تقرير أممي: العنف الجنسي في السودان «لا مكان آمن».. و«جوتيريش»: الشعب السوداني يعيش كابوسًا من الجوع والمرض
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت بعثة أممية لتقصى الحقائق فى السودان، فى تقرير لها أن حجم العنف الجنسى في السودان "مهول" ومثير للصدمة؛ مشيرة إلى تعرض النساء والفتيات والفتيان والرجال فى السودان بشكل متزايد للعنف الجنسي، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي والاضطهاد على أسس عرقية وجنسانية متقاطعة.
وأوضح التقرير، الذى نشر بعد مرور ١٨ شهرًا على بدء الحرب الأهلية فى السودان، أن جرائم الاغتصاب أصبحت "معممة" فى البلاد، مع اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب معظم هذه الجرائم.
قال محمد شاندي عثمان، رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق بشأن الوضع فى السودان، فى بيان: "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسى الذى نقوم بتوثيقه فى السودان. إن وضع المدنيين الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلب معالجة عاجلة".
وأشار التقرير إلى أن الأطفال لم يسلموا من هذا العنف، حيث تم اختطاف نساء وفتيات لاستعبادهن جنسيًا.
شدد عثمان، الذى يرأس البعثة التى أنشأها مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان فى السودان منذ بدء الصراع فى أبريل ٢٠٢٣، على أن "لا يوجد مكان آمن فى السودان الآن".
من جهته؛ حذر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، من تصاعد العنف فى ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم؛ مؤكدًا على زيادة مخاطر وقوع فظاعات، وأكدت أجهزته على توثيق حالات عنف جنسي.
معاناة السودان «تزداد يومًا بعد يوم»وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن المعاناة فى السودان "تزداد يوما بعد يوم"، مع وصول عدد الأشخاص فى حاجة إلى المساعدة إلى ٢٥ مليون شخص، وذلك بعد ١٨ شهرًا على بدء الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
أضاف جوتيريش أن "الشعب السودانى يعيش كابوسًا من العنف" والجوع والمرض و"العنف الإثني" خاصة فى دارفور، مع قتل آلاف المدنيين وأعمال الاغتصاب "على نطاق واسع" وغيرها من "الفظائع التى لا توصف".
وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من ١٤ مليون شخص، منهم ٣ ملايين لجأوا إلى دول مجاورة، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وصرحت إيمى بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، فى مؤتمر صحافى الثلاثاء من بورت سودان: "كل الحروب وحشية، لكن حصيلة هذه الحرب مروعة بشكل خاص".
اتهم طرفا النزاع فى السودان بعضهما البعض بارتكاب جرائم حرب لاستهداف المدنيين عمدًا ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
وفى سبتمبر الماضي، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى "نشر دون تأخير" قوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين، فى تقرير أولي، خلصت البعثة إلى أن الطرفين المتحاربين "ارتكبا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي، والتى يعد جزء كبير منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
أكد المحققون فى تقريرهم الجديد على أن طرفى النزاع "ارتكبا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولي، يمكن أن يرقى الكثير منها إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، بما فى ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسى والاضطهاد على أساس الإثنية والنوع الجندري.
وأشار التقرير إلى أن قوات الدعم السريع "مسئولة عن العنف الجنسى فى المناطق التى تسيطر عليها"، مع إسناد "الغالبية العظمى من حالات الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسى الموثقة" فى التقرير إلى قوات الدعم السريع، وفى منطقة دارفور إلى حليفتها ميليشيا الجنجويد.
كما ذكر التقرير "بعض الحالات" التى تورط فيها أفراد من الجيش، بمن فيهم من أجهزة الاستخبارات العسكرية، كما تلقت البعثة "معلومات موثوقة" بشأن حالات اغتصاب رجال وفتيان.
وقالت جوى نغوزى إيزيلو، عضو البعثة، "النساء والفتيات والفتيان والرجال فى السودان الذين يتعرضون بشكل متزايد للعنف الجنسى والجنسانى بحاجة إلى الحماية، بدون المسائلة ستستمر دوامة الكراهية والعنف، ويجب علينا وقف الإفلات من العقاب ومحاسبة الجناة".
وطالب المحققون بتوسيع حظر الأسلحة المفروض على دارفور ليشمل البلاد بأكملها، وطالبوا السلطات بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتسليمها الرئيس السابق عمر البشير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العنف الجنسي السودان الشعب السوداني بعثة أممية جرائم ضد الإنسانية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدعم السریع فى السودان جرائم حرب
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من تفاقم أزمة النزوح في السودان ودعوة لحماية المدنيين
المتحدث باسم الأمم المتحدة قال أن المدنيين يجب ألا يكونوا هدفًا بأي حال، مشيرًا إلى وصول نحو 5 آلاف نازح، معظمهم من الخرطوم، إلى منطقة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي.
الخرطوم: التغيير
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء موجات النزوح الجديدة من العاصمة السودانية الخرطوم، نتيجة تصاعد العنف والمخاوف من عمليات قتل خارج نطاق القانون، في ظل التغيرات الأخيرة في السيطرة الميدانية داخل المدينة.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الجمعة، أن المدنيين يجب ألا يكونوا هدفًا بأي حال، مشيرًا إلى وصول نحو 5 آلاف نازح، معظمهم من الخرطوم، إلى منطقة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي، وفقًا للتقارير الواردة من العاملين في المجال الإنساني.
وأوضح دوجاريك أن هذه العائلات بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية، فيما أفادت تقارير أخرى بنزوح أعداد إضافية إلى أم دخن بوسط دارفور، مضيفًا أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على التحقق من تلك التقارير رغم القيود المالية التي تعيق أنشطة جمع البيانات وتؤخر الإنذارات المبكرة المتعلقة بالحركة السكانية.
وأشار إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن موجة نزوح أوسع ناجمة عن الصراع، تشمل مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان، لافتًا إلى أن المدنيين يفرون من مناطق الخطر أو يحاولون العودة إلى ديارهم المدمرة، حيث يواجهون انعدام الخدمات الأساسية ومخاطر مخلفات الحرب من متفجرات وقذائف غير منفجرة.
وفيما يتعلق بالوصول الإنساني، أشار دوجاريك إلى أن قافلة مساعدات تابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لا تزال عالقة في مدينة الأبيض بشمال كردفان، في طريقها إلى كادقلي عاصمة جنوب كردفان، بسبب العقبات الأمنية والإدارية.
كما عبّر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، عن غضبه إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد الهجمات على المطابخ المجتمعية والمساحات الآمنة التي يديرها المتطوعون، مؤكدًا أن القانون الدولي الإنساني يُلزم جميع الأطراف بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومحايد ودون عوائق.
الوسومآثار الحرب في السودان أوضاع النازحين الأمم المتحدة