الناتو ينسحب من البحر الأحمر
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
من سام فاديس
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
يواصل الحوثيون، المسلحون والمدربون والمجهزون والممولون من قبل الإيرانيين، إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن في البحر الأحمر. لقد أغلقوا فعليًا هذا الممر المائي الحيوي أمام الشحن التجاري. وكانت الإجراءات غير الفعالة التي اتخذتها إدارة بايدن وهاريس ردًا على ذلك ذات تأثير ضئيل.
تتجه سفينتان حربيتان ألمانيتان، الفرقاطة بادن فورتمبيرغ وسفينة الدعم فرانكفورت أم ماين ، إلى ألمانيا بعد مهمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وكان من المقرر أن تعبر السفينتان البحر الأحمر. وقد وجهت الحكومة الألمانية السفينتين الآن للإبحار حول رأس الرجاء الصالح في طريق عودتهما إلى الوطن. فمن المحفوف بالمخاطر إرسال سفن حربية مسلحة عبر الحصار الذي يفرضه الحوثيون.
إن القرار هو اعتراف ضمني بالوضع الحالي. فلم تنجح القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في وقف هجمات الحوثيين فحسب، بل إن هذه الهجمات تصاعدت بشكل مطرد وتوسعت إلى منطقة أوسع. ولم تزيد إدارة بايدن-هاريس من مستوى القوة المستخدمة، بل إنها في الواقع قلصت بشكل مطرد عدد الأصول المنتشرة في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، تواصل إيران جني الأموال من مبيعات النفط في انتهاك للعقوبات الأميركية. وتُستخدم هذه الأموال لتمويل الحرب بالوكالة التي تشنها إيران ضد الولايات المتحدة وحلفائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ويستطيع الإيرانيون الاستمرار في تسليح الحوثيين بالطائرات بدون طيار والصواريخ إلى أجل غير مسمى.
ولكننا لسنا محظوظين إلى هذا الحد. فقد كانت استراتيجيتنا، إلى الحد الذي نستطيع أن نتصوره، تتلخص في إسقاط الصواريخ الإيرانية الرخيصة والطائرات الحوثية بدون طيار بصواريخ دفاع جوي بملايين الدولارات. ولكن مخزوننا من هذه الصواريخ بدأ ينفد.
ولا نملك القدرة على تجديد مخزوناتنا بسرعة. فقد استنفدت إدارة بايدن-هاريس مخزوناتنا الحربية لدعم الأوكرانيين. وأصبحت قاعدتنا الصناعية مستنفدة إلى الحد الذي يجعل تصنيع الذخائر الجديدة يستغرق سنوات في كثير من الأحيان. ونحن على وشك أن ندرك أن الخزانة أصبحت خاوية.
وفي الوقت نفسه، كان تأثير الحصار الحوثي على الاقتصاد العالمي مدمرا. فقد قامت شركات الشحن الكبرى بإعادة توجيه سفنها لتجنب البحر الأحمر بالكامل. وارتفعت تكاليف الشحن. وأصبحت تأخيرات سلسلة التوريد شائعة بشكل متزايد.
لا يبدو أن هجمات الحوثيين قد توقفت. فقبل أيام قليلة شن الحوثيون هجوما آخر على سفينة تجارية، وهي سفينة الشحن اليونانية “موتارو”. وأطلقت ثلاثة صواريخ على الأقل على السفينة أثناء عبورها مضيق باب المندب.
الإيرانيون ليسوا الحلفاء الوحيدين للحوثيين، فالروس يزودونهم ببيانات الاستهداف التي يحتاجونها لهجماتهم، وتنتقل المعلومات الاستخباراتية من موسكو إلى طهران، ثم يمررها الإيرانيون إلى الحوثيين، وهذا بالطبع بالإضافة إلى المعلومات التي يحصل عليها الإيرانيون والحوثيون بأنفسهم.
في أغسطس/آب 2022، أطلق الروس قمرًا استخباراتيًا إيرانيًا من كازاخستان. يوفر هذا القمر صورًا بدقة متر واحد لاستخدامها من قبل الإيرانيين. وهذا أكثر من كافٍ لاستهداف سفينة. هذه المعلومات الاستخباراتية تضاف إلى تلك التي توفرها أقمار التجسس الروسية. وتوفر هذه المعلومات مجتمعة بيانات دقيقة للغاية عن مواقع السفن التجارية في البحر الأحمر وسرعتها ومسارها.
ولكن هذا ليس هو مدى الدعم الذي قد تقدمه روسيا. فقد عقد المسؤولون الروس والحوثيون اجتماعين على الأقل في طهران هذا العام. وهناك قلق كبير من أن الروس على وشك البدء في تزويد الحوثيين بصواريخ ياخونت من طراز بي-800. وياخونت صاروخ مضاد للسفن أسرع من الصوت ويبلغ مداه 300 كيلومتر (186 ميلاً). وبمجرد تسليح الحوثيين بهذه الأسلحة، فإنهم سوف يتمتعون بقدرة أكبر بكثير على تهديد السفن الحربية الأميركية وحلفائها في البحر الأحمر.
لقد كانت عملياتنا ضد الحوثيين بمثابة كارثة غير بسيطة. وهذا ليس بسبب أي براعة خاصة من جانب الحوثيين أو عدم كفاءة قواتنا. بل بسبب الغياب التام لاستراتيجية الفوز من جانبنا. والحقيقة الواضحة هي أننا لا نحاول في الواقع الفوز بهذه الحرب. نحن نبذل الحد الأدنى المطلوب للسماح لهذه الإدارة المفلسة أخلاقياً بالحفاظ على التظاهر بأنها تقف في وجه طهران.
لو كنا جادين حقا في إنهاء الحصار الحوثي للبحر الأحمر، لكان لزاما علينا أن نتحرك بحزم وباستخدام كافة أشكال القوة المتاحة لنا. وسوف نبدأ بتطبيق العقوبات القائمة وفرض عقوبات إضافية حسب الضرورة لإفلاس النظام الإيراني. ثم نعمل على تمكين قواتنا من تفكيك الجهاز الحوثي/الإيراني بأكمله الذي يقوم بعمليات دعما لحصار البحر الأحمر.
إننا سنعمل على اعتراض وإغراق كل سفينة تحمل الدعم للحوثيين من إيران وتسليم طواقمها للسعوديين للاحتجاز. وسنعمل على تدمير كل بطارية صواريخ وموقع إطلاق طائرات بدون طيار، وكل مركز قيادة وسيطرة، وكل عقدة لوجستية مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالهجمات الجارية في البحر الأحمر. وسنخلق واقعًا يتم فيه القضاء على كل فرد مرتبط بأي شكل من الأشكال بالهجوم في غضون ثوانٍ من إطلاق صاروخ أو طائرة بدون طيار على سفينة في البحر الأحمر.
سيؤدي هذا إلى تقليل متعة إطلاق النار على السفن في البحر بسرعة كبيرة.
ولن نفعل أي شيء من هذا بالطبع إلى أن تتولى إدارة جديدة السلطة في واشنطن. وحتى ذلك الحين، سنستمر في التظاهر بالقتال وسنستمر في الخسارة. وحلف شمال الأطلسي يدرك هذا جيداً. ولهذا السبب يتراجع من البحر الأحمر.
المصدر: مجلة AND
يمن مونيتور1 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام كتاب "حرب" يكشف كواليس مثيرة لقرار بايدن قصف الحوثيين في اليمن الشراكة في السلطة تعني الشراكة في المسؤولية مقالات ذات صلة مركز دراسات أمريكي: كيف يمكن أن يؤثر اغتيال عبد الملك الحوثي على الحوثيين وإيران؟ 1 نوفمبر، 2024 إيران تلمح إلى تغيير عقيدتها النووية 1 نوفمبر، 2024 الشراكة في السلطة تعني الشراكة في المسؤولية 1 نوفمبر، 2024 كتاب “حرب” يكشف كواليس مثيرة لقرار بايدن قصف الحوثيين في اليمن 1 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصة كتاب “حرب” يكشف كواليس مثيرة لقرار بايدن قصف الحوثيين في اليمن 1 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية مركز دراسات أمريكي: كيف يمكن أن يؤثر اغتيال عبد الملك الحوثي على الحوثيين وإيران؟ 1 نوفمبر، 2024 إيران تلمح إلى تغيير عقيدتها النووية 1 نوفمبر، 2024 الشراكة في السلطة تعني الشراكة في المسؤولية 1 نوفمبر، 2024 الناتو ينسحب من البحر الأحمر 1 نوفمبر، 2024 كتاب “حرب” يكشف كواليس مثيرة لقرار بايدن قصف الحوثيين في اليمن 1 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك مركز دراسات أمريكي: كيف يمكن أن يؤثر اغتيال عبد الملك الحوثي على الحوثيين وإيران؟ 1 نوفمبر، 2024 كتاب “حرب” يكشف كواليس مثيرة لقرار بايدن قصف الحوثيين في اليمن 1 نوفمبر، 2024 ذخائر بقرابة ملياري دولار أطلقتها البحرية الأمريكية لقتال الحوثيين 1 نوفمبر، 2024 حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة 1 نوفمبر، 2024 الأرصاد اليمني يتوقع هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة على عدة محافظات 31 أكتوبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 19 ℃ 19º - 17º 26% 4.95 كيلومتر/ساعة 18℃ الجمعة 23℃ السبت 22℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء تصفح إيضاً مركز دراسات أمريكي: كيف يمكن أن يؤثر اغتيال عبد الملك الحوثي على الحوثيين وإيران؟ 1 نوفمبر، 2024 إيران تلمح إلى تغيير عقيدتها النووية 1 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬322 غير مصنف 24٬186 الأخبار الرئيسية 14٬928 اخترنا لكم 7٬060 عربي ودولي 6٬965 غزة 6 رياضة 2٬350 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬252 كتابات خاصة 2٬085 منوعات 2٬007 مجتمع 1٬840 تراجم وتحليلات 1٬798 ترجمة خاصة 79 تحليل 13 تقارير 1٬613 آراء ومواقف 1٬544 صحافة 1٬485 ميديا 1٬411 حقوق وحريات 1٬325 فكر وثقافة 901 تفاعل 815 فنون 481 الأرصاد 323 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
.نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
issamعندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: مرکز دراسات أمریکی فی البحر الأحمر الشراکة فی بدون طیار
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر وصم الحوثيين بالإرهاب على القطاع المالي في اليمن؟
أثار قرار الإدارة الأميركية -إدراج الحوثيين ضمن المنظمات الإرهابية- مخاوف من انعكاسات سلبية على القطاع المالي والإنساني في اليمن الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية بالعالم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في 22 يناير/كانون الثاني إدراج جماعة الحوثي على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" قائلا إنه سيوجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات لهذه الجماعة.
وذكر البيت الأبيض -في بيان- حيثيات هذا القرار، مرجعا ذلك إلى أن أنشطة الحوثيين "تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، كما تهدد أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة العالمية".
وردا على ذلك، اعتبرت حكومة الحوثيين في بيان بأن "التصنيف لن يزيد الشعب اليمني وقواه السياسية الحرة وفي المقدمة أنصار الله إلا ثباتًا وصمودًا على الحق ودفاعًا".
وحذر بيان الحوثيين من أن "هذا القرار القديم الجديد لا يخدم الاستقرار في المنطقة وجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل والمشرف للشعب اليمني".
وفي السياق، رحب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بالقرار الأميركي، واعتبر ذلك "مدخلا لإحلال السلام والاستقرار" في البلاد والمنطقة.
إعلانوبحث العليمي مع أحمد غالب محافظ المركزي اليمني في عدن "ضمان تدفق المعونات الإغاثية في عموم اليمن، والحد من أي تأثيرات للقرار الأميركي على القطاع المالي في البلاد" وفق خبر نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
تعليق نشاط الأمم المتحدةعقب يومين من القرار الأميركي، تصاعد التوتر بين الحوثيين والأمم المتحدة، حيث أعلنت الأخيرة -في بيان- تعليق جميع تحركاتها الرسمية ضمن وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي شمالي البلاد.
الأمم المتحدة أعلنت تعليق جميع تحركاتها الرسمية ضمن وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي شمالي اليمن (الفرنسية)وجاء هذا القرار عقب اتهام الحوثيين بـ"احتجاز المزيد من الموظفين الأمميين العاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم" حسب البيان.
وتوترت العلاقة بين الجانبين منذ أشهر، بعد اعتقال الحوثيين في يونيو/حزيران 2024 موظفين أمميين يمنيين.
كيف يبدو موقف الحوثيين؟في تصريح خاص للجزيرة نت، علق القيادي الحوثي البارز حميد عاصم على تأثيرات القرار الأميركي قائلا إن" أبناء اليمن بشكل عام هم من يتأثرون بسبب العقوبات الأميركية وليس القيادات".
وأضاف "98% من قيادات صنعاء لا توجد لديهم أرصدة في البنوك، لأن القيادة أتت على بنوك فارغة وعلى حصار مفروض على اليمن، وليست من القيادات التي تنهب وتسرق أموال اليمن".
وتابع عاصم -الذي سبق أن شارك عضوا في الفريق الحوثي بالمفاوضات- مخاطبا الإدارة الأميركية "هم يعلمون أن صنعاء تدير شؤون الدولة في مناطق سيطرتها بالحد الأدنى من الإمكانات".
وبشأن تأثير التصنيف على تدفق التحويلات المالية إلى اليمن، أوضح عاصم أن "التحويلات المالية للأفراد وللأسر اليمنية، وأي عقوبات يتضرر منها المواطنون".
وأرجع القيادي الحوثي أسباب القرار الأميركي إلى "موقف اليمن من العدوان الصهيوني الأميركي البريطاني على أهلنا في فلسطين" في إشارة إلى هجمات جماعته التي نفذتها بالبحر الأحمر وإسرائيل قائلة إنها مساندة لغزة.
إعلانوأردف "هي محاولة من أميركا لكسر إرادة اليمنيين، وهذا أمر صعب المنال".
وحول مدى تأثير القرار على المشاريع الإنسانية والتنموية، قال المسؤول الحوثي إن "المعونات المالية المقدمة لصنعاء شحيحة جدا، ونحن نسعى إلى العمل من أجل الاعتماد على مقدراتنا وإن كانت محدودة جدا".
وحول رد الجماعة على التصنيف الأميركي، صرح عاصم" تلك العقوبات قد تدفع قيادتنا لاستخدام ما لديها من وسائل ضغط على دول العدوان وخاصة الدول العربية المعتدية وكذلك الأميركيين، والوسائل كثيرة أهمها القوة التي يمتلكها اليمن ".
الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن حذر من أن التصنيف الأميركي له تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني (الأوروبية) تداعيات خطيرةوبعد ساعات من قرار ترامب، حذرت منظمة أوكسفام الدولية -في بيان- من أن "إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية تشكل ضربة أخرى لليمنيين الذين وقعوا في فخ الصراع المميت الذي استمر لمدة 10 سنوات".
وأضاف البيان "استعدت البنوك لتقليص أنشطتها، وبدأت المنظمات الإنسانية في التخطيط لتصعيد كبير مع موارد أقل وقيود أكثر".
والخميس الماضي، حذر الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن (غير حكومي مقره صنعاء) من أن التصنيف الأميركي للحوثيين "ستكون له تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني وتوجهات السلام في المنطقة والعالم".
وفي السياق، شكا الشاب اليمني ناصر من إيقافه مؤخرا عن العمل في منظمة مجتمع مدني بصنعاء عقب قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
وكان ناصر يعمل موظفا عن بُعد في مجال إدخال وتحرير البيانات في المنظمة التي أشعرته مع زملائه المقيمين في صنعاء بالاستغناء عن خدماتهم حتى إشعار آخر.
وقال ناصر للجزيرة نت -مفضلاً عدم ذكر هويته الكاملة- إن المنظمة لم تخبرهم بمبررات القرار، لكنه أرجع ذلك إلى مخاوفها من عواقب التحويلات المالية إلى صنعاء في ظل هذا الظرف الحرج عقب تصنيف الحوثي منظمة إرهابية.
إعلانوأوضح المواطن أنه استند إلى دليل "يتمثل بأن موظفي المنظمة المقيمين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية لم يتم الاستغناء عنهم"، وأضاف "توقفت أعمالنا فجأة وهذا محزن، لكن قد تأتي فرص أخرى فأملنا بالله كبير".
وتابع ناصر "منذ 10 سنوات، المدنيون هم يدفعون دوما ثمن الصراعات السياسية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل".
تأثيرات كبيرةتقع معظم البنوك اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين التي تحوي أيضا المقرات الرئيسية للمنظمات الأممية والدولية، مما قد يؤثر على الأنشطة المالية والإنسانية جراء القرار الأميركي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى الخبير المصرفي عبد السلام الشجاع أن "تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية له تأثيرات كبيرة على كافة الأصعدة المالية والإنسانية".
وأضاف "سيؤثر التصنيف على المسار المالي، وستكون هنالك صعوبة في التحويلات المالية وتأخيرها، وارتفاع سعر تكلفة الترحيل للبنوك، وعدم استطاعة البنوك استقبال الحوالات الخارجية".
ولفت الخبير المصرفي إلى أن "المشروعات التنموية والمساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية والمحلية سوف تتأثر بشكل كبير وقد تتوقف نتيجة هذه التطورات".
ونبه الشجاع إلى أن السكان في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل عام يعانون من فقر مدقع، محذرا في الوقت ذاته من أن هذا التصنيف ستكون له انعكاسات سلبية على حالة المواطنين في المستقبل.
وللتعامل مع الوضع الحالي، يوصي الخبير اليمني بضرورة تسهيل عمل المنظمات الدولية والمحلية في صنعاء، وفتح مكاتب رئيسية لها في عدن، معتبرا أن اتخاذ ذلك قد يخفف من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي.
ولفت إلى أن استقبال البنك المركزي في عدن للتمويلات الدولية يضمن عدم انقطاعها، وسيحد من أي تأثيرات على المشاريع التنموية التي تقوم بها الأمم المتحدة بالمناطق الشمالية لليمن.
مراقبون اعتبروا القرار الأميركي بمثابة فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني (الأوروبية) عقاب جماعيمن جانبه، يرى الباحث الاقتصادي رشيد الحداد أن "قرار التصنيف الأميركي الأخير يفرض قيودا على حركة وأنشطة المنظمات الدولية والوكالات الإنسانية، ويأتي في إطار ضغوط اقتصادية تمارسها واشنطن على حكومة صنعاء".
إعلانوأضاف الحداد المقيم في صنعاء -للجزيرة نت- أن هذا القرار يعد بمثابة "فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني برمته" وأن تداعياته على القطاع الاقتصادي والحركة التجارية "ستكون سلبية".
وأوضح أن "المؤشرات تفيد بأن أي تصعيد اقتصادي يتخذ من أي طرف تنفيذا لقرار التصنيف الأميركي سيقابل بتصعيد موازٍ، خاصة أن حركة الحوثيين خرجت من المشاركة في معركة الإسناد أقوى عسكرياً وتمتلك قدرات عسكرية كبيرة وكذلك تواصل التحضر لجولة أخرى من الصراع".
وأفاد بأن "حركة الحوثيين تحتفظ بعوامل قوة قد تستخدمها في حال تشديد الحصار على صنعاء كتضيق الخناق للتجارة الدولية ووقف إمدادات الطاقة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما سيشعل أسعار النفط بالأسواق العالمية، وستفشل خطط ترامب لخفض التضخم بالأسواق الأميركية وقد ينتهي عصره الذهبي".
تضرر المغتربينيشير مراقبون إلى احتمالية تضرر المغتربين اليمنيين العاملين في الخارج، من حيث صعوبة التحويل المالي إلى أسرهم نتيجة الرقابة على الأموال المتدفقة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي السياق، يقول الصحفي حمدان البكاري إن "قرار تصنيف الحوثيين سيؤثر على عائلات المغتربين التي تعتمد بشكل رئيسي على التحويلات المالية من أبنائها في الخارج".
وأضاف للجزيرة نت أن "هذا الأمر قد يسبب وصما سلبيا على السكان في تلك المناطق، ولأهاليهم المغتربين بالخارج من قبل شركات الصرافة والتحويلات المالية".
ويوضح البكاري أن قرار تصنيف الحوثيين سيخلف صعوبة كبيرة في التحويلات المالية، وفي رفع تكلفة الإرسال "إذا تمت إضافة بنوك أخرى محلية إلى قائمة الحظر من قبل الولايات المتحدة".
واعتبر أن وضع السكان في مناطق سيطرة الحوثيين قد يتأثر بشكل كبير، وربما تتسع رقعة الفقر مع نية إغلاق المنظمات لمكاتبها وشحة الأعمال.
ونبه بأن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تعاني من ركود اقتصادي، وشح بالعملات الأجنبية، مما قد يسبب القرار الأميركي أزمة أكبر في وفرة النقد الأجنبي، وتعقيد مسار التحويلات المالية الذي يشكل مزيدا من معاناة المواطنين.
إعلان