حكم عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ما حكم عدة المرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول؟ فقد عقد رجل على امرأة، ومات عنها قبل الدخول بها، وقبل حصول خلوة شرعية معتبرة، فهل يجب عليها أن تعتد؟ وكيف تكون عدتها؟
هل يجوز للأرملة وضع كحل العين في فترة العدة؟.. انتبه لـ8 حقائق عمرة المولد النبوي.. هل يجوز للمرأة أداءها في فترة العدةوقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن الواجبُ على المرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول بها هو أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام بالتاريخ الهجري؛ لعموم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234]، وتبدأ في حساب هذه العدة من يوم وفاة زوجها، والحكمة من ذلك أن تظهر الحزن بفوت نعمة النكاح.
وأضافت دار الإفتاء أن الأصل في عقد النكاح أنْ يُعقد للعُمر، فإذا انتهى عمر أحد الزوجين بالموت، انتهى معه عقد النكاح، والشيء إذا انتهى تقررت أحكامه، كتقرُّر أحكام الصيام بدخول الليل، وأحكام الإجارة بانقضائها، والعدَّةُ من أحكام عقد النكاح فتتقرَّر بانتهائه، ويقصد بها: المدة التي تتربص فيها المرأة عند حصول أحد أسباب زوال النكاح، سواء كان السبب طلاقًا، أو فسخًا، أو موتًا.
وقد أوجب الشرع الشريف على المرأة التي توفي عنها زوجها إن كانت من غير ذوات الحمل أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام، يستوي في ذلك المدخول بها وغير المدخول، والصغيرة والكبيرة، ومن تحيض ومن لا تحيض، فكلهنَّ داخلات في عموم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234].
وقد ثبت حكم العدة أيضًا بالسُّنَّة المطهرة، ففي حديث زينب بنت أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» متفقٌ عليه، وعلى ذلك تواردت نصوص فقهاء المذاهب الأربعة، وحُكي إجماعًا.
واتفق الفقهاء على أن المغلب في عدة المتوفى عنها زوجها عمومًا: التعبد، وفي عدة المتوفى عنها زوجها ولم يدخل بها زوجها خصوصًا: التعبد المحض.
ومن الحكم التي ذكرها الفقهاء لهذا النوع من العدة: أنَّها تظهر الحزن بفوت نعمة النكاح؛ إذ النكاح كان نعمة عظيمة في حقها، فإنَّ الزوج كان سبب صيانتها، وعفافها، وإيفائها بالنفقة، والكسوة، والمسكن، فوجب عليها العدة إظهارًا للحزن بفوت النعمة، وتعريفًا لقدرها.
وتبدأ عدة من توفي عنها زوجها عقيب الوفاة مباشرة؛ لأنَّ سبب وجوب العدة الوفاة، فيُعتبر ابتداؤها من وقت وجود السبب، فإن لم تعلم بالوفاة حتى مضت العدة فقد انقضت عدتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء عدة المراة النكاح دار الإفتاء المرأة التی قبل الدخول
إقرأ أيضاً:
حكم تقصير الأب في النفقة على أولاده؟.. عضو بـ"العالمي للفتوى" تجيب (فيديو)
أجابت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، على سؤال حول حكم تقصير الأب في النفقة على أولاده؟.
وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم الاثنين: “إن الأب مسؤول عن رعاية أبنائه وأنه لا يمكنه التهرب من هذه المسؤولية حتى في حال الطلاق.. فالأبوة ليست صفة قابلة للتنازل أو الانقطاع بمجرد حدوث الطلاق، بل تظل مسؤولية الأب قائمة تجاه أولاده مهما كانت الظروف”.
محافظة الجيزة تعلن عن مواقع لجان الفتوى للرد على استفسارات وتساؤلات المواطنين أمين الفتوى: التربح من الألعاب الإلكترونية تدمير للمجتمع وتشويه لمعنى الكسب الحلال
وأضافت: “الرجل هو راعٍ مسؤول عن رعيته، وهو مطالب بأن ينفق على أولاده، سواء كان متزوجًا أو مطلقًا، من غير الجائز أن يستخدم قدرته المالية كورقة ضغط على الزوجة السابقة أو على الأبناء، لأن ذلك يتعارض مع واجبه الشرعي تجاه رعايتهم، إذا تقاعس الأب عن أداء واجبه في النفقة، فإنه يُعتبر مقصرًا في مسؤولياته أمام الله سبحانه وتعالى”.
وأوضحت أن هناك فرقًا بين التقصير المتعمد والظروف الطارئة، قائلة: “أحيانًا قد يمر الأب بظروف صعبة أو ضائقة مالية تمنعه من الوفاء بجميع التزاماته المالية تجاه أولاده، وفي هذه الحالة لا يُعتبر مقصرًا بشكل متعمد، لكن إذا كان ديدنه هو التقصير في النفقة والتأثير على حياة أولاده من أجل مصالح شخصية أو ضغط نفسي، فإنه يُحاسب على ذلك أمام الله”.
وأكدت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من إهمال رعاية الأبناء، فقال: "إن أفضل الصدقة صدقة الرجل على أهله"، وبالتالي الأب يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه أبنائه سواء من الناحية المالية أو النفسية، وعليه أن يراعي حقوقهم ويعطيهم من رعايته وحبّه حتى لو كانت العلاقة بينه وبين الأم قد انتهت بالطلاق.
وختمت حديثها قائلة: "إن النفقة على الأولاد هي جزء من المسؤولية الكبرى التي يتحملها الأب، ولا يجوز التقصير فيها، لأن ذلك يُعتبر إضاعة لحق الأبناء ويؤدي إلى ضياعهم"، مستشهدة بحديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "كفا بالمرء إثما أن يضيع من يعول".
العالمي للفتوى يُحذر: إغلاق أجهزة التدفئة عند النوم حفاظا على الأرواح والممتلكات
في فصل الشتاء، ومع تدني درجات الحرارة، يحرص العديد من الناس على استخدام أجهزة التدفئة للحفاظ على دفء المنزل، ولكن، لا بد من الانتباه إلى ضرورة إغلاق هذه الأجهزة قبل النوم، إذ حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من مخاطر تركها موقدة خلال الليل.
النصيحة النبوية: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون"
أكد مركز الأزهر على أن توجيه النبي ﷺ يشمل جميع أنواع مصادر الحرارة التي قد تشكل خطرًا، حتى وإن لم تكن من جنس النار بشكل مباشر. فقد روى الإمام مسلم عن النبي ﷺ قوله: «لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ»، وهو تحذير يهدف إلى حماية الأنفس والممتلكات من خطر الحرائق.
في هذا السياق، يشير الإمام النووي رحمه الله إلى أن الحديث النبوي يشمل جميع أنواع الحرائق التي قد تكون نتيجة لأجهزة التدفئة الحديثة مثل المدافئ الكهربائية أو أجهزة تسخين المياه، حيث أن هذه الأجهزة قد تُسبب مخاطر حريق مشابهة لنار السراج القديمة.
الحرائق في الليل: خطر يجب تجنبه
وقد أوردت الفتوى أيضًا حادثة وقعت في المدينة المنورة، حيث احترق بيتٌ بسبب الإهمال في إطفاء النار، مما أدى إلى أضرار جسيمة.
وقد حدث ذلك في ليلةٍ أثناء نوم أهل المنزل، مما يُبرز أهمية إطفاء أي مصدر حرارة قبل النوم. في هذا السياق، روى الصحابي الجليل أبو موسى رضي الله عنه: "احترق بيتٌ بالمدينة على أهله من الليل، فحدِّثَ بشأنهم النبي ﷺ، فقال: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ».
كيف نُحافظ على الأمان في الشتاء؟
بحسب الشرح الوارد من الإمام ابن حجر رحمه الله في تفسير حديث النبي ﷺ، فإن الحكمة من هذا النهي تكمن في تجنب مخاطر الاحتراق، التي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وعليه، يجب على كل شخص التأكد من إغلاق جميع الأجهزة التي قد تسبب حرائق أثناء نومه، مثل أجهزة التدفئة الكهربائية، سخانات المياه، وغيرها من الأجهزة التي قد تشكل تهديدًا غير مرئي عندما ينام الأشخاص.
التدابير الوقائية هي مسؤوليتنا جميعًا
يُعد الحفاظ على الأمان في فصل الشتاء أمرًا بالغ الأهمية، وهو واجب على كل فرد في المجتمع. ويجب أن نتذكر دائمًا أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسنا وعائلاتنا من أي حوادث قد تنجم عن الإهمال. إطفاء الأجهزة الكهربائية قبل النوم يعد من أبسط وأكثر الطرق فعالية في ضمان الأمان، ويعتبر من سبل صيانة الأرواح والممتلكات، كما نصحنا بذلك رسول الله ﷺ.