الثورة نت:
2024-11-01@23:32:54 GMT

في قلب الصراع.. الإعلامي وقطعة الإسفنج

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

 

 

العالم اليوم تحكمه الكلمة والصورة. الكلمة والصورة وجها عملةِ الخطاب الأعلى صوتاً اليوم، والمنطقِ الذي يستميت الطغيان العالمي في توظيفه حصرا لصالحه ولخدمة مشاريعه الأنانية الاستئثارية في إخضاع المجموع البشري لما يريد،
على طريقة الفرعون المضروب مثلا خالدا في القرآن الكريم «لا أريكم إلا ما أرى»..
وفرعون العصر أمريكا ومنظومتها الهيمنية الغربية الطاغية يشكلان المثال المعاصر الحي لهذه الاستماتة في سبيل إخضاع الجميع بكل الوسائل التي يقوم أغلبها على القهر والقسر والإخضاع بل سفك الدماء والتدمير والإبادة لو اقتضى الأمر.

.
وفي هامش أو موازاة هذا المسار الظلامي الملفع بالأضواء الكاذبة الخادعة، تنهض الأسلحة الأخرى التي لا تقل خطرا وفتكا وأثرا وفاعلية، أسلحةٌ من أهمها وأخطرها الإعلام .
هنا ولأجل التطويع والتتبيع رأينا ونرى الأرض والفضاء والهواء مسخراتٍ لصورة متكلمة تُطلق جحافلها من كل الاتجاهات والفضاءات، وتتناسل-في تطور مذهل- تقنياتُها المذهلة، والهدف لكل هذا السعار الهجومي المحموم واحد..إنه العقل، الذي هو، ويا لَلمفارقة العجيبة!، المستهدِفُ والمستهدَف..الفاعلُ والمفعول..المهاجم والمدافع في الآن ذاته !
نحن إذاً في معترك كوني يتصدر أسلحتَه الإعلام، ونحن كعرب وكمسلمين في قلب المعترك وفي عين عاصفته الهوجاء الناعمة التي لا تدنو في خطرها ومفاعيلها عن عواصف النار التي لا تتوقف قنابلها المنتَجة في مصانع أمريكا والغرب الأطلسي عن حصاد أرواح الأطفال والنساء وسائر مظاهر الحياة، وهي اليوم في ذروة ضراوتها الجنونية في غزة ولبنان..
إن حالنا مع سلاح الإعلام هو حال الواقف في ذروة الظمإ القاتل على مورد ماء لا مجال للتفريط بقطرة واحدة منه، والشأن لا يختلف مع الأسلحة الأخرى، فنحن في جبهة مصيرية لا مثيل لها في أحجام مخاطرها وتحدياتها، ولا نظير لشراسة وخبث ودموية العدو الذي نواجهه فيها..
عدوٌ ذقنا على أياديه وركائزه على مدى عقود مراراتِ الفساد والاستبداد والتخلف والأمية، واليوم أطل برأسه متوِّجا كل تلك المآسي والمرارات بفعله المباشر في إسالة الدماء وهدم البنيان مستعينا بما أجاد صُنعَه وتنميتَه من آفات وقفازات لجرائمه في صفوفنا..
هذه الاعتبارات والحيثيات تجسِّم مسؤولية ومهمة كل منتمٍ إلى الجسم الإعلامي المنخرط في خندق شرفاء هذه الأمة وأحرارها ومجاهديها (محورِ القدس والجهاد والمقاومة) وتحتم عليه أن يُحسن الإصغاء إلى صوته الداخلي قائلا له إنك كإعلامي «لا تقول كلاما طائرا في الهواء»..أنت تضع بذورا في أوسع وأخصب مساحات الوعي الجمعي، وتحصد مع الملايين في هذا الرحب الموضوعي والإنساني الواسع والعريض ثمار زرعك ومجهودك في أوسع وأبرك أبعادها. أنت تتكلم والعالم يسمع، لكن يجب ألَّا يسمع فقط، بل أن يندفع إلى ساحة الفعل الملموس والمبادرة المسهمة في ردع الطغاة والمعتدين وإنصاف الأمة المظلومة.
لا يكفي أن تكون مبدعا كإعلامي، بل يجب أن تكون حساسا ويقظا ونبيها، ولا يكفي أن تكون منفعلا بل فاعلا، لأنك -ببساطة- كقطعة الإسفنج التي تمتص كل ما ينبثق من هذه الروح المحاصرة بالمآسي والنكبات وشرور الأعداء وجسدِها المثخن بالجراح لتعيد إنتاجه روحا جديدة مفعمة بالإيمان وعنفوانِ التحدي والصمود والإصرار على مواجهة أعدائها مهما كانت إمكاناتهم وأياً يكن مستوى قساوتهم وإجرامهم ووحشيتهم ودمويتهم حتى دحرهم وإنقاذ الأمة والبشرية من عتوهم وشرورهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سفير السودان بالقاهرة يشيد بدور الإعلام المصري لتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها السودان

أشاد الفريق أول عماد الدين مصطفى، سفير السودان في القاهرة، بدور الإعلام المصري لتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها السودان.

وقال سفير السودان بالقاهرة، إن الصحافة المصرية لها دور وباع كبير في الوطن العربي، وأن نقابة الصحفيين دائما حريصة على خلق حالة من التشابك العربي بين مصر والسودان، ودعم وتعزيز أواصر العلاقة بين البلدين.

وأثنى عماد الدين مصطفى، خلال اللقاء المفتوح بنقابة الصحفيين اليوم، بدور الإعلام المصري لتصديه المؤامرة التي تتعرض لها دولة السودان، ووزارة الخارجية وبياناتها، ودور الأزهر الشريف في عمليات الاستهداف الأبرياء، وفي حقيقة الأمر دورهم لا يتوقف دائما لدعم استقرار المنطقة.

وأوضح «مصطفى»، أن ما يحدث مؤامرة كبيرة، وعدوان، يستهدف الدولة ومؤسساتها، مشيرا إلى أن السودان ومصر أخوة اشقاء والتاريخ خير شاهد على ذلك، قائلا: «نحن شعب واحد في دولتين».

وأضاف سفير السودان في القاهرة، أن حب السودان الشقيق واضح جليا في عيون المصريين، وهذا يعود للعلاقات المتجذرة، والسودان ومصر مصير واحد وأمن قومي مشترك، ومن الضروري أن نتحدث عن الأمن القومي المشترك.

اقرأ أيضاًأبو الغيط يدين انتهاكات قوات الدعم السريع لحقوق الإنسان في ولاية الجزيرة السودانية ويدعو إلى محاسبة مرتكبيها

الأمين العام للأمم المتحدة: السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم بنحو 11 مليون نازح

الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة الدندر بعد معارك مع «الدعم السريع»

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد ووزير الإعلام السعودي يبحثان تعزيز التعاون الإعلامي بين الإمارات والسعودية
  • سفير السودان بالقاهرة يشيد بدور الإعلام المصري لتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها السودان
  • عبدالله آل حامد والدوسري يبحثان تعزيز التعاون الإعلامي بين الإمارات والسعودية
  • عبدالله آل حامد يلتقي وزير الإعلام السعودي في الرياض ويبحثان تعزيز التعاون الإعلامي بين الإمارات والسعودية وسبل الارتقاء به
  • عبدالله آل حامد: التعاون الإعلامي بين الإمارات والسعودية جسر للتواصل والنمو
  • شرطة أبوظبي: السماح بعبور المشاة من جميع الأماكن بالمناطق السكنية والمدارس والمستشفيات التي تكون فيها السرعة 40 كم وأقل
  • دبي للإعلام ودبي للطيران المدني يوقعان مذكرة تفاهم في التصوير الإعلامي
  • طارق سعدة "للوفد": يؤكد ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى الإعلامي وتعزيز التفاعل
  • تكريم "مونيكا عياد" في قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي