لبنان ٢٤:
2025-01-24@08:35:44 GMT

حزب الله وجبهة المحافظة على تسليحه ونفوذه

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

كتبت روزانا بو منصف في" النهار":تابع كثُر في الداخل والخارج الخطاب الأول للشيخ نعيم قاسم بصفته أميناً عاماً جديداً لـ"حزب الله" على خلفية الاهتمام بموقف الحزب ومتغيّراته في ضوء التطوّرات الدرامية التي حصلت له وللبنان، والإشارات التي يمكن أن يوفّرها في ظل بدء تسريبات إسرائيلية عن اتفاق محتمل لوقف النار بين لبنان وإسرائيل، وهذا ما أوحى به عن تحوّل محتمل في سياسة الحزب أو مقاربته على نحو يسمح بفصل وقف النار في لبنان عن العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة قائلاً إن الحزب سيقبل وقف النار بالشروط "المناسبة"، وعلى أن "الأساس لأي مفاوضات هو وقف النار أولاً".

 

وهذه النقلة النوعية كشف عنها لاحقاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن الحزب تأخّر في فصل جبهة لبنان عن غزة، وهذه النقطة الجوهرية في خطاب قاسم هي من العناصر الأساسية التي تُمَرَّر ضمن مجموعة مواقف يستمر فيها الحزب مواجهةً لإسرائيل وإصراراً على تحقيق انتصارات لئلا تقفل الحرب، في حال نجاح مساعي وقف النار على انطباع بأن هناك انتصاراً وهناك هزيمة. 

فالحزب الذي يكابر إزاء ما حل بالبلد رغم الخسائر التي تُلحَق بإسرائيل، لا سيما أن خطاب قاسم تزامن مع تهجير أهالي بعلبك وجوارها بعد تهجير قرى الجنوب والضاحية الجنوبية، لا يزال يسعى إلى تحقيق مجموعتين من الأهداف الأساسية والجوهرية: الأولى، ضمان بقائه كتنظيم مسلّح رغم التزام السلطة التي تمثّله راهناً عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى عبر الحكومة القائمة بالقرار 1701 وتنفيذ كل مندرجاته، علماً بأن هذه السلطة لا تدخل في تفاصيل ما التزمت به على هذا الصعيد، أي البقاء كما هو من دون أن يظهر أي نية لأي تعديل. 

والمجموعة الثانية تتّصل بمقاومة واقع أن يؤدي هذا التغيير القسري على نفوذه القوي على الساحة الداخلية في لبنان. وهو بهذا المعنى، ولهذه الأسباب، يرفض بت أي ملف قبل وقف النار على خلفية أن يستمر مُمسكاً بتشكيل السلطة السياسية في لبنان في المرحلة المقبلة ويفاوض عليها من أجل تحصيل ما عجز في تحصيله لو أنه كان سيخرج منتصراً في الحرب مع إسرائيل. 

فهذه المخاوف عن احتمال إعلان الحزب انتصاره منذ بدء حرب "المساندة" لغزة رافقت القوى السياسية في لبنان على خلفية أنه كيفما كانت النتائج النهائية للحرب، فسيخرج الحزب لإعلان انتصاره ويطالب بتسييله في الداخل بالمزيد من الإمساك بمفاصل الحياة السياسية في لبنان. هذا الأفق السياسي تبدّل جذرياً، لا مع الخسائر الجسيمة التي مُني بها الحزب، بل على خلفية الفشل في قرارات اعتمدها وأدّت إلى خسارة بالغة له والأهم تدمير لبنان. 

وهذا لن يقرّ به الحزب حتى لو أن التقارير الديبلوماسية التي تتابع عن كثب مجريات المعارك الجارية تفيد بأن ما أعلنه قاسم لا يتناسب إطلاقاً مع الواقع المتصل بمجريات الميدان من حيث دلالاتها الكبيرة لجهة الخلل في التوازن العسكري وترجمته العملانية، ليس إزاء الحزب فحسب، بل أيضاً إزاء إيران والهجوم الذي قامت به إسرائيل ضد مواقع مهمة فيها على نحو يناقض كلياً سردية إيران حيال تقليل وقع هذا الهجوم.

ويدفع الحزب، لا بل الثنائي الشيعي، في تزخيم مصالحه منذ الآن على خلفية أن تنفيذ 1701 يفترض أن يترافق مع طمأنة له وللحزب خصوصاً إزاء طبيعة الدولة التي ستتشكّل بعد انتهاء الحرب. وبدأت تصدر إشارات من نوع رفض أن تكون الدولة المقبلة بإرادة إسرائيلية أو أميركية تمهيداً لتعبئة شعبية وسياسية تضغط في هذا الاتجاه، لا سيما بعد أن تتّضح الخسائر التي تكبّدها لبنان من باب أنها "تضحيات" قدّمها الحزب دفاعاً عن لبنان، أقلّه بناءً على الخطاب الذي بدأ يمهّد له على هذا الصعيد، بعدما أدخل السردية المتعلّقة بفتحه جبهة الجنوب استباقاً لما كانت تنويه إسرائيل حتى قبل بدئه حرب المساندة. وهو في ذلك يراهن بقوة على أن ذلك سينجح مع الخارج الذي يضغط في اتجاه إعادة بناء المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة من أجل مواكبة تنفيذ الاتفاق الذي سيرسو عليه الوضع في الجنوب على خلفية أن ورقة الاستمرار في تعطيل الرئاسة لن يفرّط بها بسهولة متخوّفاً ومستبقاً المسؤولية التي ستحمّله إياها القوى السياسية عما حل بالبلد.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على خلفیة أن وقف النار فی لبنان

إقرأ أيضاً:

قبل انتهاء مدة الهدنة.. «حزب الله» يطالب بانسحاب المحتل الإسرائيلي من لبنان

أوضحت المقاومة الإسلامية اللبنانية «حزب الله»، اليوم الخميس، أن مهلة الهدنة المتفق عليها التي تصل مدتها 60 يومًا، شارفت على الانتهاء، لذلك نطالب بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من لبنان بشكل كامل.

وأفاد «حزب الله»: بأن «التسريبات عن تأجيل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي تستدعي من الجميع والسلطة السياسية الضغط على الدول الراعية للاتفاق»، مشددًا على أن تجاوز مهلة الـ60 يوما انتهاك للاتفاق وتعد على لبنان ودخول الاحتلال فصلا جديدا على الدولة التعامل معه.

ما الذي ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان؟

ينص الاتفاق على وقف الأعمال العدائية لمدة 60 يوما، وهو ما وصفه المفاوضون بأنه الأساس لهدنة دائمة.

من المتوقع أن ينسحب مسلحي حزب الله مسافة 40 كيلومترا «25 ميلا» من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، في حين تنسحب القوات البرية الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.

لقد كان قرار «مجلس الأمن» التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر حرب شاملة بين البلدين في 2006، هو أساس الاتفاق، وتدور المفاوضات بشكل رئيسي حول إنفاذ المعاهدة.

وبموجب الاتفاق، سينفذ لبنان إشرافا أكثر صرامة على تحركات «حزب الله» جنوب نهر الليطاني، لمنع المسلحين من إعادة تجميع صفوفهم هناك.

وسيتم تكليف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني ولجنة متعددة الجنسيات بالإشراف على تحركات الجماعة المدعومة من إيران.

اقرأ أيضاًخبير عسكري: إسرائيل تستغل فترة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأراضي اللبنانية

إسرائيل تخطط لبقاء طويل في لبنان.. 300 خرق للهدنة منذ وقف إطلاق النار «فيديو»

خبير استراتيجي: الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة

مقالات مشابهة

  • اتفاق على حافة الانهيار.. إسرائيل ترفض الانسحاب من جنوب لبنان
  • اسرائيل تخطط للبقاء في الجنوب بعد مهلة الستين يوماً
  • حرب كلامية بين إسرائيل وحزب الله قبل نهاية اتفاق وقف إطلاق النار
  • بشأن اتفاق وقف النار مع الحزب.. هذا ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية
  • قبل انتهاء مدة الهدنة.. «حزب الله» يطالب بانسحاب المحتل الإسرائيلي من لبنان
  • حزب الله يحذر: فترة الـ60 يوما لانسحاب العدو من لبنان شارفت على ‏الانتهاء
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • لبنان.. اغتيال مسؤول في حزب الله بهجوم مسلح
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل
  • تأخر التعويضات يُشعل الغضب في جنوب لبنان ويضع حزب الله تحت الضغط