أردوغان يستقبل رئيس الوزراء العراقي في إسطنبول.. هذه محاور المباحثات
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي وصل إلى مدينة إسطنبول في زيارة رسمية ليوم واحد شهدت مباحثات حول العديد من الملفات، بما في ذلك العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة.
واجتمع أردوغان مع السوداني في قصر وحيد الدين في مدينة إسطنبول حيث "استعراضا آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، والتهديد المتزايد للسلم والاستقرار الذي يشكله الكيان الصهيوني، بعدوانه المستمر على غزة ولبنان، والاعتداءات التي طالت عدة دول في المنطقة"، وفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية "واع"، أن الطرفين بحثا أيضا "توحيد المواقف إزاء هذه التطورات الخطيرة، وما تمثله من تحد"، ودعوا الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية والأممية إلى دعم الجهود والمساعي الرامية إلى وقف إطلاق النار.
كما دعا البيان إلى "تسهيل عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات إلى المنكوبين جراء العدوان، وإطلاق جهود الإعمار، وحماية الوجود الفلسطيني على أرضه التاريخية".
ولفت البيان العراقي إلى أن "اللقاء شهد البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقات المشتركة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية".
في المقابل، أشارت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إلى أن أردوغان شدد خلال اللقاء على أن تطوير العلاقات واستغلال فرص التعاون ومشروع طريق التنمية، سيوفر فوائد غير محدودة لكلا البلدين.
ولفت الرئيس التركي، إلى أن "التنظيمات الإرهابية تشكل مخاطر أمنية لتركيا والعراق على حد سواء"، مؤكدا أن "مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز فيما بينها ستخدم السلام والاستقرار في كلا البلدين".
وتشن تركيا عمليات عسكرية متواصلة بوتيرة متقطعة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، الذي تدرجه أنقرة على قوائم الإرهاب، في شمالي سوريا والعراق.
وقبل أيام، نفذت تركيا عشرات الغارات الجوية على مواقع تابعة للتنظيم في العراق وسوريا ردا على الهجوم المسلح الذي استهدف شركة صناعات دفاعية بارزة في العاصمة التركية أنقرة، وأسفر عن قتلى وجرحى.
وفي هذا السياق، أعرب أردوغان عن امتنان تركيا من "الخطوات الإيجابية" التي اتخذتها الحكومة العراقية بخصوص مكافحة تنظيم "بي كي كي".
وحول التطورات الإقليمية، فقد شدد الرئيس التركي على أن العدوان الإسرائيلي الذي ينتشر بشكل متزايد في المنطقة يشكل تهديدا للسلام الإقليمي والعالمي، مؤكدا ضرورة تحرك المجتمع الدولي، وخاصة دول المنطقة، في أجواء من التضامن لمنع ذلك وضمان إحلال السلام والاستقرار.
يشار إلى أن العلاقات بين أنقرة وبغداد شهدت تقدما ملحوظا خلال الآونة الأخيرة على وقع تفاهمات أجراها الطرفان في العديد من الملفات، بما في ذلك إعلان بغداد تنظيم حزب العمال الكردستاني "منظمة محظورة".
وفي نيسان /أبريل الماضي، أجرى الرئيس التركي زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عاما إلى العاصمة العراقية بغداد ومنها إلى أربيل.
وشهدت الزيارة توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الطرفين في العديد من الملفات بما في ذلك الأمن وقضية المياه ومشروع طريق التنمية.
وهذا المشروع، هو عبارة عن طريق برية وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج، وفقا لوكالة الأناضول.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية أردوغان العراقي السوداني تركيا العراق تركيا أردوغان السوداني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الترکی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تركيا تدخل مرحلة فاصلة بعد بيان أوجلان
شهدت القضية الكردية في تركيا تطورًا جديدًا بعد دعوة زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، إلى التواصل مع عبدالله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني. وقد أسفرت هذه الدعوة عن تصريح مفاجئ من أوجلان، دعا فيه التنظيم إلى التخلي عن السلاح وحلّ نفسه، وهو ما يشير إلى دخولنا مرحلة غير مسبوقة في تاريخ هذه القضية.
على مدى 41 عامًا، كلفت أنشطة حزب العمال الكردستاني الإرهابية تركيا ثمنًا باهظًا، ولم يكن من المتصور، حتى قبل أشهر قليلة، أن يصدر مثل هذا النداء عن مؤسس التنظيم نفسه. وقد نقل أوجلان رسالته هذه عبر وفد من حزب الشعوب الديمقراطي (DEM)، الذي زاره مرارًا في سجنه.
لمتابعة هذه الرسالة، أقام فرعا حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر وفان، شاشات عملاقة لبثها أمام الجمهور. ففي فان، تم عرض الرسالة في ساحة المدينة، بينما نُقل البث في ديار بكر في ميدان داغكابي. كما تمت مشاهدتها مباشرة في ملعب 12 مارس بمدينة القامشلي السورية، التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG).
في كلمته، استعرض أوجلان الظروف التاريخية التي أدت إلى ظهور حزب العمال الكردستاني، وهي الظروف المرتبطة، كما هو معلوم، بإنكار الهوية واللغة والوجود الكردي نتيجة سياسات الدولة القومية.
إعلانوكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أقرّ بهذه الحقيقة سابقًا، حيث اعتبر أن غياب المساحة السياسية للتعبير عن الهوية الكردية، هو ما أدى إلى نشوء التنظيم.
بيدَ أن أوجلان أكد أن هذه الظروف لم تعد قائمة اليوم، ما يعني أن استمرار حزب العمال الكردستاني في نضاله المسلح لم يعد له مبرر. فقد شدد على أن "لا مكسب ولا حق يمكن تحقيقه بعد الآن من خلال السلاح"، وهو تصريح جوهري يقوّض الأساس الذي قام عليه التنظيم، خاصة أنه صادر عن زعيمه ومؤسسه.
قبل وصول أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى الحكم، لم تكن الدولة التركية تعترف بالهوية الكردية، مما وفّر لحزب العمال الكردستاني ذريعة للاستمرار، وإن لم يكن ذلك مبررًا لشرعيته. لكن أردوغان، انطلاقًا من قناعاته الإسلامية التي ترفض إنكار أي قومية أو حظر لغتها، اعتبر أن الحل يكمن في ترسيخ الأخوّة بين الأتراك والأكراد والعرب.
وفي 12 أغسطس/ آب 2005، أعلن أردوغان في خطاب تاريخي بمدينة ديار بكر أنه يعترف بوجود "المشكلة الكردية"، متعهدًا بحلها، على عكس السياسيين السابقين الذين تجنبوا اتخاذ خطوات جدية في هذا الاتجاه. وقد عمل أردوغان على تفكيك عناصر هذه المشكلة بجرأة لم يسبق لها مثيل، متناولًا مختلف أبعادها:
قضية اللغة الكردية. مسألة الهوية. الحق في التنظيم والتعليم. رفع حالة الطوارئ. معالجة التفاوت التنموي في المناطق الكردية.لم يكتفِ أردوغان بالإصلاحات القانونية، بل أطلق عملية "الانفتاح" ثم "عملية الحل"، رغم إدراكه المخاطر السياسية التي قد تترتب على ذلك.
وكان جوهر عملية الحل يقوم على الاعتراف بالوجود الكردي وهويته ولغته وثقافته مقابل تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح. ولأن التنظيم هو الطرف المسلح، فقد كان لا بد من التعامل معه لتحقيق هذا الهدف.
كيف انهارت عملية الحل؟خلال عملية الحل، توقف إطلاق النار، ولم تشنّ الدولة أي عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، منتظرةً منه تنفيذ تعهده بالتخلي عن السلاح وسحب مقاتليه من تركيا.
إعلانلكن التطورات في سوريا غيرت مسار الأمور. فقد حصل حزب العمال الكردستاني على دعم أميركي تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، ما أغراه بالبقاء في المشهد المسلح.
وهنا ظهر جليًا أن القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا والنظام السوري، لم تكن معنية بحلّ القضية الكردية في تركيا، بل كانت تستخدم حزب العمال الكردستاني كورقة ضغط ضد أنقرة.
استغل الحزب توقف العمليات العسكرية ضده ليعزز انتشاره في الجبال التركية، واستفاد من البلديات التي كان يسيطر عليها حزب الشعوب الديمقراطي؛ لتجنيد المزيد من الشباب وحتى الأطفال، ما أدى في النهاية إلى انهيار عملية الحل.
مع انتهاء عملية الحل، شنت الدولة التركية حملة غير مسبوقة ضد الإرهاب، وتمكنت من القضاء على وجود حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية بشكل شبه كامل. وهكذا، لم يعد الإرهاب مشكلة داخلية بقدر ما بات مصدر قلق خارجي؛ بسبب استمرار وجود الحزب في سوريا، حيث تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل؛ لاستخدامه كورقة ضد تركيا.
من خلال هذه العملية السياسية الجديدة، التي يقودها أردوغان وبهتشلي، ومع إعلان أوجلان الأخير، تم حسم البُعد الكردي من القضية. ومن الآن فصاعدًا، فإن أي جهة تتعاون مع الولايات المتحدة تحت اسم حزب العمال الكردستاني لن تكون ممثلة للأكراد، بل ستكون مجرد كيان يسعى إلى البقاء لأجل مصلحته الخاصة.
وقد أكد أردوغان مرارًا أن حزب العمال الكردستاني ليس ممثلًا للأكراد، وأنه لا بد من التعامل مع الشعب الكردي نفسه عند الحديث عن حقوقه. وتجدر الإشارة إلى أن عدد النواب الأكراد داخل حزب العدالة والتنمية يفوق عددهم في حزب الشعوب الديمقراطي، كما أن معظم الإصلاحات المتعلقة بالقضية الكردية جاءت على يد أردوغان وحزبه.
لم يقتصر إعلان أوجلان على الدعوة إلى التخلي عن السلاح، بل شمل أيضًا رفض المطالب المتعلقة بالحكم الذاتي أو الفدرالية، مؤكدًا أنها لا تحقق أي فائدة للأكراد.
إعلانورغم أن الاستجابة الفورية لدعوته كانت موضع شك، فإن لقاءات حزب الشعوب الديمقراطي مع قيادات حزب العمال الكردستاني في قنديل وإمرالي تشير إلى أن هناك تجاوبًا إيجابيًا. ولم يكن أوجلان ليطلق هذا النداء دون أن يكون على يقين من وجود استعداد لدى الحزب للاستجابة له.
يتزامن هذا التحول مع التغيرات في سوريا، خاصة بعد تراجع موقف النظام السوري. ولطالما كان بشار الأسد من أكبر داعمي حزب العمال الكردستاني، ما ساعده على البقاء، خاصة من خلال التعاون مع الولايات المتحدة. ومع تغير المعادلات الإقليمية، ربما وجد الحزب نفسه في مأزق، ما دفع أوجلان إلى تقديم هذه الدعوة كحل يتيح له الخروج من الأزمة.
بفضل هذه الخطوة، تدخل المنطقة مرحلة جديدة، وتثبت تركيا مرة أخرى أنها لاعب رئيسي قادر على إعادة تشكيل المعادلات السياسية في المنطقة بما يخدم مصالحها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline