هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر؟.. اعرف الحقيقة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
لعل ما يطرح الاستفهام عن هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر ؟، هواعتقادات الناس الكثيرة بشأن النمل مع كثرة تواجده في البيوت ، بل ويضيف إليه قدرًا كبيرًا من الأهمية، حيث تخرج الخرافات من جحور النمل وتتحول إلى مخاوف تؤرق الإنسان، فهناك من يظن أنه علامة على وجود السحر والحسد، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر ؟.
قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن وجود النمل لا علاقة له بالحسد أو أي عمل من هذا القبيل، يجب علينا أن نتعامل مع هذه الأمور من منطلق الأسباب.
وأوضح " ربيع" في إجابته عن سؤال :هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر؟، أنه إذا ظهر النمل في مكان ما، يجب أن نبحث عن السبب ونتخلص منه، لا ينبغي أن نربط ذلك بالحسد أوالسحر والعيون الشريرة.
وأكد على أهمية تقوى الله والالتزام بالأذكار الصباحية والمسائية، وأن يكون الإنسان دائمًا في ذكر لله، لافتا إلى أنه إذا كان الإنسان يتلو جزءًا من القرآن يوميًا، فهذا يوفر له حماية من أي ضرر أو أذى، بإذن الله.
ونبه إلى أنه بالنسبة للإجراءات التي يمكن اتخاذها للقضاء على النمل، فلا يوجد أي ذنب على الشخص في ذلك، لافتًا إلى أن التخلص من النمل هو أمر طبيعي ولا يحمل أي دلالة سلبية.
وبين أن وجود النمل في البيت ليس دليلا على شيء، بل إن وجود النمل فى البيت من الأمور الطبيعية التى تتعرض لها جميع البيوت فى مثل هذا التوقيت من العام، ويمكن التغلب عليه برش المكان بمبيد حشرى وتنظيف المكان.
وجود النمل في البيت خير أم شرورد فيه أنه لا علاقة للخير أو للشر في هذا الأمر، حيث أن النمل خلق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، والخير والشر هو بيد الله سبحانه وحده، وليس لمخلوق قدرة على جلب خير أو منفعة إلا بإذن الله، ولا له أن يسبب ضرر لمخلوق إلا بأمر الله، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته والتابعين، لا في كتاب الله ، ولا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ما يدل على صحة هذا الاعتقاد.
ولا يدل وجود النمل على أي شيء خاص، والاعتقاد بغير ذلك يخالف العقيدة الإسلامية، حيث أن البعض يعتقد أن وجود النمل دليل على شر أو أذى في أصحاب البيت، أو مؤشر للخراب، داعي للقلق، وهو أمر عاري تماماً عن الصحة، لذلك لا يوجد ارتباط بين موسم ظهور النمل والخير والشر، وعلى الأغلب ينشط لأسباب بيولوجية، لا علاقة لها بالخير أو بالشر.
و قد أكد العلماء أكثر من مرة على هذا الأمر في استفساراتهم للسائلين، مؤكدين أن الإيمان التام بالله، والتسليم بقدرته، والقدر خيره وشره، يعني عدم تعليق مصير الناس وأحوالهم في الخير والشر بوجود حشرة معينة في البيت أو باختفائها، وأجاب العلماء أيضاً أن من تمام الإيمان أن لا يعلق المرء أمور حياته بشواهد غير مشيئة الله وأعمال الشخص نفسه، ولا يجعل من وجود حشرة أو إخفاؤها، أو وجود تمائم وغيرها على حدوث أمر معين أو تعليقه بالخير والشر، وهذا حال المسلم المتوكل على الله.
وورد أنه لا يمنع التوكل على الله الأخذ بالأسباب وأن يطهر الشخص نفسه وبيته، وماله من الحرام، وأن يقوم باللازم تجاه وجود الحشرات، وخاصة إذا كان بالبيت أطفال يخشى عليهم من الأذى، ولا يربط الفرد وجود تلك الحشرات بالخير والشر، ويعتقد البعض من الناحية النفسية ، تأثير للنمل عليه وعلى حياته فالبعض يراها دليل شر وأذى مؤشر غير إيجابي ويلجأ لعقيدة فاسدة تسمى علوم الطاقة يفسر على أساسها وجود الحشرة وهي عقيدة من الثقافة الهندية والآسيوية لا علاقة ولا دخل للإسلام والعرب بها.
و هناك آخرون يعتقدون بالخير في وجود النمل على اعتباره كائن أو حشرة قليلة الأذى بالإنسان، وكونها حشرة منظمة، ومجدة في العمل، وهذا الاعتقاد أيضاً اعتقاد خاطيء تماما لا يختلف عن اعتقاد الشر في وجود النمل وكلها مجرد أوهام في عقول الناس، وعقائد فاسدة، وعن اعتقاد أنه شر وأذى لأهل البيت قدموا طريقة تعد نوع من أنواع الخرافة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع على الإنترنت، وهذا لا يجوز أن يتبعه إنسان مسلم صحيح العقيدة ، لذلك فإن الحرص في التعامل مع البدع ومع الخرافات ومع كل ما يجد من الثقافات الغربية على المسلمين وعلى حياتهم يجب التعامل في هذا الشأن بحرص تام، والرجوع إلى العلماء والمختصين لمعرفة الرأي الشرعي في مثل تلك الأمور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هل وجود النمل في البيت وجود النمل في البيت
إقرأ أيضاً:
ما المراد بـ «وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا»؟.. اعرف تفسير الآية 285 من سورة البقرة
ما هو تفسير الطاعة الواردة في الآية 285 من سورة البقرة ؟، سؤال نجيب عنه من خلال ما ذكرته دار الإفتاء المصرية حول: ما المراد بالطاعة في قوله تعالى: «وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا» [البقرة: 285]؟
ما هو تفسير الطاعة الواردة في الآية 285 من سورة البقرة؟تقول دار الإفتاء المصرية، إن الله تعالى امتدح المسلمين بأنهم أمة الطاعة الذين استجابوا لله تعالى ورسوله؛ فأتمروا بما أُمِروا به، وانتهوا عما نُهُوا عنه؛ فقال تعالى في سياق المدح لهم المقتضي لدوام الامتثال: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 285].
قال الإمام ابن عطية في "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" (1/ 392، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا﴾ مدحٌ يقتضي الحضَّ على هذه المقالة، وأن يكون المؤمن يمتثلها غابر الدهر، والطاعة: قبول الأوامر] اهـ.
فالمراد بالطاعة في هذه الآية: هي فعل ما افترضه الله تعالى من الفروض، والكفّ عمّا نهى عنه من النواهي؛ فيحرم على المسلم ترك ما افترضه الله تعالى عليه دون عذرٍ أو ضرورةٍ؛ لما في ذلك من معصية الله تعالى المُوجِبة لغضبة وعقابه.
«من دعا إلى هدى»| ما المقصود بحديث النبي.. وحقيقة الدال على خير كفاعله؟ ما المقصود بقوله تعالى: «يمحو الله ما يشاء ويثبت»؟.. أسرار آية 39 من الرعد سبب نزول الآية 285 من سورة البقرةوقيل سبب نزولها الآية التي قبلها وهي : لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير فإنه لما أنزل هذا على النبي صلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا : أي رسول الله ، كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزل الله عليكم هذه الآية ولا نطيقها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فقالوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في إثرها : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما فعلوا ذلك نسخها الله ، فأنزل الله عز وجل : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال : " نعم " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال : ( نعم ) ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال : ( نعم ) واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال : ( نعم ) . أخرجه مسلم عن أبي هريرة .
قال علماؤنا : قوله في الرواية الأولى ( قد فعلت ) وهنا قال : ( نعم ) دليل على نقل الحديث بالمعنى ، وقد تقدم . ولما تقرر الأمر على أن قالوا : سمعنا وأطعنا ، مدحهم الله وأثنى عليهم في هذه الآية ، ورفع المشقة في أمر الخواطر عنهم ، وهذه ثمرة الطاعة والانقطاع إلى الله تعالى ، كما جرى لبني إسرائيل ضد ذلك من ذمهم وتحميلهم المشقات من الذلة والمسكنة والانجلاء إذ قالوا : سمعنا وعصينا ، وهذه ثمرة العصيان والتمرد على الله تعالى ، أعاذنا الله من نقمه بمنه وكرمه . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : إن بيت ثابت بن قيس بن شماس يزهر كل ليلة بمصابيح ؟ قال : ( فلعله يقرأ سورة البقرة ) فسئل ثابت قال : قرأت من سورة البقرة " آمن الرسول " نزلت حين شق على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما توعدهم الله تعالى به من محاسبتهم على ما أخفته نفوسهم ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( فلعلكم تقولون سمعنا وعصينا كما قالت بنو إسرائيل ) قالوا : بل سمعنا وأطعنا ، فأنزل الله تعالى ثناء عليهم : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه فقال صلى الله عليه وسلم : ( وحق لهم أن يؤمنوا ) .
الثانية : قوله تعالى : " آمن " : أي صدق ، وقد تقدم . والذي أنزل هو القرآن . وقرأ ابن مسعود " وآمن المؤمنون كل آمن بالله " على اللفظ ، ويجوز في غير القرآن " آمنوا " على المعنى . وقرأ نافع وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر ( وكتبه ) على الجمع . وقرءوا في " التحريم " " كتابه " على التوحيد .
وقرأ أبو عمرو هنا وفي " التحريم " و " كتبه " على الجمع . وقرأ حمزة والكسائي " وكتابه " على التوحيد فيهما . فمن جمع أراد جمع كتاب ، ومن أفرد أراد المصدر الذي يجمع كل مكتوب كان نزوله من عند الله . ويجوز في قراءة من وحد أن يراد به الجمع ، يكون الكتاب اسما للجنس فتستوي القراءتان ، قال الله تعالى : فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب قرأت الجماعة ( ورسله ) بضم السين ، وكذلك " رسلنا ورسلكم ورسلك " إلا أبا عمرو فروي عنه تخفيف " رسلنا ورسلكم " ، وروي عنه في " رسلك " التثقيل والتخفيف .
قال أبو علي : من قرأ " رسلك " بالتثقيل فذلك أصل الكلمة ، ومن خفف فكما يخفف في الآحاد مثل : عنق وطنب . وإذا خفف في الآحاد فذلك أحرى في الجمع الذي هو أثقل ، وقال معناه مكي . وقرأ جمهور الناس ( لا نفرق ) بالنون ، والمعنى يقولون لا نفرق ، فحذف القول ، وحذف القول كثير ، قال الله تعالى : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ؛ أي يقولون سلام عليكم . وقال : ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا ؛ أي يقولون : ربنا ، وما كان مثله . وقرأ سعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ويعقوب " لا يفرق " بالياء ، وهذا على لفظ ( كل ) . قال هارون : وهي في حرف ابن مسعود " لا يفرقون " . وقال ( بين أحد ) على الإفراد ولم يقل آحاد ؛ لأن الأحد يتناول الواحد والجميع ، كما قال تعالى : فما منكم من أحد عنه حاجزين ف " حاجزين " صفة لأحد ؛ لأن معناه الجمع . وقال صلى الله عليه وسلم : ما أحلت الغنائم لأحد سود الرءوس غيركم وقال رؤبة :
إذا أمور الناس دينت دينكا لا يرهبون أحدا من دونكا
ومعنى هذه الآية : أن المؤمنين ليسوا كاليهود والنصارى في أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض .
الثالثة : قوله تعالى : وقالوا سمعنا وأطعنا فيه حذف ، أي سمعنا سماع قابلين . وقيل : سمع بمعنى قبل ، كما يقال : سمع الله لمن حمده فلا يكون فيه حذف . وعلى الجملة فهذا القول يقتضي المدح لقائله . والطاعة قبول الأمر . وقوله : ( غفرانك ) مصدر كالكفران والخسران ، والعامل فيه فعل مقدر ، تقديره : اغفر غفرانك ، قاله الزجاج . وغيره : نطلب أو أسأل غفرانك .
( وإليك المصير ) إقرار بالبعث والوقوف بين يدي الله تعالى . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه هذه الآية قال له جبريل : ( إن الله قد أحل الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه ) فسأل إلى آخر السورة .