هل يندم نتنياهو على دعم ترامب في حال عاد الأخير إلى البيت الأبيض؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
شدد تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي"، على افتراض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحصول على دعم الولايات المتحدة في حربه سواء وصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس إلى البيت الأبيض.
وقالت المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتطلع لفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية المقررة الأسبوع القادم، ولكنه قد يندم على هذا.
وأضافت أنه من المرجح أن لا تكون إدارة ثانية لترامب متعاطفة مع "إسرائيل" كما كان الحال عليه في الفترة الأولى.
وأشار التقرير إلى استطلاعات الرأي تضع ترامب مع المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس، كامالا هاريس في نسب متقاربة. ولو كانت الانتخابات مقتصرة على الإسرائيليين، فإن ترامب يكتب خطاب تنصيبه كرئيس الآن لأن "إسرائيل" هي بلد ترامب والمؤيد الأول له هو رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
ومع ذلك، فإن سجل ترامب، وشخصيته المتقلبة وتصريحاته العامة حول إسرائيل أثناء الحملة الانتخابية لا تدعم هذا الحماس المفرط له. ويقول إن الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ العام الماضي جعلتها أكثر اعتمادا على أمريكا وأكثر من أي وقت مضى. ومنذ حرب اكتوبر عام 1973. وهي بحاجة لدعم كامل من الرئيس المقبل للولايات المتحدة أيا كان. ولكن نتنياهو يبدو مستعدا لإدارة ظهره لمرشح ووضع كل رهاناته في مرشح تتناقض غرائزه السياسية مع مصالح إسرائيل، وفقا للمجلة.
وبحسب التقرير، فلطالما شعر نتنياهو بالراحة في التعامل مع الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين. ففي عام 2012، دعم المرشح الجمهوري ميت رومني ضد الرئيس في حينه باراك أوباما. واستقبل نتنياهو رومني كرجل دولة عندما زار "إسرائيل" في تموز/يوليو من ذلك العام. وظهر نتنياهو بدون أن يعرف في إعلان لحملة رومني يهاجم أوباما.
ومع أنه مارس الحذر في الجولتين الأخيرتين من الانتخابات إلا أنه عاد إلى لعبة التفضيل.
وذكرت المجلة أن الأمر بدأ بنوع من المصالحة، بعد غضب ترامب من نتنياهو على تهنئته بايدن بالفوز في انتخابات 2020، وقرر مقاطعته حيث لم يتحدث الرجلان خلال السنوات الماضية. وفي مقابلة مع مجلة "تايم" في نيسان/أبريل الماضي حمل ترامب نتنياهو مسؤولية الإخفاقات التي مكنت حماس من شن هجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023. وكان ذلك انتقادا حادا لزعيم إسرائيلي رفض قبول أي مسؤولية عن الفشل الأمني.
وكسر نتنياهو الجليد مع ترامب في تموز/يوليو الماضي بزيارة قام بها إلى مقر إقامة ترامب في مار- إي- لاغو بفلوريدا. وتحدثا عدة مرات على الهاتف. ومهما كانت رؤية كل منهما عن الآخر، فكلاهما يعتقد أنه من المفيد سياسيا الظهور بمظهر الأصدقاء والحلفاء، بحسب التقرير.
ويدعم الإسرائيليون ترامب في حملته الانتخابية ضد هاريس وبنسبة 66% مقابل 17%، وذلك حسب استطلاع أجرته القناة الإسرائيلية ""12، فيما قالت نسبة 17% أخرى أنها لا تدري. وبالمقارنة مع هذه النتيجة وجدت دراسة استطلاعية لمركز غالوب شاركت فيها 43 دولة وبدون إسرائيل أن نسبة 54% فضلت هاريس وأكثر من نسبة داعمي ترامب.
وحتى صربيا وهنغاريا، الدولتان الأكثر دعما لترامب في أوروبا، فإن النسبة لم تتعد 49% في صربيا و 59% في هنغاريا. وربما كان دعم الإسرائيلي العادي لترامب نابع من أن هاريس غير معروفة له. ولم ينسحب امتنان الكثير من الإسرائيليين لبايدن وما قدمه لإسرائيل على نائبته.
إلا أن شعبية ترامب، وفقا للتقرير، تعود في الغالب إلى ولايته الأولى عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني ورعى ما عرفت باتفاقيات إبراهيم التي أدت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ومجموعة من الدول العربية.
وتم نسيان مقترح ترامب لخطة سلام دعت إلى إقامة دولة فلسطينية من نوع ما ووقفه لخطط نتنياهو ضم جزء من الضفة الغربية، على ما يبدو.
قالت المجلة، إن الإسرائيليين على ما يبدو يميلون للتعامل مع اللفتات الإيجابية من ترامب على أنها تعبير عن حبه لإسرائيل. إلا أن السجل لا يؤكد ذلك تماما، فقد قام ترامب بزيارة واحدة فقط إلى إسرائيل خلال فترة ولايته كرئيس.
أضافت أنه على النقيض من ذلك، سافر بايدن إلى إسرائيل مرتين، بما في ذلك في الأيام الأولى من الحرب ضد غزة، في عرض قوي وشخصي للدعم بعد أيام من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي وقت مبكر من حملته الانتخابية عام 2016، أخطأ ترامب في نقاط حديثه المؤيدة لإسرائيل وأخبر محاورا في شبكة "سي إن إن" أنه فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، "يحب أن يكون محايدا إذا كان ذلك ممكنا". ومع أنه صحح نفسه بسرعة بعدما أدرك الخطأ، لكن من الآمن أن نفترض أن هذا يعبر عن الطبيعة الغريزية والمندفعة له.
وفي حملته الحالية، قدم ترامب رسائل ومختلطة وغامضة أحيانا، من المواقف بشأن إسرائيل وفيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحا التي تواجهها، وهي حماس في غزة وحزب الله في لبنان وإيران.
ففي الأشهر القليلة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس، تحدث ترامب إلى نتنياهو عن ضرورة "إنهاء حربك" و"إنهائها بسرعة". وفي مناظرة أيلول/سبتمبر مع هاريس، قال: "سأنهي الأمر بسرعة". وتحرك في الفترة الأخيرة قليلا في اتجاه دعم العمليات العسكرية، وقال لنتنياهو في مكالمة هاتفية: "افعل ما يجب عليك فعله".
لكن ترامب لم يتحدث أبدا عن "النصر الكامل"، والذي يقول نتنياهو إنه هدف إسرائيل. وقد نقل عن مستشاري ترامب قولهم إنه من المحتمل جدا أن يتبع ترامب نهج بايدن بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار واتفاقية الأسرى. وبما أن ترامب يبدو حريصا على تتويج إنجازه في اتفاقيات إبراهيم باتفاق بين إسرائيل والسعودية، فقد يجد نتنياهو نفسه تحت ضغط من إدارة ترامب لتلبية المطالب السعودية بالتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
أما بالنسبة لإيران، فقد قالت المجلة إن ترامب أبدى موقفا متصلبا منها، لكن ليس الموقف الذي يريده نتنياهو. وتحدث ترامب عن تكثيف حملته "أقصى ضغط" على طهران. ويعني هذا فرض عقوبات اقتصادية قاسية وليس الحرب.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن أحد المستشارين له وقبل فترة قصيرة: "بشكل عام، لديه نفور كبير من الحرب". وهذا يشير إلى النظرة العامة الأوسع لترامب والتي لا تتوافق بشكل جيد مع المصالح الإسرائيلية.
ويشك ترامب في الحلفاء، وبخاصة أولئك الذين لا يدفعون كلفة الدفاع عن أنفسهم. ومن المؤكد أنه لا يحب العمل في إطار متعدد من القوى والتحالفات، وفقا للتقرير.
وذكرت المجلة أنه في كل هذه المجالات، ستكون إسرائيل عرضة للخطر في ظل إدارة ترامب. وربما كانت إسرائيل حليفا جيدا للولايات المتحدة في الماضي، نعم، تلقت إسرائيل مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية ولم تدفع مقابلها إلا أنها على الأقل لم تطلب من أمريكا إرسال قوات للدفاع عنها. وكثيرا ما خدم الجيش الإسرائيلي القوي المصالح الأمريكية، إلا أن الحرب مع حماس والصراعات الموازية مع حزب الله وإيران غيرت من هذه الديناميكية.
وبحسب دراسة أجراها معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، أنفقت الولايات المتحدة حتى 30 أيلول/سبتمبر 2024 ما لا يقل عن 22.7 مليار دولار على المساعدات العسكرية المباشرة لإسرائيل والعمليات الأمريكية ذات الصلة في المنطقة.
ومنذ ذلك الحين، ارتفع الثمن، حيث قدمت واشنطن المزيد من المساعدة وسط هجمات متبادلة بين إسرائيل وإيران. وإلى جانب المساعدات المالية، ، أرسلت الولايات المتحدة عدة مرات، حاملات طائرات إضافية وطائرات مقاتلة وقوات إلى المنطقة. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أرسلت نظام دفاع صاروخي باليستي من طراز "ثاد" إلى إسرائيل و 100 جندي لتشغيله والمساعدة في سد الثغرات بالدفاعات الجوية الإسرائيلية.
كما كانت الولايات المتحدة تزود إسرائيل بكميات هائلة من الأسلحة التي لا يمكن الحصول عليها من أي دولة أخرى أو إنتاجها في الداخل. ولإبراز إيمانه بالتحالفات والتعددية، نظم بايدن مرتين تحالفا من القوى الغربية والعربية لمساعدة إسرائيل عندما شنت إيران هجمات صاروخية ضدها.
وفي النهاية سيتوقف القتال، وفقا للتقرير، ولكن من المرجح أن يظل اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة كبيرا في المستقبل القريب. ويفترض المخططون الإسرائيليون أن إسرائيل ستضطر إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في السنوات المقبلة، وهي التكاليف التي قد تكافح لتغطيتها وبخاصة إذا تباطأ النمو الاقتصادي.
وقالت المجلة إنه في حال رد المدافعون عن ترامب بالقول إن إسرائيل هي حالة خاصة، فعلى النقيض من الحلفاء الآخرين، تتمتع إسرائيل بقاعدة انتخابية محلية في الولايات المتحدة بين المسيحيين الإنجيليين والعديد من اليهود. وفي الحزب الجمهوري، يعد دعم إسرائيل شرطا أساسيا. ولكن هل سيكون هذا كافيا؟
لن يضطر ترامب أبدا إلى مواجهة الناخبين مرة أخرى إذا فاز الأسبوع المقبل ويمكنه أن يفعل ما يحلو له. ربما يكون هو ونتنياهو قد تصالحا الآن لأنهما يحتاجان إلى بعضهما البعض سياسيا، لكن ترامب ليس من النوع الذي يغفر أو يتسامح ولا يتعامل مع التحدي باستخفاف.
وإذا اصطدم الاثنان بشأن إيران أو السياسة الفلسطينية أو شروط التطبيع مع السعودية فقد تنهار الصداقة بسهولة، حسب التقرير.
وقالت المجلة إن فريق ترامب في السياسة الخارجية سيضم عددا من أنصار "أمريكا أولا" أو ماغا (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) وربما كانوا ممن يحبون "إسرائيل" لكنهم يكرهون توريط الولايات المتحدة في حروب الشرق الأوسط الأبدية، حتى عندما تكون إسرائيل طرفا.
ويركز عدد من مستشاريه الذين يدافعون عن سياسة خارجية أمريكية أكثر نشاطا على الصين. ومثل إدارة بايدن، يرون إيران ثانوية ولا يريدون تخصيص الموارد لمواجهة تهديدها.
وذكر التقرير أن نتنياهو من المفترض أن يكون أكثر حسابية وبراغماتية من الإسرائيليين العاديين الذين يدعمون ترامب بشكل غريزي.
وقد يستنتج رئيس وزراء الاحتلال أنه لا يستطيع تحمل إغضاب ترامب وافتراض أنه إذا فازت هاريس فسوف تتصرف مثل بايدن وتستمر في دعم إسرائيل على الرغم من العلاقات المتوترة بينهما. وبغض النظر عمن سيفوز، فعلى الأرجح أن تكون السنوات الأربع القادمة من العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية أكثر اضطرابا من تلك التي كانت في رئاسة يدن، وفقا للتقرير.
لفت التقرير إلى أن بايدن كان صديقا حقيقيا لإسرائيل وكان مستعدا لقطع المسافة كلها من أجل مساعدتها في أزمة وبتكلفة سياسية كبيرة. ومن غير المرجح أن يفعل ساكن الأبيض القادم - سواء ترامب أو هاريس - الشيء نفسه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو ترامب نتنياهو الاحتلال الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بین إسرائیل ترامب فی إلا أن
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: الرسوم الجمركية على الصين سترتفع إلى 104% في الساعة 12:01 صباحاً
الاقتصاد نيوز - متابعة
أكد مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNBC أن معدل الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية سيرتفع إلى 104% الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء.
يأتي ذلك بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين يوم الاثنين برفع الرسوم الجمركية الحالية عليها بنسبة 50% يوم الأربعاء ما لم تتراجع بكين عن رسومها الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية بحلول يوم الثلاثاء.
وفي اليوم نفسه، قال ترامب إن الصين تواجه مهلة نهائية حتى الساعة 12 ظهراً يوم الثلاثاء لإزالة رسومها الجمركية.
في المقابل، تعهدت الصين بعدم إلغاء رسومها الجمركية الانتقامية البالغة 34%.
وخلال ليلة الاثنين، أعلنت وزارة التجارة الصينية معارضتها الشديدة لتهديد ترامب بتصعيد الرسوم الجمركية، وتعهدت باتخاذ إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها.
ترامب يعتقد أن على بكين التوصل لاتفاق
من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترامب يعتقد أن على بكين التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية الإضافية المقرر دخولها حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وقالت كارولين ليفيت: "يريد الصينيون عقد اتفاق، لكنهم ببساطة لا يعرفون كيف يفعلون ذلك". "يعتقد (ترامب) أن على الصين عقد اتفاق مع الولايات المتحدة"، بحسب وكالة رويترز.
وأضافت أنه في حالة تواصل بكين مع واشنطن، فسيكون الرئيس الأميركي "كريماً للغاية، لكنه سيفعل ما فيه مصلحة الشعب الأميركي".
70 دولة تتواصل مع الولايات المتحدة
على جانب آخر، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ما يقرب من 70 دولة تتواصل مع الإدارة الأميركية من أجل بدء محادثات تتعلق بالحد من تأثير الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلنها ترامب مؤخراً.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض لصحافيين إن الولايات المتحدة ستعقد اتفاقيات من هذا النوع في حال كانت ستنعكس إيجابياً على العمال في الولايات المتحدة، وتعالج العجز التجاري المزمن للبلاد مع الدول الأخرى.
ووجه الرئيس الأميركي إدارته للعمل على "اتفاقيات مصممة خصيصاً" لكل دولة تتواصل مع الولايات المتحدة.
نتنياهو تعهد بالقضاء على العجز التجاري
في سياق آخر، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد خلال لقائه مع ترامب يوم الاثنين بالقضاء على العجز التجاري بين بلاده والولايات المتحدة، مشيرة إلى النقاش بشأن الرسوم الجمركية على إسرائيل لا يزال مستمراً.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام