هل تعاني من تشنجات الساق الليلية؟.. باحثون يجدون علاجا يقلل من شدة الألم
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
تضرب تشنجات الساق الليلية في منتصف الليل دون سابق إنذار، وهي تشنج مؤلم لعضلة الساق ينتزع النائم من عالم الأحلام ويلقي به في مباراة مصارعة يونانية رومانية مع خصم غير مرئي.
وجد الباحثون بقيادة مستشفى الشعب الثالث في تشنغدو، الصين، أن مكملات فيتامين K2 تقلل من تكرار وشدة ومدة تشنجات الساق الليلية (NLCs) لدى الأفراد الأكبر سنا، بحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبرس" وترجمته "عربي21".
يعاني ما يقرب من 50% إلى 60% من البالغين من تشنجات الساق الليلية (يشار إليها أحيانا باسم حصان تشارلي) في حياتهم، ويواجه حوالي 20% ضائقة كبيرة وأرقا يدفعهم إلى طلب التدخل الطبي. لا توجد علاجات طبية بدون قائمة كبيرة من الآثار الجانبية غير السارة.
في ورقة بحثية بعنوان "فيتامين ك2 في إدارة تشجنات الساق الليلية: تجربة سريرية عشوائية"، نُشرت في JAMA Internal Medicine، قام الباحثون بالتحقيق فيما إذا كان فيتامين ك2 أفضل من الدواء الوهمي في إدارة تشجنات الساق الليلية.
أُجريت التجربة السريرية العشوائية متعددة المراكز والمزدوجة التعمية والخاضعة للتحكم بالدواء الوهمي في الصين، وشارك فيها 199 فردا تتراوح أعمارهم بين 65 عاما وأكبر (متوسط العمر 72.3 عاما) والذين عانوا من نوبتين أو أكثر من تشجنات الساق الليلية الموثقة خلال فترة فحص لمدة أسبوعين. تم تعيين المشاركين عشوائيا بنسبة 1:1 لتلقي إما فيتامين K2 (ميناكينون 7)،180 ميكروجرام، أو كبسولة وهمية يوميا لمدة ثمانية أسابيع.
كانت النتيجة الأساسية للدراسة هي متوسط عدد تشجنات الساق الليلية في الأسبوع بين مجموعة فيتامين K2 ومجموعة الدواء الوهمي، وفقا للتقرير.
تضمنت النتائج الثانوية مدة تشجنات العضلات المقاسة بالدقائق وشدة تشجنات العضلات التي تم تقييمها باستخدام مقياس تماثلي يتراوح من 1 إلى 10.
في البداية، كان متوسط عدد تشجنات العضلات غير المؤلمة في الأسبوع قابلا للمقارنة في كلتا المجموعتين، مع 2.60 تقلص في مجموعة فيتامين K2 و2.71 في مجموعة الدواء الوهمي.
خلال التدخل الذي استمر ثمانية أسابيع، شهدت مجموعة فيتامين K2 انخفاضا في متوسط تكرار التشجنات الأسبوعي إلى 0.96. في المقابل، حافظت مجموعة الدواء الوهمي على متوسط تكرار التشجنات الأسبوعي عند 3.63. كان الفارق في عدد التشجنات الأقل بمقدار 2.67 في الأسبوع بين المجموعتين ذا دلالة إحصائية، وكان الاتجاه واضحا في الأسبوع الأول فقط.
كما قللت مجموعة فيتامين K2 بشكل كبير من شدة تشجنات العضلات غير المؤلمة، بمتوسط انخفاض قدره 2.55 نقطة مقارنة بـ 1.24 نقطة في مجموعة الدواء الوهمي. انخفضت مدة تشجنات الساق الليلية بمعدل 0.90 دقيقة في مجموعة فيتامين K2، مقارنة بـ 0.32 دقيقة في مجموعة الدواء الوهمي. ولم يتم تحديد أي آثار جانبية مرتبطة باستخدام فيتامين K2.
وبناء على النتائج، استنتج الباحثون أن مكملات فيتامين K2 تقلل بشكل كبير من تكرار وشدة ومدة تشجنات الساق الليلية لدى كبار السن دون أي آثار جانبية. ويوصون بإجراء تجارب سريرية مستقبلية لتأكيد فعالية فيتامين K2 والتحقيق في تأثيره على جودة الحياة والنوم لدى المرضى الذين يعانون من تشجنات الساق الليلية المتكررة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة تشنجات الساق الصين فيتامين صحة طب الصين فيتامين تشنجات الساق المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الأسبوع فی مجموعة
إقرأ أيضاً:
تتجلى الـ”تراجيديا” في كل زوايا الحياة اليومية في غزة
متابعات /الأسرة
تتبدى معاناة أهالي غزة بصور قاسية ومؤلمة مع حلول شهر رمضان، حيث باتت تجاربهم تتحدث عن فقدان الأمل والفرحة، الحرب الإجرامية التي شنها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي حولت الشهر الكريم من فترة للعبادة والمودة إلى زمن للحزن والافتقاد.
استقبل سكان غزة رمضان هذا العام بمعاناة غير مسبوقة، حيث يشاهد العديد من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وأحباءهم. فعندما تتحدث عن العائلات، تجدها مقسمة بين خيام متواضعة، حيث تجرح الذاكرة صور الفقد؛ يذكر عبد الله جربوع كيف كان يجتمع مع عائلته حول مائدة الإفطار، وهو يتنقل بين أنقاض منزله المحطم.
رمضان هذا العام يشبه عام الحزن”، يقول إبراهيم الغندور، ويشعر بالفراق الذي نتج عن فقدان الأحبة. لا وجود للأجواء الرمضانية المعتادة، فقط صمت مؤلم يشهد على الأوضاع الراهنة. والحديث ينساب عن ليالٍ رمضانية لم تعد كما كانت، بل تحولت إلى ذكريات مؤلمة يحملها الناس في قلوبهم.
أما محمد النذر، صاحب متجر متنقل، فيعبر عن التغيرات الصادمة التي شهدها السوق في هذا الشهر. “تنقصنا المواد الغذائية والمال، بينما يعاني الكثيرون في ظل نفاد السلع الأساسية”، يستكمل حديثه بحسرة، مشيراً إلى مأساة العائلات التي لا تجد ما تسد به الرمق. تسيطر أجواء من الألم وعدم اليقين، ولا تجد في وجوه الناس سوى علامات القلق والحزن.
تحت السقف وبين الجدران المتصدعة
تتجلى الـ”تراجيديا” في كل زوايا الحياة اليومية في غزة، حيث صدى أصوات الغزاويين يتردد عبر وسائل الإعلام، ليعكس معاناتهم وآلامهم التي لا تنتهي. “للأسف الشديد لا يوجد لنا بيوت، لا يوجد معنا مال”، يقول أحدهم بكلمات تكسوها مرارة الفقد، مسترجعاً ذكريات رمضان الماضي: “كنا نجلس حول سفرة واحدة. رمضان اللي فات كان صعباً بشكل مش طبيعي، كان بشكل فظيع صعب”. إنه صراع مزدوج، ليس فقط مع نقص الطعام، بل مع غياب الأمل الذي يرافق كل حبة تمر أو شربة ماء عند الإفطار.
مع حلول اليوم الأول من رمضان، تشهد أسواق خان يونس حركة خجولة تكاد تفتقر للحياة. يتجول المتسوقون بوجوه شاحبة تحمل ثقل المعاناة؛ عيونهم تبحث عن بقايا الفرح. “الأجواء حزينة للغاية، والقلق يتجلى في كل تفصيله”، يقول أحد البائعين، مشيراً إلى انخفاض الإقبال على الشراء بسبب الظروف الاقتصادية القاسية. أسعار الخضار والمواد الغذائية ارتفعت بشكل ملحوظ، فلا يجد الناس ما يسد رمقهم. “الشي غالي كثير، كل شيء فوق طاقة الناس”، تتردد هذه العبارة في الآذان ليصبح صدى الألم أكثر وضوحاً، إذ يُظهر الفقر كيف يحدّ من كينونة الإنسان.
وتظهر الأسواق بوضوح التغيرات الدراماتيكية عن الأعوام السابقة. لم تعد التحضيرات الرمضانية كما كانت، فقد تلاشت مظاهر الفرح: الفوانيس والأضواء والقائمة الطويلة للطبخات التقليدية. “أصبح كل شيء شحيحاً، وباتت الحياة كما لو كانت في حالة تأهب دائم”، يستكمل أحد التجار حديثه بحسرة، مشيراً إلى أن الحياة لم تعد تحتمل أعباء المناسبات.
وكذلك هو الدمار الواسع الذي فرضته آلة الحرب الصهيونية على كل مدن غزة، التي تحولت ليالي رمضان الأولى في ربوعها إلى مشاهد مأساوية، حيث تعيش العائلات النازحة واقعاً قاسياً تحت وطأة الأمطار الغزيرة. بينما كانت هذه الليالي من المفترض أن تتمتع بالسكينة والعبادة، وجدت الكثير من الأسر نفسها محاصرة في خيام تغمرها المياه، ما زاد من معاناتهم. هذه بعض من مشاهد الألم التي تبثها القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني.
وكذلك يشاهد العالم بأم أعينهم، كيف تتسرب الأمطار إلى داخل الخيام التي تأويهم، فتبللت ممتلكاتهم وأمتعتهم، لتجبرهم على مغادرتها بحثاً عن مأوى يحميهم من البرد القارس. الأطفال والنساء هم الأكثر تأثراً في هذه الظروف، حيث فقدوا حتى الأمل في العثور على مكان آمن. وفي الوقت ذاته، حاول آخرون العودة إلى ما تبقى من منازلهم المدمرة، لكنهم واجهوا تحديات جديدة مع تسرب المياه من السقف والجدران المتصدعة، دون أي وسائل تحميهم من البرد.
غمرت مياه الأمطار شوارع غزة، بينما كافحت ذلك فرق الطوارئ والإنقاذ المحلية بقدرات محدودة. نقص الآليات والمعدات الثقيلة حال دون استجابة فعالة لاحتياجات السكان، في ظل تنصل الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ التزاماته الإنسانية. كما أشار المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إلى أن الحمل الثقيل يقع على عاتق النازحين، الذين يعيشون في العراء دون أي مساعدة تذكر.
ففي وقت تتزايد فيه الأزمات الإنسانية بسبب المنع الإسرائيلي لدخول المستلزمات الأساسية، تكاثرت المعاناة في صفوف النازحين. الكل في غزة يؤكدون أن الأوقات الرمضانية التي كانت تمثل فرصة للسكينة تحولت إلى ساعات مليئة بالمعاناة، حيث أصبح من الصعب عليهم الالتزام بالتقاليد الرمضانية وسط الظروف القاسية.
في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، رغم جهود بلدية غزة وفريق العمل فيها، يظل الشعب الفلسطيني يعاني، حيث تحذر منظمات حقوقية وإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث إضافية خلال هذا الشهر الكريم؛ إذ تفتقر العائلات إلى أبسط مقومات الحياة، في وقت يفترض أن يكون مخصصاً للتراحم والتواصل.
ومع تعاقب الأيام، يصبح التحدي في ألا يفقدوا القدرة على الصمود. تجسدت ذكرى النزوح في عقولهم ككابوس لا يُنسى، وقد أصبحت الذاكرة مثقلة بعبء الأحداث المؤلمة. “بينما نواجه الظروف الصعبة، لا بد لنا من إدخال المساعدات الإغاثية والهبات الإنسانية إلى القطاع”، يتساءل الناشطون بقلق، في وقت تزداد فيه الحاجة لدعم المجتمع.
مزيج من الأمل واليأس
وبذلك، يعيش سكان غزة رمضان في غياب للفرحة، مزقته أهوال الحرب وظلام الفقد. وجوههم المتعبة تحمل قصصاً لا تنتهي من الألم، بينما تمنحهم ذكريات الأيام الخوالي بارقة أمل تتوق للعودة إلى أوقات كانت فيها الأجواء مفعمة بالعبادة والمحبة. ولكن، في ظل الفقر وشتات العائلات ودمار المنازل، تزداد مشاعرهم حدة؛ فكل وجبة إفطار تذكرهم بالأحبة المفقودين، وكل خيمة تحت المطر تخبرهم بواقعهم القاسي.
هذه الأنفاس الثقيلة التي تصدر عن قلوبهم المثقلة بالحزن تعبر عن مزيج من الأمل واليأس؛ كيف يمكن لمجتمع أن يحتفل بشهر كريم بينما يمزقهم الألم والفقد؟ رمضان، مفترض أن يكون رمزاً للحرية والصفاء، بات بمثابة تذكير يومي بفقدان كل شيء. ومع تواصل تساقط الأمطار، يبقى الألم في تزايد، تاركاً في نفوسهم جروحاً لن تندمل، وكأن كل سحابة تحمل في طياتها حزناً عميقاً، يختزل معاناتهم وصبرهم الذي قد لا يحتمل طويلاً.
تتزايد مخاوفهم من محاولة مقاومة تأثيرات الحرب التي دمرت كل شيء؛ من المنازل إلى المساجد والأسواق. ومع ذلك، يبقى صمود الشعب الفلسطيني محور هذه القصة، فكل تجربة مأساوية تمر بهم تضيف لبنة جديدة في بناء إرادتهم، على الرغم من أن الحزن يلبس قلوبهم. في مثل هذا الشهر المبارك، يُصمّمون على الاستمرار، حتى لو كان الثمن باهظاً. ومع كل فجر، يبقون يتذكرون ما كانوا عليه قبل كل هذا الدمار، متطلعين إلى مستقبل قد يعود فيه لهذا الوطن بعض من الأمل والأمن.
لم تنتهِ القصة بعد، بل ومع الأيام ستبقى الجراح محفورة في الذاكرة، فكل ليلة تمر تعكس عمق الألم، وتحت شجرة الاحتلال المقيت، يظل الأمل يراودهم: لابد يوما سيعود الفرح إلى قلوبهم التي أبت الاستسلام لغياهب الحزن، رغم سكنه بين أضلعهم.