اعتراف فرنسي رسمي بقتله.. من يكون القيادي الجزائري بن مهيدي؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
أقرت فرنسا، الجمعة، بمسؤوليتها في مقتل القيادي في جبهة التحرير الوطني الجزائرية، العربي بن مهيدي عام 1957، وذلك في سياق احتفال هذا البلد المغاربي بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.
وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون"يعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني للجزائر وأحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة نوفمبر 1954، قتله عسكريون فرنسيون كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس".
وصنفت الرئاسة الفرنسية القيادي في الثورة الجزائرية ضمن "الكثير من الأبرياء" الذين صدرت بحقهم أوامر الاعتقال خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.
وقبل هذا الإقرار، سبق للرئيس ماكرون أن اعترف في مارس عام 2021 بمسؤولية بلاده عن تعذيب وقتل القيادي علي بومنجل خلال الحرب الجزائرية عام 1957 وأنه لم ينتحر كما ظلت باريس تؤكد لسنوات.
كما اعترفت فرنسا عام 2012 بمجازر الـ17 أكتوبر عام 1961، يوم قتلت شرطة باريس بقيادة موريس بابون عشرات المتظاهرين الجزائريين وألقت بالعشرات منهم في "نهر السين".
فمن يكون بن مهيدي؟
ولد العربي بن مهيدي في مدينة مليلة شرق الجزائر عام 1923، وهو أحد أبرز مفجّري الثورة الستة والملقّب ثوريا بـ"حكيم"، ثم أطلق عليه بعد ذلك وصف "حكيم الثورة".
تلقى بن مهيدي تعليمه الإعدادي في مدينة قسنطينة شرق البلاد، وانضم عام 1939 إلى فوج من الكشافة في بسكرة جنوب شرق الجزائر.
يصفه الباحث الجزائري في تاريخ الثورة الجزائرية، البروفيسور، عبد المجيد بوجلة، في تصريح سابق لـ"أصوات مغاربية" بـ"ابن الوطن البار".
ويضيف بوجلة "هو من الرعيل الأول للثورة التحريرية الجزائرية، صاحب ثقافة ثورية مناهضة للمظالم الاستعمارية التي طال أمدها في الجزائر لأزيد من قرن، من عناصر مجموعة قادة الثورة في الداخل".
ونجح بن مهيدي في وقت وجيز من تسلق مراكز القيادة في الثورة الجزائرية وأشرف بنفسه على عدة عمليات استهدفت الجيش الفرنسي انطلاقا من مركزه كمسؤول عسكري على المنطقة الخامسة (الغرب الوهراني 1954-1956) ثم بعدها على الولاية الخامسة خلال الفترة الممتدة بين عامي 1956-1962.
وإلى جانب ذلك، قاد بن مهيدي التنسيق بين المقاومين وقيادة الثورة في القاهرة، كما تولى بنفسه عددا من العمليات التي عززت إمدادات الثوار بالسلاح.
وكان القيادي واحدا أيضا من الثوار الجزائريين البارزين المشاركين في مؤتمر الصومام في صيف عام 1956، المؤتمر الذي شكل انعقاده منعطفا رئيسيا في النضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
توقفت "تكتيكات" هذا المقاوم، التي كبدت الاستعمار الفرنسي الكثير من الخسائر، عام 1957، سنة اعتقاله وسجنه، ليتوقف نشاط "حكيم الثورة الجزائرية" الذي عرف بمقولته الشهيرة "القوا بالثورة في الشارع يحتضنها الشعب".
البطل الذي قهر عدوه بابتسامته ❗️
فبراير 1957 اعتقل #العربي_بن_مهيدي وقُتل تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957 .
أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.
إذ عُذب إلى حد سلخ جلد وجهه بالكامل .خلّدته شهادة المجرم الجنرال مارسيل بيجار الذي يئس هو وعساكره من أن ينتزع منه… pic.twitter.com/IEviILOj65
ويتذكر الجزائريون صورة شهيرة لبن مهيدي لحظة اعتقاله في العاصمة، محاطا بمظليين فرنسيين والابتسامة مرسومة على وجهه، ورغم ما تعرض له من تعذيب إلا أن "حكيم الثورة" لم يدل بأي معطيات بشأن زملائه، ثم أعلن في ليلة الرابع من مارس عام 1957 عن إعدامه دون حكم قضائي.
وفي أبريل عام 2021، طالبت الجزائر فرنسا بالاعتراف بتعذيب وقتل محمد العربي بن مهيدي، وكان ذلك في حوار أجراه سفير الجزائر في فرنسا حينها، محمد عنتر داود، مع التلفزيون العمومي الجزائري.
حيث قال في الحوار إن "الجزائر لا تزال تنتظر اعتراف واعتذارا من الدول الفرنسية بخصوص تعذيب وقتل العربي بن مهيدي".
المصدر: موقع الحرة
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاستعمار الفرنسی الثورة الجزائریة العربی بن مهیدی عام 1957
إقرأ أيضاً:
اعتراف أمريكي بمحاولات تغيير النظام في إيران
اعترف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن أجرت خلال العقدين الماضيين تجارب تهدف إلى تغيير النظام في إيران، لكنه أكد أن محاولات الإطاحة بالحكومة في طهران باءت بالفشل، وفق ما ذكرت صحف دولية.
وكان بلينكن يشارك في محادثة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك عندما سُئل عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تتبنى سياسة تغيير النظام في إيران.
وقال بلينكن: "أعتقد أنه إذا نظرنا إلى السنوات العشرين الماضية، فإن تجاربنا في تغيير الأنظمة لم تحقق نجاحات مدوية"، وهي تصريحات قوبلت بالضحك من قبل الجمهور.
وعزا وزير الخارجية الفشل إلى غياب العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران منذ أبريل 1980، عندما قطع الرئيس جيمي كارتر العلاقات مع إيران في أعقاب أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.