برد الشتاء يهدّد نازحي بعلبك. هذا ما قد يفعله الثلج بهم!
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
خوفاً من تعرّض أطفالها للمرض بسبب الاستحمام بالمياه الباردة في ملجأ للنازحين في بلدة دير الأحمر الجبلية شمال شرق لبنان، غادرت نرجس المكان الآمن نسبياً، وعادت لمسقط رأسها لاغتسال الصغار بالماء الساخن، وإحضار بعض المعلبات الغذائية. بعد ذلك، استُشهدت نرجس مع زوجها وطفليها في غارة جوية إسرائيلية في منزلها صباح الأربعاء في قرية بوادي بالقرب من مدينة بعلبك بشرق لبنان، وفق ما قاله زملاؤها في العمل وجيرانها.
كانت نرجس، التي عملت في الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، وهي منظمة مدنية متخصصة بتنفيذ البرامج الإنمائية، من بين آلاف فروا لبلدة دير الأحمر الجبلية التي تقطنها أغلبية مسيحية هربا من الضربات الإسرائيلية.
وكانت البلدة تضم بالفعل أكثر من 10 آلاف نازح قبل أن تكثف إسرائيل ضرباتها على مدينة بعلبك ذات الأغلبية الشيعية، والبلدات المجاورة لها منذ الأربعاء الماضي.
وتدفق آلاف آخرون إلى دير الأحمر مع استمرار القصف الإسرائيلي، فيما تتزايد الاحتياجات، وتنخفض درجات الحرارة، وتشح الإمدادات في البلدة.
فما هو واقع المساعدات لهذه المناطق الجبلية الباردة؟ وكيف قد يؤثر الشتاء الوشيك في طرق الإمدادات ووصولها لهذه المناطق الجبلية؟
عجز في المساعدات وفي إحدى المدارس التي تستخدم الآن كملجأ، ألغت جماعات إغاثة، كانت تقدم وجبتين في السابق، وجبة الإفطار من أجل إطعام المزيد من الأشخاص في وقت الغداء.
إثر ذلك، نظم سكان البلدة حملات تبرع لشراء ملابس الشتاء والأغطية، لكنهم يواجهون عجزا، مما يجعل النازحين يتقاسمون البطاطين طوال الليل.
وقالت سوزان قاسم، وهي أم لطفلين في أحد مراكز النازحين، ودمر منزلها في بوداي: "أنا بتمنى من الدولة تتطلع فينا، ترفق فينا شوي نحنا عندنا أطفال يعني إذا بنهرب من الضرب بنموت من السقعة (الجو البارد)؟".
وأضافت أنها مريضة وتتناول الدواء منذ أسبوع وما زالت تعاني من السعال، وتساءلت هل إذا مرض ابنها تستطيع توفير الدواء له؟.
"مثل الحصار" تنخفض الحرارة في دير الأحمر إلى 6 درجات مئوية في ساعات الليل حتى قبل أن يبدأ الشتاء، ولا يوجد في المدارس الديزل اللازم لتشغيل أنظمة التدفئة المركزية.
وقالت نايفة مظلوم، 69 عاماً: "بالليل عم نرجف. يعني بمد الفرشة هون عند بنتي وبقلها اعبطيني (عانقيني) لحتى ندفى شوي. ومش عم ندفي. ما في دفى بالمرة".
وفرّت معظم العائلات بملابسها فقط، وهرعت من منازلها بعد تحذيرات الإخلاء الإسرائيلية لبعلبك وبلدات محيطة يومي الأربعاء والخميس.
ونزح أكثر من 1.2 مليون بسبب الضربات الإسرائيلية على لبنان خلال العام المنصرم في حملة على جماعة حزب الله. ومن بين هؤلاء النازحين ما يقرب من 190 ألفا احتموا بالملاجئ. ولجأ آخرون إلى العيش مع أقارب لهم أو استأجروا منازل أو لم يكن أمامهم سوى النوم في الشوارع.
قلق من أن يقطع ثلج الشتاء طرق الإمداد تقول خلية إدارة الأزمة في لبنان إن من بين 1130 ملجأ معتمدا، وصل 948 إلى الحد الأقصى من الطاقة الاستيعابية. ويعيش معظم النازحين في محافظتي جبل لبنان وبيروت اللتين يسهل على معظم منظمات الإغاثة الوصول إليهما، لكن دير الأحمر أبعد من ذلك بكثير.
وتوجد أسرع الطرق في منطقة مترامية يقول الجيش الإسرائيلي إنه يجب إخلاؤها. ولتجنب هذه المنطقة ستضطر منظمات الإغاثة التي تخطط لتسليم إمدادات خلال الأيام المقبلة، لقطع مسافات شمالا عبر قمم جبلية من أجل الوصول إلى دير الأحمر.
وقال عمران رضا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان لرويترز، إن تسليم المساعدات إلى منطقة بعلبك تأجل هذا الأسبوع بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. كما تأخر تسليم مساعدات طبية أخرى إلى لبنان من دول أجنبية بسبب الضربات بالقرب من المطار.
وأضاف: "الوصول أصبح أكثر صعوبة. الاحتياجات تتزايد في دير الأحمر. الأمر متروك لنا لمحاولة الوصول إلى هناك، والتخطيط لطريقة الوصول إليها بطريقة آمنة نسبيا".
ويشعر المتطوعون المحليون بالقلق من أن يقطع الشتاء، الذي بات على الأبواب، الطريق الآمن الوحيد إلى دير الأحمر، مما يؤدي إلى تقطع السبل بهم.
وقال خضر زعيتر، أحد المتطوعين في الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب: "سوف يغلق هذا الطريق مع أول تساقط للثلوج. سيكون الأمر مثل الحصار". ويساعد زعيتر، وهو نفسه نازح، الآن في توزيع المساعدات في دير الأحمر.
وبخلاف المخاوف المباشرة بشأن الغذاء والوقود، يشعر زعيتر بالقلق إزاء توجيه من وزارة التعليم بأن المدارس الحكومية، التي تستضيف النازحين الآن، يجب أن تفتح أبوابها للطلاب في غضون ثلاثة أسابيع.
وذكر أن المتطوعين يدرسون إمكانية تجديد مدرسة مهجورة لاستضافة الفصول الدراسية الصباحية والمسائية، وقال: "نحن ممتنون جدا لأهل دير الأحمر. تضامنهم هو الذي ساعدنا على تجاوز هذا. ولكن إلى متى سيستمر هذا؟ لا أحد يدري". (بلينكس - رويترز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: دیر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
"تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة"، نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
اعلانالتقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
يظهر في هذا الفيديو جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل أحد المنازل في بعلبك شرقي لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.AP/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه "لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها".
وأضاف أن "الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين".
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن "الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور".
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
مقاتلو حزب الله يحملون أحد نعوش رفاقهم الذين قضوا في انفجار أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل".
Relatedبعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه "عدوان كبير وغير مسبوق". وأضاف: "العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
وأوضح أن "التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال".
اعلانمواطنون يتجمعون خارج مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد وصول عدد من المصابين جراء انفجار أجهزة النداء، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024AP Photo/Bassam Masriوبعد أشهر من تنفيذ الضربات، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مسؤولية هجمات أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذلك خلال اجتماع للحكومة. وكشف نتنياهو أن عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال نصر الله تمت على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية النرويج تباشر التحقيق مع شركة للاشتباه بتورطها في بيع أجهزة "البيجر" إلى حزب الله الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهبنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية يعرض الآن Next آمال تُعلّق على أبواب سنة مقدسة في روما، فهل ستكون سنة 2025 علامة فارقة؟ اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني جنوب السودانسوريافيضانات - سيولبشار الأسدألمانياالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024