الأسرع ليس أفضل دائما.. فوائد تدفعك لاختيار الحياة بوتيرة أبطأ
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يقول موليير "الأشجار بطيئة النمو تثمر أفضل الثمار"، وفي عالم يفرض الإيقاع السريع على الجميع، أصبحنا نشعر أننا مطاردون بمهام وهمية تجعلنا نسرع لننجز شيئًا ما لا نعرفه، فيصعب علينا الاستمتاع بالحياة والوقت، وتزدحم جداولنا دون أن نعرف السبب. لكن هل هذا حقًا ما يجب أن تكون عليه الحياة؟ هل الوتيرة الأسرع هي الأفضل دائمًا؟ قد تجعلنا السرعة نشعر بالإنتاجية والأهمية، لكنها في الوقت نفسه تشعرنا بالتوتر والإرهاق.
نمط الحياة السريع يؤدي إلى التشتت، وهو ما ينعكس بصورة سلبية على الصحة النفسية والجسمية، كما يؤثر في جودة الإنتاجية، وعندما تعيش حياة مزدحمة مشتتة، تفقد فرصة اكتشاف الأشخاص والنشاطات والأحداث المؤثرة في حياتك، بينما يسمح التباطؤ بتحديد الأولويات والتركيز عليها.
يؤدي الانشغال المفرط إلى الشعور بالإجهاد؛ بسبب إطلاق هرمون (الكورتيزول) الذي يُعرف باسم "هرمون التوتر"، وهو ما يؤدي إلى مشكلات صحية؛ مثل: القلق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، بينما التباطؤ يمنح الجسم فرصة للاسترخاء والشفاء وإعادة ضبط النفس.
وقد يساعد التباطؤ على زيادة الإنتاجية، إذ يؤدي التسرع إلى ارتكاب الأخطاء، كما أن الجدول المكتظ بالمهام والواجبات يشعرك بالتأخر على الدوام، وهو ما يصيبك بالإحباط، بينما تخفيف الجدول يمنحك فرصة التركيز على المهام الضرورية.
ولا يعني التباطؤ التقصير في الواجبات، ولكن أن تؤدي جميع المهام بتركيز وكفاءة أكبر، كما يساعد التباطؤ على الاستمتاع بالأشياء الصغيرة والأحداث اليومية التي تبدو عادية؛ مثل: قضاء وقت ممتع مع الأطفال، أو الالتفات للأشياء الصغيرة الجميلة من حولك، فتنظر بصورة مختلفة وإيجابية للحياة.
كن حاضرًا بكل ما تفعله، وإذا تشتّت عقلك عن اللحظة الحالية أعِد نفسك بلُطف إليها، لتركّز على ما تفعله الآن، وعلى البيئة والأحاسيس من حولك.
على سبيل المثال، تناول الطعام ببطء بدلًا من التهامه، من أجل الإحساس بالمذاق والنكهة والانتباه للألوان وطريقة التقديم. وعند غسيل الأطباق، بدلًا من التعامل معه على أنه عمل مملّ، يمكن الانتباه لملمس الماء على الأصابع وشكل الرغوة على الأطباق، ورائحة الصابون التي تملأ أجواء المطبخ في هذه الأوقات.
لا يتوقف الأمر على تناول الطعام أو غسيل الأطباق فقط، لكن يمكنك اتباع هذا النهج الهادئ المتباطئ خلال قيادة السيارة، والانتباه للطريق وما يحيط به من تفاصيل، وخلال الحديث مع الأصدقاء والأبناء الذين أصبحنا نتواصل معهم بنصف وعي فقط؛ بسبب تركيزنا مع الهواتف المحمولة، وشعورنا المستمر أننا في عجالة من أجل شيء ما.
ابدأ يومك ببطءربما يبدو بدء اليوم ببطء خيارًا صعبًا بسبب الحياة المتسارعة؛ لكنه في الوقت نفسه يستحق أن نبذل بعض الجهد لتجربته والمواظبة عليه.
لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة في ممارسة نمط الحياة البطيء، وكل شخص يمكن أن يجد هدوءه بطريقته الخاصة، فالصلاة بخشوع جزء من "الروتين" الصباحي الهادئ، ويمكن أن تكون الموسيقى أو تحضير الإفطار وممارسة بعض التمارين الرياضية وإكمال بعض الأعمال المنزلية السريعة، خيارًا مناسبًا للهدوء لتقليل التوتر الصباحي.
وضمن "الروتين" الصباحي افتح الستائر، ودعْ ضوء الشمس الطبيعي يغمر الغرفة؛ لأن ضوء الشمس الطبيعي يوقف إنتاج هرمون الميلاتونين "هرمون النوم"، ما يساعد على الشعور بالنشاط. وتحرك ولا تبقى في السرير فترة طويلة، ولا تقترب من هاتفك المحمول بمجرد استيقاظك.
أضف بعض المساحات البيضاء إلى جدولكإزالة الفوضى من المنزل تعدّ إحدى الطرق المثالية التي تساعد على الحياة بهدوء أكثر، عندما يكون لديك أشياء أقل ستحتاج إلى وقت أقل للترتيب، ولن تستنزف في مهام تنظيف يومية بلا جدوى، وتذكر دائمًا أن كل قطعة زائدة تزيلها من منزلك، تضيف لك الوقت والطاقة والهدوء.
ليس المنزل فقط؛ ولكن جدولك اليومي -أيضًا- بحاجة إلى بعض المساحات البيضاء، أَزِلْ النشاطات والالتزامات غير الضرورية لتشعر بالقدرة على التنفس. ألقِ نظرة على التقويم، وحدّد أولوياتك وأولويات عائلتك، ولا تضف ضغوطًا جديدة على كاهلك لمجرد مواكبة ما يفعله الآخرون.
يقول ثيودور روزفلت "المقارنات هي سارق المتعة"، هذه الجملة من أهم الشعارات التي يمكن أن نعيش بها، حيث يمكن أن نكون راضين تمامًا عن حياتنا، حتى نبدأ في إجراء المقارنات مع الآخرين. تعهّد بالتوقف عن مقارنة حياتك بحياة أي شخص آخر.
من المهم الالتزام بتحسين النفس وتطوير الحياة، لكن في الوقت نفسه يجب أن تملأ نفسك بمشاعر الرضا عما تملك في حاضرك، وركّز على ما يهمك شخصيًا، وليس ما يهم أي شخص آخر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب