تبحث إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في قضية مواطن أميركي من أصل إيراني تحتجزه طهران، حيث قالت الخارجية الأميركية لإذاعة صوت أميركا "فويس أوف أميركا" إنها "على علم بتقارير تفيد باعتقال مواطن مزدوج الجنسية الأميركية والإيرانية في إيران".

وتشير تقارير إلى اعتقال، رضا فالي زاده، وهو صحفي سابق في شبكة راديو فردا وهي مؤسسة شقيقة لإذاعة صوت أميركا، وكان قد ترك الإذاعة الناطقة بالفارسية في 2022.

وزاده هو المواطن الأميركي الوحيد الذي كشف عن سجنه علنا من قبل إيران، بعد تبادل السجناء بين واشنطن وطهران الذي تم في سبتمبر من 2023.

وتنظر إيران إلى راديو فردا وغيره من وسائل الإعلام الغربية الناطقة بالفارسية على اعتبار أنها كيانات معادية لأنها تلقي الضوء على المعارضة والاحتجاجات ضد النظام الاستبدادي في طهران.

وقال متحدث من الخارجية الأميركية "نحن نعمل مع شركائنا السويسريين الذي يعملون كقوة حماية للولايات المتحدة في إيران لجمع المزيد من المعلومات حول الموضوع".

"دبلوماسية الرهائن".. تاريخ إيران الطويل باحتجاز الأجانب لأكثر من أربعة عقود، وضعت إيران من احتجاز الأجانب ومزدوجي الجنسية "أمرا أساسيا في سياستها الخارجية"، مما جعلها تملك تاريخا طويلا فيما يعرف بـ "دبلوماسية الرهائن"، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وأضاف أن إيران "تسجن بشكل روتيني مواطنين أميركيين وآخرين من دول أخرى ظلما لأغراض سياسية. هذه الممارسة قاسية وتتعارض مع القانون الدولي".

وقال مصدر مطلع داخل إيران لمنصة صوت أميركا بالفارسية إن زاده اعتقل في طهران أواخر سبتمبر بتهمة التعاون مع وسائل إعلام أجنبية ناطقة بالفارسية.

وطلب المصدر عدم الكشف عن هويته بسبب المضايقات التي تمارسها طهران ضد من يدلون بتعليقات علنية لوسائل إعلام غربية.

وفي منتصف أكتوبر، أفادت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (HRAI) ومنظمة لجنة حماية الصحفيين ومقرها الولايات المتحدة أن زاده "محتجز في سجن إيفين بطهران، دون السماح له بمقابلة محام منذ اعتقاله".

واستشهدت المنظمات بمصدرين أحدهما قريب من عائلة زاده، والآخر عمل سابقا معه.

ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب إذاعة صوت أميركا للتعليق على اعتقال زاده.

سكايلر تومسون، نائب مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها واشنطن دعا في رسالة لإذاعة صوت أميركا إدارة بايدن إلى "استخدام كل القنوات الدبلوماسية المتاحة للتحقيق في اعتقال زاده، وضمان وصوله الفوري إلى مستشار قانوني".

وفي أغسطس الماضي، كتب زاده في آخر منشور له عبر منصة إكس أنه عاد إيران في فبراير بعد أن أكمل "مفاوضات جزئية" مع الذراع الاستخباراتي للحرس الثوري الإيراني.

من در تاریخ ۱۶ اسفند ۱۴۰۲ وارد تهران شدم. پیش از آن مذاکرات نیمه کاره‌ای با سازمان اطلاعات سپاه داشتم. در نهایت با مسئولیت خودم و بدون امان‌نامه حتی شفاهی پس از ۱۴ سال به کشورم بازگشتم. اگر اینترنت من را قطع کردند فعلا این نام را از من داشته باشید: اشکان عزیزی و بازی‌ به اسم واجا pic.twitter.com/tJRNiFzNG9

— Reza Valizadeh (@RezaValizdeh) August 13, 2024

وقال إنه قرر العودة طواعية حتى من دون أن يتلقى تعهدا كتابيا أو شفهيا مسبقا بأن زيارته لن تكون لها عواقب.

وفي منشور سابق في فبراير عند وصوله إيران، قال "عملاء الاستخبارات الإيراني استدعوا أفرادا من عائلته وضغطوا عليهم لإقناعه بالعودة".

احضار برادر بزرگم به وزارت اطلاعات در تهران. احضار پدرم و حتی فامیل دور و نزدیک به اداره اطلاعات در کردستان. سراغ همسایه‌مان رفته‌اند و از وضعیت مادرم جویا شده‌اند که پیش از ورود احتمالی به خانه به ارزیابی برسند. خانواده‌ام را تحت فشار گذاشته‌اند که من را متقاعد کنند برگردم.

— Reza Valizadeh (@RezaValizdeh) February 20, 2024

الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وجه رسائل للإيرانيين المقيمين في الخارج إلى عدم الخشية من العودة.

وأكد في تصريحات إعلامية في أغسطس الماضي أنه "يتعين علينا أن نؤكد لهم إذا عادوا إلى إيران، لن نرفع دعاوى قضائية ضد ولن نضايقهم ولن نمنعهم من المغادرة".

جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووي"، قال للإذاعة إن "اعتقال زاده يجب أن يكون بمثابة تحذير للإيرانيين الذي يحملون جنسيات مزدوجة، من أن تأكيدات طهران لا يمكن الوثوق بها".

وأضاف "كانت هناك حالات على مر السنين حصل فيها الإيرانيون في الخارج على إذن من جهة حكومية واحدة في إيران للدخول، ثم تقوم وكالة أخرى باحتجازه رهينة".

وإذا تم تصنيف اعتقال زاده على أنه احتجاز خاطئ لمواطن أميركي، يعني هذا الأمر أن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن، روجر كارستينز مخول بالعمل مع تحالف من المنظمات الحكومية والقطاع الخاص لتأمين حريته.

خمسة مقابل خمسة.. من هم الأميركيون والإيرانيون في صفقة التبادل؟ غادر خمسة معتقلين أميركيين إيران، الاثنين، في إطار صفقة بين طهران وواشنطن تشمل الإفراج عن خمسة سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة والإفراج عن 6 مليارات دولار مجمدة من أموال طهران

ويتم اعتماد هذا التصنيف إذا خلصت لجنة خاصة شكلها وزير الخارجية إلى أن قضيته تبلي المعايير المحددة في قانون ليفينسون لعام 2020.

وقال المتحدث باسم الخارجية في بيانه لـ "صوت أميركا" إن هناك "مراقبة باستمرار لظروف احتجاز المواطنين الأميركيين في الخارج بحثا عن مؤشرات على أن الاعتقالات قد تكون غير مشروعة".

وتمكنت إدارة بايدن من تأمين إطلاق سراح خمسة أميركيين من أصل إيراني اعتبرتهم محتجزين ظلما في طهران في اتفاق في سبتمبر من 2023، وحصل بالمقابل خمسة إيرانيين في الولايات المتحدة على إعفاء من الاحتجاز والملاحقة القضائية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: صوت أمیرکا فی إیران

إقرأ أيضاً:

مسؤول بإدارة ترامب يتحدث عن قرارات حاسمة بشأن إيران.. وطهران تدعو لنهج واقعي

اعتبر مايك والتز مستشار الأمن القومي الأمريكي أن إيران تمر بفترة "ضعف كبير" ما يجعل الوقت مناسبا لتتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة "قرارات حاسمة" بشأنها متوقعا حدوث ذلك الشهر المقبل.

وقال والتز في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية: إن "إيران في الوقت الراهن ضعيفة وفي وضع غير جيد بفضل قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وأضاف: "كان الجميع يقولون إن القضاء على زعيم حزب الله حسن نصر الله سيكون خطوة تصعيدية للغاية واستفزازية إلى حد كبير، وأنه لا يمكن القيام بذلك.. وتعلمون ماذا؟ لقد فعلتها السلطات الإسرائيلية".



وتابع والتز: "أدى ذلك إلى ظهور فرصة حقيقية في لبنان، وأسفر عن سقوط نظام الأسد ودكتاتوريته المتوحشة، وأدى إلى عزل حماس بالكامل.. كانوا دائما يعتقدون أن الدعم سيأتي من الشمال برفقة حزب الله، لكن الوضع تغير الآن.. وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلهم يتوصلون إلى اتفاق".

واختتم قائلا: "تم القضاء على الدفاع الجوي الإيراني.. لذا، أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ هذه القرارات الحاسمة.. وسنقوم بذلك خلال الشهر المقبل".

وكان ترامب قد صرح في نوفمبر الماضي بأن الولايات المتحدة لا تسعى لإلحاق الأذى بإيران، ولكنها لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي.

ويتوقع أن تكون سياسة ترامب تجاه إيران محل تركيز كبير خلال فترة رئاسته، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها خلال حملته الانتخابية للاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1، والذي وصفه بأنه "غير مجد".

نهج واقعي
في المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن إيران تأمل في أن تتبنى الحكومة الأمريكية الجديدة نهجا "واقعيا" تجاه طهران.

وقال إسماعيل بقائي للصحفيين: "نأمل أن تكون توجهات وسياسات الحكومة الأمريكية (المقبلة) واقعية ومبنية على احترام مصالح ... دول المنطقة، بما في ذلك الأمة الإيرانية".

يأتي هذا التصريح قبل ساعات فقط من تنصيب دونالد ترامب الذي انتهج سياسة "الضغوط القصوى" على إيران خلال ولايته الأولى (2017-2021).

في ولايته الأولى، انسحب ترامب في عام 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي بعد ثلاث سنوات من التوقيع عليه وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.

وردا على ذلك، زادت طهران بشكل كبير احتياطاتها من المواد المخصبة ورفعت مستوى التخصيب إلى 60%، مقتربة من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتدافع طهران التي أعربت عن رغبتها في استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق، عن حقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض المدنية وتنفي رغبتها في امتلاك أسلحة ذرية.

ينتهي العمل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا والصين، في تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

وناقشت الدول الأوروبية الثلاث في كانون الأول/ ديسمبر الماضي احتمال استخدام آلية إعادة فرض العقوبات على إيران "لمنعها من امتلاك السلاح النوي".



وقال بقائي: "إذا تم استخدام هذه الآلية على نحو تعسفي للضغط على إيران أو الحصول على تنازلات، فإن ردنا سيكون بالمثل وسيكون متناسباً".

وأضاف: "لقد أوضحت إيران أنه في هذه الحالة لن يكون هناك سبب للبقاء في اتفاقات معينة"، متحدثا عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية كاظم غريب آبادي إن بلاده سوف "تنسحب" من المعاهدة إذا قرر الغرب إعادة فرض العقوبات عليها.

تفرض معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية على الدول الموقعة عليها الإعلان عن مخزونها من المواد النووية وإخضاعها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مقالات مشابهة

  • قريباً..دبلوماسي أوروبي: إسرائيل قررت ضرب منشآت إيران النووية
  • مسؤول بإدارة ترامب يتحدث عن قرارات حاسمة بشأن إيران.. وطهران تدعو لنهج واقعي
  • قبل ساعات من تنصيبه.. إيران تدعو ترامب لاتباع نهج "واقعي" تجاهها
  • ماسك يدعم ترامب في تجمع حاشد.. ويعد بجعل أميركا "قوية لقرون"
  • عقوبات على حميدتي والبرهان.. إلى ماذا تهدف أميركا في السودان؟
  • إيران تطلق أول عرض تجريبي للمنصة الوطنية للذكاء الاصطناعي في مجالات الطب والتشخيص
  • إيران تكشف عن قاعدة بحرية تحت الأرض قادرة على ضرب أميركا
  • إيران: هجوم مسلّح يستهدف قضاة المحكمة العليا في طهران
  • نائب إيراني: طهران تستعد لإجراء مفاوضات مع واشنطن
  • مصدر إيراني لـبغداد اليوم: منفذ الهجوم على المحكمة العليا عنصر أمني