عربي21:
2024-12-26@00:26:32 GMT

نتنياهو يعلن حربه المستمرة ضدّ كل المنطقة

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

ليس أفضل من الوضوح في الحرب. هذا ما يفعله بنيامين نتنياهو من دون مداورة. كل مسرحياته لا تحول دون أن يكون واضحاً عندما يتعلق الأمر بأصل مشروعه. وما يعلنه يمثّل، كما تقول الوقائع، مشروع الغالبية الساحقة من مستوطني الكيان، وهو مشروع يحظى بدعم حقيقي من العالم الذي يجد مصلحته في كل ما يقوم به هتلر العصر.

أمس، أوجز نتنياهو في خطبة قصيرة جوهر ما يعمل عليه منذ سنوات طويلة.

وقال لشعبه، كما قال لنا، بأن استعدوا لحرب طويلة وواسعة في كل المنطقة. وهذا ما يجعلنا نحيل هذا التحدي إلى كل من يحدثنا عن السلام والتسوية مع العدوّ، أو يدعونا إلى الانحناء أمام العاصفة، أو يحمّلنا مسؤولية جرائمه المفتوحة في كل المنطقة. فحليف هؤلاء كان الأكثر وضوحاً بأن مشروعه التوسعي لا حدود له. وإذا كان الأمريكيون، ومعهم بعض أوروبا، يريدون إقناعنا بأن التنازل للعدوّ هو أفضل السبل لكبح جماحه، فما فعله ويفعله هؤلاء منذ عام وأكثر في غزة كانت نتيجته الوحيدة المزيد من القتل.

أول من أمس، عاد المهرج عاموس هوكشتين ليقدّم عرضاً جديداً. وللأمانة، فإن المشكلة ليست في الرجل الذي يقوم بما يجيده أو بما هو مطلوب منه، بل في من لا يزال يستمع إليه ويأخذ بما يقوله، وفي من يعتقد بأن الأمريكيين في موقع من يريد الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على لبنان.

عملياً، نحن أمام حقيقة واحدة، وهي أن إسرائيل عدوّ يعمل بالعقل نفسه والروح نفسها والأدوات نفسها ضد غزة ولبنان، وهو باشر الأمر نفسه في سوريا، ويستعد للانتقال غلى العراق، ولاحقاً إلى اليمن، ولا يخفي نتنياهو مواصلة الاستعداد لضرب إيران.
حن أمام حقيقة واحدة، وهي أن إسرائيل عدوّ يعمل بالعقل نفسه والروح نفسها والأدوات نفسها ضد غزة ولبنان
أما من يطلب فصل الساحات بعضها عن بعض، فلا يريد أن يفهم حقيقة أن ما تقوم به إسرائيل، بتغطية واضحة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبشراكة بعض الدول العربية، هو توحيد للساحات بقوة. ومن يطلب الفصل بين الجبهات، لا يعرف أن العدوّ بوجوده، وبما يقوم به، هو من يعزّز وحدة الجبهات ويرفع من مستوى التحدي لدى كل من يؤمن بأن إسرائيل شرّ لا بد من التخلص منه.

ولأن الأمر على هذا النحو، فإن مشروع المقاومة هو الخيار الوحيد، وبديله العيش أو الموت جوعاً وقهراً وذلّاً. وكلّ من يعطينا دروساً في السيادة والحرية والكرامة الوطنية، لكنه مستعدّ لإشعال البلاد من أجل حارس أحراج، عليه أن يفهم أن الدرس الأهم في هذه الحياة هو أن تقف في المكان الصحيح. وكل من يواصل اتهام المقاومة بالمسؤولية عمّا يجري، يجب أن يعرف أنه من الآن فصاعداً سيكون شريكاً في هذا العدوان، وعليه أن يعي أن موقفه من أصل العدوان الإسرائيلي هو الأساس، وأن يدرك أنه في حال قرّر الابتعاد عن واجبه – كما يدّعي في دفاعه عن السيادة – فليس له الحق في مساءلة الناس عن سبب قيامهم بواجبهم، وعن سبب بذلهم كل ما عندهم من أجل الدفاع عن وجودهم وعن حقهم في حياة حرة وعن سعيهم الى استقلال حقيقي.

أما من يكثر من الحديث عن الاستقلالية، بينما يقود مسيرة تريد أخذ البلاد نحو المغامرة الكبرى، فعليه أن يتنبّه إلى خطورة الموافقة والمشاركة في وضع مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية والمالية تحت وصاية المستعمر الأمريكي.

 ومن الأمانة أن يقال لمن يعتقد أن الحرب القاسية القائمة اليوم، تتيح له أو تسمح للاحتلال الأمريكي بفرض وقائع على آليات العمل في الداخل اللبناني، أنه سيكون واهماً بأنّ أمراً كهذا سيمرّ من دون مقاومة. ومن لم يقرأ التاريخ جيداً من اللبنانيين والعرب والغربيين، وفي مقدّمهم الولايات المتحدة، ليس عليه سوى العودة الى زمن احتلت إسرائيل فيه بيروت، ونصّبت رئيساً للجمهورية، واستقدمت جيوشاً أطلسية لحماية مصالحها، لكن الأمر لم يستغرق سنوات قليلة قبل أن يتبدّد كل شيء. وقد حصل ذلك، لأن ما فُرض لم يكن حقيقياً ولا يمثّل طموحات أبناء هذا البلد.

أما من يرفع صوته اليوم مستعملاً العصا الإسرائيلية لتهديدنا، ويتصرّف بفوقية واستعلاء مع المقاومة وبيئتها، فليس عليه سوى سؤال نفسه: ما الذي يمنع هذا الجيش الوحش، بكل ما يملكه من قوة نارية وقدرات جوية غير مسبوقة، من احتلال قرية في جنوب لبنان. وعندما يحصل على الجواب السريع، عليه أن يفهم أن هذا الشعب لا يحتاج إلى أكثر من مسير حتى يمنع أيّ متطوع لخدمة الاحتلال من إثارة الفتنة داخلياً. كما لا تنقصه الشجاعة والقدرة على محاسبة شركاء العدوّ من الغربيين، وفي مقدّمهم الأمريكيون والبريطانيون والألمان. 

ويبدو أن هؤلاء يخلطون الأمور عندما يديرون "أمورهم اللبنانية"، لذا لا بأس من مساعدتهم على فهم حقيقة أن «العقل البارد» الذي حكم جمهوراً كبيراً جداً ودعاه لأن يحفظ "صورة الدولة" لعقود خلت، فإن هذا الجمهور نفسه يمكنه استخدام "العقل البارد" نفسه للقيام بما يجب، دفاعاً عن الوجود المقدّس.

الخير في ما وقع، والجيد أن نتنياهو سهّل الأمر على الجميع بأن أعلن أن حربه مستمرة، وقال علناً إنه ينوي التوسع أكثر في حربه ضد لبنان، وفي المنطقة، وصولاً الى إيران.

وجيّد أنه خاطب الأمريكيين لكي يفهم من يراهن على تدخّلهم أن الحرب قائمة وطويلة... وعندها، لا صوت سيعلو فوق صوت الميدان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب نتنياهو لبنان الغربيين لبنان نتنياهو الغرب الحرب مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علیه أن

إقرأ أيضاً:

نائب بالكنيست يوبخ نتنياهو: أنت آخر ديكتاتور في المنطقة وستسقط

وجّه عضو الكنيست عن الكتلة العربية، الدكتور أحمد الطيبي، انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حضر جلسة مؤخرًا في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في ظل الاتهامات الموجهة إليه.

توبيخ على الهواء لنتنياهو

وقال الطيبي بحسب فيديو نشره عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقا): «الظلم لا يدوم يا نتنياهو، كما ترى يا رئيس الوزراء العالم حولنا يتغير فقد سقط نظام بشار الأسد، والسوريون يخروجون من السجون للحرية، في حين إسرائيل استغلت ذلك من أجل احتلال أراضي جديدة وهذا ما تبدع فيه إسرائيل، وعليك الأخذ في الاعتبار ما يحدث في سوريا، فلم يبق ديكتاتورا في المنطقة إلا أنت وستسقط أنت يا نتنياهو»، فيما اكتفى رئيس وزراء الاحتلال بسؤال واحد لـ «الطيبي» وهو ما معنى «يدوم» فرد عليه الطيبي بأنها كلمة عربية تعني «الاستمرار».

استمرار الحرب ضد غزة

ويمر على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 442 يومًا وسط ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين إلى أكثر من 150 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والسيدات، وسط محاولات إقليمية ودولية مستمرة لوقف الحرب، فيما ترددت مؤخرًا أنباء عن صفقة قريبة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال لوقف جزئي للحرب.

مقالات مشابهة

  • نائب بالكنيست يوبخ نتنياهو: أنت آخر ديكتاتور في المنطقة وستسقط
  • بسبب حكمين مختلفين.. السعيطي يعتبر نفسه رئيسا لديوان المحاسبة، وشكشك يتمسك بمنصبه
  • خبير أمني إسرائيلي بارز: لو فعل نصر الله هذا الأمر لوضع إسرائيل في وضع صعب
  • خبير أمني إسرائيلي بارز: لو فعل نصر الله هذا الأمر لوضع إسرائيل بوضع صعب
  • تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل.. لماذا وافق الكنيست الإسرائيلي عليه؟
  • بالأرقام.. إكتشفوا خسائر لبنان الاقتصادية بعد حربه ضدّ إسرائيل
  • مدرب آرسنال يعلن مدة غياب ساكا عن الملاعب
  • قلق متصاعد في “إسرائيل”.. ما خيارات نتنياهو لردع اليمنيين؟
  • مجموعة ملثمة تقتحم منتجعا وتسرق السيارات في ظل الانفلات الأمني داخل سوريا
  • لابيد يعلن رفضه المشاركة في لجنة تحقيق يسعى نتنياهو لتشكيلها عن أحداث 7 أكتوبر 2023