لجريدة عمان:
2025-03-23@14:36:38 GMT

رحلة العودة

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

ثمة رحلة للعودة تتم عند كثيرين منا، طال غياب هذه العودة، أو أنجزها أحدنا في عمر مبكر، وهي عودة، يقينا، لن تكون إلى المربع الأول، حيث النشأة البكر، والبدايات الأولى لعمر التَكَوِّنْ، لمختلف مشاريعنا في الحياة، وإنما إلى مربعات أكثر نضجا، وأكثر تراكما لخبرات الحياة، فالعودة هنا، تعني تحقق قناعات جديدة، ومواقف أكثر عقلانية، وقرارات، ربما، أكثر جرأة، عودة – كما يفترض لها – أن تكون عن كثير من الممارسات والسلوكيات غير السوية، وغير المتوافقة مع تقدم العمر، والقناعات، عودة يفترض أن تفتح ملفات جديدة، فيها من الحكمة، والتعقل، والاتزان، ومحاسبة النفس، التي تتشيطن على طول الخط الأفقي للعمر، دون خجل، أو عتاب، أو أنه ضمير في كثير من جوانب هذا التشيطن، إنها عودة التائب، عودة المحتسب، عودة من تيقن «كمن لا ذنب له».

ولذلك أعيب كثيرا على من تقدم به العمر وتجربة الحياة، وهو لا يزال على سلوكيات طفولته الأولى، وقد قيل: «عمر الشبيبة يبدي عذر صاحبه، ما بال شيبة يستهويه شيطان» مع أن رحلة العودة، ليست شرطا أن يصل فيها الواحد منا إلى مرحلة الـ«شيبة» حتى يبدأ في احتساب خطوات عودته، نحو ما يراه صوابا، فهذا أمر مطالب فيه الفرد بأن يكون أكثر قربا من ذاته، ليعيش معها معركة تجلية الصواب من الخطأ، ومن ثم اتخاذ قرار العودة، صحيح، أن هذه المسألة ليست هينة، وليس من السهولة بمكان أن يتخذ أحدنا قرار العودة إلى حيث الصواب بمجرد خضوع لتفكير طارئ في لحظة ما، فكما أتصور أن المسألة تحتاج إلى مجادلة مع الذات، بل الدخول في معركة حامية الوطيس، فرحلة العودة هذه قد تفقدنا الكثير من مباهج الحياة ورونقها غير المنضبط بالقيم السامية، وفي مقدمتها قيم الدين، وقد تفقدنا بعض من نعز، أو بعض أصدقائنا، خاصة أولئك الذين يقيمون ملامح التغيير الطارئة على أن فيها شيئا من الكلفة غير الضرورية، فالعودة هنا تشتمل على تغيرات كثيرة في العلاقات، وفي السلوكيات، وفي المواقف، وفي القناعات، وهذه لها أثمان، وقد تكون باهظة، خاصة عندما يكون الفقد فيها لأشخاص زاملتهم زمنا، واصطحبتهم أزمانا.

وهل لا بد من فقد من نعز في رحلة العودة؟ هو ليس شرطا، ولكن قد يكون أحد الأثمان، خاصة إذا كانت العودة منه غير متوافقة مع قناعات الآخرين، الذين يرون فيما يفعلون صوابا، لا خطأ، بينما أنت تراه خطأ لا صوابا، مع أن غالبية رحلات العودة هي تراجع عن خطأ، وتصويبا نحو مسارات آمنة، خاصة أيضا عندما يتوقع من هذه المسارات أنها نحو المآلات الأخروية لما بعد الحياة، حيث لا ينفع قريب أو صديق، والشاهد أكثر أن من يعانق خطأ ما، وتتأصل قناعته بأن ما يقوم به – في نظر نفسه – صحيحا، فهذا ليس من السهولة بمكان أن يخضع لقناعة شخص آخر يرى غير ذلك، فمن مثل هؤلاء من يسارعون في القطيعة عندما تبدأ رحلة عودتك نحو الصواب، كما تعتقد.

تتخذ رهانات رحلة العودة، غالبا، قناعات أكيدة بصحة التوجه، وتوقظ في النفس همة المسارعة، وعدم التأخير، خوف تساقط حبات العقد «أيام العمر» بأكثر سرعة مما هو متوقع، فمتى انفرط العقد، تساقطت حباته واحدة تلوى الأخرى، تتجاوز الحسابات التي نعتقد أن هناك مهلة تتيح لنا المراجعة أكثر، فجملة: «العمر مجرد رقم» تظل مقولة حق، ومآلاتها باطلة، مهما استمات الناس في الدفاع بخلاف ذلك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رحلة العودة

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي لـ "جودة الحياة": نعمل على جعل مكة نموذجًا عالميًا

استضاف مركاز البلد الأمين ضمن فعاليات نسخته الثانية، الأستاذ خالد بن عبدالله البكر، الرئيس التنفيذي لـ برنامج جودة الحياة، لاستعراض أهداف البرنامج وأبرز منجزاته والتقدم المحقَّق في تنفيذ مبادراته، إضافةً إلى مناقشة فرص التعاون مع القطاعات المختلفة لتعزيز جودة حياة سكان العاصمة المقدسة وزوارها، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح البكر خلال حديثه في الأمسية، أن برنامج جودة الحياة يعمل تحت مظلة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويستلهم أهدافه من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتحسين جودة حياة الفرد والأسرة وتهيئة بيئة داعمة لاستحداث خيارات إيجابية تعزز الرضا النفسي والصحة العامة .نقلة نوعيةوأضاف أن المملكة حققت نقلة نوعية في قطاع الأمن، حيث وصلت نسبة الثقة في الخدمات الأمنية إلى 99.7%، وهو ما يعكس شعور السكان والزوار بالأمان والاستقرار.
أخبار متعلقة طقس المملكة.. أمطار متباينة الشدة وزخات من البرد على الباحةالتهجد بالحرم المكي تبدأ 12:30 منتصف الليل.. وختم القرآن ليلة 29 .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس التنفيذي لـ "جودة الحياة": نعمل لجعل مكة نموذجًا عالميًا
كما أشار إلى أن المملكة شهدت أكثر من 100 مليون زيارة سياحية، ما يؤكد نجاح الجهود في تعزيز السياحة والترفيه، إلى جانب تأهيل أكثر من 100 ألف كادر بشري متخصص في قطاع الترفيه.
ولفت البكر إلى أن برنامج جودة الحياة عزّز الحضور السعودي ثقافيًا على المستوى الدولي، بمشاركة سعودية في 32 فعالية ثقافية دولية، مع تنظيم أكثر من 3,930 يومًا من الفعاليات الثقافية، في مؤشر واضح على تعزيز الحراك الثقافي والترفيهي داخل المملكة وخارجها.
واختتم البكر حديثه بتأكيد العمل على اعتماد سفراء جودة الحياة لنشر ثقافة البرنامج محليًا ودوليًا، والسعي لجعل العاصمة المقدسة نموذجًا عالميًا ملهمًا في جودة السكن وجمال الزيارة ورفاهية الإقامة، عبر شراكات استراتيجية وتعاون مستدام مع جميع الجهات.
تأتي هذه الأمسية في إطار جهود مركاز البلد الأمين، لتعزيز الحوار المجتمعي حول المشاريع والمبادرات التي تسهم في التنمية المستدامة وتطوير جودة الحياة في العاصمة المقدسة.

مقالات مشابهة

  • مسك الختام.. «حافظة القرآن» تفارق الحياة بعد لحظات من تكريمها
  • "إحسان".. تأمين أكثر من 3000 رحلة عمرة وبناء وصيانة 63 مسجدًا
  • عناصر الحياة الكبرى
  • الحياة وسط الركام في غزة .. معركة يومية للبقاء
  • الحياة لها معنى.. سلمى أبو ضيف تهنئ كل الأمهات بمناسبة عيدهن
  • مكتوم بن محمد: من الأم تبدأ الحياة ويولد حب الوطن
  • عاجل. حريق في محطة كهرباء يشل مطار "هيثرو" ويُعطّل أكثر من 1,000 رحلة جوية في لندن
  • «الدبيبة» يتفقد مشروعات «عودة الحياة» ضمن حزمة «عمار طرابلس»
  • الرئيس التنفيذي لـ "جودة الحياة": نعمل على جعل مكة نموذجًا عالميًا
  • واشنطن تقطع شريان الحياة الاقتصادي لطهران بحزمة عقوبات جديدة