بقلم: د. مظهر محمد صالح ..

لسنا بعيدين حتى اللحظة عن سياسة الاحتواء المزدوج التي مُررت على العراق وايران منذ العام 1980 لتقرع طبول الحرب في الشرق الاوسط مجددا !! .
فبعد مرور اربعين عاما ونيف من بدء الحرب العراقية الايرانية ومخلفاتها الكارثية فان السياسة المذكورة في الاحتواء قد توسعت اليوم لتفعل فعلها ازاء تعاظم مناطق النفوذ الاقليمية لكلا البلدين وتحديدا ايران التي تمدد نفوذها ليصبح قوة فاعلة على ضفاف المتوسط تحديدا.


ومن هذا منطلق بدات فاعلية سياسة الاحتواء المزدوج الموسعة
‏Augmented dual containment policy تاخذ منهجاً تصعيديًا ،منوهين ان الامن الاسرائيلي وبناء الشرق الاوسط الجديد، يظلان يبدئان معا من فرضية سوريا الكانتونية Canton وهي التقسيمات الادارية للمشروع الشرق اوسطي ومرتكزاته في التصغير والتقسيم لبلوغ ( سوريا الصغرى وليس الكبرى ). فوجود روسيا في كانتون لوحدها في الشام اليوم لايمنع من وجود تركيا وحتى ايران طالما هم جميعا في كانتونات الشام متفرقين و متخندقين بسياسات مختلفة لا تشكل احلافا ً مشتركة بكونهم لاعبين متفرقين داخل سياسة الاحتواء الموسع،اي لامانع من التخندق بكيانات هيلامية طالما تتوافر في الوقت نفسه توافقية او (هارمونيكية ) في ادارة المسار الكانتوني المنفرد على وفق سياسة الاحتواء المزدوج الموسع ومرونتها بين التهديد بالخطر اوالحرب .
الا ان ما يؤرق سياسة الاحتواء الموسع وتطبيقاتها في سوريا الكانتونية واشاعة نذر الحرب على جبهات سوريا الكبرى هو مخاوف تشكيل تحالفات مهددة للاحتواء بين اكثر من كانتون ، وهو امر يقتضي تجزئته اي بمعنى تجزئة اي تلاحم (ايراني روسي ) محتمل ضمن تطورات ولادة الشرق الاوسط الجديد، وهما ذا نفوذ نووي وشبه نووي يرقدان على ضفاف المتوسط ، او التصدي لاي محاولة تؤدي الى خلق واقع جيو سياسي جديد (مضاد للكانتونية anti cantonism ) وتاتي ضمن افرازات او تكتيكات الحرب في اوروسيا وتفاعلاتها وتحالفاتها وامتداداتها الدولية من مناطق الطاقة الباردة الى مناطق الطاقة الدافئة في العالم .
فالوجود الروسي الكانتوني في سوريا لايشكل لوحده خطرا على المشروع الشرق اوسطي الجديد او اسرائيل نفسها طالما ظل الامر يفعل فعله في نطاق (هارمونيكي )ومساره المنسجم المؤدي الى تحقيق (سوريا الصغرى ….!!) .
ان التهديد بالحرب لتنفيذ مبادئ سياسة الاحتواء الموسع بالآلة الحربية هو عمل استباقي لتفكيك اي تلاحم كانتوني يعرقل ولادة الشرق الاوسط الجديد وقاعدته سوريا الصغرى. كما سيبقى الخليج النفطي الدافيء هو الضامن اللوجستي والبوابة الخلفية لقيام (سوريا الكانتونية الصغرى ) و تدشين المشروع الشرق اوسطي الجديد برمته .
( انتهى)

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الاوسط

إقرأ أيضاً:

عبدالعاطي: مصر ضد أى سياسة أحادية تنال من استقرار ووحدة لبنان (فيديو)

قال الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إن موقف مصر واضح للعالم، وترفض وضد أى سياسية أحادية تنال من استقرار ووحدة لبنان.

بلينكن: الولايات المتحدة لم تكن على علم بما حدث في لبنان.. ونقوم بجمع المعلومات وزير الخارجية: نرفض الوجود العسكري الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح (فيديو)

وأضاف "عبد العاطي"، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أن مصر تتضامن مع الحكومة والشعب اللبناني بالكامل، وتدين أى استهداف للسيادة اللبنانية، مشيرًا إلى أن أي تحركات أحادية اتجاه التصعيد مُدانة ومرفوضة ولا تشجع على تحقيق الاستقرار.

وعن العدوان الإسرائيلي الأخير على الحدود اللبنانية وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي، أشار وزير الخارجية، إلى أنه تصعيد خطير من شأنه الولوج إلى حرب إقليمية شاملة لن تبقي على شىء في المنطقة، موضحًا أن مصر كطرف إقليمي رئيسي والولايات المتحدة كقوة كبري عالمية معنيتان بطبيعة الحال بالعمل على منع الصعيد ورفض هذه السياسيات الأحادية حتي نستطيع التركيز على الهدف الأهم وألا نشتت الانتباه عن سرعة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • خبير: تفجير "البيجر" لحزب الله سياسة تصعيد من الاحتلال لجذب الانتباه من غزة إلى لبنان
  • تغيير الخطاب العربى.. ضرورة
  • ”ستارلينك” تعلن دخول خدمتها الفضائية في اليمن كأول دولة في الشرق الاوسط
  • عبدالعاطي: مصر ضد أى سياسة أحادية تنال من استقرار ووحدة لبنان (فيديو)
  • لوموند عن سوريا: انهيار داخلي بطيء ويائس
  • سيولد (الشرق الأوسط الجديد وعاصمته العراق) من حرب اقليمية او عالمية ثالثة !
  • السنوار للحوثي: وصول صواريخكم سيفشل خطط الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة
  •  لبدء التشغيل التجريبي.. محافظ الوادي الجديد يتفقّد "العاصمة الإدارية" الجديدة
  • مجدداً.. نتنياهو يهدد بطرد وزير الدفاع لمعارضته الهجوم الموسع على لبنان
  • سياسة الترقيع.. هل تنقذ النظام السياسي في العراق؟