لجريدة عمان:
2025-01-28@04:05:59 GMT

في حيِّنا بطل.. رواية لربى حب الرمان

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

في حيِّنا بطل.. رواية لربى حب الرمان

عمّان "العُمانية": تعاين رواية "في حيِّنا بطل" لربى حب الرمان، تحولات الإنسان في مراحل حياته لدرجة الانحراف الحاد في بعض الأحيان، مع التسليم بأن التعليم في الصغر هو كالنقش على الحجر بالفعل، فكل المبادئ التي يكتسبها الإنسان صغيرًا مهما حاد عنها فهو بالضرورة عائد إليها.وفي التفاصيل، يحكي الجد "نافع" لحفيده في الفصل الثاني قصة معبرة بعد أن اشترى الحفيد بلبلَين وحبسهما في قفص: "كان ياما كان في قديم الزمان، كان هناك عصفور صغير يعيش في أمان مع عائلته.

لم يلبث أن يتعلَّم الطيران حتى داهم عشهم السعيد الهادئ رجل عملاق، وقام بخطف الصغير بلا رحمة. وضعه بقفص صغير، حاول الصغير مرارًا الطيران والهرب، لكنه في كل مرة كان يصطدم بأسلاكه ويجرح نفسه حتى فقد الأمل تمامًا عندما صار جناحاه مشوهين بالكامل، لكن العصفور لم يتوقَّف عن المحاولة، فالتجأ إلى حنجرته، صرخ بأعلى صوته، بألحان التمرُّد والغضب والكآبة، ولكنه في كل مرة كان ينتج فيها لحنًا جديدًا يحصل إمّا على المزيد من الطعام أو يُنقل إلى قفص أكبر مع طيور أكثر! لكن ذلك لم يزده إلا تعاسة، حتى اختفى صوته وأغلق عينيه يحلم بالتحليق بين أشجار الزيتون مع أمه وأبيه".إثر هذا الموقف يأتي رد فعل الأب الهجومي على ولده حين ضبطه يفتح القفص للبلبلين ليحرِّرهما صائحًا: "تحرِّر العصافير؟ ماذا تحسب نفسك فاعلًا؟ الآن تحرِّر العصافير وغدًا فلسطين؟ ها؟ سامح الله من يملأ عقلك بهذه الأحلام، على كل حال، إن قمت بذلك، سأحرمك من المصروف لمدة شهر كامل". فلم يكن من الطفل سوى أن رضخ لمشيئة أبيه صاغرًا، ثم هرب إلى غرفة جده، الذي هدّأ من روعه، وقدم له صندوقًا في داخله ورقة كُتب عليها: "لكلٍّ منَّا جهاد ووسيلة، وجهادك قلمك".ومنذ ذلك الحين، أصبحت الكتابة هي ملجأ الطفل حين تضيق به السبل، ووسيلته للتعبير عما يجيش بصدره في السراء والضراء.وتأتي نصيحة الحاج نافع لابنته في ختام الفصل الرابع بمثابة حث على السعي مع التسليم بقدر الله في النتائج: "تذكّري دائمًا قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾، خذي بالأسباب ولكن دون تعنُّت وسخط، تأمَّلي وتفكَّري بتدبير ربك، توكَّلي عليه، ادعي بقلب واثق، سلِّمي، ومن ثم اخلقي لنفسك أفضل الفرص من المتاح".وفي بداية الفصل التاسع تصف المؤلفة الحالة النفسية للبطل، الذي يتذبذب بين الشك واليقين، فتقول: "ما إن بدأت الطائرة بالتحليق، حتى تخيَّل صادق همومه كالبيوت التي بدت وكأنها تنكمش شيئاً فشيئاً مع ارتفاع الطائرة، وما إن استقرت فوق الغيوم، حتى شعر بخفَّة في روحه تمامًا كما لو أنها كانت غيمة سوداء مثقلة بالمطر، فما لبثت أن أفرغت ما في جعبتها من قطرات حتى سمت وعلت. دبَّ فيه الحماس أول ما حطَّت الطائرة في المطار بعد خمس ساعات في الجو، قضاها ما بين قراءة، وتأمُّل، وكتابة، الأمر الذي هوَّن عليه طول المسافة".وترصد الكاتبة الانفعالات التي اجتاحت "رين" في الفصل الثاني عشر إثر استماعها إلى الآية الكريمة ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾، فظلت تفكر في حياتها الماضية، تقول الكاتبة واصفة تلك الانفعالات: "سادت الجلسة لحظات من الصمت، كانت رين تفكِّر في كلام إيثار وفي علاقاتها السابقة قبل طالب. تذكَّرت كم مرة تعرَّضت فيها للاستغلال والتلاعب، وكم مرة كُسر قلبها، الأمر الذي كاد يدمِّر حياتها لعزوفها عن الدراسة بسبب الاكتئاب لولا لطف الله فيها".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الكاتبة ريم مراد تطرح رواية "إليك أنتمي" في معرض الكتاب

طرحت الكاتبة ريم مراد أحدث أعمالها الروائية بعنوان "إليك أنتمي" بمعرض الكتاب الدولي الذي تقام فاعلياته ما بين ٢٣ يناير ل ٥ فبراير الجاري. وتعتبر رواية "إليك أنتمي" هي رابع كتبها وروايتها الثانية بعد نجاح روايتها الأولى "اجتياح". 

الكاتبة ريم مراد


وقالت ريم مراد عن روايتها بأنها رواية تُثير التساؤلات بدواخلنا ونحن نتتبَّع بطلَتَها من زمانٍ إلى زمانٍ ومن مكانٍ إلى مكان، حتى تصِل بِنا إلى الإجابة عن تساؤل لِمَن نقولُ: "إليك أنتمي".
وأضافت، رواية "إليك أنتمي" استوحيتها من قصة قصيرة كتبتها بعنوان "الجرس"، قصة قصيرة مليئة بالأحداث والشخصيات وشعرت إني ظلمتها عندما تركتها حبيسة في ملف قصصي القصيرة وبالفعل تحولت إلى رواية "إليك أنتمي".

ريم مراد، بدأ حبها للكتابة منذ الصغر فكانت بدايتها بكتابة مجموعة من القصص القصيرة التي حصدت اعجاب الكثيرون وجوائز كثيرة. ولكن رحلة الكتابة الاحترافية لريم بدأت في الأربعين من عمرها بطرح كتاب بعنوان " يوميات أم طالع حبابي عِنيها" عام ٢٠١٣ والذي حقق نجاحًا كبيرًا حيث طبع منه ١٠ طبعات وظل في قائمة الأعلى مبيعا في أغلب المكتبات وهو كتاب أدب ساخر عن يوميات أم مع أولادها ومغامرتهم، وقد شجعها هذا النجاح لتقديم العمل الثاني لها كتاب "ستات ورجالة طالع حبابي عينهم" في ٢٠١٤ كجزء ثاني لكتابها الأول وهو عن العلاقات بين الرجل والمرأة ونتاج اختلاف طباعهم بطريقة كوميدية ساخرة. بعد ذلك قررت ريم العمل على أول رواية لها في عام ٢٠١٧ بعنوان "اجتياح" والتي تقدم سرد واقعى لحياة سيدة فى منتصف العمر تتعرض لصدمة في حياتها الزوجية وتتقوقع لفترة ثم تبدأ من جديد لتقاوم وتبحث عن ذاتها وتجد شغفها الذي ضاع منها، وقد وصل نجاح الرواية لترشيحها من قبل الأطباء النفسيين لمرضاهم ليتخطوا مرحلة ما بعد الصدمة لما تحمله من أمل.
وفي عام ٢٠٢٥ بعد قفلة كاتب اصابت الكاتبة وعطلت إنهاء الرواية لفترة طويلة تم طرحها اخيرا: رواية "إليك أنتمي" أحدث أعمال ريم مراد التي تدور في أزمنة كثيرة وأبطال كثيرون وتنتقل بين الرومانسية والفانتازيا.

مقالات مشابهة

  • بحضور أميره فتحي.. توقيع رواية الملثم في معرض الكتاب
  • حفل توقيع رواية «27 يوم جواز» للزميلة آية الله الجافي بمعرض الكتاب
  • معرض الكتاب يناقش رواية «مأساة المترجم» بحضور Joao Reis.. صور
  • شاهد بالصور.. بعد أن وجدوا رفاته في مكان حطام الطائرة بالكباشي.. القوات المسلحة تقوم بدفن جثمان البطل الطيار وإبن السودان البار “مازن حولي” الذي استشهد داخل طائرته في يوليو 2023
  • تغريدة لافتة لباسيل عن أهل الجنوب.. هذا ما قال فيها
  • صدور رواية «الدائرة» لـ نجلاء علام بمعرض الكتاب
  • الكاتبة ريم مراد تطرح رواية "إليك أنتمي" في معرض الكتاب
  • حشوها داخل ثمار الرمان .. إحالة 6 أشخاص للجنايات لتهريب 932 ألف قرص مخدر
  • كوريا الجنوبية تصدر الاثنين تقريرها بشأن تحطم الطائرة الذي أودى بـ179 راكبا
  • مراسل سانا: وصول طائرة مساعدات سعودية إلى مطار دمشق الدولي، تحمل ما يقارب الـ 30 طناً من المواد الإغاثية، وهي الطائرة الـ 13 من الجسر الجوي الذي يسيره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية