لبنان يريد تطبيقاً متوازناً للقرار 1701.. نتنياهو يعاند واشنطن والكلمة للميدان
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
بات بحكمِ المؤكد أن الكلمة الفصل تبقى للميدان في ظل تبدد التفاؤل اللبناني الحذر عشية وصول الوفد الرئاسي الأميركي إلى تل أبيب للتوصل لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، تمهيداً لتطبيق القرار 1701، بعد اصطدامه بعنادٍ من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ترجمه بمواصلة تدميره للبلدات الجنوبية، امتداداً إلى قرى ومدن البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت للضغط على الحكومة اللبنانية و«حزب الله» للتسليم بشروطه.
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":نتنياهو يصر، كما تقول مصادر سياسية على إدخال تعديلات على القرار الدولي لتأتي متطابقة مع تفسيره لتطبيق القرار 1701، بخلاف التفسير اللبناني، لأن لكل منهما تفسيره الخاص، وهذا ما شدد عليه أثناء استقباله موفدَي الرئيس الأميركي آموس هوكستين وبريت ماكغورك. فهو يتمسك بتفسيره الخاص لتطبيق القرار بذريعة أنه وحده يؤمّن الضمانات لإسرائيل ويمنع بصورة نهائية تهديد «حزب الله» للمستوطنات الواقعة قبالة الحدود اللبنانية، بالتالي يصر على استمرار تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي على مدار الساعة في الأجواء اللبنانية، والإقرار بحق الجيش الإسرائيلي بالتوغل في عمق جنوب الليطاني لملاحقة من يُشتبه بهم الإعداد لتهديد أمن إسرائيل، وتشديد الرقابة بضمانة دولية على مطار رفيق الحريري الدولي والمعابر الحدودية بين لبنان وسوريا لمنع «حزب الله» من استخدامها لتهريب السلاح من إيران.
وسألت المصادر السياسية: هل المهمة التي أوكلها الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو يستعد لمغادرة البيت الأبيض، لمستشارَيْه للقاء نتنياهو للتوصل لوقف النار تأتي من باب رفع العتب قبل أيام من موعد انتخاب رئيس أميركي جديد؟ وأين هي الضمانات التي شجعته على إيفادهما إلى تل أبيب، خصوصاً وأن تجارب وقف النار مع نتنياهو لم تكن مشجعة، سواء في غزة أو جنوب لبنان، وهو من انقلب على النداء الأميركي - الفرنسي المدعوم دولياً وعربياً لوقف النار بعد أن وافق عليه؟
وقالت إن نتنياهو يحسن ابتزاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في سباقه إلى الرئاسة مع منافسته نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ولن يفرّط بما لديه من فائض قوة، على الأقل من وجهة نظره، من دون أي ثمن سياسي، ولهذا يصر على الإمساك بورقة جنوب لبنان ليكون في وسعه صرفها كما يشاء في ضوء ما ستؤدي إليه الانتخابات الرئاسية الأميركية، على أن يستكمل المطلوب منه لتحسين شروطه في حال تم التوصل لوقف النار، وإنما بعد أن يكون قد أمعن في التدمير والتهجير بذريعة القضاء على البنى العسكرية لـ«حزب الله»، والتخلص من مخزونه الصاروخي.
ولفتت إلى أن لا مانع من ضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا ودولة عربية يتم الاتفاق عليها، إلى اللجنة الثلاثية المؤلفة من قيادة «يونيفيل» وممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، والمكلفة بالإشراف على تطبيق الـ1701، للتأكد من خلوّه من الخروقات، وتحديداً بتحويل جنوب الليطاني إلى منطقة منزوعة السلاح غير الشرعي، وأنه لن يكون فيها وجود مسلح لـ«حزب الله».
وكشفت المصادر نفسها أن لبنان لا يعارض توسيع رقعة المشاركة في قوات «يونيفيل» بضم وحدات عسكرية من دول أوروبية وعربية يتم الاتفاق عليها لتعزيز مؤازرتها للجيش اللبناني بعد زيادة عديده لبسط سيطرته بالكامل على جنوب الليطاني، بدلاً من إحلال قوات متعددة الجنسية مكان «اليونيفيل» لأنه يحتاج موافقة مجلس الأمن الدولي.
وقالت إن لبنان يتمسك بتحقيق الانسحاب المتوازن تحت إشراف «يونيفيل»، ولا يوافق على ما يقترحه نتنياهو من تعديلات على الـ1701، أقل ما يقال فيها إنها مجرد أعذار من نتنياهو لمواصلة تدمير وتهجير السكان بحجة ملاحقة «حزب الله» أينما وجد للتخلص من سلاحه وقوته الصاروخية. وسألت: ماذا يريد نتنياهو بقوله إنه لم يحن أوان وقف النار حتى الساعة؟ وهل يواصل حرب الإبادة للقرى الأمامية وتحويلها أرضاً محروقة، ولا يكترث للدعوات الدولية والإقليمية بوقف حربه على لبنان طالما أن «حزب الله» يقف وراء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أوكل إليه التفاوض مع الوسيط الأميركي لوقف النار تمهيداً لنشر الجيش وتطبيق الـ1701.
ورأت المصادر أن تفويض الحزب لبري يعني حكماً أنه لا يريد الحرب، وأن ما يقوم به يبقى تحت سقف الدفاع عن النفس، وقالت إنه يتعاطى بواقعية ومرونة ولن يستعصي على التوصل لوقف النار، آخذاً بعين الاعتبار أن صموده في الميدان وتصديه للتوغل الإسرائيلي يمنع تل أبيب من فرض شروطها على لبنان ومن خلاله على الحزب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی لوقف النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
نتنياهو جمد جبهة لبنان تحضيرا لمواجهة إيران
سرايا - قرر بنيامين نتنياهو تجميد جبهة الحرب في لبنان، في مسعى إلى التحضير لخوض مواجهة أوسع مع إيران، في ما قد يواجه ضغوطاً من دونالد ترامب للوصول إلى سلام واسع في المنطقة. وقد يدوم وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، ولكن يُستبعد أن يحمل في طياته بوادر سلام أوسع.
***
أشرقت الشمس فجر الأربعاء الماضي على ضاحية بيروت الجنوبية، كما في باقي الأيام على مدار الشهرين الماضيين، على وقع الانفجارات وأصوات الطلقات النارية، لكنها في هذه المرة كانت مختلفة كونها كانت تبشر بحلول السلام.
وكما كان الحال في كثير من المرات السابقة، قرر مؤيدو "حزب الله" الاحتفال في أعقاب مواجهة وصلت إلى طريق مسدود مع إسرائيل، بغض النظر عما تكبدوه من خسائر. وربما لا يكون المشككون مخطئين عندما يقولون إن وقف إطلاق النار الحالي هو مجرد هدنة مؤقتة. ومع ذلك، فإن أمد هذه الهدنة قد يطول إذا ما قرر وكلاء السلطة من الطرفين، ومن يدعمهم خارجياً، أن استمرارها يخدم مصالحهم.
في لبنان وشمال إسرائيل قد يكون تنفس الصعداء مبرراً لدى الناس العاديين. فالاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحكومة اللبنانية، بالنيابة عن "حزب الله"، يعني أن الجيش الإسرائيلي سينسحب إلى ما وراء الحدود الجنوبية بعد 60 يوماً، بينما يعود مقاتلو "حزب الله" إلى مناطق خلف نهر الليطاني على مسافة 30 كيلومتراً تقريباً من الحدود الإسرائيلية، وبالتالي تعد هذه النتيجة تعادلاً وليس ضربة قاضية.
واصلت إسرائيل شن غاراتها الجوية العنيفة حتى اللحظة الأخيرة، في وقت كان "حزب الله" قد أطلق 250 صاروخاً نحو الأراضي الإسرائيلية قبل ذلك بيوم. وقد تكبد "حزب الله" ومعه المدنيون اللبنانيون إصابات وأضراراً تزيد بأضعاف على تلك التي حاولت الميليشيات المسلحة إلحاقها بالجيش الإسرائيلي والمستوطنين في إسرائيل. لكن أكثر ما يثير قلق إسرائيل اليوم هو أنه على الرغم من تلك الهجمات المدمرة التي شملت توجيه ضربات دقيقة باستخدام الاستخبارات وأجهزة البيجر المفخخة، فضلاً عن غارات صاروخية خارقة للتحصينات بهدف اغتيال قائد "حزب الله" حسن نصر الله، حارب "حزب الله" حتى الرمق الأخير ولم يُهزم. وتشير الترجيحات إلى أن وقف إطلاق النار سيبقى قائماً، في الوقت الراهن على الأقل، مع أنه من المستبعد أن يحمل في طياته بوادر سلام أكثر شمولاً.
برر بنيامين نتنياهو قرار إيقاف الحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل بالقول إنه كان ضرورياً لإعادة تزويد قواته بالذخائر القادمة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وحتى يتمكن من تكثيف جهوده للقضاء على "حماس" في قطاع غزة. بل أوضح أن الهدف من وضع حد للعمليات العسكرية هو أكبر من ذلك، ويتمثل في مواجهة إيران كتهديد استراتيجي، إلى جانب التصدي لوكلائها في مناطق عدة، بدءاً بسورية والعراق ومروراً بالضفة الغربية ووصولاً إلى الحوثيين في اليمن.
ما يرجح بقاء "حزب الله" فعلياً خارج أي معارك مستقبلية في الجنوب هو حاجته إلى التعافي وإعادة ترتيب صفوفه أكثر من الرهان على قدرة الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) على فرض السيطرة الفعلية على المنطقة.
وقد يشير عجز نتنياهو عن تحقيق الأهداف في غزة حتى اليوم إلى أنه سينقل قوات الجيش الإسرائيلي إلى هناك للقضاء على "حماس" وتحرير ما بقي من الأسرى، مع أنه شدد على أن العدو الأكبر لإسرائيل الآن هو إيران، كما منح الحوثيين ذكراً خاصاً باعتبارهم من الأهداف المستمرة.
ويفيد نتنياهو بأن إسرائيل قد تجاوزت مراراً الخطوط الحمر التي وضعتها دول أخرى، قاصداً بذلك بشكل رئيسي تجاهله محاولات الولايات المتحدة ضبط تصرفاته. وعند إعلانه وقف إطلاق النار في لبنان تباهى متحدياً ناقدي تصرفاته عندما قال: "أكدوا أننا (لن نعود للقتال بعد وقف إطلاق النار الذي وضع حداً للعمليات العسكرية ضد "حماس")، لكننا عدنا وبزخم كبير، وسنعود أيضاً في لبنان" إذا لزم الأمر.
في سياق متصل، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية بيروت بثلاث قذائف عملاقة بينما كان جو بايدن يتوجه إلى المراسلين الصحفيين في البيت الأبيض للإعلان عن وقف إطلاق النار، كخاتمة انتصارية لسياسته الرئاسية الخارجية. وكانت التصريحات الصادرة من القدس متناقضة بصورة كبيرة، وللأسف يبدو دور بايدن هامشياً وأقل تأثيراً في سياق الأحداث.
ويأمل بايدن في أن يكون وقف إطلاق النار المعلن في لبنان بمثابة سابقة تمهد لعلاقة جديدة بين إسرائيل وغزة. كما تحدث عن أهمية توسيع نطاق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وبذلك لفت انتباه نتنياهو إلى أن وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية يمهد السبيل لواقع جديد، مؤكداً أن القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي تظل أكثر وقعاً وتأثيراً من مجرد آمال صادقة بعودة الهدوء إلى المنطقة.
يراهن نتنياهو في حساباته، على أن ترامب، خلال ولايته الرئاسية الثانية، سيمنحه الضوء الأخضر للانقضاض على إيران. ولذلك، مع تهدئة الحرب مع "حزب الله" بينما تستعد إسرائيل لإظهار قوتها الفعلية ضد إيران، فإن هدنة الستين يوماً لن تكون إرثاً لبايدن بقدر ما تمثل ورقة نعي لعهده.
في موازاة ذلك، أعلن دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار هو بمثابة "تأثير ترامب: السلام باستخدام القوة"، وثمة احتمال قائم بأن يكون الرئيس المنتخب قد تدخل لإقناع إسرائيل بالحد من خسائرها في لبنان، في حين أبدى "حزب الله" استعداده لشراء الوقت عبر الموافقة على وقف إطلاق النار الذي يمنحه فرصة لإعادة بناء قدراته وتنظيمها، فيما تحظى إسرائيل بالوقت الضروري لإعادة رسم الخريطة في الجنوب.
بعد هذا كله يبقى السؤال: هل يتدخل ترامب وفريقه الداعم للتصعيد للضغط من أجل اتفاق سلام لم يتمكن بايدن من تحقيقه؟ أم يجمع نتنياهو بين الضربات العسكرية القوية ضد أعداء إسرائيل وبين الخطاب عن تحقيق السلام على طريقة ترامب باستخدام القوة؟
من المتوقع أن يتبع نتنياهو إستراتيجياته المعتادة، حيث يلعب على وتر الغطرسة عند الرئيس الجديد، بينما يتركه يتحمل المسؤولية عن أي فشل في تنفيذ الخطط القائمة. وفي الختام، لا يتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي سلاماً دائماً حتى في حال تحقيق أي انتصار. أما ترامب فيسعى إلى أن يكون صانع سلام من غزة إلى أوكرانيا. وبذلك، فإن تصاعد التوترات والمنافسات بين صاحب البيت الأبيض الجديد، المنشغل "بتنظيف الساحة"، وبين المحارب المخضرم في القدس، يبقى احتمالاً غير مستبعد على الإطلاق.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1238
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-12-2024 08:56 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...