الاحتواء الموسع :الكانتونية الجديدة -New Cantonism
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
بقلم: د. مظهر محمد صالح ..
لسنا بعيدين حتى اللحظة عن سياسة الاحتواء المزدوج التي مُررت على العراق وايران منذ العام 1980 لتقرع طبول الحرب في الشرق الاوسط مجددا !! .
فبعد مرور اربعين عاما ونيف من بدء الحرب العراقية الايرانية ومخلفاتها الكارثية فان السياسة المذكورة في الاحتواء قد توسعت اليوم لتفعل فعلها ازاء تعاظم مناطق النفوذ الاقليمية لكلا البلدين وتحديدا ايران التي تمدد نفوذها ليصبح قوة فاعلة على ضفاف المتوسط تحديدا.
ومن هذا منطلق بدات فاعلية سياسة الاحتواء المزدوج الموسعة
Augmented dual containment policy تاخذ منهجاً تصعيديًا ،منوهين ان الامن الاسرائيلي وبناء الشرق الاوسط الجديد، يظلان يبدئان معا من فرضية سوريا الكانتونية Canton وهي التقسيمات الادارية للمشروع الشرق اوسطي ومرتكزاته في التصغير والتقسيم لبلوغ ( سوريا الصغرى وليس الكبرى ). فوجود روسيا في كانتون لوحدها في الشام اليوم لايمنع من وجود تركيا وحتى ايران طالما هم جميعا في كانتونات الشام متفرقين و متخندقين بسياسات مختلفة لا تشكل احلافا ً مشتركة بكونهم لاعبين متفرقين داخل سياسة الاحتواء الموسع،اي لامانع من التخندق بكيانات هيلامية طالما تتوافر في الوقت نفسه توافقية او (هارمونيكية ) في ادارة المسار الكانتوني المنفرد على وفق سياسة الاحتواء المزدوج الموسع ومرونتها بين التهديد بالخطر اوالحرب .
الا ان ما يؤرق سياسة الاحتواء الموسع وتطبيقاتها في سوريا الكانتونية واشاعة نذر الحرب على جبهات سوريا الكبرى هو مخاوف تشكيل تحالفات مهددة للاحتواء بين اكثر من كانتون ، وهو امر يقتضي تجزئته اي بمعنى تجزئة اي تلاحم (ايراني روسي ) محتمل ضمن تطورات ولادة الشرق الاوسط الجديد، وهما ذا نفوذ نووي وشبه نووي يرقدان على ضفاف المتوسط ، او التصدي لاي محاولة تؤدي الى خلق واقع جيو سياسي جديد (مضاد للكانتونية anti cantonism ) وتاتي ضمن افرازات او تكتيكات الحرب في اوروسيا وتفاعلاتها وتحالفاتها وامتداداتها الدولية من مناطق الطاقة الباردة الى مناطق الطاقة الدافئة في العالم .
فالوجود الروسي الكانتوني في سوريا لايشكل لوحده خطرا على المشروع الشرق اوسطي الجديد او اسرائيل نفسها طالما ظل الامر يفعل فعله في نطاق (هارمونيكي )ومساره المنسجم المؤدي الى تحقيق (سوريا الصغرى ….!!) .
ان التهديد بالحرب لتنفيذ مبادئ سياسة الاحتواء الموسع بالآلة الحربية هو عمل استباقي لتفكيك اي تلاحم كانتوني يعرقل ولادة الشرق الاوسط الجديد وقاعدته سوريا الصغرى. كما سيبقى الخليج النفطي الدافيء هو الضامن اللوجستي والبوابة الخلفية لقيام (سوريا الكانتونية الصغرى ) و تدشين المشروع الشرق اوسطي الجديد برمته .
( انتهى)
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الاوسط
إقرأ أيضاً:
الغذاء والإيواء والصحة والتعليم.. مفوض العون الانساني بسنار يلتقي مدير القطاع الجنوبي لمنظمة اليونسيف
بحث مفوض العون الانساني بولاية سنار محمد عبدالفتاح بادي، الأحد، مع مدير القطاع الجنوبي لمنظمة اليونسيف مستر فرانك ومدير اليونسيف بالقطاع الاوسط د.خالد موسى وعدد من موظفي اليونسيف جملة من القضايا المتعلقة بالتدخل العاجل في الولاية في جميع القطاعات وذلك بحضور دكتور أبراهيم العوض احمد وزير الصحة بولاية سنار.وثمن عبدالفتاح جهود اليونسيف في ولاية سنار.فيما اشاد وزير الصحة المكلف بسنار بتدخلات اليونسيف في قطاعي الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية سنار مما اسهم في استقرار المواطنين بعد احداث الحرب والنزوح التي شهدتها الولاية.من جانبه ثمن مستر فرانك مدير القطاع الجنوبي لمنظمة اليونسيف جهود مفوضية العون الانساني بولاية سنار مشيدا بالتعاون الكبير لحكومة ولاية سنار مع اليونسيف.فيما اكد مدير اليونسيف بالقطاع الاوسط د. خالد محمد موسى أن منظمة اليونسيف نفذت العديد من المشاريع بولاية سنار في مجالات الغذاء والإيواء والصحة والتعليم. مشيرا إلى ان هناك تنسيق كبير مع جهات الاختصاص بولاية سنار مؤكدا ان مشاريع المنظمة لن تتوقف.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب