الحوثيون يستغلون إيرادات الاتصالات لتمويل حربهم.. تقرير أممي يكشف عن تفاصيل صادمة
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
الحوثيون يستغلون إيرادات الاتصالات لتمويل حربهم.. تقرير أممي يكشف عن تفاصيل صادمة.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
يستغلون شعارات الهامش ولا يعرفون الهامش أو اهل الهامش (7)
النقاشون هم من يمارسون مهنة الطلاء في المباني . كانوا يكسبون رزقهم بطريقة ... رزق اليوم باليوم . تميزهم اظافرهم وثيابهم التي تترك الجملكة والبوهيات آثارها . بعض البنائين والنجارين يمارسون مهنة النقاشة كتكملة لطرق كسب العيش . وقد ينافسون النقاشين .
كلما امارس النقاشة في السويد في منزلي او منازل شقق الاولاد او البنات او اشاهد من يقوم بهذا العمل اتذكر اعظم نقاش في حياتي ...... كاريل له الرحمة
من موضوع قديم ..... اقتباس
نصف قرن من غياب اخي الحبيب كاريل بقلم شوقي بدرى
عندما رجعنا الي امدرمان للدراسة في المدارس الثانوية ، كنا عصبة جميلة من اعالي النيل . في مدرسة الامريكان كان عبدالله خيري مدير بنك البركة الحالي وكبيرنا وحكيمنا اجوت الونج اكول . وكنت انا وفقوق نقور ومحمد نور بابكر نميري وحسب الرسول هجام في مدرسة الاحفاد .
وبما ان مدرسة الري المصري في ملكال كانت تستوعب الطلاب السودانيين، فلقد انضم الاخوة الشيخ ومحمد سعيد ومجموعة اخرى الي المدارس الثانوية المصرية في الخرطوم . وكانت الاغلبية من شمال اعالي النيل خاصة ملوط الرنك والقيقر.
من ابناء القيقر في امدرمان كان اخي الحبيب كاريل طيب الله ثراه . كان يكبرنا قليلا ولم يحظ بتعليم يذكر ، لان والده العم فضل تيا كان جزارا في القيقر وله ,,بلدات ,, لزراعة القطن والعيش. وكان محمد فضل تيا او كاريل يساعد والده منذ طفولته .
كاريل صار ،،نقاشا،، في امدرمان . وكان يسكن عند اقربائه ابو زيد والنيل. الاثنان من النقاشين ويسكنون خلف دكان جعفر الشهير في شارع الاربعين . ومنزلهم كان انيقا له الوان جميلة . وابو زيد كان نقاشا ويمتلك موتر فسبا يذهب دائما للتصليح ولقد اشتراة من الخواجة السوداني الايطالي وكان صاحب الشركة التي يعملون فيها. وكان الاخ النيل الفورمان الذي يدير كل العمل . وكان لكاريل بعض المعارف والاهل في فريق تقلي شرق الكلية او مدرسة امدرمان الاميرية التي خرجت الكثير من مشاهير السودان . والحي ينسب الي اهل تقلي في جبال النوبة منهم الاستاذ التقلاوي اول رئيس لاهل السنة في امدرمان خلفه الاستاذ حسون ثم شيخ الهدية الذي كفن الامريكي المسلم مالكوم اكس في امريكا بعد اغتياله بعد فترة وجيزة من حجه وزيارة السودان . من مشاهير الحي لاعب الكرة فريق التاج الشاب اللطيف صباياوافنانة الكبيرة حواءالطقطاقة وهى من رجل الفولة كردفان . .
بالرغم من ضخامة كاريل الا انه كان لطيفا وديعا له قلب كبير يحب كل الناس . كان يكره العنف وينفر حتي من المواجهات اللفظية. كان يطالبني دائما ان اقلع عن ارتداء السكين . وكانت شعار البداوة السودانية وقتها ..... العصا للكلب والسكين للسلب . وعندما ذهب معي الي نادي المريخ لتمارين الملاكمة . انقطع ، وكان يقول لي ما صرت ادعو له فيما بعد :: دي رياضة شنو؟ كيف الناس تضارب وتسيح دم بعض ويقولو دي رياضة ؟ وعندما كان يذهب معي في الامسيات الي مدرسة الاحفاد كان شكله وعمره يعطي الاخرين بانه احد فتوات العباسية . ولكن بعد دقائق يذوب الثلج . فلكاريل ضحكة معدية ورح جميلة . وميل للدعابة . قال لامي مره متصنعا الجد .ملوخيتكم دي فيها شنو اهو غسلت ايدي بالصابون ابت تطلع . وبدا الهلع في وجه امي الي ان قالت لها اختي نضيفة ,, خدرة شنو دي بوهية . كاريل بكون ضارب بهية خدرا . واطلق كاريل ضحكته المعدية . وتلك الضحكة تخرج من حلقه خا خا خا لم اسمع تلك الضحكة الا من فتوة ومعلم قهوة شديد عبد الفتاح وامين مبارك ميرغني . وكانت تحببني في امين بالرغم من بعض الخلافات . فلقد كان يذكرني بكاريل وغفرت له اشياء.
بالرغم من تلك الروح الحلوة كان كاريل يعرف شيئا لا يستطيع اقوي الرجال ان يتحمله . كان يعرف ان هنالك خطرا ينتظرة وذالك الوحش قد يفتك به في اية لحظة. وكان يذكرة عرضا ولم نكن نهتم . فذلك كان السودان الجميل وكان الجميع يحس اننا في سعادة وامن لن يزول .وواصل الجميع العيش في القيقر .
وخلف سويرس احفادا في القيقر . وابنه صار متخصصا في اصلاح الثلاجات والادوات الكهربائية التي لم تتوفر قديما .
عندما كنت في بركة العجب في اجازة في 1963 . كنا نذهب الي القيقر مشيا . وبالرغم من انني لا اشرب الشاي كنت ارافق الآخرين الي المقهي ونجلس ونحن نراقب النيل واعشاب النيل وهي تغطي اغلب الرقعة المائية . وكنا نمر بما عرف بحفر سويرس. ولان اعالي النيل ارض طينية لذجة ، فكان الناس يبحثون عن اماكن الرمل او السفاية لبناء المنازل . وانتزعت احشاء الارض وصارت اخاديد ممتدة .وفي احد الايام كان التاجر القبطي مع بعض اصدقائة وهو يقود اللاندروفر ووقع في احدي تلك الحفر . ولكنهم جلسوا علي انوار العربة وواصلوا الشرب والغناء .
من العادات السودانية السخيفة والتي لاتزال تحصد ارواح الناس، اطلاق الرصاص في حفلات الزواج وغير الزواج. كان سويرس كاحد اعيان القيقر يطلق الرصاص ومن الممكن ان الخمر قد لعبت برأسة لانه اشتهر بحب الخمر والقعدات . كان كاريل والاخ المساح يهزون ويبشرون فوق راس المغنية . . وكاريل كان يضع ساعده علي كتف الاخ المساح الذي كان يرفع يده عاليا. وخطف الخرطوش يد الاخ المساح واستقر قدر من الرش في ظهر كاريل طيب الله ثراه . وساعدت قوة كاريل الجسدية في شفائه من الجروح. ولكن لم يكن هنالك التقنية لاخراج الرش من جسم اخي الحبيب كاريل رحمة الله عليه . وكان يقال ان ذالك قد يسبب مضاعفات في المستقبل . لم اري ذالك الفارس بالرغم من هذا الا هاشا باشا.
ما ان يلج كاريل باب البيت في العباسية ميدان الربيع الذي لم يكن يقفل كعادة امدرمان قديما حتي يطلق ضحكته المعدية . كان لنا منزلان ، منزل للعائلة ومنزل آخر للطلاب وبينهما نفاج. وكان يسكن معنا الشقيق عبد المجيد محمد سعيد العباسيابن الشاعر الفحل وحمودة ابو سن ابن الوزير وشيخ العرب ومعتصم وبدر الدين احمد الحاج وصلاح محمد التجاني سلوم وخالي ميرغني ابتر وابن العمة الذي كا مدرسنا في الاحفاد الطيب ميرغني شكاك لفترة ، وبعض الاصدقاء الذين ،،يحردون ،،في منازلهم وتحضر الوساطات ويعودون . والزوار الذين لا ينقطعون كعادة الناس قديما في السودان . وفي احد الايام يرتفع صخب وجلجلة كاريل في الحوش مما لفت نظر بقية الاسرة. وبين المنزلين نفاج كبيريسمع بمرور صينية الاكل . وعندما خرجنا من الغرف وتركنا لعبة الوست . كان كاريل يستلقي علي احد الاسرة وهو يقهقه . ويتظاهر بانه سيخلع قميصه الجديد . فعلي الاسرة التسعة التي قام برصها الاخ اسماعيل كانت هنالك ملائات جديدة بمربعات باللون الازوق الفاتح والاسود . وكانت من نفس قماش قميص كاريل الجديد .
كاريل كان يحلم بتوفير قدر كافي من المال لكي يتزوج في القيقر وقد يأتي بزوجته الي امدرمان او ان يستقر في القيقر . وكانت يوميته 65 قرشا في اليوم لانه قد صار اسطا .وكيلو اللحمة كان باربعة عشر قرشا . وكانوا كثيرا ما يعملون ,, سهرة ,, وهذا يعني العمل الي الرابعة او الخامسة ، ويكون الاجر جنيها . ولم يكن كاريل يدخن او يتعاطي اي مشروبات او مكيفات . وكان يوفر المال بالرغم من علمه بان الرصاص قد يغدر به يوما. .
تعلمت النقاشة علي يد كاريل . و كانوا يعملون في طلاء كل مستشفي الارسالية الذي صار التجاني الماحي الآن . وكان اصعب جزء من العمل هو صبغ السقف . لان يد الانسان تكون في وضع غيرمريح . ويتوقف الجميع بعد مدة قصيرة للراحة ثم المواصلة . ولكن كاريل كان اكثرنا صمودا .
كريل كان فنانا ومنفتحا . تعلمت منه ما صرت اطبقه في منزلنا ومنازل الاهل والاصدقاء . فالجزء الاسفل من الحائط يعرف بالاسفال . ويصبغ بزيت اسود لكي يحمي الحائط المغطى بطبقة من الرمل المخلوط بالصمغ من الماء والاوساخ . البعض يجعل ذالك الشريط عريضا وقد يزيد عن نصف المتر . وكاريل كان ينقص ذالك الشريط الي شبر واحد . وكان يجعل الوظرة او الجزء الاعلي وهو باللون الابيض من،،الازبداج ،، عريضا جدا وهذا يجعل الغرفة تبدو اكثر رحابة ونظافة . ويصبغ الكتوف باللون الابيض .ويعطي هذا صورة جمالية للصالون او الغرفة . والكتوف هي الجانب الداخلي من النوافذ . وكنا نجعل الوظرة وهى الجزء الاعلى من الحائط تعانق الاسفال في كل الاركان مما يجعل الحيطان كبرواز يحيط باللون . وقد نعمل للاركان ،،زيقا ،،او شريطا رفيعل من اللون الاسود من زيت الاسفال كبرواز .
من العادة ان يقوم الاسطي ,, بدق الخيط ,, وهو ان يوضع خيط طويل في الجيراو اللون ثم يشد الخيط من الطرفين ويرفع قليلا ثم يفلت ويترك خطا مستقيما يتبعه النقاس في الطلاء . وكان كاريل والاخ حسن النمراو ود مسار في الموردة وشقيقه برقودي من القليلين الذين لا يستعملون الخيط وياتي العمل مظبوطا . ونفرني كاريل من اللون الاصفر الذي يشاهده الانسان في اغلب البيوت السودانية . وكان يصر علي الالوان الجميلة . .
الغرفة اربعة في اربعة امتار تحتاج لثلاثة كيلو جرامات من الاذبداخ الابيض الناصع لكي يخلط باللون . وتأخذ الوظرة بكيلو كامل , الاذبداج كان يكلف عشرين قرشا للكيلو واللون عبارة عن كيلو واحد يساوي كذاك عشرين قرشا . ويثبت كل ذالك بنصف ركل من الصمغ المبثور بساوي 5 قروش وكان كاريل ضد الغش . لان النقاش لا يشتري الاذبداج في حاله اللون الاصفر بل يشتري جوالا مع جير امدرمان خمسة كيلوجرامات وينقع في الماء ليوم كامل ويساوي 6 قروش ونصف. ونقوم بهرسه باليد وتصفيته شبكة بالنملية . وبدلا عن اللون الاصفر ويساوي عشرين قرشا. يمكن شراء ربع رطل من الزرنيخ بخمسة قروش . وتكون النتيجة مماثلة للاذبداج واللون العادي . لا يعرف الفرق الا النقاش المتمرس .
وكنت اقوم بهذ العمل بدون اجر ولكي اوفر للاصدقاء والاهل بعض المال يفيدهم في العيد الذي يكون علي الابواب . وكل ذلك ببركة وروح الاخ الحبيب كاريل طيب الله ثراه .كاريل ذهب لاعالي النيل لفترة فاقت السنة . وطبقت نظرياته . وكان صالون توأم الروح بله يحمل اللون الوردي . وكان ذالك غير عادي. وغيرت لون صالون اخي مصطفي كتبا وهم من النوبا في فريق ريد من الاصفر الي الزرعي .كما اصلحت الشبابيك الشيش باللون الاخضر الضلفات الزجاجية باللون الابيض . الكراسي تصبغ قبل العيد بالجملكا داكنة اللون وهى عبارة عن مسحوق يضاف الى زجاجة كبيرة من السبيرتو او الكحول . نستخدم كرات من القطن ولهذا تتلوث الاصابع ويأخذ المر اسابيعا قبل التخلص من الجكلكا .. ولكن صار يضاف الاذبداج الابيض الي الجملكا وهي مسحوق وبعض السبيرتو . ويصير لها لونا فاتحا جميلا . كل ذالك تعلمته من كاريل طيب الله ثراة . وكان يحاول ان يعلمني الصبر والاناة في العمل . ويصر علي ملئ الشقوق بالرمل المخلوط بالصمغ المبثور قبل فترة حتي يجف تماما قبل الطلاء والا صارت هنالك ندوب في الجدار . وتعلمت من كاريل ان لا اجزع او اتهيب حتي الموت . وكنت انتظر عودته من القيقر لكي انعم برفقته الجميلة ولكي ازكي نفسي كنقاش بارعوقد اصير قادرا على ان اكون اسطى بوماستك ؟ البوماستك كان غالي الثمن يمكن غسله ببعض الماء لا يسمحالا للمعلمين بالتعامل معه .
وفي 1964 اتي كاريل لفترة بسيطة وكان يخطط للرجوع نهائيا الي امدرمان . وكنا قد رحلنا من العباسية ميدان الربيع الي السردارية . وعندما شاهدني جالسا علي رصيف منتزه الرفيرا بالقرب من الطابية . اطلق ضحكته الرائعة . وقال لي انه كان متأكدا من انه سيجدني في ذالك المكان الذي كنا نجلس فيه ونراقب النيل الذي كان قد لثم جبين القيقر قبل اسابيع مع بداية الفيضان . وفي ذالك المكان تفارقنا في يوم الجمعة لان القطار كان يغادر الي كوستي في السادسة مساء ويصل كوستي في الصباح وبعد اربعة ايام وفي يوم الاربعاء تصل الباخرة المحلي ملكال بعد ان تكون قد مرت علي القيقرباكثر من يوم . واظن ان اسم الباخرة التي مات فيها اخي كاريل له الرحمة هو فشودة . وقبل ان تصل الباخرة الي القيقر توقف ذالك القلب الكبير . وتوقفت تلك الضحكة المميزة . ,
اتي من اخبرني بموت كاريل قبل الغروب نحن جلوس بالقرب من الريفيرا . واصابني نوع من الوجوم . وكان يجلس بجانبي توئم الروح بلة . واحترم المي ولم يتحدث . واتي انسان لم يحترم المناسبة وصار يمزح بطريقة فجة ، حتي بعد ان اخبره بلة بسبب وجومي . وعندما لم يرعوي . اخذة بله بعيد وقال له انه قد يصيبه ضرر . لم استطع ان استوعب ان كاريل قد ذهب .
كلما امسك فرشاة لادهن شيئا ويحدث هذا كثيرا ، اتذكر كاريل رحمة الله عليه . والآن عندما اري ما يحدث لاهلنا في جبال النوبة افكر لاول مرة ان كاريل نوباوي .واذكر عندما كنت اتكلم عن البرون في مركز المابان في شمال شرق اعالي النيل ، ان كاريل كان يقول لي ان النوبة يقولون ان جد البرون هو اخوهم الذي اخذه الخور . فالخيران تأتي من الجبال مندفعة وقد تحمل كل شئ معها. وكان يقصد تقارب الشكل وكثير من العادات بين المجموعتين . الرحمة لاخي الحبيب كاريل .
الكثير من النقاشين كانوا يقضون اياما بدون عمل . اذا لم يفلحوا في ايجاد .وظيفة في احى الشركات أو مقاول كبير فعليهم انتظار رزقهم او التواجد في السوق ومعهم معداتهم . من العادة ان ينشط النقاشون قبل ايام العيد ، مايو شهر الزواج او المناسبات مثل الولادة الخطوبات الطهورالحج او بعد الحصاد وتدفق المال حتى على المدينة الكبيرة .
شوقي
shawgibadri@hotmail.com