أشياء تعين على التوبة من الذنوب؟.. 17 أمرًا احذر الغفلة عنهم
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تعد التوبة من الذنوب أمرا واجبا، على المذنب أن يبادر بها؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله عزَّ وجلَّ أن يتفضَّل عليه ويُدخله الجنة وينجيه من النار، وإذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة؛ لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه.
حول حكم تكرار الذنب بعد التوبة، قالت دار الإفتاء، إنّ الله – سبحانه وتعالى- يحب من عبده أن يكون مستقيمًا ومستشعرًا لمراقبته - سبحانه – له، وأوضح الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى، أنّ التكرار يكون بمثابة قطع العهد مع الله – تعالى-، منوهًا بأنه يجب على كل إنسان أن يتقى الله – عز وجل- في كل زمان ومكان؛ مستندًا إلى ما روى عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ - رضيَ اللَّه عنهما- عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ»، رواهُ التِّرْمذيُّ.
1- استشعار الأجر العظيم، فقد أعدّ الله - سُبحانه وتعالى- للتائب أجرًا عظيمًا إذا تَابَ توبةً صادقةً، ونَدم على جَميع الذّنوب والمعاصي التي ارتَكبها سابقاَ.
2- هجر الذنوب، والمعاصي التي اعتاد على ارتكابها فورًا؛ فالحَزم في ترك الذنوب والمعاصي من دواعي الثبات على التوبة، وعدم التّردد بها، ثم عدم العودة بعد ذلك لهذه الذنوب والمعاصي.
3- هجر كلّ ما يُمكن أن يُعيد التائب إلى المَعاصي والذنوب، ومن أهمّ ما يَجبُ على التائب الذي يَرغب بالثبات على التوبة بصدق أن يهجره كلّ الأسباب التي يمكن أن تُعيده لطريق الضياع ومعصية الله، كأصدقاء السُوء، وأماكن الفساد والفُجور، وأيُّ سببٍ قد يُزعزِعُ التوبة أو يُؤثر على التائب سلبًا، فتُرديه في طريق الضلال، والهلاك.
4- التيقّن بأنّ الله - سبحانه وتعالى- إن تاب التائب، وثَبَت على توبته، وحافظ عليها، واستمر عليها، وابتعد عن الكبائر فإنّ الله سيُبدل سيئاته السابقة للتوبة إلى حسنات، وهذا من رحمة الله، وفضله، وكرمه.
5- استعانة التائب على كلّ ما سبق بالله سبحانه وتعالى، بأن يَمنَحه العَزم، والقُوّة للثباتِ على التوبة.
6- المسارعة إلى التوبة كلما وقع المسلم في مخالفات شرعيَّة وذنوب ومعاصٍ، وعدم التسويف أو التأجيل للتوبة، قال –تعالى-: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»، [سورة آل عمران: الآية 133].
7- العزم على عدم الرجوع إلى المعصية، فبهذا العزم تصح التوبة، ويكتسب صاحبها صفة الاستمرار على التوبة.
8- الندم على فعل المعصية، فبالندم تعلو قيمة التوبة في نفس صاحبها.
9- هجر أماكن المعصية قدر المستطاع.
أمور تساعد على التوبة10- صحبة الطيبة الذين يعينون المسلم على الطاعة، وترك مصاحبة الأشرار، الذين يعينون ويشجعون على ارتكاب المعاصي.
11- مراقبة النفس ومحاسبتها، وذلك باستشعار مراقبة الله سبحانه في كل قولٍ أو فعلٍ يصدر عنها.
12- تعهد النفس بإشغالها بما ينفعها، مثل الإكثار من الطاعات، وتنظيم علاقته بكتاب الله تلاوة وحفظًا وتدبرًا.
13- تذكر الموت، وحسن الاستعداد له.
14- المحافظة على ذكر الله سبحانه، مثل المحافظة على أوراد الصباح والمساء.
15- الحرص على المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد.
16- حضور دروس العلم والاستماع إليها.
17- تصوُّر النتائج والعقوبات المترتبة على المعصية، وتصوُّر النتائج العظيمة والثواب الجزيل المترتب على التوبة.
ما هو الفرق بين التّوبة والاستغفار؟تتعدّد الفروق بين مصطلحي التّوبة، والاستغفار، ومن هذه الفروقات:
1- في الاستغفار يمكن أن يكون ما زال العبد مصرًّا على فعله، فلا يشترط الإقلاع عن الذّنب، أمّا التّوبة فلا يمكن فيها إلّا الإقلاع عن الذّنب وعدم العودة إليه.
2- لا يشترط في الاستغفار القبول، فهو كالدّعاء، أمّا التّوبة فتقبل إن توافرت فيها الشّروط.
3- الاستغفار يمكن أن يؤدّيه الإنسان عن ذاته، ويمكن عمّن شاء من المسلمين أجمعين، أمّا التّوبة فلا يمكن أن يقوم بها إلّا الإنسان الّذي يبتغيها، وأيضًا الملائكة تستغفر للمؤمنين، في حين أنّها لا تتوب عن أحد.
4- ينال المسلم باستغفاره عن المسلمين الأجر، والثّواب، في حين أنّ بالتّوبة لا يوجد مثل ذلك، لأنّه بالأصل لا أحد يتوب عن أحد.
5- التّوبة تجوز في كلّ الأوقات، لكن لها وقتٌ محدّدٌ تنتهي بانتهائه، فمتى ما غرغر الإنسان في وقت الموت فلا تصحّ توبته، في المقابل الاستغفار مشروعٌ في كلّ الأوقات.
6- التّوبة تكون نتيجة ارتكابٍ للذّنوب والمعاصي، أمّا الاستغفار فلا يشترط فيه ارتكاب المعاصي، بل يمكن أن يكون سبباُ في الرّغبة بالاستزادة من الأجر، والثّواب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوبة الذنوب الجنة النار على التوبة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
موجات التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار.. هل يمكن التعويل عليها؟!
منذ أيام، تتصاعد موجات "التفاؤل" بإمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، ما يضع حدًا للحرب الإسرائيلية الهمجية المتواصلة منذ أكثر من شهر، وقد بلغت أوجها مع استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبعوثين الأميركيين بريت ماكغورك وآموس هوكستين، وسط مساعٍ نشطة تقودها إدارة الرئيس جو بايدن التي يقال إنّها تطمح لإنجاز الاتفاق قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. المقرّرة الثلاثاء المقبل.
ولعلّ ما عزّز التفاؤل تمثّل في التسريبات التي تولاها الإعلام الإسرائيلي نفسه، والتي عكست مناخًا غير مسبوق من "الإيجابية"، وصل لحدّ الكشف عن فحوى ما قيل إنّها "مسودّة الاتفاق" التي عرضها الأميركيون على الجانبين، وسط معلومات أوحت بأنّ الجانب السياسي الإسرائيلي أعطى "الضوء الأخضر" للمضيّ بالاتفاق، بعد "إجماع" سُجّل في الاجتماع الوزاري الأخير على أنّ العملية البرية في لبنان حقّقت أهدافها، وبات بالإمكان البحث في التسوية.
وجاء كلام الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ليكرّس أجواء التفاؤل، ولو أكّد استعداد الحزب لحرب طويلة الأمد إن تطلّب الأمر، إذ حرص في الوقت نفسه على القول إنّه منفتح على اتفاق لوقف إطلاق النار، إذا كانت شروطه مناسبة للمقاومة، لكن من دون أن يظهر كمن "يستجديه"، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة من علامات استفهام، فهل يمكن القول إنّ موجة التفاؤل "جدّية" ويمكن التعويل عليها، وما حقيقة تراجعها في الساعات الأخيرة؟
مؤشرات "إيجابية"
يتحدّث العارفون عن سلسلة من المؤشرات التي يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، والتي ربما تنطلق منها موجة التفاؤل المستجدّة، ومنها مجرّد استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي للمبعوثين الأميركيين بريت كاكغورك وآموس هوكستين، ما يعني أنّ ثمّة أرضيّة مشتركة قد تمّ الوصول إليها، علمًا أنّ الزيارة كانت مجدوَلة يوم الأحد الماضي، لكنها لم تحصل، ما يعني أن تقدّمًا سُجّل في الأيام الماضية، سمح بحصولها أخيرًا، بصورة أو بأخرى.
في السياق نفسه، يقول العارفون إنّ ما يُسرَّب إسرائيليًا وأميركيًا، ويُنسَب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلعب دورًا في ضخّ الأجواء الإيجابية أيضًا، إذ إنّ نتنياهو يتحدّث صراحةً عن شروط تل أبيب لإبرام الاتفاق، ومنها أن يكون "ضامنًا" لأمن إسرائيل، وأن يمنع أن تهديد مصدره لبنان، وهو ما يعني أنّ الرجل منخرط فعليًا في المفاوضات، ويضع شروطه على الطاولة، ولو أنّها لا تزال "متعثّرة" بصورة أو بأخرى.
بالحديث عن المؤشرات أيضًا، يتحدث العارفون عن سياق عام يوحي بأنّ إسرائيل لا تريد إطالة أمد الحرب على لبنان، كما حصل في غزة، علمًا أنّ أهدافها المُعلَنة لم تصل إلى حدّ "القضاء على حزب الله"، بل "منع إعادة تسليحه"، وهو سياق تجلّى في الردّ "المحدود" على إيران أولاً، ومن ثمّ القول إنّ العملية البرية توشك على نهايتها، وكلّها أمور يمكن أن تكون ممهّدة وفق العارفين لاتفاق دبلوماسي، يكرّس القرار الدولي 1701.
.. ومؤشرات "مقلقة"!
لكن، في مقابل المؤشرات التي قد يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، ثمّة مؤشرات أخرى تبدو "مقلقة"، أو بالحدّ الأدنى "غير مطمئنة"، ويُخشى معها أن تكون موجة التفاؤل الحالية شبيهة بموجات التفاؤل التي تكرّرت لأكثر من مرّة في قطاع غزة، أو ربما بموجة التفاؤل التي أحاطت بالحرب على لبنان في أيامها الأولى، وتبيّن لاحقًا أنّها كانت بمثابة "خديعة"، خصوصًا أنّها ترجمة بجريمة اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
من هذه المؤشرات ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه الموفدين الأميركيين، خصوصًا حين أطلق معادلة جديدة قوامها أنّ "منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه أهم بالنسبة لإسرائيل من تطبيق القرار 1701"، ما يعني أنّ القرار الدولي المذكور الذي يفترض أن يكون عامود أيّ اتفاق يمكن التوصل إليه، لا يبدو كافيًا بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، الذي بات يشترط ما هو أكثر منه، في محاولة لفرض شروطه، إن صحّ التعبير.
ومن هذه الشروط أيضًا، الأداء العسكري في اليومين الأخيرين، والذي لا يعكس عمليًا "رغبة" بالاتفاق، سواء لجهة تكثيف القصف الجوي في العديد من المناطق، وصولاً لحدّ نسف قرى بأكملها، كما حصل مع قرية الضهيرة مثلاً، فضلاً عن الضربات الممنهجة لبعض المدن والمناطق، كما حصل في صور وبعلبك، وهو ما يوحي بأنّ "بنك الأهداف" لم يستنفد بعد، علمًا أنّ "حزب الله" كان واضحًا منذ فترة طويلة بقوله إنّ "لا مفاوضات تحت النار".
هو "سباق" إذاً بين العمليات العسكرية المستمرّة بوتيرة عالية، والحلّ السياسي الذي ينشط خلف الكواليس، من دون أن تكون له ترجمة ملموسة بعد، وقد أضيف إليه "عنصر ثالث" إن صحّ القول، يتمثّل في الانتخابات الأميركية التي بدأ عدّها العكسي، والتي يرى كثيرون أنّها قد تخلط الأوراق. وسط هذا السباق، يبدو أنّ كل الاحتمالات مفتوحة، ولو أنّ الانطباع بأنّ أيّ حلّ يبقى مؤجّلاً لما بعد الثلاثاء، حتى لو لم يكن التفاؤل "وهميًا"!
المصدر: خاص "لبنان 24"