلياً سردية إيران حيال تقليل وقع هذا الهجوم.

ويدفع الحزب، لا بل الثنائي الشيعي، في تزخيم مصالحه منذ الآن على خلفية أن تنفيذ 1701 يفترض أن يترافق مع طمأنة له وللحزب خصوصاً إزاء طبيعة الدولة التي ستتشكّل بعد انتهاء الحرب. وبدأت تصدر إشارات من نوع رفض أن تكون الدولة المقبلة بإرادة إسرائيلية أو أميركية تمهيداً لتعبئة شعبية وسياسية تضغط في هذا الاتجاه، لا سيما بعد أن تتّضح الخسائر التي تكبّدها لبنان من باب أنها "تضحيات" قدّمها الحزب دفاعاً عن لبنان، أقلّه بناءً على الخطاب الذي بدأ يمهّد له على هذا الصعيد، بعدما أدخل السردية المتعلّقة بفتحه جبهة الجنوب استباقاً لما كانت تنويه إسرائيل حتى قبل بدئه حرب المساندة. وهو في ذلك يراهن بقوة على أن ذلك سينجح مع الخارج الذي يضغط في اتجاه إعادة بناء المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة من أجل مواكبة تنفيذ الاتفاق الذي سيرسو عليه الوضع في الجنوب على خلفية أن ورقة الاستمرار في تعطيل الرئاسة لن يفرّط بها بسهولة متخوّفاً ومستبقاً المسؤولية التي ستحمّله إياها القوى السياسية عما حل بالبلد.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على خلفیة أن وقف النار فی لبنان

إقرأ أيضاً:

من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟

يُوصف محمد حيدر بأنه "العقل الأمني" لحزب الله، ومن قادة الصف الأول، بينما وصفته إسرائيل بأنه "الرجل الذي أدار الحرب في الأسابيع الأخيرة".

وُلد في بلدة قبريخا عام 1959، ودرس في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، كما تخصص في التخطيط الإستراتيجي. بدأ حياته المهنية في شركة طيران الشرق الأوسط، قبل أن ينتقل إلى العمل الحزبي، ثم السياسي، وصولًا إلى المسؤوليات العسكرية، ليصبح أحد أعلى القيادات الأمنية في حزب الله.

تولى محمد حيدر العديد من المناصب في الحزب، منها: نائب رئيس المجلس التنفيذي، وعضو مجلس التخطيط العام، ومسؤول عن العمل الإجرائي التنفيذي في الوحدات المركزية للحزب.

شغل منصب نائب عن محافظة بعلبك عام 1992، ثم نائبًا عن دائرة مرجعيون - حاصبيا بين عامي 2005 و2009.

ازداد نفوذه داخل الحزب بعد اغتيال عماد مغنية عام 2008، وتوسّع دوره أكثر بعد اغتيال مصطفى بدر الدين عام 2016. يُعتبر حيدر أحد القادة الثلاثة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، إلى جانب طلال حمية وخضر يوسف نادر.

بحسب موقع إنتيلي تايمز، كان حيدر مسؤولًا عن تطوير مشاريع عسكرية سرية يديرها حزب الله باستخدام الوحدة 8000 في "فيلق القدس"، من خلال نقل وسائل قتالية ومستشارين من سوريا.

في فجر السبت، 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في منطقة البسطة وسط بيروت، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 60 آخرين، حسب آخر إحصاء منشور. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المستهدف كان محمد حيدر، مسؤول العمليات في حزب الله. إلا أنها عادت وأعلنت لاحقًا فشل العملية.

هذه ليست المحاولة الإسرائيلية الوحيدة لاغتياله؛ ففي عام 2019، استهدفت طائرتان مسيرتان الضاحية الجنوبية في محاولة سابقة فاشلة لاغتياله.

خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، قُتل العديد من قادة حزب الله، أبرزهم الأمين العام السابق حسن نصرالله، والقائد العسكري الأول في جنوب لبنان فؤاد شكر، والرجل الثاني بعد شكر، إبراهيم عقيل، ورئيس وحدة الأمن الوقائي نبيل قاووق، بالإضافة إلى قادة من فرقة الرضوان وآخرين.

مقالات مشابهة

  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • عن التوغل البريّ في لبنان واتّفاق وقف إطلاق النار.. ما الذي قاله لواء إسرائيليّ؟
  • من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
  • من الإقليم إلى الطائف.. حزب اللهيستعد لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار
  • أبو فاعور: نتابع الاتصالات مع كل المكونات السياسية لخدمة اهلنا النازحين
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • جنبلاط مع الحزب وواشنطن وضد ايران
  • وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!
  • إيجابيات لافتة تتزامن ومفاوضات وقف النار