ندوة علمية لـ«تريندز» تناقش آفاق تعاون مراكز الفكر الصينية والعربية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «جسور المستقبل» تحتفي بـ 40 عاماً من العلاقات الدبلوماسية مع الصين الإمارات والصين.. شراكة عقودأكدت ندوة علمية بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية التعاون الفكري والثقافي بين الصين والدول العربية، في إطار تعزيز التفاهم المشترك وتحقيق التنمية، مؤكدةً أهمية التواصل الثقافي، وبناء منصات بحثية وتعاون مستدام يُمكّن من استشراف حلول مستقبلية لتحديات مشتركة بين الجانبين.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع معهد دراسات تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، ومجموعة بيت الحكمة للثقافة تحت عنوان «مستقبل التعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية في العصر الجديد»، وذلك بمقره في أبوظبي، بهدف تعزيز الشراكات البحثية وتطوير التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية.
حضر الندوة، وفد صيني رفيع المستوى، برئاسة معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، والسفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ، إضافة إلى عدد من الباحثين والخبراء من الجانبين.
شراكات بحثية
وفي كلمته الترحيبية، عبّر الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، عن اعتزاز المركز باستضافة هذه الفعالية التي تركز على تعزيز التعاون بين المؤسسات الفكرية والبحثية الصينية والعربية، وتبادل الأفكار بما يخدم التنمية المشتركة ويعزز استقرار المجتمعات.
وشدد الدكتور محمد العلي على أهمية التعاون بين مراكز الفكر، مشيراً إلى أن «تريندز» يسعى منذ انطلاقته إلى تعميق هذه الروابط، وقد نجح في إقامة شراكات بحثية واسعة النطاق تغطي مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين.
وأشار إلى نجاح مركز «تريندز» في تنظيم «قمة تريندز الأولى لمراكز الفكر في دول البريكس» في موسكو، والتي بحثت دور المؤسسات البحثية والإعلامية في تطوير السياسات وتعزيز القوة الناعمة لدول البريكس.
ولفت الدكتور محمد العلي، إلى أن مركز تريندز يولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع المراكز الصينية، حيث أقام أنشطة بحثية مشتركة مع السفارة الصينية لدى دولة الإمارات ومجموعة الصين للإعلام، وشارك في «معرض بكين الدولي للكتاب 2024»، وافتتح مكتباً افتراضياً في الصين لتعزيز التعاون البحثي والفكري بين الجانبين.
وأكد أن التعاون بين مراكز الفكر أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، حيث يمكن لهذه المراكز من خلال تبادل الأفكار والرؤى أن تسهم في صياغة استراتيجيات شاملة لمواجهة هذه التحديات.
نموذج عالمي
بدوره، أكد معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته بالندوة، على أهمية تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية لتحقيق التحديث المشترك وبناء «مجتمع ذي مصير مشترك».
وأشار إلى المبادئ الخمسة للتحديث الصيني التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، ومنها أهمية القيادة الشاملة للحزب، والالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتركيز على التنمية المرتكزة على الشعب.
وأبرز سون دونغ شنغ ضرورة تعميق الإصلاح والانفتاح، وتطوير «روح النضال»، حيث يشمل التحديث الصيني تحقيق الرخاء المشترك والتوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية.
وأشاد بالدور الإيجابي لمبادرات الصين مثل «الحزام والطريق»، والتعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، والطاقة، والتكنولوجيا، مما يُعزز التعاون مع الدول العربية.
وأضاف أن التعاون الصيني العربي يشكل نموذجاً عالمياً للتنمية السلمية والتفاهم المتبادل، معبراً عن أمله في استمرار هذه الشراكة لخلق مستقبل أفضل للجميع.
تحديث متوازن
من جانبه، أعرب السفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ عن سعادته بالحضور، مشيداً بالعلاقة العميقة بين الصين والإمارات، مؤكداً أن الصين تواصل جهودها نحو تحقيق «التحديث صيني النمط»، الذي يسعى لتعزيز التوازن الدولي وإطلاق مكاسب تنموية جديدة تعود بالنفع على العالم بأسره.
كما أشار السفير إلى أهمية التعاون الصيني العربي، لاسيما في ضوء توقيع الصين وثائق تعاون ضمن مبادرة «الحزام والطريق» مع 22 دولة عربية، ومشاريع البنية التحتية التي تعود بالفائدة على ما يقارب ملياري شخص.
البحث العلمي أداة قوية
وفي مداخلة لها أمام الندوة، تطرقت الباحثة موزة المرزوقي، رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية بمركز «تريندز»، إلى آفاق التعاون بين الصين والعالم العربي في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبيئة، مشيرة إلى أن التعاون البحثي والفكري بين الطرفين يشكل أداة قوية لدعم استراتيجيات التحديث والتنمية المستدامة.
كما تحدثت عن دور مراكز الفكر في إقامة شراكات تهدف إلى استكشاف حلول للتحديات البيئية مثل التصحر وندرة المياه، وتطوير استراتيجيات لمدن مستدامة تتكامل فيها الطاقة المتجددة والمساحات الخضراء.
بدورها، سلطت هوه نا، مديرة القسم العربي بإدارة البحوث السادسة بمعهد تاريخ ووثائق الحزب، الضوء على «أهمية التحديث الصيني النمط كمرجع أساسي للدول النامية»، مشيرة إلى مساهمة الصين في تحقيق التنمية والسلام من خلال مبادراتها العالمية، ودعمها للدول العربية في رسم مسارات مستقلة للتنمية.
وأكدت هوه نا على أن التحديث الصيني النمط هو مسار للتنمية السلمية، حيث يهدف إلى التشارك والنفع المتبادل، ويعزّز رؤية حضارية تقوم على المساواة والحوار.
توصيات
ألقى الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، توصيات المجموعة، والتي تتلخص في ضرورة إصدار نشرات ودراسات دورية باللغتين العربية والصينية، تركز على موضوعات التحديث والعصرنة ومواجهة التحديات العالمية، مع التركيز على دور الصين في التنمية العالمية وازدهار المجتمعات، وتعزيز التأهيل اللغوي والبحثي، من خلال العمل على توفير برامج تأهيل لغوية متخصّصة تشمل دورات ميدانية لتطوير مهارات الباحثين العرب باللغة الصينية، وكذلك تعزيز تعليم اللغة العربية للباحثين الصينيين، وذلك بهدف سد الفجوة اللغوية وتمكين الباحثين من العمل والتواصل بشكلٍ مباشر وتبادل الأفكار بفعالية.
ومن التوصيات تنظيم مؤتمر سنوي دوري لمراكز الفكر الصينية والعربية، يُقام بشكلٍ دوري في إحدى العواصم العربية وفي العاصمة الصينية بكين بالتناوب، لمناقشة المستجدات والتطورات في مجالات التعاون، واستعراض أطر جديدة للشراكة المستدامة بين الجانبين، بما يسهم في بناء علاقات أعمق وأقوى.
وتشجيع التعاون الأكاديمي المباشر بين الجامعات الصينية والعربية في الدراسات المشتركة حول الثقافة والدراسات الإقليمية الخاصة بالجانبين، دون الاعتماد على أطراف وسيطة، وإبراز عظمة العلاقات الصينية العربية من خلال إعداد دراسات وأبحاث مشتركة تُبرز عمق العلاقة التاريخية والثقافية بين الحضارتين الصينية والعربية، وإطلاق مبادرات للاستدامة والتنمية خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والابتكار الزراعي، حيث يمكن للصين أن تشارك خبراتها في الطاقة الشمسية والري المستدام، ما يسهم في معالجة تحديات التصحر، ونقص المياه التي تواجه المنطقة العربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات تريندز مركز تريندز الصين الحزب الشيوعي الصيني السفير الصيني محمد العلي الصینیة والعربیة تعزیز التعاون التعاون بین مراکز الفکر بین الصین فی مجالات من خلال
إقرأ أيضاً:
"دور الشباب في نهضة الوطن".. ندوة علمية بأوقاف الفيوم
عقدت مديرية أوقاف الفيوم، برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة علمية بعنوان: "دور الشباب في نهضة الوطن"، وذلك بالمركز الثقافي الإسلامي.
يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، ومديرية أوقاف الفيوم لنشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي مدير أوقاف الفيوم محاضرا، والدكتور محمد أحمد سرحان عميد المركز محاضرا، والدكتور محمود الفزاري أستاذ الدعوة والثقافة بكلية أصول الدين بالقاهرة محاضرا.
العلماء: مرحلة الشباب تعتبر من أهم المراحل العمرية في حياة الفردوخلال اللقاء أكد العلماء أن مرحلة الشباب تعتبر من أهم المراحل العمرية فى حياة الفرد؛ نظراً لكونها المرحلة التى تساهم فى تكوين شخصية الإنسان، إلا أنّ هذه المرحلة العمرية قد تواجه العديد من المشاكل والتحديات التى قد تؤثر فى مستقبل الشباب وحياتهم ولا سيما الأفكار المتطرفة والهدامة، ومن هنا كان لا بد من توعية الشباب وتبصيرهم بمثل هذه الأمور، وبأن هذه المرحلة فرصة ذهبية ،فهى مرحلة القوّة التى تتوسّط مرحلتي الضعف،قال تعالى: «اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير"
وأشار العلماء إلى أن الشريعة الإسلامية اهتمت بالشباب، فالقرآن الكريم ملئ بالكثير من النماذج عن الأنبياء ودورهم فى نهضة الأمم التى بعثوا فيها،ولنا فى قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) مثل حيث جعل أمينا على خزائن الأرض وهو فى ريعان شبابه ، ورسولنا (صلى الله عليه وسلم )أرسل سيدنا مصعب بن عمير (رضي الله عنه) أول سفير فى الإسلام وكان في ريعان شبابه.
كما أوضح العلماء أن الشباب هم وسيلة التنمية وغايتها فى أى بناء وأى تعمير وأى تنمية سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية، وبدونهم لا يمكن لأى تعَمير أو بناء أو تقدم أن يأخذ مكانه فى المجتمع المحلي والدولي فهم بمثابة العصب الحساس الذى يدفع عجلة التقدم إلى الأمام.
واختتم العلماء حديثهم قائلين: إنه لن ينهض مجتمع إلا بالتعاون المثمر القائم على المحبة والمودة والاحترام الكامل بين الشباب والشيوخ، حيث يستفيد الشباب من حكمة الشيوخ، ويستفيد الشيوخ من طاقة وقوة الشباب، فيوجه كل واحد منهما طاقاته إلى ما يعود نفعه خيرا على الوطن والمواطنين.